شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
فتح الله بركات... الرجل الذي كاد يصبح زعيم الأمة لولا صفية زغلول

فتح الله بركات... الرجل الذي كاد يصبح زعيم الأمة لولا صفية زغلول

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتاريخ

الاثنين 22 أبريل 202412:41 م

كان عُمدة قريته. لم يتلقَّ تعليماً جامعياً بعدما توقّف قطاره الدراسي عند المرحلة الثانوية، غير أنه امتلك ثروةً هائلةً جعلته واحداً من الأعيان. لاحقاً تمتّع بشعبية جارفة وشخصية قوية كادتا تجعلانه زعيماً لمصر كلها ذات يوم، لولا أن خسر المنصب في اللحظات الأخيرة.

هو فتح الله بركات باشا، ابن شقيقة سعد زغلول، وقيل في روايات أخرى إنه ابن خاله. قبل الحرب العالمية الأولى، كان المتحدّث باسم حزب الأمة ذي النزعة الليبرالية في مجلس شورى القوانين.

خلال ثورة 1919، لعب دوراً كبيراً في إثارة الطلبة حتى أنه تلقّى تحذيرات شديدة اللهجة من السلطات البريطانية.

على خُطى سعد

في نيسان/أبريل 1919، تقرر تشكيل لجنة الوفد المركزية لإدارة الوفد في ظل استمرار غياب زعمائه البارزين عن البلاد، فبعد قضائهم مدة النفي في مالطا، غادروها إلى باريس لعرض القضية المصرية على مؤتمر الصلح فيها، لذا احتاجت البلاد إلى لجنة مركزية لإدارة العمل الوطني فيها، وكان بركات عضواً في هذه اللجنة.

فتح الله بركات باشا، ابن شقيقة سعد زغلول، وقيل في روايات أخرى إنه ابن خاله. قبل الحرب العالمية الأولى، كان المتحدّث باسم حزب الأمة ذي النزعة الليبرالية في مجلس شورى القوانين

وفي 1921، إثر تصاعد الحركة الوطنية، ألقى البريطانيون القبض على سعد زغلول و5 من أعضاء الوفد، هم: فتح الله بركات، عاطف بركات، مصطفى النحاس، مكرم عبيد، سينوت حنا، وقامت بنفيهم إلى عدن ثم إلى جزيرة سيشل، بينما نُقل سعد إلى جبل طارق.

بعد وصول الوفد إلى الحُكم، عُيّن بركات وزيراً للزراعة في الحكومة ثم وزيراً للداخلية.

قال عنه القيادي الوفدي فخري عبد النور، في مذكراته: "تزاملنا 12 عاماً، فتكشّفت لي نفسه عن عظمة قُدرتها، كما قدّرها كل عارفيه، وخبرتُ فيه عن قُرب ما كنت أسمعه عن بعد، وزادتني وثوقاً به وبإخلاصه وقوة إيمانه الوطني الفرص التي هيّأتها لي الاجتماعات التي كنّا نحضرها معاً".

برغم الخلاف الكبير بين الوفد والحزب الوطني، لعب الوفد دوراً كبيراً عقب وفاة محمد فريد، رئيس الحزب الوطني، في برلين عام 1919، في إعادة جثمانه إلى مصر بفضل جهود الحاج خليل عفيفي، أحد تجار الزقازيق وعضو لجنة الوفد المركزية. وحينما وصل الجثمان من برلين إلى الإسكندرية، كانت في استقباله لجنة وفدية برئاسة فتح الله بركات.

بحسب شهادة فخري، فإن بركات كان يعتاد أداء صلاة التراويح في رمضان داخل الجامع الأزهر، وبعدها كان يخطب في الجالسين ويحضُّ المصلّين على التمسّك بالوحدة الوطنية ورفض الاستسلام للاحتلال.

ولكونه خطيباً مفوهاً، حجز فتح الله لنفسه مكاناً في المؤتمرات الحاشدة التي كان رجال الوفد ينظمونها في طول البلاد وعرضها خلال تلك الفترة. ففي 1920، أقاموا حفلاً بمناسبة حلول الذكرى الثانية ليوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر (عيد الجهاد الوطني)، فخطب بركات مادحاً سعد زغلول بوصفه "الوكيل المفوّض من الأمة، وزعيمها الأوحد الذي هو موضع ثقتها".

وفي نيسان/أبريل 1921، عاد سعد باشا إلى الإسكندرية بعد سنوات قضاها في المنفى، واحتشد المصريون في تجمعات هائلة لاستقبال زعيمهم حتى أن أعضاء لجنة الوفد المركزية لم يجدوا لأنفسهم مكاناً على الرصيف، فاستقل بركات "لنشاً" يستقبل به الزعيم فور وصوله.

فتح الله بركات

يقول فخري: "دخل سعد باشا الإسكندرية دخول الفاتحين، في موكبٍ لم تقع العين على نظيره حتى وصل إلى الفندق وصعد ليستريح".

خلال وجوده في الإسكندرية، ظهر مدى قُرب بركات من سعد، فهو الوحيد الذي كان يصحبه زغلول في زياراته الخاصة التي كان يقوم بها متسللاً من باب الفندق ليقابل وجهاء مصر ويُطلعهم على مستجدات الأوضاع السياسية في ظِل تمسّك الإنكليز بعدم الاعتراف باستقلال مصر.

الأمر تجدّد بعد أيام حين عقد سعد باشا احتفالاً في فندق "الكونتيننتال" لاستقبال الوجهاء والأعيان احتفالاً بعودته، إذ اختار بركات ليكون الشخص الذي يستقبل الحاضرين.

وعندما ضاق الإنكليز بأنشطة الأمير عزيز حسن، حفيد الخديوِي إسماعيل، قرّروا نفيه خارج مصر، فاختار الأمير، بركات، لاستكمال جهوده الوطنية ورئاسة لجنة "الدفاع عن الحرية السياسية" التي كان قد شكّلها لدعم تحركات الوفد في الساحة السياسية، قائلاً: "أنَبْنا عنا حضرة صاحب السعادة فتح الله بركات باشا في أعمال اللجنة حتى نعود إلى الوطن".

أول ما قام به بركات بعد رئاسته اللجنة، إقامته حفلاً لتكريم سعد زغلول وعددٍ من أصحابه المخلصين في فندق شبرد.

وبحسب مذكرات عبد النور، فإن بركات كان دائماً بصحبة سعد خلال جولاته المكوكية التي لفَّ خلالها محافظات مصر شمالاً وجنوباً، حتى أنه في تشرين الثاني/نوفمبر 1921، حين أقيمت الذكرى الثالثة لـ"عيد الجهاد الوطني"، علم بركات بمخطط بعض معارضي سعد للاعتداء عليه خلال خطبته، فوقف خلفه يحميه بصحبة شقيقه عاطف بركات حتى يتلقّيا الطعنة بدلاً منه.

ووفقاً لكتاب "الشيطان: تاريخ مصر بالوثائق السرّية البريطانية والأمريكية" لمحسن محمد، فإن بعض الأزمات السياسية التي كان يمرُّ بها سعد كانت تدفعه للاعتكاف في منزله ورفض استقبال أي شخص إلا فتح الله بركات.

 كان الوحيد الذي كان يصحبه زغلول في زياراته الخاصة التي كان يقوم بها متسللاً من باب الفندق ليقابل وجهاء مصر ويُطلعهم على مستجدات الأوضاع السياسية في ظِل تمسّك الإنكليز بعدم الاعتراف باستقلال مصر.

تقول أستاذة التاريخ عفاف السيد، في كتابها "تجربة مصر الليبرالية: 1922-1936"، إن سعد زغلول أعلن في آذار/مارس 1921، رفض محاولات عدلي يكن رئيس الحكومة رئاسة الوفد الذي سيقود مفاوضات الجلاء مع الإنكليز، وهو موقف أثار حفيظة عددٍ من كبار رجال الوفد الذي رأوا أن إصرار زغلول على قيادة فريق المفاوضات رغبة فردية يريدها لنفسه لا للحزب. نتيجةً لذلك استقال جميع أعضاء اللجنة المركزية الـ18 الذين أسّسوا الحزب.

وبحسب الدكتورة عفاف، فإن سعداً منذ عودته "كان يكره سماع أي رأي يتعارض مع آرائه"، حتى أنه لم يبقَ حوله سوى الشباب السياسيين مكرم عبيد ومصطفى النحاس ومحمود النقراشي، أما من رعيل الكبار فلم يبقَ بجانبه إلا واصف غالي وعلي الشمسي وفتح الله بركات.

بعد الاعتقال الثاني لزغلول، جمّع بركات باشا مَن تبقّى من رجال الوفد في منزله فحضر رجال الشرطة واعتقلوه بصحبة مصطفى النحاس وعاطف بركات ومكرم عبيد وسنوت حنا، ونفوهم إلى جزيرة سيشيل التي بقوا فيها حتى حزيران/يونيو 1923، حين أعلنت الحكومة البريطانية الإفراج عن المعتقلين.

في كتابها، نقلت عفاف السيد بعد اطلاعها على مذكرات غير منشورة لفتح الله بركات، تحدّث فيها عن تجربة وصول الوفد إلى الحُكم ورئاسة سعد زغلول للحكومة 1924، عنه عدّه التجربة هذه "تجربةً مريرةً، لأن كل أعضاء الحكومة كانوا مشغولين بترقية أقاربهم في الوظائف العامة بغض النظر عن أحقيتهم".

وبحسب ما نُقل من مذكرات بركات، فإن سعد زغلول أمر أتباعه المتحمسين -وعلى رأسهم النحاس- بإرهاق عدلي يكن عبر الإكثار من استجوابه في البرلمان أملاً في إجباره على الاستقالة، وهي سياسة أثارت ضيق بركات والشمسي لكنهما لم يعترضا عليها.

وفي 1926، عُقدت انتخابات برلمانية انتهت باكتساح الوفد، وهذه المرة آثر سعد التخلي عن منصب رئاسة الحكومة لعدلي يكن، الذي شكّل حكومةً -بالتنسيق مع سعد- اختير فتح الله بركات فيها وزيراً للزراعة.

بحسب محسن، فإن صحة سعد بدأت بالتدهور منذ منتصف آب/أغسطس 1927، وبدأت الصحافة بالتحدث عن "الانحراف" في صحة الزعيم، وبرغم تأكيدات الصحف أن صحة زغلول في تحسن إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك بعدما جرى استدعاء فتح الله بركات من رحلة في الأقاليم ليجاور فراش خاله. وفي يوم 23 آب/أغسطس أُعلنت وفاة زعيم مصر!

وفقاً لكتاب العقاد "سعد زغلول: سيرة وتحية"، فإن فتح الله كان شاهداً على اللحظات الأخيرة لوفاة سعد، بعدما مات أمامه في غرفته. يقول العقاد: "خرج فتح الله يمشي كالشيخ الهائم، شاحب الوجه، مذهول العينين، ثم ضرب فتح الله يديه على ركبتيه وجلس هو في جمود الأموات".

المعركة الأخيرة: مَن يخلف الزعيم؟

وفاة سعد زغلول تركت الساحة فارغةً خلفه للتنازع على عرشه، إذ لم يُعيّن ولياً للعهد، وهنا بزغت أسماء عدة دفعها الطموح وإمكاناتها الشخصية للسعي إلى رئاسة الوفد. على رأس هؤلاء فتح الله بركات.

بحسب ما ذكرته عفاف السيد، فإن من سوء حظ الوفد -إن لم يكن من سوء حظ مصر كلها- أن عملية اختيار خليفة سعد زغلول كشفت بوضوح حجم التيارات المتصارعة داخل الوفد. أيّد كبار السنّ والمعتدلون فتح الله بركات، بدعوى أنه سياسي ذكي وبارع في التعامل مع الناس ومع الفلاحين، برغم أنه لم يكن مثقفاً ثقافةً غربيةً ولا يعرف أي لغة أجنبية تعينه على الاتصال الفعّال بقوى الغرب كالإنكليز والفرنسيين وغيرهم، بينما اتّخذت جماعة المتشددين، النقراشي وأحمد ماهر (من رجال التنظيم السرّي المسلح التابع للوفد)، هاتين الحجتين وغيرهما سبباً لرفض ترشيح بركات وتفضيل النحاس عليه، مدّعين أن زعامة الوفد ليست إقطاعاً ينتقل من سعد زغلول إلى ورثته. في الحقيقة كانوا ينظرون بحذر إلى شخصية بركات القوية غير المأمونة بعكس النحاس الذي كان أكثر طواعيةً. حظي هذا الترشيح بقبول صفية زغلول التي لعبت دوراً حاسماً في ترجيح كفة النحاس على بركات، بسبب خلافاتها المتفاقمة مع الأخير ورغبتها في شغل مساحة أكبر في قيادة الوفد، وهو ما لن يسمح لها بركات به.

وفاة سعد زغلول تركت الساحة فارغةً خلفه للتنازع على عرشه، إذ لم يُعيّن ولياً للعهد، وهنا بزغت أسماء عدة دفعها الطموح وإمكاناتها الشخصية للسعي إلى رئاسة الوفد. على رأس هؤلاء فتح الله بركات.

وبعد 3 أيام فقط من فوز النحاس بالرئاسة، كتب هندرسون، وزير خارجية بريطانيا إلى حكومة بلاده قائلاً: "النحاس لا يشعر بالطمأنينة، عليه أن يواجه عداوة فتح الله بركات ومؤيديه".

في عهد مصطفى النحاس، تراجعت مكانة بركات في الوفد، ولم يعد في دوائر صُنع القرار المهمة حتى وإن عُيّن وزيراً في الحكومة التي شكلها الوفد بسبب التباين الحاد في مواقف كلا الرجلين. في مذكراته، يشكو فتح الله من تصرفات "رجال النحاس"، وعلى رأسهم النقراشي الذي يتحكم في تصرفات جميع أعضاء الوزارة وفقاً لإرادة النحاس، الأمر الذي دفع فتح الله لوصف هذه التصرفات بأنها "ديكتاتورية أشبه بديكتاتورية موسوليني في إيطاليا".

في مذكراته، أعرب بركات في أكثر من موضع عن فزعه من الاتجاه الثوري المتشدد الذي سار الوفد ناحيته، فيروي عن حديث سرّي جمعه بأحمد ماهر أخطره فيه الأخير بأن الملك فؤاد لو عارض الوفد فإن الحزب سيعزله عن العرش!

بمرور الوقت انقسمت اللجنة المركزية للوفد إلى فئتين؛ الأولى معتدلة هادئة تمتلك الثورة يقودها فتح الله بركات وعلي الشمسي، والثانية ثورية متطرفة يقودها متعلمون لا يملكون الكثير من الأموال ويقودها النقراشي ومكرم ويدعمها النحاس، وبينهما ظهر صدع كبير أثّر كثيراً على استقرار الوفد.

بحسب الدكتورة عفاف، فإن الخلاف بين المعتدلين والمتطرفين في الوفد بلغ أن فريقاً من المعتدلين -منهم بركات- بدأ بعقد اتصالات مع أحزاب أخرى كالأحرار الدستوريين بعدما عدّها أقرب إليه فكرياً من رفاقه في الوفد.

أشعلت هذه الخطوة غضب النحاس وعقد اجتماعاً ساخناً أعلن فيه رفضه لهذا التقارب حتى باغته القيادي الوفدي المخضرم ويصا واصف، بالقول: "لا نقبل منك هذه التصرفات الاستبدادية"، فغادر النحاس الاجتماع غاضباً. يوماً بعد يوم ازداد رفض بركات لسياسات النحاس حتى أنه خلال اجتماعٍ له مع محمد حسين هيكل باشا، القيادي في "الأحرار الدستوريين"، عدّ النحاس "عديم النفع".

قاد بركات جبهةً كبيرةً من الأعضاء؛ نجيب الغرابلي وحمد الباسل وعلوي الجزار ومراد الشريعي وعلي الشمسي وفخري عبد النور وعطا عفيفي، الذين عدّوا أنفسهم أغلبيةً تمتلك حق رفض الطريق الذي يسير فيه النحاس، فطلبوا عقد اجتماعٍ للجنة الوفد لمناقشة هذا الوضع، وللمرة الثانية تكرّر السيناريو نفسه؛ دارت معركة حامية انتهت بانسحاب النحاس من الاجتماع.

في عهد مصطفى النحاس، تراجعت مكانة بركات في الوفد، ولم يعد في دوائر صُنع القرار المهمة حتى وإن عُيّن وزيراً في الحكومة التي شكلها الوفد بسبب التباين الحاد في مواقف كلا الرجلين

حسب ما روى الدكتور وحيد عبد المجيد، في كتابه "أزمة الديمقراطية في الأحزاب المصرية"، تصاعدت الخلافات بين الطرفين إثر تحمّس جبهة بركات لتشكيل حكومة ائتلافية مع الأحزاب الأخرى، ورفض النحاس وأتباعه هذه الفكرة.

بعدها بلغ التطاحن بين الفريقين ذروته عندما وقعت أزمة بسبب أحد أعضاء الوفد ويُدعى نجيب إسكندر الذي اتُّهم بإلقاء قنبلة فأُحيل إلى المحاكمة، وكما هي العادة كُلّف محامون وفديون بالدفاع عنه فكانت هذه القضية من نصيب مكرم عبيد والغرابلي. خلال النظر في القضية، قرّر مكرم الانسحاب منها وبقي الغرابلي فوقع بينهما خلاف أهان فيه مكرم زميله في الوفد فتقدّم الغرابلي باستقالته.

قبول النحاس لهذه الاستقالة أشعل الصدام الأخير في الوفد بعدما وقف بركات وجبهته خلف الغرابلي وطالبوا بمحاسبة مكرم، فاتّهم الأخير بركات بأنه يسعى إلى تأليب الوفد ضد النحاس، وفي النهاية أمر النحاس بإقالة فتح الله بركات وحمد الباسل وفخري عبد النور وعطا عفيفي من عضوية الوفد في تشرين الثاني/نوفمبر 1932، بعدما عدّ موقفهم "خروجاً على الوفد وانفصالاً عنه".

على إثر هذه الأزمة لم يطل المقام طويلاً ببركات إذ توفي بعد عامٍ واحد من الانفصال عن الوفد الذي أفنى حياته في خدمته.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image