"تأسلمنا تارة، وتمركسنا تارة أخرى"، هكذا اختصر الشاب أسامة الظاهري تجربة شباب تونس مع الأحزاب السياسية عقب ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011 التي كانت بمثابة الوريد الذي دفع بدماء جديدة في جسد فئة قاطعت لسنوات طويلة النشاط الحزبي، فانخرطت نسبة كبيرة من الشباب في الأحزاب والحياة السياسيّة بعد أن لعب دوراً أساسياً في الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
في هذا الصدد، يشير أمين عام حزب العمّال حمّة الهمّامي في حديث مع رصيف22، إلى امتداد أزمة الشاب الحزبية والسياسيّة بشكل عام إلى زمن حكم بن علي، مذكّراً بـ"استهداف الحركة الطلّابية والنوادي الثقافية بالتزامن مع القمع البوليسي، ممّا أدّى إلى تصحير الحياة الثقافيّة وتجهيل الشّباب الذي لعب دوراً أساسيّاً في الإطاحة ببن علي في ما بعد، لكنّه في النّهاية أصيب بخيبة أمل بعد التنكّر لمطالبه الأساسيّة".
وتراجعت الطفرة الحزبية والتسونامي الشبابيّة في الأحزاب والحياة السياسيّة في تونس بعد أن أصيب الشّباب بخيبة أمل، عائداً إلى مربّع العزوف إثر تغوّل الماكينة الحزبيّة على المطالب الاجتماعيّة.
شباب "مطرودون" من الأحزاب أم "مستقيلون مستقلّون"؟
تقول جريحة الثورة والناشطة اليساريّة والنّسويّة، جواهر شنّة، إن مساراتها وحزب العمّال، الذي كانت تنشط فيه، افترقت بعد مشاركة الحزب في المنظومة الديمقراطية عقب 2011، في ما وصفته بـ"الانتخابويّة الضيقة"، و"بدون هدف واضح، بما لا يمتّ بصلة للأهداف التي من أجلها انتميت لهذا الحزب، ومن أهمّها فضح المنابر البرجوازية". ترى شنّة أن هذه المشاركة للحزب "بيّضت منظومة الانتقال الديمقراطي التي حادت عن طريقها ومنحتها المشروعية، وحادت بالحزب عن النضال الشعبي ومحيطه الطبيعي من المفقّرين والعمّال والفلّاحين".
تراجعت الطفرة الحزبية والتسونامي الشبابيّة في الأحزاب والحياة السياسيّة في تونس بعد أن أصيب الشّباب التونسي بخيبة أمل عائداً إلى مربّع العزوف إثر تغوّل الماكينة الحزبيّة على المطالب الاجتماعيّة… ما الأسباب التي دفعت شباب تونس إلى ذلك؟ وكيف حاولوا التغلّب على نفورهم من الأحزاب السياسية المختلفة؟
من جهته، يتحدث أسامة الظاهري، وهو ناشط سياسي سابق في حركة النهضة، ثمّ الوطد الثوري فالوطد الموحّد (وكلاهما حزبان يساريان راديكاليان)، وأحد مؤسسي حراك "الموفما"، عن القبول المجتمعي للمبادرة الشبابيّة في الحياة الحزبيّة عقب 2011 قائلاً: "موجة، ومشينا معاها". يُسهب الظاهري في حديثه مع رصيف22، في عرض الإرهاصات الفكريّة والسياسيّة التي مرّ بها على المستوى الشخصي منذ ثورة 2011 التجارب الحزبية المختلفة والمتنوعة التي اندمج فيها.
ويوضح أن تجربته الحزبيّة بدأت مبكّراً، في سن السادسة عشرة في حركة النهضة الإسلاميّة ولم تتجاوز بضعة أشهر بعد أن اكتشف الفرق الشاسع بين ما يتبناه من مبادئ وبين ما تعتمده الحركة خاصة على مستوى الخطابات التي تتوجه بها علناً والتي لا تتفق مع ما يروّج في أروقتها، الأمر الذي يعتبره "في أضعف الإيمان، تردداً".
وفي خضّم بحثه عن هويّة فكريّة وسياسيّة، حملته السياقات إلى الماركسيّة الراديكاليّة، تحديداً إلى الوطدين "الثّوري" ثمّ "الموحّد"، تجربة يقول الظاهري إنّها حوّلته من مجرد متلقٍّ واستفزّت العقل النّقدي لديه. يشرح: "التجربة الحزبية اليساريّة، كانت تلزم منتسبيها خاصة منهم الشّباب، قراءة الكتب والمراجع ومناقشتها، ممّا خلق لهم زخماً فكريّاً… بذلك العقل النقدي الذي خلقه لنا اليسار، تعلّمنا كيف ننقد الذي تعلّمناه ونقدنا طريقة التّعلّم التي تعلّمنا بها ونقدنا الحزب الذي علّمنا".
مع ذلك، يستدرك الظاهري بأنّ الأحزاب اليساريّة تعيش دوّامة من الصّراعات الدّاخليّة التي تبتلع الأفراد، وخاصّة الشّباب منهم، بعيداً عن صناعة السياسة، ما أدّى في نهاية الأمر إلى اضمحلال فاعلية حضور هذه الأحزاب في المشهد السياسي في تونس، بالإضافة إلى قتل الطموحات السياسيّة لدى الشّباب وانسحابهم نهائياً من الحياة الحزبيّة والانطلاق في البحث عن سرديّات أخرى تترجم أفكارهم. ويردف: "نحن اليوم شباب مستقيلون مستقلّون، وإن أصر البعض على نعتنا بالمطرودين من الأحزاب".
شباب حركة النهضة يشعر بالتمييز
يتّفق محمد عيّاد، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة والمكلّف بالإنابة بملف الشّباب، مع كل من شنّة والظاهري، على أنّ الأحزاب السياسية عموماً فشلت في ترجمة رهانات الثورة من تنمية وبنية تحتيّة وتشغيل وعدالة اجتماعيّة في برامج واضحة وذات جدوى على أرض الواقع، بشكل يقنع المواطن التونسي بوجه عام والشباب بصفة خاصة. يضيف عيّاد أنه لم يكن هناك اعتناء كبير من قبل حركة النهضة بهذه الفئة رغم الهياكل المؤسّساتيّة للحركة على مستوى الشباب والناشئة والطلبة.
المدوّن هيثم الهمّامي لرصيف22: الشباب الفاعل وجد نفسه بعد 25 تموز/ يوليو 2021، في نفس الدائرة التي وجد نفسه فيها إثر التجربة الحزبية في عشرية الانتقال الديمقراطي التي تلت ثورة 2011، بل أسوأ في ظل تراجع صلاحيات مؤسسات الدولة خاصة على المستوى المحلي، ما ساهم في تراجع ثقافة المحاسبة تزامناً مع التضييق على الحرّيات
في المقابل، يؤكد عيّاد تشبّث الشباب الإسلامي، الذي يكتسح منذ 2014 الانتخابات الجامعيّة، بانتمائه الحزبي. ويوضح أن شباب حركة النهضة اختار اليوم عدم تصدّر المشهد لأن "الأولويّة اليوم بالنسبة لهم، معاضدة القوى الديمقراطيّة في مقاومة الانقلاب تحت لواء جبهة الخلاص الوطني". ويستطرد: "نشعر بنوع من التمييز ضدنا بعد حرمان شباب حركة النهضة من الاجتماع والنشاط بعد قرار السلطة الحاكمة غلق مقرّات الحركة"
"ألتراس سياسي" في الشارع التونسي
يرفض الباحث في علم الاجتماع، ماهر الزغلامي، تعميم تجربة فئة معيّنة من الشباب الذي مارس النشاط الطلّابي وشارك في الحياة الحزبية بعد 2011 ثم قرّر الانضمام إلى فضاءات أخرى كمّياً على الأقل على نسبة الشّباب العازف عن العمل الحزبي. ويوضح أنّه على عكس الحياة السياسية المنغلقة قبل ثورة 2011، حسب وصفه، شهدت السّاحة السياسيّة في تونس بعد هذا التاريخ، طفرة حزبيّة وجمعياتيّة هائلة، ما خلق فضاءات جديدة على غرار "قاوم" و"جيل الخطأ" و"الموفما"، معتبراً أن هذه المجموعات ما تزال تمارس العمل السياسي لكن بأشكال مختلفة.
هذه المجموعات الشبابية التي تنتظم اليوم خارج صندوق العمل الحزبي وتتماهى مع الشارع في شكل حركات شبابية أو جمعيات مجتمع مدني تمارس السياسة على طريقة "الألتراس السياسي"، على حد قول الزغلامي.
"ما نيش مسامح" تفتح الباب للأفقية
ويلفت الظاهري، باعتباره أحد قادة "الموفما"، إلى أنّ حراك "ما نيش مسامح" (أي لن أسامح) للتصدّي لمشروع المصالحة مع المتورطين مع الفساد الذي نجح في تأجيج الشّارع التونسي بشكل لم يسبق له مثيل منذ 2011، قائلاً إنه ساهم في رفع مستوى ثقة الشباب بأنفسهم وفي "النظام الأفقي والعمل الجماعي والذّكاء الجمعي"، مضيفاً: "لأول مرّة أشعر (كشاب) بأني فاعل. لم نتجاوز السبعين شاباً وتمكننا نسبيّاً من التصدّي لرئيس الجمهوريّة والبرلمان وكل اللّوبي الذي كان يختفي وراءهم من رجال أعمال وإعلام لمدّة ثلاث سنوات".
هذا ما فتح الباب إلى مزيد من التحرّكات والحراكات، وسط استحقاقات اجتماعية وسياسية وأمنية وطنية ومحلّية، برأي الظاهري، إذ يذكر أن "حركة شباب أريانة" التي تأسّست في 2019 وسمّيت في ما بعد بـ"الموفما"، جاءت تلبية لصوت الأحياء المهمّشة في العاصمة تونس، مشدداً "كنّا مشهورين على المستوى الوطني، لكن حومتنا (حي شعبي) لا تعرفنا".
يُعرّف الظاهري عن "الموفما" بأنها حركة مواطنيّة، وهي شكل من الفعل الجماعي جديد على المشهد التونسي الذي اقتصر في السنوات الماضية على الأحزاب والجمعيات والحملات والنوادي، وتنشط الحركة المواطنية في مجال سكني محدود تعمل على مشاغل المواطنين في هذا المجال بلا هويّة قانونيّة.
بكل حماس، يقول الظاهري: "مهجة الفكر اليساري هو خدمة الضعفاء، هذا ما كنا نبحث عنه ووجدناه من الحومة (حي سكني أو حارة) لناس الحومة، وبناس الحومة، في عمل جماعي أفقي تشاركي بلا زعامات، نؤمن بالتغيير وبتثوير النّاس على الأوضاع، وشعارنا ‘العدالة للهوامش‘... لم أعد يسارياً، لقد أصبحت حومانياً".
"قاوم... من أجل بديل اشتراكي"
تقدّم جواهر شنّة مجموعة "قاوم من أجل بديل اشتراكي" على أنّها مجموعة سياسيّة وترفض تقييمها على أنها مجموعة شبابية، قائلةً "نعم، أغلب المنخرطين في ‘قاوم‘ هم من الشباب لكن أيضاً ينشط فيها عدد كبير من كبار السن". وتوضح أنّ "مجموعة ‘قاوم‘ لا تختلف عن الأحزاب اليسارية فهي تنهل من نفس الفكر الماركسي اللينيني ولا ترفض العمل الحزبي الكلاسيكي النظامي. لكن ‘قاوم‘ تختلف في أنّها تتشبّث بهذا الفكر وتعمل على ترجمته إلى خطط عمليّة حقيقيّة".
تعدّدت التسميات والسرديّات، وظهرت فضاءات جديدة، وحركات اجتماعية، ومجموعات سياسية، جميعها تتماهى مع الشارع، وتبحث عن هويّة سياسية وتنظيمية، تنهل من التجربة بكل إرهاصاتها، وتتشبّع من الواقع بكل متغيّراته ومنعرجاته. فهل ستأتي هجرة الشباب التونسي من الأحزاب إلى الشارع بوعي جديد وفعّال؟ وهل تتحقّق المصالحة بينها وبين السلطة الحاليّة أم تختار البقاء في مربّع المعارضة؟
وتقول الناشطة التونسية إنّها متأكدة من نجاح "قاوم" في تحقيق أهدافها على المدى البعيد، موضحةً "المسار صعب ويحتوي على عدّة مطبّات، لكن أمامنا التجارب الفاشلة لأحزاب يساريّة كلاسيكيّة لم تتقدّم قيد أنملة بل تراجعت، ونعمل على أن تكون ‘قاوم‘ هي البديل الجديد".
هل هذه الحركات قادرة على إعادة بناء الخطاب الاحتجاجي في تونس؟
يرى الكاتب والمفكّر التونسي صلاح الدين الجورشي، حسبما يقول لرصيف22، أنّ تونس اليوم أصبحت فقيرة على مستوى قدراتها الشبابيّة المنخرطة انخراطاً فعلياً في منظومة تحسين الأوضاع، والتصدّي للانحرافات الكبيرة التي تهدّد الحياة السياسيّة في حين أنّ الحركات الاجتماعية في البلاد استطاعت في مرحلة من المراحل جذبت عدد كبير من الشباب بعد أن منحته نفس نضالي جديد.
مع ذلك، يستدرك الجورشي بأن "هذه الحركات الاجتماعيّة أصيبت ببعض الأمراض الحزبيّة ليتراجع تأثيرها على مستوى الفضاء العام، وخاصة لدى الفئة الشبابيّة، وهي بحاجة إلى وقفة لتقيّم وضعها بينما تحاول ملء الفراغ"، مردفاً "هذه الحركات لا يمكن أن تكون بديلاً عن الأحزاب السياسية ولكنها قادرة على إعادة بناء الخطاب الاحتجاجي في تونس، والدّفع بالسّلطة إلى مراجعة مواقفها".
في الإطار نفسه، يعتبر حمّة الهمامي أن "هذه التنظيمات الأفقية، لا تستطيع أن تكون بديلاً عن الأحزاب، لأنها لا تملك برنامجاً موحّداً، وتنظيماً موحّداً، وقيادة موحّدة، في مواجهة نظام عالمي تتجذّر فيه ‘المركزية‘ الماليّة، والأمنيّة والسياسيّة بشكل غير مسبوق والذي نجح في تشتيت وتجزئة القضايا".
أما ماهر الزغلامي، فيرى أنّ "البيئة ملائمة في تونس اليوم للنظام السياسي غير الحزبي في ظل نظام حاكم خاض الانتخابات ونجح في الوصول إلى الحكم بدون انتظام حزبي".
مرحلة؟
على النقيض، يقول لرصيف22 أحمد الهمّامي، المتحدث الرّسمي باسم تحالف "أحرار" المساند للرئيس قيس سعيد، إنه تم فسح المجال، بعد 25 تموز/ يوليو، للكفاءات الحقيقية المستقلّة والشابة لبلوغ مناصب كانت حكراً على الولاءات الحزبيّة الضيقة. مع ذلك، يرى ضرورة وجود مجموعات مجتمعية مستقلّة غير متحزّبة في الجانب المعارض، معتبراً ذلك "أمراً صحّياً يُعزز عمليّة البناء والإصلاح".
"هذه التنظيمات الأفقية، لا تستطيع أن تكون بديلاً عن الأحزاب، لأنها لا تملك برنامجاً موحّداً، وتنظيماً موحّداً، وقيادة موحّدة، في مواجهة نظام عالمي تتجذّر فيه ‘المركزية‘ الماليّة، والأمنيّة والسياسيّة بشكل غير مسبوق والذي نجح في تشتيت وتجزئة القضايا".
في المقابل، يشير المدوّن هيثم الهمّامي إلى أن الشباب الفاعل وجد نفسه بعد تموز/ يوليو 2021، في نفس الدائرة التي وجد نفسه فيها إثر التجربة الحزبية في عشرية الانتقال الديمقراطي التي تلت ثورة 2011، بل أسوأ في ظل تراجع صلاحيات مؤسسات الدولة خاصة على المستوى المحلي، ما ساهم في تراجع ثقافة المحاسبة تزامناً مع التضييق على الحرّيات، وفق تعبيره.
ويتنبّأ هيثم، في حديثه لرصيف22، بأنّ "ما يحدث اليوم من إرهاصات فكريّة وتغيرات سياسيّة وتحدّيات اجتماعيّة منذ 2011 لا بدّ أن تُنتج على المدى البعيد زعامات سياسية جديدة قادرة على استيعاب المشهد بعد مخاض طويل استهلك شبابه حتى أنضج وعيه".
الخُلاصة أنه قد تعدّدت التسميات والسرديّات، وظهرت فضاءات جديدة، وحركات اجتماعية، ومجموعات سياسية، وألتراس سياسي، جميعها أو بعضها يتماهى مع الشارع، و/أو يبحث عن هويّة سياسية وتنظيمية، تنهل من التجربة بكل إرهاصاتها، وتتشبّع من الواقع بكل متغيّراته ومنعرجاته. فهل تأتي هذه الهجرة من الأحزاب إلى الشارع بوعي جديد وفعّال؟ وفي أيّ شكل يتمظهر نضج هذه التجربة؟ وهل تتحقّق المصالحة بينها وبين السلطة الحاليّة أم تختار البقاء في مربّع المعارضة؟ أسئلة يبدو أنّها لن تحتاج وقتاً طويلاً للإجابة عنها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.