تماماً كما قرأ في كلّ الكتب السماويّة، تلك الّتي كانت تلفّ وتدور حول فكرة وحيدةٍ
تشبه العبرة الّتي يتركها للمشاهد فيلم هوليووديّ رديء ومضلّل.
*****
لا شيء يعني حين يأتي النّور من نافذة... لا شيء أبداً
سأتركها لشاعر بعدي يكتبها بطريقة ما
ربّما تكون أجمل، بل ستكون أجمل!
*****
هكذا وحيداً، سأكمل الخديعة دون أن أحرّك أصابعي أو أرمشَ.
لا شيء يعني حين يمرّ رتل معادن يترنّم بأغنية نسيها الرّعاة،
أو صاروا يتلعثمون بها مثل جراء فتية
إن حاولوا لمرّة تذكّرها.
أغنية الجنرالات المقتولين برجفة، المقتولين بالنّسيان.
أنا الآن متفرّغ لفهم جاري الذي يملك سترة عسكرية، مخصصة للعمل وللمشاوير القريبة، بزوجته التي استمرت بخياطة أكفان مزركشة... مجاز
*****
كما لا شيء يعني حين أفكّر أن أهتمّ بزوج من وحيد القرن
أنا الآن متفرّغ لفهم جاري الذي يملك سترة عسكرية
مخصصة للعمل وللمشاوير القريبة،
بزوجته التي استمرت بخياطة أكفان مزركشة.
*****
كان مقبلاً من آخر الزقاق، من آخر زقاق في مدينته
يلبس قميصاً شهياً، ويجرّ بياضاً خلفه،
يلبس قميصاً مريحاً،
الشعراء يشترون قمصاناً مريحة في آخر أعمارهم،
وكذلك يفعل كلّ البشر.
سأستمرّ بالخديعة حتّى أشتري قميصاً مريحاً وأجرّ بياضاً خلفي.
*****
حين ترّن سبابتك (لا يمكن لأحد أن يعرف لماذا وجدت هذه العبارة هاهنا في النص)
أساعد الغرقى على المزيد من المرح،
وعلى المزيد من نسيان كلّ شيء
أقول لهم بعين خبيثة: كانت الحياة وقحة، لا تستحقّ هذا التبرج
أو على الشّكل الّذي حاولتم فهمها.
*****
أنتظر بالقرب من دكاكين القرى، أنتظر كلاب الحقول، تلك التي
تدوس نوم الحراس، أنتظرها حتى الصباح.
في يدي شمعة ميتة، ومعي خوف يعقد لسان الدواب الغارقة في نوم الحظيرة
يشترك الناس عادة في صناعة فخاخ للطيور الصغيرة
وشراكاً لطير نادر.
*****
الكلام الذي تركناه على الشرفة الواسعة لتلحسه الهررة
الكلام الذي رميناه مع أعقاب السجائر
والكلام الذي دسسناه خلف ثيابنا الداخلية في أدراج صنعناها لمهام أخرى
أو عقلناه بدبوس على طرف قمصاننا
أو حفظناه في عتمة الثلاجات
كان لمن سيأتي بعدنا، من غير المؤمنين بما قلنا
لكن لا مفر لهم من استعماله.
إنها أشهر الوحشيات التي تعرض لها الإنسان، كان ذلك بالضبط حين نطق حروفه الأولى وردّد خلف شفاه أمه التي تلبستها الغبطة الساحرة.
لا أعرف تماماً لماذا لا يجلس البحر في قصائدي، مثل جار يمرّر فترة الظّهيرة، متعرّقاً يحدّق في السّقف. من المحتم أنّه لا يثق بأنّ ما أكتبه يمكن تسميته شعراً... مجاز
*****
لا أعرف تماماً لماذا لا يجلس البحر في قصائدي
مثل جار يمرّر فترة الظّهيرة، متعرّقاً يحدّق في السّقف.
من المحتم أنّه لا يثق بأنّ ما أكتبه يمكن تسميته شعراً،
مثل جار يمرّر وقت العصر بالتّفكير: لماذا لم تكن مؤخّرة زوجته أكبر بقليل، لماذا لم تكن نافرة إلى الخلف أكثر؟
لا أعرف بالضّبط لماذا لا يجلس البحر في قصائدي
مثل جار يمرّر وقت المغرب بالتّفكير: لماذا البيت جميل وخانق؟
*****
ضحكت أمّي ثم استدركت: " لا لا، قصدي السّمكات"
إذ قالت بالخطأ: "حبيبي حطّ البحر بالبرّاد".
لم أضحك لضحكها وأمضيت عمري - بينما هي أخذها الموت –
في المحاولة، مرّتان على الأقلّ كدّت أنجح، لولا أنّ البحر غول مخيف
لا يمكنك أن تتركه بثلّاجتك ليلاً، قد يفعل الكثير، من يعرف؟!
أخذها الموت. أيّ برود ووقاحة صحو تجعلني أكتب: "بينما هي أخذها الموت"؟.
لا يمكن أن أنسى كلمة "حبيبي" التي سبقت "حطّ البحر بالبرّاد"
كيف للأمّهات أن يرمين كلماتهنّ هكذا، دون حساب للخمش الّذي ستتركه في القلوب؟!
*****
الشّوارع التي كانت تأخذنا إلى "الشّاطئ الأزرق" في الّلاذقية،
الشّوارع ذاتها، مرّ فيها رؤساء دول ضيوف
حتى أننا في الثمانينيات كنا نروي نكتة سمجة عن ذكاء الرئيس مع ضيفه،
كما كنا نتداول نكات أقل سماجة
نتداولها مثلما يتداول أعضاء الحركات السرية مناشيرهم الورقية
نرميها ككرة ملتهبة في حضن الصديقة الجديدة.
كان أسلوباً في الإغواء، عادة ما نستخدم إلى جانبه شرائط كاسيت مغبرة لشعراء ومغنين شتموا الحكومات والقادة
شتائم لطيفة جداً، وعزفوا ألحاناً ساحرة لكلمات مخجلة بين الشعوب.
الشّوارع الّتي عبرها كلّ فقراء المدينة
التي عبرها كلّ أغنياء المدينة
قطعها الفتية أصحاب النصال الجديدة
قطعوها وهم يحلمون بشربة ماء أو زجاجة شراب مثلج.
كانوا يأتون إلى بيوتهم شحيحة الضوء بملح البحر على أعناقهم
ولمعان الشمس على أفخاذ السائحات ومؤخراتهن.
ومرّ بها عشّاق بسطاء وجدد
كانت غايتهم فقط أن يعصروا نهود عشيقاتهم في "المدينة الرياضية"
هناك بين الأشجار، بينما الحارس يراقب بنهم بسيط،
بنهم لا يمكن اعتباره علامة فارقة،
أو أسلوباً جديداً في التّجسس على عشّاق الحدائق،
إذ لابدّ في نهاية الأمر أن يتّجه نحوهما
وبصوت هادئ وواثق يطلب منها أن تبقى كما هي، متلبّسة بالعريّ
حقّاً، لماذا البحر لا يثق بما أكتب؟! لماذا لا يجلس في قصائدي مثل جار يمرّر وقت المساء بالتّفكير: لماذا شرفتي ليست على علوّ مناسب وشاهق؟... مجاز
فعلها مرّة حرّاس يتوزّعون بدقّة مدروسة في "جامعة تشرين"
فعلها مرّة حرّاس الجامعة التّابعين إلى حزب يقود الخراب إلى الخراب
يومها، وبينما كنت أنبش نهدك البارد من مكانه لأعصره بهدوء
كانت عيونهم تلمع بين الأشجار، في ذاك الّليل الذي لم ينته إلى اليوم.
*****
حقّاً، لماذا البحر لا يثق بما أكتب؟! لماذا لا يجلس في قصائدي مثل جار يمرّر وقت المساء بالتّفكير: لماذا شرفتي ليست على علوّ مناسب وشاهق؟
كلّ هذا لا يهمّ... لا يهمّ
سأستمرّ بالخديعة حتّى أشتري قميصاً مريحاً، وأجرّ بياضاً خلفي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع