شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
المشي في قاهرة نجيب محفوظ وإبراهيم عبد المجيد الشائخة

المشي في قاهرة نجيب محفوظ وإبراهيم عبد المجيد الشائخة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة نحن والتنوّع

الجمعة 10 مايو 202411:26 ص

في المواد الإعلانية التي يتم عرضها يومياً على التلفاز، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، ستسمع جملة أصبحت مصدر سخرية وتندر كبير على مدار سنوات: "أشتري وحدة سكنية في قلب القاهرة بمليون جنيه وقسّط الباقي". كلما سمعت أرقاماً تتعلّق بالأموال تحسّست محفظتي، لأنني أعرف أنهم يعرفون أن ما فيها لا يكفي ورغم ذلك لا يكفّون عن الدعاية والإعلان.

التندّر والسخرية سرعان ما سينتشران في كل عام، بسبب تضاعف الرقم الذي سيؤكد في كل عام على تدهور العملة والانفصال الكبير بين طبقات المجتمع.

على مدار سنوات وخلال المواسم الدرامية في رمضان، تزداد المواد الدعائية لكل شيء، وخصوصاً للمجمّعات السكنية الجديدة والفاخرة والتي تفتخر كلها تقريباً بكونها في قلب القاهرة. في السنوات التي تلت ثورة 25 يناير، بدأت القاهرة تخلو من جوهرها كعاصمة سكنية مركزية، وبدأ تحلّ  محلها -بالاسم فقط- أماكن سكنية أخرى، كالقاهرة الجديدة مثلاً أو العاصمة الإدارية الجديدة التي ستنازع القاهرة بلا شك في هذه المركزية، مع وجود مجمّعات أخرى أكثر قدماً، كـ"الرحاب" أو "الشروق".

هذه المجمّعات السكنية التي كانت تتصف يوماً ما بمميزات عديدة، أبرزها الابتعاد عن القاهرة المزدحمة، والابتعاد عن قاهرة الطبقة المتوسطة، قبل الثورة، هي مدن يتم الإعلان عنها الآن بأنها مدن في قلب القاهرة. عقدان من الزمن فقط رسّخا وجود هذه المدن، وغيرها من المدن الأحدث، في قلب مدينة الألف مأذنة، ولكن رغم ذلك لا يمكن أن يتبادر لذهن أي شخص حينما تخبره عن مكان في قلب القاهرة إلا وسط البلد، بداية من التحرير وشوارع طلعت حرب وعماد الدين والفلكي متفرّعاً لميدان العتبة وحتى أحياء الأزهر والحسين، أو وصولاً لشارع رمسيس وشبرا مصر حتى حي المظلات، أو حي الزمالك الأكثر أرستقراطية بسفاراته وقنصلياته المتعددة.

لا يمكن أن يتبادر لذهن أي شخص حينما تخبره عن مكان في قلب القاهرة إلا وسط البلد، ببساطة لأن هذا الانطباع الخاص بقلب القاهرة حاضر في أذهان الملايين ممن سكنوا هذه الأماكن على مدار أجيال متتالية

لا يمكن أن تحضر كلمة "قلب" مع مدينة مثل "الشروق" أو "الرحاب" أو حتى "مدينتي" التي مازالت المواد الإعلانية الترويجية لها حاضرة في كل المحطات، باعتبارها المدينة الأكثر تكاملاً.

ببساطة، لأن هذا الانطباع الخاص بقلب القاهرة حاضر في أذهان الملايين ممن سكنوا هذه الأماكن على مدار أجيال متتالية، أو حتى عبروا فيها في زيارات متكرّرة، أو عرفوها من خلال شاشات التلفاز التي رسّخت هذه الأماكن في أعمال فنية ودرامية لا حصر لها، بالإضافة للأدب الذي لعب دوره التاريخي في ترسيخ هذه المكانة في الوعي الجمعي المصري والعربي، وحتى الغربي، من خلال ما وصلهم عنه، ناهيك عن الكتب التاريخية التي تناولت قيمة هذا المركز ومدى رسوخه أمام الزمن في مجالات العمارة والهندسة.

كل هذا ربما قد يكون حدث فقط من خلال المشي في شوارع هذه المدينة الشائخة المريضة التي تلطخها التحديثات بتصميمات متعاقبة أو إهمال غير مسبوق، وشطب كل ما يزيد عن حاجة الدولة، بناءً على آراء مسؤولين من قائمة تسجيل الآثار، بدليل حذف وإعادة إدراج بعض المباني الأثرية والخلافات التي تنشب بسبب هذا الأمر كل فترة.

يخلق المشي ذاكرة بصرية غير قادرة على التطبيع مع كل ما هو مبهرج وغير حقيقي. المشي في مدينة تسكنها وتعرفها بأنها المركز. أنت أحد أبنائها المخلصين الذين يلعنون الزحام، ولكنك تألف نسيم ليلها وفراغ شوارعها، تفتح القاهرة ذراعيها بُحب لكل هؤلاء المخلصين لها.

أتساءل حين أرى إعلانات عن مدن في "قلب القاهرة" لم أرها أبداً رغم أني ابن القاهرة لما يزيد عن ربع قرن، أي قاهرة هذه؟ وما الذي يتم عرضه على الشاشات في أوصاف عديدة ولكني لا أراه في مدينتي الأم؟

أقرّر المشي كل يوم في أماكن متفرقة، أقطع أماكن طويلة جداً على قدميّ لأنني وقعت في غواية المشي منذ سنوات، أمشي في المدينة لساعات طويلة ولا أرى شيئاً مما يعلنون عنه، القاهرة التي يزاحمون بها قاهرتنا باطلة، مدن ومجمعات خرسانية مزيفة، كل الطقوس الاجتماعية فيها تتلخّص في زيارة المولات التجارية الفاخرة واقتناء أحدث الماركات والأكل في أشهر المطاعم وزيارة أشهر المقاهي، مدن توكيلات العلامات التجارية الأكبر والأشهر فقط، وهذا عكس قاهرة أخرى عرفتها من الأدب.

هل يمكن أن نمشي في مُدن مُتخيلة؟

لا تحضر سيرة القاهرة في الأدب إلا مقترنة غالباً باسم نجيب محفوظ، أديب نوبل. الرجل الذي وهب هذه المدينة روحاً شديدة الحيوية في أعماله، وشيّدها برؤية خاصة لدرجة تُرسخ هذا الانطباع في ذهن قُرّاء أدبه حول العالم. يتشارك أبطال نجيب محفوظ كلهم في المشي داخل هذه القاهرة التي تترسّخ وتتعملق في ذاكرة قارئ أدب نجيب محفوظ العربي والأجنبي، وخصوصاً هذا الأخير الذي مازال يطالع هذا المنتج بدهشة شديدة من دقة الرسم الهندسي لمناطق عديدة لم يتبق منها إلا شواهد.

ليس الزمن وحده هو العامل الأبرز ولكن للمدينة روح، شيفرة خاصة لا يمكن تمريرها للنسخ الأحدث من مدينة رغم التحوّلات الاسمنتية الكبرى التي تواجهها إلا أنها مازالت حية

يسكن أبطال آخرون لنجيب محفوظ في هذه القاهرة، يمشون فيها ويصفونها بدقة، ويوثقونها بمشهديته الدقيقة. وبالرغم من حقيقة أن الأعمال التي تناولت القاهرة في عالم محفوظ الروائي تهتمّ بتناول فلسفي ونقدي لظهور العديد من الطبقات الاجتماعية وتغير أنماط شخصياته تحت وطأة الحرب العالمية أو ثورة 1952، إلا أنه مع ذلك منح -من خلاله المشي- هذه القاهرة صيتاً ذاع وانتشر للعالم كله، وجعل من هذه العاصمة "القاهرة القديمة"، وأحيائها المتفرّعة راسخة في وجه التحوّلات الممسوخة والتي لم يعد باقياً منها إلا زحام لا ينقطع وشواهد لا ينظر إليها إلا الغرباء، باعتبارها آخر ما تبقى من مدينة ظلت صامدة لألف عام.

يوجد نسخ أخرى من القاهرة يخبرنا عنها الأدب أيضاً الذي يبدو كأنه أقرب معادل للقاهرة الحقيقية التي عرفتها أنا وجيلي. تبدو القاهرة من خلال المشي مدينة عائلية، أجيال تتعاقب، لكل من سكانها إرثه الخاص الذي يتركه لمن يأتي بعده، وهذا بلا شك غير موجود في المدن الناشئة حديثاً. ليس الزمن وحده هو العامل الأبرز ولكن للمدينة روح، شيفرة خاصة لا يمكن تمريرها للنسخ الأحدث من مدينة رغم التحولات الاسمنتية الكبرى التي تواجهها إلا أنها مازالت حية.

عملت لعام كامل في حي "الجمالية"، في مهنة شاقة تأكل أكثر من نصف اليوم، ولكن الشيء المميز الوحيد كان المشي في مكانٍ ما كما كنت أتخيله. درّبت نفسي على الاستيقاظ مبكراً قبل العمل لأخذ جولات غير نهائية في دهاليز تاريخية، تأملت شكل البيوت ورأيت النسوة ينظرن من المشربيات. في الأحياء القديمة في القاهرة يمكن -وبمجرد النظر- ملاحظة اختلاف نمط الحياة لسُكان هذه البقعة ومدى اختلافهم عن سكان وسط البلد أو الأحياء الأبعد.

في رحلات مشي طويلة، وبمعرفة عميقة للسكان تشعر وكأنك خارج الزمن، وباستثناء زوّار الأماكن السياحية المزدحمة دائماً فأنك تجد انتشاراً كبيراً للمهن التراثية القديمة، وميلاً للتمسّك بالتراثي في مقابل الحداثي. المشي في الأحياء القديمة يُعيدك للتراث، يُنفّرك بشكل غير واع من كل ما هو حداثي. ربما يُسبب المشي حالة من الحنين إلى الماضي -نوستالجيا- وربما يحدث هذا لأن الحقيقة تكمن في عجزنا عن إعادة خلق هوية بصرية أكثر جمالاً من السابق.

المشي هواية المُفلسين، وهذه حقيقة يعرفها أيضاً سكان القاهرة، حينما لا نملك المال نذهب إلى النيل، نمشي على الكورنيش لنشعر بحالٍ أفضل، نذهب إلى الزمالك للمشي في الزحام لننقذ أنفسنا من الوحدة، نذهب لوسط البلد لأن كوب الشاي الواحد على مقهى في شارع جانبي يمكن أن يساعدنا على رؤية أحد أصدقائنا بالصدفة لينقذنا من وحدتنا. القاهرة مربكة لا يسعها وصف واحد أو صفة واحدة.

لا تحضر سيرة القاهرة في الأدب إلا مقترنة غالباً باسم نجيب محفوظ، أديب نوبل. الرجل الذي وهب هذه المدينة روحاً شديدة الحيوية في أعمالهـ وشيدَّها برؤية خاصة لدرجة تُرسخ هذا الانطباع في ذهن قُراء أدبه حول العالم

المشي في الوقت الحالي!

لا يمكنك المشي في وسط البلد بشكلٍ آمن، لأنك ببساطة وطوال الوقت اعتدت السير فيها على قلقٍ. المشي في القاهرة أشبه بدخول ثقب زمني، وفي وسط المدينة تتوه دائماً مهما كنت خبيراً وقديماً في المشي.

المشي في وسط البلد "قلب العاصمة" الذي تبدل على مدار سنوات ببُطءٍ شديد، بداية من واجهات العمارات الفخمة التي بُنيت على طراز عالمي منذ الحكم الملكي لتُحاكي باريس وميلانو والعواصم الكُبرى.

المشي في وسط المدينة كفضاء سردي مناسب لقاهرة اليوم الضائع استدعى التاريخ الجغرافي للقاهرة ككل، بشوارعها ومقاهيها وسينماتها التي اختفت تقريباً. هذا المشي التوثيقي والتأريخي، والذي يُقارب بين قاهرة القرن الماضي والذي سبقه وقاهرة حالية بشوارع أساسية تُدلّل على هوية وملامح المدينة.

أرفض أحياناً دخول شوارع محدّدة فقط لأن الذكرى فيها تجلدني. القاهرة مدينة ذكريات بامتياز، في كل ركن تجد لقطة سعيدة لك ولكنك تنظر إليها بحزنٍ لأنها مضت. في صباح يوم العطلة أحب القاهرة لأنني أكون حُرّاً، لا أركض خلف الحافلة ولا أهتم بالتأخر على أحد. في أيام الأحد والخميس القاهرة مزدحمة طيلة الوقت، أحب يوم الأربعاء لأنه مناسب دائماً للمشي على كورنيش النيل، أعبئ صدري بهواء نظيف واستمتع بفراغ هذا الكورنيش على طوله بعد منتصف الليل. الثلاثاء يوم منحوس في القاهرة، تحدث فيه حوادث غير طبيعية على الدائري وزحام غير مبرّر طيلة اليوم. أما الاثنين والجمعة فهما أيام القاهرة الطيبة، جو معتدل وهدوء نسبي ونسمات هواء وقت الغروب، بالإضافة لزحام أقل. للقاهرة صورة ذهنية واحدة عند جميع من مشوا فيها مهما تغيرت الواجهات أو أسماء الشوارع، ومهما اختلف التوقيت. القاهرة نداهة، مدينة بما تحمله المفردة من دهشة وتفرد.

بين المشي في "مدينتي" والمشي في مدينتي!

مؤخراً اضطررت لزيارة صديق أتى من الإسكندرية لظروف عمل للعمل في "مدينتي"، المدينة التي تم الانتهاء من مرحلة سكنية فيها عام "2013''. الزيارة التي حدثت بالصدفة لهذا المكان أصابتني بالدهشة، لأول مرة أمشي في مول تجاري بهذه المساحة "Open Air Mall". الطريق إلى مدينتي تطلّب استقلال المترو لنصف ساعة من وسط البلد، ثم أتوبيس مخصّص للتوجه إلى مدينتي في 45 دقيقة، ثم أتوبيس آخر استغرق 20 دقيقة، كل هذا للتوجّه إلى مدينة في قلب القاهرة! بدأت رحلت البحث عن صديقي في هذا المول التجاري المفتوح الذي يتكوّن من شوارع وطرقات غير نهائية، تيه حقيقي لم يكن سببه أنني من الخارج أو أنني لا أمتلك سيارة عكس سكان هذا المكان، وبالطبع لم تكن دهشتي سببها الحقد الطبقي، لأنني أكره الخروج من محيط وسط البلد.

المشي هواية المُفلسين، حينما لا نملك المال نذهب إلى النيل، نمشي على الكورنيش لنشعر بحالٍ أفضل، نذهب إلى الزمالك للمشي في الزحام لننقذ أنفسنا من الوحدة، نذهب لوسط البلد لأن كوب الشاي الواحد على مقهى في شارع جانبي يمكن أن يساعدنا على رؤية أحد أصدقائنا بالصدفة لينقذنا من وحدتنا

الدهشة التي استمرّت معي حتى بعد العثور على صديقي سببتها كل هذه العوامل متراكمة، هذا عالم معزول بالكامل عن مدينتي أنا، أفراد أمن منتشرون بكثافة وكاميرات مراقبة في كل مكان، زحام تام على كل العلامات التجارية، وشباب من جيل Z، هم أغلبية الرواد، فيما يبدو أن هذا المول هو وجهتهم الوحيدة. المشي داخل مول تجاري ابتلع كل الوقت مع صديقي الذي يُدير علامة تجارية كبرى لأحد الشركات الرائدة في البصريات، والتي يبلغ ثمن القطعة الواحدة فيها أضعاف مضاعفة لراتبه الشهري، أو راتب أي موظف من الطبقة المتوسطة في القاهرة التي أسكنها. خرجت من المول مع صديقي، وبدأت رحلة البحث عن طريقة للعودة بالمواصلات، لأن وسائل المواصلات الخاصة مثل "أوبر" وغيرها ستأكل من المال ما لم أحسبه في بداية الشهر.

رحلة أخرى من التيه شاركني فيها صديقي الذي يحب المشي أيضاً، رأينا معاً مجمعات سكنية ميتة على جوانب الطريق السريع، مجرّد أبنية بلا أي صفة أخرى، مشي طويل جداً يشبه المشي في الصحراء، بإستثناء إضاءة هادئة عرفت فيما بعد أنها موضوعة لخدمة كاميرات المراقبة.

في رحلة العودة انتظرنا أتوبيس ينقلني من "مدينتي" إلى قطار مدينة "الشروق" الكهربائي. في الانتظار الطويل رأيت آخرين حولي، بالطبع ليسوا سُكان هذه المدينة، ملامحهم تشبه ملامحي ووجهتهم مثل وجهتي. كانوا سكان مدينتي أنا، القاهرة التي أعرفها.

في العودة تشاجر راكب مع السائق الذي أقسم بقدرته على منع الراكب من دخول "مدينتي" مرة أخرى، ما اعتبرته صيغة مبالغة كما يحدث في خناقات القاهرة التي لا شيء فيها إلا الصياح، ولكن صديقي الساكن الجديد في هذه المدينة أخبرني بقدرة السائق على إبلاغ الأمن بالواقعة التافهة التي لم يخطئ فيها جاري في الحافلة من الأساس، ولكن سلطة السائق تُمكنه من منع دخول هذا الرجل إلى المدينة باعتباره مجرّد عامل، ما يُشير إلى الفارق الطبقي الكبير بين الموظف في "مدينتي" وبين العاملين فيها، فابتلعت لساني وسكتّ.

في العودة، لم يكن في القطار الكهربائي الفاخر سوى عدد قليل من الناس، بدوا كلهم عائدين من العمل، وجوههم مصفرّة وأجسادهم مرتخية من فرط الإرهاق، كلهم زاملوني في رحلتي إلى الخط الثالث التي أخدت حوالي 40 دقيقة حتى العودة لقلب القاهرة الذي نعرفه كلنا، ثم بدأوا في الانتشار. المشي في القاهرة تحول من فُسحة الفقراء أو رياضة الأصحّاء إلى تمييز طبقي من الطراز الأول.

أنت لا تمشي في قاهرة واحدة لأن لكُل منا قاهرته، وبالتأكيد المشي في قاهرة نجيب محفوظ وقاهرة إبراهيم عبدالمجيد بكل عظمتها وفخامتها التاريخية لن يشبه المشي في مدينتك التي تعرفها أكثر من غيرك، وبالتأكيد لن يكون مثل المشي في مدينتي.

في الوقت الحالي يبدو الحديث عن القاهرة شائكاً، مدينة الثورة والحلم، مدينة، رغم كل ما حازت عليه من توثيق، إلا أن صورتها ضبابية في الأذهان. نستدعي القاهرة في أحاديث عديدة لأنها غائبة وحاضرة في آنٍ واحد، غائبة لأنها تتغير وحاضرة لأننا نتمنى أن تظل كما عرفناه. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

نرفض أن نكون نسخاً مكررةً ومتشابهة. مجتمعاتنا فسيفسائية وتحتضن جماعات كثيرةً متنوّعةً إثنياً ولغوياً ودينياً، ناهيك عن التنوّعات الكثيرة داخل كل واحدة من هذه الجماعات، ولذلك لا سبيل إلى الاستقرار من دون الانطلاق من احترام كل الثقافات والخصوصيات وتقبّل الآخر كما هو! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، فكل تجربة جديرة بأن تُروى. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard
Popup Image