شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
توابع الانحياز ضدّ فلسطين… دعوات المقاطعة الثقافيّة لألمانيا تكتسب زخماً في مصر

توابع الانحياز ضدّ فلسطين… دعوات المقاطعة الثقافيّة لألمانيا تكتسب زخماً في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتنوّع

الاثنين 19 فبراير 202406:32 م

بدأت مجموعة من المثقفين والفنانين والصحافيين والنشطاء في مصر حملة لمقاطعة الأنشطة الثقافية الألمانية، والضغط على حكومتهم، ممثلة في وزارة الثقافة المصرية، لوقف التعاون الثقافي مع ألمانيا، استجابة للدعوات الهادفة إلى المقاطعة الثقافية للدولة الأوروبية التي بادرت سلطاتها الرسمية إلى حصار الأصوات الداعمة للحقوق الفلسطينية. 

وأطلقت الجماعة الثقافية المصرية دعوة للتوقيع بشأن مقاطعة الأسبوع المصري- الألماني، الذي أعلنت عنه وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، الأربعاء 14 فبراير/ شباط، خلال لقائها مع سفير المانيا في القاهرة فرانك هارتمان، ولي لي كوبلر، المديرة الإقليمية لمعهد جوته في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكان اللقاء بغرض "بحث سبل التعاون الثقافي والفني، وآليات نقل الخبرات بين الجانبين، وإقامة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المشتركة، بالقاهرة والأقاليم، خلال الفترة المقبلة" وذلك وفقاً لبيان رسمي صادر عن وزارة الثقافة المصرية.

ووفقاً للبيان المفتوح للتوقيع الذي أطلقه الصحافي والناشط الحقوقي حسام بهجت ولقى استجابة من فنانين وكتاب وصحافيين وشخصيات عامة في مصر، فإن سبب الدعوة لمقاطعة الأنشطة الثقافية الألمانية هو "موقف ألمانيا الاتحاديّة على مدى شهور عن المشاركة المباشرةً في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية المستمرّة بحق الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة كما حقّه في الحياة، سواء بتسليح جيش الاحتلال الصهيوني بالذخيرة التي تقتل المدنيين وتستهدف كافّة أشكال الحياة في قطاع غزّة، أو بإعلان الانضمام -قبل أي دولة أخرى في العالم- لجانب إسرائيل أمام محكمة العدل الدوليّة في الدعوى المقامة من جنوب أفريقيا بتهمة الإبادة الجماعية، أو تقديم جميع سبل الدعم".

بدأت مجموعة من المثقفين والفنانين والصحافيين والنشطاء في مصر حملة لمقاطعة الأنشطة الثقافية الألمانية، والضغط على حكومتهم، ممثلة في وزارة الثقافة المصرية، لوقف التعاون الثقافي مع ألمانيا، استجابة للدعوات الهادفة إلى المقاطعة الثقافية للدولة الأوروبية التي بادرت سلطاتها الرسمية إلى حصار الأصوات الداعمة للحقوق الفلسطينية 

وتأتي دعوة الجماعة الجماعة الثقافية المصرية لتنضم للدعوة التي أطلقت داخل ألمانيا الاتحادية نفسها للإضراب الثقافي رفضاً لرقابة المؤسسات الثقافية الألمانية و"سياستها المكارثية"، وقمع حرية التعبير، وتجريم التضامن مع القضية الفلسطينية.

وحملت الدعوة عنوان Strike Germany وأكدت "أنه حين تزايدت صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل بمقدار عشرة أضعاف منذ بداية الهجوم على غزة، فإن اعتماد القطاعين الثقافي والأكاديمي الألماني الكامل على الأموال العامة كان سبباً على نحو متزايد في تحويل الإنتاج الثقافي إلى امتداد لسياسة الدولة. منذ أن أصدر البرلمان الألماني قرار مكافحة المقاطعة عام 2019، تعمل المؤسسات الثقافية على أساس أنه لا يوجد في ألمانيا مساحة للتضامن مع فلسطين، تحت تهديد فقدان التمويل".

وأضافت Strike Germany: "مع استمرار حملة الإبادة الجماعية في غزة فقد كثفت الدولة الألمانية قمع سكانها الفلسطينيين وأولئك الذين يقفون ضد جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل. يتم تصنيف احتجاجات التضامن مع فلسطين بشكل خاطئ على أنها معادية للسامية ومحظورة، وتداهم الشرطة أماكن الناشطين، وتتكرر الاعتقالات العنيفة، اجتاحت هذه الموجة أيضاً القطاع الثقافي والأوساط الأكاديمية، مما أدى إلى سلسلة من عمليات الفصل من العمل، والإلغاءات، والاستقصاء العلني، والرقابة الصريحة، مما أدى فعلياً إلى إسكات أي انتقاد للدولة الإسرائيلية". 

ورصدت حركة Strike Germany عدداً من حالات القمع ضد المثقفين والفنانين ذوي الأصول العربية والفلسطينية أو الداعمين للحقوق الفلسطينية بسبب موقفهم من إسرائيل ووصم أنشطتهم السلمية بمعاداة السامية، وكانت ألمانيا من أوائل الدول التي بادرت في أعقاب عملية "طوفان الاقصى" وما تلاها من عدوان مستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، إلى حصار الأصوات الفلسطينية واقصائها، إذ تم حرمان الروائية الفلسطينية عدنية شبلي من استلام جائزة LiBeraturpreis في معرض فرانكفورت للكتاب؛ وسحب اثنان من الرعاة الرئيسيين لجائزة هانا أرندت دعمهما بعد أن نشرت الفائزة، الكاتبة الأمريكية ماشا جيسن، مقالاً عن غزة وجرى إلغاء حفل منح الجائزة، كما تم حرمان المركز الثقافي عيون من التمويل وأجبر على الإغلاق بسبب استضافته حدثاً من قبل مجموعة تسمى "أصوات يهودية من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط”. 

تأتي دعوة الجماعة الجماعة الثقافية المصرية لتنضم للدعوة التي أطلقت داخل ألمانيا الاتحادية نفسها للإضراب الثقافي رفضاً لرقابة المؤسسات الثقافية الألمانية و"سياستها المكارثية"، وقمع حرية التعبير، وتجريم التضامن مع القضية الفلسطينية

ودعت الحركة إلى حماية الحرية الفنية ومكافحة العنصرية والرقابة المناهضة للفلسطينيين بأشكالها الرسمية، وبينما يتم إبادة غزة، يتحمل الفنانون والعاملون في مجال الثقافة مسؤولية النضال من أجل التضامن الدولي والحق في التحدث علناً ضد المذبحة المستمرة.

وتضامنت الجماعة الثقافية المصرية مع دعوة Strike Germany وجاء في بيانها "نعلن تأييدنا وانضمامنا للدعوة العالمية التي أطلقها المثقفون والمثقفات من أصحاب الضمير الحي من داخل ألمانيا ذاتها، والخاصة بمقاطعة الأنشطة الثقافية والفنية الألمانية أو المشتركة مع الحكومة والمؤسسات الألمانية المتواطئة بالفعل أو بالصمت، وسريان هذه المقاطعة طالما استمرت ألمانيا في الوقوف -من جديد- على الجانب المخزي من التاريخ". 

يقول الناشط الحقوقي حسام بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومُطلق الدعوة لرصيف22، إن الغرض من العريضة هو أولاً التعبير عن رفض إقامة الأسبوع الثقافي المصري الألماني، والإعلان مسبقاً عن مقاطعته باسم الموقعين، والهدف الثاني هو م"طالبة وزيرة الثقافة المصرية د. نيفين الكيلاني بالتراجع عن هذه الخطوة المستفزة وغير المقبولة وغير المفهومة في ظل التطورات الجارية".

أما الهدف الثالث، والكلام لا يزال لبهجت، فهو إعلان الموقعين عن انضمامهم لدعوة عالمية كانت أطلقت في يناير- كانون الثاني من داخل ألمانيا، تعلن "الإضراب عن أي مشاركة في نشاط مع الحكومة الألمانية أو المؤسسات الألمانية المتواطئة مع جريمة الإبادة في غزة، سواء تواطؤ علني أو بالصمت".

وأضاف "عدد الموقعين اقترب على 1000 موقع وسوف ننشر التوقيعات بعد اكتمالها تمهيدا لمطالبة وزيرة الثقافة المصرية بإصدار قرار علني بالتراجع عن هذه الخطوة".

وأوضح بهجت "كمواطنين نطالب الحكومة المصرية بجانب قيامها بدورها ومسئوليتها السياسية والإنسانية تجاه الحرب، نطالبها بالحد الأدنى أن تحذوا حذو دول أخرى في توجيه رسالة واضحة وصريحة في رفض مصر ليس فقط لجريمة الإبادة ولكن كذلك للمشاركة الفعلية لارتكاب هذه الجريمة سواء بالتسليح أو بالدعم الدبلوماسي والقانوني وتستهدف بالأخص الحكومتين الأمريكية والألمانية، اللتين على مدى الأشهر الخمسة الماضية لم يصدر منهما إلا كل ما من شأنه دعم إسرائيل لحرب الإبادة والمشاركة الفعلية في هذه الحرب".

حسام بهجت: الغرض من العريضة هو أولاً التعبير عن رفض إقامة الأسبوع الثقافي المصري الألماني، والإعلان مسبقاً عن مقاطعته باسم الموقعين، والهدف الثاني هو م"طالبة وزيرة الثقافة المصرية د. نيفين الكيلاني بالتراجع عن هذه الخطوة المستفزة وغير المقبولة وغير المفهومة في ظل التطورات الجارية"

وأكد أن "الهدف الأساسي أن تتراجع الوزيرة بشكل علني وفوري عن هذه الخطوة، وفي حال تجاهلت الوزيرة هذا المطلب المقدم من الجماعة الثقافية المصرية عليها أن تستعد لإقامة هذه الفعاليات ليس فقط في ظل مقاطعة نسعى لأن تكون واسعة النطاق، ولكن أيضا لأنشطة احتجاجية مضادة للطرفين وزارة الثقافة المصرية وشركائها الألمان".

الخارجية الألمانية لرصيف22 رداً على دعوات المقاطعة: لقاءنا مع وزيرة الثقافة المصرية كان ودياً ونحترم آراء المثقفين المصريين وحقهم في التعبير

ومن جانبه أكد الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد لرصيف22 أن "الوقت ليس مناسباً لإقامة مثل هذه الفاعلية، خاصة أن ألمانيا مانعة لأي موقف ضد إسرائيل، حتى أنهم منعوا الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي من استلام جائزتها في معرض فرانكفورت".

وتابع "كنت أتمني أن تؤجل إقامة الأسبوع الثقافي المصري الألماني أو أي نشاط ثقافي مشترك حالياً، ولكن أيضاً إذا أقيم فلكل شخص حريته في المشاركة من عدمها".

وأكد عبد المجيد "الموقف الرسمي ليس له علاقة بموقف المثقف، لكن كان من الممكن أن تؤجل فكرة إقامة هذه الفعالية لأننا في وقت تدعم ألمانيا إسرائيل في المذابح التي تفعلها فتستحق المقاطعة". 

ودانت التعليقات على دعوة المقاطعة الداعمة للقضية الفلسطينية أداء ألمانيا ودعمها غير المشروط لإسرائيل إذ قال محمد الخولي " حان الوقت لمقاطعة ألمانيا وكل الأنشطة المرتبطة بها، لمساهمتها في الإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين ودعمها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي".

وقالت د. راجية الجرزاوي الطبيبة والناشطة الحقوقية والباحثة في مجال البيئة وقعت "لأنني أستنكر الموقف الرهيب للحكومة الألمانية الداعم للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة".

وتواصل رصيف22 مع المديرة الإقليمية لمعهد غوته عبر مخاطبة رسمية وجهناها لمقر معهد غوته التابع للخارجية الألمانية في القاهرة، وكان رد المديرة الإقليمية للمعهد، الذي يمثل الذراع الثقافي لألمانيا في الخارج، لي لي كوبلر: "بالطبع نؤكد على احترامنا لآراء المثقفات والمثقفين أصحاب هذه الدعوة، فهذا من حقهم، وحرية التعبير حق أصيل يتبناه معهد غوته. في نفس الوقت يعتمد عمل المعهد على الحوار والتبادل والمقابلات الشخصية، وكان اللقاء مع وزيرة الثقافة في إطار التعارف الودي وتبادل الآراء حول عمل المعهد الروتيني في المجال الثقافي ودراسة اللغة الألمانية، وأوجه التعاون المعتادة بين الجانبين".

وتواصل رصيف22 مع رضوى هاشم المستشارة الإعلامية لوزارة الثقافة المصرية مراراً هاتفياً وعبر واتسآب للرد على دعوة المقاطعة ومطالبة الوزيرة بالعدول عن إقامة هذا الأسبوع، إلا أنها لم تستجب لاتصالاتنا ومحاولاتنا للتواصل لمدة 3 أيام استغرقها إعداد هذا التقرير للنشر. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image