شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
كتيبة البراء بن مالك… من الإقصاء السياسي إلى إطالة أمد الحرب في السودان

كتيبة البراء بن مالك… من الإقصاء السياسي إلى إطالة أمد الحرب في السودان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتطرف

الجمعة 3 مايو 202411:02 ص

على مدار عقود، ظلّ السودان مرتعاً للجماعات الإسلامية، وفي مقدمتها حركة الإخوان المسلمين، التي ظلت تظهر عبر واجهات وأسماء مختلفة للمشاركة في حكم البلاد، إلى أن أطاحت ثورة شعبية حكم حزب المؤتمر الوطني ذي التوجه الإسلامي.

ووضعت ثورة كانون الأول/ ديسمبر 2018 حداً لحكم الإسلاميين الذين ضاق بهم الشعب ذرعاً، لإخفاقهم في إدارة البلاد أملاً في تحقيق حقوق الشعب في الحرية والتنمية والأمن. لكن الإسلاميين لم يستسلموا بعد فقدانهم السلطة، فاستغلوا الاضطرابات في الفترة الانتقالية للعودة إلى المشهد السياسي من بوابة "دعم الجيش" في صراعه ضد المدنيين ثم في صراعة ضد قوات الدعم السريع.

بدأ الإسلاميون تنظيم صفوفهم فور سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، ومنذ انقلاب المكون العسكري (بعنصريه الجيش وقوات الدعم) على الحكومة المدنية في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، علا صوتهم الذي خفت بعد نجاح الثورة في إقصاء البشير في نيسان/ أبريل 2019 عن السلطة. وحين اندلعت الحرب الأهلية في 15 نيسان/ أبريل 2023، التحق المقاتلون المحسوبون على هذا التيار بالقتال إلى جانب حليفهم، القوات المسلحة، منتظمين في كتيبة تُعرف باسم كتيبة "البراء بن مالك".

أفراد من كتيبة البراء بن مالك يستعرضون سلاحهم

السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: ما هي كتيبة البراء بن مالك؟ وكيف ولماذا تشكلت؟ وما طبيعة الأدوار التي تؤديها في سياق الحرب الأهلية الراهنة؟ وهو ما نسعى للإجابة عنه في هذه العجالة.

"مقاومة شعبية"؟

صحيح أنّ أفراد هذه الكتيبة يُحسبون على "المقاومة الشعبية"، إلا أنّ مقاتلي "كتيبة البراء بن مالك" الذين باتوا يعرفون أيضاً بـ"لواء البراء بن مالك"، أقدم من تلك المقاومة التي استنفرها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في حزيران/ يونيو الماضي، أي بعد شهرين من اندلاع الحرب في السودان.

بحسب قوى الحرية والتغيير، فإن "الفلول" المصطلح الذي يشيرون به في كثير من الأحيان إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومن ضمنهم كتيبة البراء، يتحملون مسؤولية ما يحدث الآن في السودان لأن هذه المليشيات تبتز القوات المسلحة، وتتناسل يوماً بعد يوم مكونةً جيشاً بعد جيش مما يشكل خطراً حقيقاً ويطيل أمد الحرب الأهلية

وعقب سقوط نظام البشير، وجد الإسلاميون، بجميع أطيافهم، أنفسهم عرضة للاستهداف من قبل قوى الحرية والتغيير التي مثّلت الجناح السياسي للثورة، وخاصة بعد تضمين وثيقة المرحلة الانتقالية نصوصاً حول تفكيك نظام الإنقاذ والتمكين، واتخذت قرارات كان بعضها إقصائياً بشكل لا يخلو من الانتقام.

تشكلت كتيبة البراء في البداية لهدف معلن هو حماية الإفطارات الجماعية التي كانت تنظمها التيارات الإسلامية عقب الثورة، بعد تعرضها لمحاولات عنف متكررة من قبل أشخاص محسوبين على الثورة.

وظهرت الكتيبة إلى العلن بعد انقلاب البرهان في 2021. وقسّمت نفسها إلى ثلاث مجموعات في العاصمة السودانية الخرطوم بمدنها الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري).

ترويج لكتيبة البراء بن مالك

وكان عملها الأول سدّ النقص في المؤسسات المدنية بعد إضراب أغلب العاملين في القاطاعات الخدمية عن العمل احتجاجاً على انقلاب البرهان على حكومة الفترة الانتقالية، وفق معاصرين لتلك الأحداث.

وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، إيلي كوهين، إلى الخرطوم ولقائه البرهان، في شباط/ فبراير 2023، نظّم أنصار الكتيبة حفلاً لتأبين شهداء تحدث فيه الناجي عبد الله، أحد كبار القادة الإسلاميين الرافضين للتطبيع، وأحد كوادر المقاتلين المعروفين باسم "المجاهدين" في بدايات حكم "نظام الإنقاذ". 

هدد الناجي آنذاك البرهان وحميدتي بسبب التطبيع، كما تعهّد بألا يسمح الإسلاميون بمرور الاتفاق الإطاري، الذي كان من المفترض أن يوقعه الجيش قبيل اندلاع الحرب بأيام.

اللافت أنّ الكتيبة نظّمت حفل إفطار بتاريخ الأول من نيسان/ أبريل 2023، قبيل اندلاع الحرب بأيام، أعلنت فيه عن تحولها إلى "لواء" وتأسيس فصيلة "مجاهدات" باسم "أسماء بنت أبي بكر الصديق". 

وكتب قائد الكتيبة المصباح أبو زيد طلحة إبراهيم، عبر صفحته الرسمية في فيسبوك: "الشكر نبعثه لكل الإخوة المجاهدين والضيوف الكرام وأمراء المجاهدين والكتائب وشيوخ الحركة الإسلامية وأمرائنا الذين كانوا حضوراً أنيقاً بيننا".

وتتكون الكتيبة من شباب "الحركة الإسلامية" وهم الأقرب لجماعة الإخوان المسلمين، التي سيطرت على الحكم في البلاد بعد انقلاب عام 1989 الذي أطاح الحكم المدني. ويقود الكتيبة المصباح أبو زيد طلحة، الذي كان قبيل الحرب صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية في مدينة الخرطوم.

وبحسب ما تنشره صفحة المصباح على فيسبوك، تضم الكتيبة أفراداً مدنيين لا يتبعون المؤسسات العسكرية والأمنية، ويجمعهم الانتماء للحركة الإسلامية.

يقول أحد أفراد الكتيبة لرصيف22، مشترطاً حجب هويته، إنّ عدد الكتيبة يُقدر بأكثر من 50 ألف مقاتل، وتخطط في الفترة القادمة لإعلان هذا العدد بشكل رسمي، والتحول من لواء إلى فيلق. ولم يتسن لرصيف22 التحقق من صدق هذا الادعاء.

الترويج لكتيبة البراء بن مالك عبر فيسبوك

في السياق نفسه، كتب قائد الكتيبة عبر فيسبوك: "قريباً، 'فيلق البراء بن مالك'"، داعياً متابعيه إلى تصميم شعار للواء الجديد، يعبر عن التنوع والتسامح واستيعاب الجميع. ويشير التوجه لتشكيل فيلق بعد تحويل الكتيبة إلى لواء، إلى التوسع في أعداد وقوة مجموعة البراء بن مالك، التي تحظى بجمهور غير قليل في البلاد.

من رحم جماعة الإخوان المسلمين، وتحت مظلة الحركة الإسلامية، ولدت كتيبة البراء بن مالك بذريعة حماية الإفطارات الجماعية التي تنظمها التيارات الإسلامية… كيف انضمت إلى الجيش السوداني في قتال الدعم السريع؟ ولماذا تُتهم بإطالة أمد الحرب الأهلية؟

دور الكتيبة في الحرب

ويرى سياسيون في قوى الحرية والتغيير أن "الفلول" المصطلح الذي يشيرون به في كثير من الأحيان إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومن ضمنهم كتيبة البراء، يتحملون مسؤولية ما يحدث الآن في السودان، قائلاً إن هذه المليشيات تبتز القوات المسلحة، وتتناسل يوماً بعد يوم مكونةً جيشاً بعد جيش مما يشكل خطراً حقيقاً ويطيل أمد الحرب.

 أفراد من كتيبة البراء بن مالك

وبعد اندلاع الحرب، انخرطت الكتيبة في القتال إلى جانب الجيش، وفقدت العديد من الضحايا في مواقع مختلفة، خاصة مقر المدرعات جنوب الخرطوم. كما تقاتل الكتيبة في سلاح المهندسين بأم درمان غرب الخرطوم، وسلاح الإشارة في بحري شمال الخرطوم، إلى جانب تواجدها في معسكرات وادي سيدنا بمحلية كرري شمال أم درمان.

يُضاف إلى ذلك وجودها ضمن أغلب الفرق العسكرية التي تقع في الولايات التي تخضع لسيطرة الجيش السوداني، خاصة مدينة المناقل في ولاية الجزيرة والتي ما زالت تحت سيطرة الجيش. وكذلك هنالك عناصرها في مدينة عطبرة التي استهدفتها مسيّرات تابعة للدعم السريع خلال الشهر الماضي وتسببت في مقتل عدد من أفراد الكتيبة، وتعتبر الولاية الشمالية إحدى الحواضن لتلك الكتيبة.

وأُصيب قائد الكتيبة في إحدى معارك الخرطوم، وتم نقله للعلاج إلى أحد مشافي ولاية نهر النيل شمال البلاد. وبعد خروج البرهان من القيادة العامة للجيش بالخرطوم، بعد حصار دام خمسة أشهر، زاره في المستشفى في عطبرة. 

ويقول الصحافي المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد حمدان، لرصيف22، إن كتيبة البراء تستمد قوتها من تنظيم الإخوان المسلمين المتغلغل في بنية الدولة السودانية، خصوصاً المنظومة العسكرية والأمنية، والذي يدير المشهد من خلف الستار منذ خلع البشير.

ويوضح أنّ التنظيم يدير المشهد عبر عدة سيناريوهات، بدأت بفض اعتصام القيادة العامة ثم الانقلاب على حمدوك، وحينما فشل في العودة للسلطة أشعل  الحرب كسيناريو أخير، ويتحكم فيها عبر كتيبة البراء، وفق قوله.

ويضيف حمدان أنّ الكتيبة تحصل على السلاح عبر أذرع التنظيم الإخواني داخل الجيش، ولكن تسليحها خارج المنظومة المتعارف عليها، وليس للجيش سيطرة على حجم ونوعية التسليح الذي تتلقاه الكتيبة. ويردف بأنّ كتيبة البراء تمثل جوهر "الخلايا النائمة" التي ذكرها نائب البشير السابق، على عثمان، في لقاء شهير على قناة "سودانية 24" قبيل سقوط البشير.

يتفق رئيس هيئة الاتهام في محاكمة البشير وأعوانه، المعروفة بقضية "انقلاب 1989"، المعز حضرة، مع ما ذهب إليه حمدان. يقول لرصيف22 إن كتيبة البراء بن مالك قديمة، وهي من ضمن كتائب "الدفاع الشعبي" التي شاركت في حرب الجنوب وفي وأد المظاهرات السلمية، وهناك من يتهمها بالمشاركة في فض اعتصام القيادة العامة، وفق حديثه.

يتابع بأنّ الكتيبة تعتبر إحدى الخلايا النائمة على غرار هيئة العمليات والشرطة الشعبية والأمن الشعبي، ولها دور في إشعال الحرب.

من جهته، يعقّب الخبير العسكري والمختص في الجماعات الإسلامية، أسعد آلتاي، بأنّ دور كتيبة البراء في الحرب "كبير جداً"، وأنه لولا تدخلها لتحولت مجريات الحرب لصالح الدعم السريع، لأنهم يتميزون باستخدام الأسلحة النوعية مثل المسيّرات، وفق حديثه.

وحول مصادر تسليح الكتيبة، يقول لرصيف22 إن تنظيم "الحركة الإسلامية" كان لديه ترتيبات عسكرية، منها وجود مخازن أسلحة لم يكن للجيش علاقة بها، وهو أمر ذكره حميدتي في أحد تصريحاته.

ويشير آلتاي إلى أنّ قائد كتيبة المصباح كتب منشوراً في صفحته على "فيسبوك" قال فيه "عندما أرادوا تدريبنا على نوع من السلاح احتج قادة الجيش لعدم تمليكهم  لهذا النوع من السلاح"، ولكنه اضطر لحذفه لاحقاً، وفق حديث آلتاي.

الإسلاميون وخصومهم

من جانبه، سخر قائد كتيبة البراء المصباح أبو زيد ممن وصفهم بـ"الخونة والمخذولين" الذين يريدون فتنتهم مع الجيش، وفق قوله. كتب على فيسبوك، فليعلم الجميع أننا نحن "سند لقواتنا المسلحة ولدينا واجب نقوم به معها في خندق واحد وتحت قيادتها وانصياعاً لأوامر قواتنا المسلحة".

وأضاف فليعلم العالم أجمع أننا "نحن من هذا الشعب وأقل واجب نقوم به هو أن نقوي شوكة قواتنا المسلحة ونسندها ونسلمها أرواحنا ومالنا وأبناءنا، وبعد انقضاء المعركة لدينا معركة التعمير والبناء في مؤسساتنا وأشغالنا وقطاعاتنا المدنية والخدمية والاقتصادية والصحية وغيرها، وهي ما نعد له".

وأردف: "نحن جيل لا نتوارث الأزمات ولن نحمل على عاتقنا فشل غيرنا وصراعات أجيال مضت لم ننل منها سوى الشقاق والفراق. نحن جيل متصالحين بعضنا مع بعض، تتوافق أفكارنا في أن نصنع تغييراً يليق بنا وبطموحاتنا، تغييراً بالعمل والأفعال لا بالشعارات والضجيج".

"كتيبة البراء بن مالك تستمد قوتها من تنظيم الإخوان المسلمين المتغلغل في بنية الدولة السودانية، خصوصاً المنظومة العسكرية والأمنية، والذي يدير المشهد من خلف الستار منذ خلع البشير"... بمَ يرد الجيش السوداني وقائد الكتيبة المقاتلة في صفوفه على هذه الادعاءات؟

ولا يمكن تناول حديث الأطراف السياسية في السودان بعيداً عن السياق العام لما بعد ثورة كانون الأول/ ديسمبر، حيث تحوّل الإسلاميون من رأس السلطة إلى مجموعات عرضة للاستهداف والملاحقة على يد القوى الثورية والحكومتين اللتين شكلهما رئيس الوزراء آنذاك عبد الله حمدوك.

وتم استعباد جميع الإسلاميين، عدا جناح في حزب المؤتمر الشعبي الذي دخل في تحالف مع الحرية والتغيير بعد انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر، ولهذا أيد الإسلاميون الانقلاب، ونظموا أنفسهم في العديد من المبادرات، وضغطوا بالمظاهرات على غرار قوى الثورة من أجل المشاركة في صياغة مستقبل السودان.

لكن المخاوف تنبع من تحول الإسلاميين إلى الانتقام من خصومهم في قوى الثورة، إذ تتعالى نبرة الخطاب الإقصائي الانتقامي بين الإسلاميين عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي خطابات قادتهم.

ومن جانب قوات الدعم السريع، العدو اللدود لكتيبة البراء بن مالك، يقول إبراهيم مخير، مستشار قائد الدعم، إنّ مبدأ الفريق محمد حمدان دقلو في تحقيق السلام المستدام في السودان يستند إلى وضع حد نهائي لتعدد الجيوش وتشكيل جيش مهني قومي واحد يعترف بالتنوع الثقافي والعرقي للمجتمع ويحترم كرامة الإنسان.

ويبيّن لرصيف22 أنّ الحرس القديم في الجيش وأنصار النظام السابق الديكتاتوري من الإسلاميين والانتهازيين يسعون في الاتجاه المعاكس تماماً، بغرض توطيد فكرة تعدد الجيوش والميليشيات التي تمجد التطرف الديني والتمييز العرقي العنصري. ويرى مخير أنّ الدافع الأساسي لتبني تلك المجموعات هو الفساد، وليس له علاقة بالدفاع عن المدنيين أو الدولة أو الدين.

وحول كتيبة البراء، يذهب إلى أنّها وغيرها من المجموعات المسلحة التي تبناها الجيش تعكس فشله في أداء مهامه العسكرية، وما هم سوى مقاولين بالباطن يتدثرون بالإسلام، ويسعون لتبرير الفساد المتمثل في الاستيلاء علي موارد الدولة واحتياطاتها بحجة الدفاع عن المواطنين، وفق قوله.

مستقبل الكتيبة 

بدوره يشير أسعد آلتاي إلى وجود تململ بين قيادات الجيش من كتيبة البراء بسبب التمييز لصالحها، ويلفت إلى أنّه نفس التململ الذي عبرت عنه تلك القيادات تجاه الدعم السريع في بداية تأسيسه.

ويوضح أنّ قائد كتيبة البراء يستطيع ركوب عربة ومعه حراسه، ويذهب بها للمناسبات الاجتماعية، وبالمقابل لواء في الجيش السوداني يظل محبوساً في وادي سيدنا لتسعه أشهر ولا يستطيع رؤية أسرته.

"الإسلاميون ليسوا كتلة واحدة، فبعضهم انحازوا إلى القبلية وخلعوا عباءة الحركة الإسلامية ويقاتلون مع الدعم السريع ولكن الناس لا تتحدث عنهم".

في الأثناء، يقول الصحافي أحمد حمدان إن قادة الجيش منقسمون حيال كتيبة البراء، فبعضهم بدأ يرفض تمددها على حساب الجيش مثل شمس الدين كباشي، لكن في المقابل يمثل الجنرال ياسر العطا الداعم الأول للكتيبة المحسوبة على الحركة الإسلامية.

ويرى حمدان أنّ مستقبل الكتيبة رهين بموقف الجيش؛ فإذا تحلل من تنظيم الإخوان المتغلل داخله وذهب في اتجاه قوميته ستذوب الكتيبة مع تنظيمها السياسي، لأنّ كل المقاربات المطروحة لحلَ الأزمة السودانية تستبعد النظام القديم.

ويضيف "لكن إذا ذهب الجيش في تبني أطروحات نظام البشير فإن الكتيبة في طريقها إلى أنّ تكون قوات دعم سريع جديدة، وقد تطيل أمد الحرب وربما تشق صف الجيش بحيث يذهب صف في اتجاه الحلول التي تقصي المؤتمر الوطني وآخر في الخندق مع تنظيم الإخوان".

لكن الخبير آلتاي يرى أنّ كتيبة البراء لن تصبح مثل الدعم السريع، بل ستكون  مجموعة مميزة لا تنضم إلى الجيش، ودورها سينحصر في الاستنفار متى ما دعت الحاجة إليها، ودون ذلك سيعود أفرادها لممارسة أعمالهم في المجالات المختلفة.

وفي نفس السياق، يقول مصدر عسكري، فضل حجب اسمه، إن من حقّ أي مواطن سوداني الدفاع عن وطنه إلى جانب الجيش. ويضيف لرصيف22 أنّ هناك من يستنكر مشاركة الإسلاميين في الحرب ضد الدعم السريع، بينما الأخير استعان بمرتزقة من تشاد والنيجر وليبيا ومالي والكاميرون واستجلب مختصين في المدفعية من دولة جنوب السودان.

ويلفت إلى أن الإسلاميين ليسوا كتلة واحدة، فبعضهم انحازوا إلى القبلية وخلعوا عباءة الحركة الإسلامية ويقاتلون مع الدعم السريع ولكن الناس لا تتحدث عنهم.

ويشدد المصدر العسكري على أنّ الجيش قادر على التحكم في جميع القوات التي تقاتل إلى جانبه في حرب الكرامة، بما فيها كتيبة البراء والمقاومة الشعبية التي يجري الإعداد لقانون يحكم عملها، لتكون تحت قيادة الجيش.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

العدالة الاجتماعية ضرورةٌ ملحّة

بينما يحسب المتطرّفون أنّهم يحملون لواء العدالة، لكنّهم في الواقع، يتحدّون جوهرها، وهو أنّ لكلّ امرئٍ الحق في الشعور بأنّ رأيه وكيانه ووجوده أشياء مُقدَّرة، ولو اختلف مع الآخر.

في رصيف22، نسعى إلى نقل رؤيتنا، لنُظهر للعالم كيف بإمكان العدالة الاجتماعية والمساواة تحسين حياتهم، من دون تطرّفٍ، بل بعقلانيةٍ مُطلقة.

0:00 -0:00
Website by WhiteBeard