شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"نريد أن يتم الاعتراف بمعاناة الجميع "... غزة حاضرة في مواقف برليناله الرسمية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والمهاجرون العرب

الجمعة 16 فبراير 202403:27 م

بلغ عدد المخرجين/ات اللذين/ اللواتي انسحبوا/ن من مهرجان برلين السينمائي "برليناله الرابع والسبعين، الذي افتتح أيامه العشرة البارحة، خمسة حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، وذلك استجابة لدعوات مقاطعة المؤسسات الثقافية والفنية الألمانية لموقفها من الحرب الدائرة على غزة ولإسكاتها الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية.

فقد سحب المخرج الكندي جون جرايسون فيلمه "القناع المميت" من المهرجان، كما أعلن المخرج الألماني البريطانى ذو الأصول الماليزية الصينية لورانس ليك انسحابه من برنامج المواهب، "برليناله تالنت"، بالإضافة للمخرجة الإيرانية مريم تفكري التي سحبت مشروعها السينمائي من "برليناله لابس"، بالإضافة لمخرجين أعلنا انسحابهما قبل إطلاق برنامج المهرجان وهما المخرج سونيل سانزيغيري، الذي كان مشاركاً بفيلمه "رفض مرتين، هل سنعترف بأنفسنا غير مكسورين؟"، والمخرج الغاني آيو تساليثابا الذي كان سيعرض فيلمه "القادمون الجويون".

وأبدت المخرجة الإيرانية تفكري امتعاضها من إزالة اسمها من البرنامج واستبدالها بمخرج آخر، فعلقت: "عندما تدعي المؤسسات أنها تحترم قرار الفنان/ة، فإن إحدى الطرق لإظهار هذا الاحترام هي الإعلان عن أسباب انسحابه/ا بدلاً من محوه/ا بالكامل".

سحب دعوات اليمين المتطرف لحضور المهرجان

وقد ذكر اثنان من المخرجين المنسحبين إن سبب انسحابهما، إلى جانب الموقف السياسي الألماني من الحرب في غزة، هو دعوة إدارة المهرجان لسياسيين/ات من حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف إلى حفل، والذي أعلنت إدارة المهرجان في الثامن من فبراير/ شباط الحالي سحبها للدعوات التي أرسلت لخمسة سياسيين من الحزب المذكور، وأرجعوا ذلك إلى: "كون الالتزام بمجتمع حر ومتسامح والوقوف ضد التطرف اليميني جزء من الحمض النووي لبرليناله. فلعقود من الزمن، التزم المهرجان بالقيم الديمقراطية ضد جميع أشكال التطرف اليميني. وقد دافع برنامج الأفلام ومهرجان برليناله كمؤسسة ثقافية عن ذلك". 

"الالتزام بمجتمع حر ومتسامح والوقوف ضد التطرف اليميني جزء من الحمض النووي لبرليناله. فلعقود من الزمن، التزم المهرجان بالقيم الديمقراطية ضد جميع أشكال التطرف اليميني". إدارة مهرجان برليناله

يأتي ذلك بعد أن كشفت الصحافة عن قيام حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف بمناقشة خطة سياسية بشكل سري: "لطرد ملايين الأشخاص ذوي الخلفية المهاجرة ودفعهم إلى الرحيل بشكل جماعي من ألمانيا، حتى لو كانوا مواطنين ألمان". وهو ما أثار غضباً في الشارع الألماني أدى إلى تظاهرات مليونية ضد الحزب وتراجع شعبيته، إذ شابه الحزب في طرحه ما جاء به الحزب النازي في ثلاثينيات القرن الماضي.

كما أعلن المهرجان عبر منصته الرسمية: "نراقب بقلق مدى تزايد معاداة السامية وخطاب الكراهية وغيرها من المواقف التمييزية المناهضة للديمقراطية في ألمانيا"، وأن سحب الدعوات جاء بسبب: "تنامي المواقف المناهضة للديمقراطية بشكل صريح للسياسيين/ات في حزب "البديل"، ومن المهم بالنسبة لنا - كبرليناله وكفريق - أن نتخذ موقفاً لا لبس فيه، لصالح ديمقراطية منفتحة".

"من المهم بالنسبة لنا - كبرليناله وكفريق - أن نتخذ موقفاً لا لبس فيه، لصالح ديمقراطية منفتحة".

وقال بيان المهرجان الموقع من مديري مهرجان برلين، مارييت ريسنبيك وكارلو شاتريان: "يتبنى حزب "البديل من أجل ألمانيا" والعديد من أعضائه/ عضواته وممثليه/اته وجهات نظر تتعارض بشدة مع القيم الأساسية للديمقراطية. فهناك مطالب بمجتمع متجانس، ومطالب لتقييد الهجرة إلى ألمانيا والترحيل الجماعي، وعنصرية تصريحات معادية لمجتمع الميم عين، فضلاً عن التحريف التاريخي الشديد والتطرف اليميني الصريح"، وهو ما وصفه المتحدث باسم السياسة الثقافية للكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا في البرلمان، مارك يونغن، بأنه ضربة للديمقراطية.

صوت عمال البرليناله

قال المهرجان في بيان في التاسع عشر من يناير/كانون الأول الماضي: "توفر المهرجانات السينمائية مساحة للتعبير الفني وتتيح الحوار السلمي. نحن نؤمن أنه من خلال قوة الأفلام والمناقشات المفتوحة، يمكننا المساعدة في تعزيز التعاطف والوعي والتفاهم، خاصة في الأوقات المؤلمة مثل هذه. ونعرب عن تعاطفنا مع جميع ضحايا الأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى. نريد أن يتم الاعتراف بمعاناة الجميع وأن يكون برنامجنا مفتوحاً لمناقشة وجهات نظر مختلفة حول التعقيدات في العالم. ويساورنا القلق أيضاً من انتشار معاداة السامية وكراهية المسلمين وخطاب الكراهية في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم. كمؤسسة ثقافية، فإننا نتخذ موقفاً حازماً ضد جميع أشكال التمييز ونلتزم بالتفاهم بين الثقافات".

وهو الأمر الذي لم يكن كافياً بالنسبة لأكثر من خمسين من العاملين والعاملات في مختلف لجان المهرجان الذين كتبوا بياناً للتعبير عن أصواتهم بهذا الصدد: "نعتقد بأن هناك جزءاً مفقوداً من المحادثة، ونؤكد على أهمية المهرجان وضرورته في معالجة الأزمة الإنسانية الحالية في غزة، باعتبارنا عاملين/ات في برليناله، ومعجبين/ات بسجل المهرجان الصاخب في الدفاع عن القيم الإنسانية، نشعر بالحاجة إلى تقديم موقف يبني على بيان المهرجان فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية الحالية في غزة، ونحن، من خلال أدوارنا كمبرمجين/ات ومستشارين/ات ومشرفين/ات وميسرين/ات وأصحاب مساحات، جنباً إلى جنب مع المزيد من العاملين/ات في برليناله، يمكننا، بل ويجب علينا، التعبير عن معارضتنا للهجوم الحالي على الحياة الفلسطينية".

"نشعر بالحاجة إلى تقديم موقف من قبل المهرجان فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية الحالية في غزة". جزء من بيان العاملين والعاملات، في مهرجان برليناله

كما طالب البيان بوقف فوري لإطلاق النار والدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن: "يواصل البعض منا – الموقعون/ات أدناه – المساهمة بعملنا في مهرجان هذا العام نظراً لإيماننا بدوره الأساسي وأهميته كمساحة ثقافية دولية، فهي مساحة تتحمل مسؤولية ليس فقط رفع مستوى الوعي وتعزيز النقاش ولكن أيضاً تضخيم المطالب العالمية والتعددية لإنهاء القمع والاحتلال والتهجير القسري والعنف. باختصار، الدعوة إلى السلام والتحرر. وتتماشى هذه المسؤولية مع التزامات المهرجان ومبادئه ومواقفه السابقة التي أكسبت برليناله مكانة مرموقة وفريدة في المشهد الثقافي".

ودعا البيان أيضاً لمواقف أقوى تجاه: "خسائر لا يمكن تصورها في أرواح المدنيين/ات في غزة ــ بما في ذلك أرواح الصحافيين/ات والفنانين/ات والعاملين/ات في مجال السينما ــ فضلاً عن تدمير التراث الثقافي الفريد". 

وفي بيان آخر دعا أكثر من 100 مخرج/ة من جميع فئات المهرجان المشاركين في الدورة الرابعة والسبعين لبرليناله، إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن والسجناء/ السجينات السياسيين/ات، إلى جانب المساعدات الإنسانية السريعة وجهود إعادة الإعمار، وإنهاء الاحتلال ووضع حد لجرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية وجيش الدفاع الإسرائيلي ضد المدنيين/ات الفلسطينيين/ات، والاستمرار في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان واستخدام منصتهم/ن لتعزيز التضامن العالمي، ودعم الأصوات المهمشة.

مشاركات عربية

يشارك المخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلاء في عضوية لجنة تحكيم قسم "Generation" لأفلام الشباب، فيما يشارك المخرج العراقي الفرنسي عباس فاضل في عضوية لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، وينافس فيلم "إلى أين أنتمي" للمخرجة التونسية الكندية ميريام جوبور على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان من بين 20 فيلماً، كما يشارك في المسابقة أيضاً فيلم "شاي أسود" لمخرجه الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.

ويُعرض خلال المهرجان فيلم "يوميات من لبنان"، للمخرجة مريم الحاج، وهو من إنتاج لبناني فرنسي قطري سعودي، في قسم البانوراما وينافس على جوائز الأفلام الوثائقية، ويضم منتدى برليناله، فيلم المخرج الجزائري عبدالنور زحزاح: "وقائع حقيقية حدثت في القرن الماضي بمستشفى الطب النفسي بالبليدة»، فيما يشارك فيلم "سكون" القصير للمخرجة الفلسطينية الأردنية دينا ناصر في مسابقة "Plus Generation" من إنتاج أردني مصري. 

ويُعرض في المهرجان الفيلم الفلسطيني "ليس هناك أرض أخرى"، إخراج باسل عدرا، وحمدان بلال، ويوفال أبراهام، وراشيل سزور، وهو من إنتاج فلسطيني نرويجي فى قسم البانوراما. 

تتباين وجهات النظر خلال المهرجان، ويتداخل الموقف السياسي الألماني مع المشهد الثقافي الذي قام بسحب العديد من ميزات العاملين والعاملات في الحقل الثقافي، ممن يدعمون فلسطين، ولكن يبدو أن برليناله يحاول أن يعكس صورة مختلفة لصناع الفيلم والسينما. يبقى الوقت كفيلاً بكشف المزيد من التفاصيل والمواقف ضمن المهرجان. 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard