شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ما هي أبرز العبارات الصحيّة والرموز

ما هي أبرز العبارات الصحيّة والرموز "المضلّلة" على عبوات الطعام؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الأحد 28 يناير 202408:15 ص

أصبح المستهلكون أكثر وعياً بالصحة من أي وقت مضى، لذلك زاد اهتمامهم بالرموز والعبارات التي توضع على عبوات أو أغلفة المنتجات الغذائية والتي تهدف إلى جذب المستهلك لشراء هذه المنتجات.

وتُلزم الهيئات المختصة بسلامة الغذاء وحماية المستهلك جميع منتجي الأغذية بوضع الملصقات الغذائية لكل منتج لتمكين المستهلكين من معرفة محتوياته من سعرات حرارية وعناصر غذائية كبرى وصغرى. ومع ذلك يلجأ بعض منتجي المواد الغذائية إلى وضع ملصقات تتضمن كلمات تحفيزية قد تكون "مضللة"، وذلك لزيادة بيع منتجاتها ولجذب المستهلكين وإقناعهم بشراء منتجات قد تكون عالية المعالجة وغير صحية أو ذات سعر مرتفع، مستغلة قلة معلومات المستهلكين وصعوبة فهمهم للملصقات التي تُصاغ معلوماتها بطريقة معقدة.

عبارات وحروف مضللة

يرى الدكتور والتر ويليت، أستاذ علم الأوبئة والتغذية في جامعة هارفارد، أن هذه العبارات يتم اختيارها على المنتجات الغذائية بعناية من قبل مسوقي المواد الغذائية لزيادة رغبة المستهلك في شراء المنتج جاهدين للتوصل إلى شعارات تركز على المعلومات الصحية للطعام وتقع خارج نطاق لوائح إدارة الغذاء والدواء. فالملصقات على عبوات الطعام مثل مصدر جيد للألياف تشير إلى أن المنتج يحتوي على نسبة عالية من الألياف والتي تعتبر جيدة للهضم وصحة القولون، ومع ذلك قد تكون هذه الألياف معالجة صناعياً.

كما أن عبارة عالي البروتين أو منخفض الدسم قد تعتبر مرادفة لكلمة صحي في ذهن المستهلك، لكن بعض هذه المنتجات، مثل "البروتين بار" و"الزبادي منخفض الدسم" قد تحتوي على كمية كبيرة من السكر ومكونات أخرى غير صحية. 

عبارة "عالي البروتين" أو "منخفض الدسم" قد تعتبر مرادفة لكلمة صحي في ذهن المستهلك، لكن بعض هذه المنتجات قد تحتوي على كمية كبيرة من السكر ومكونات أخرى غير صحية.

ومن الضروري الانتباه إلى بعض الرموز غير المفهومة التي تعتبر غير صحية وكثيراً ما تظهر على أغلفة المنتجات المصنعة مثل الرمز "E" الذي يشير إلى احتواء الطعام على المواد الحافظة المصنعة والتي يترتب على تناولها آثار صحية سلبية، فالرموز "E102" و"E110" و"E122" و"E104" و"E129" هي مواد مضافة شائعة الاستخدام في الحلويات والمشروبات الغازية وحبوب الإفطار والكعك والآيس كريم. وقد يتسبب الإكثار من تناولها إلى ردود فعل سلبية لدى البعض مثل الطفح الجلدي، والوذمة الوعائية، والربو وفرط الحركة عند الأطفال. أما الرمز "E" مشطوب فيشير الى أن المنتج لا يحتوي على مواد حافظة.

تظهر الأبحاث أن إضافة الملصقات الصحية المضللة على الجزء الأمامي من المنتج يجعل الناس يعتقدون أن المنتج أكثر صحة من منتج مشابه لا يُدرج هذه الادعاءات صحية، مما يؤثر على اختيارات المستهلك. ومن أكثر الرموز المضللة الشائعة

خالٍ من السكر (Sugar Free)

عندما يظهر على المنتج الغذائي ملصق خال من السكر، يفهم المستهلك أن المنتج يخلو تماماً من السكر، ولكن يمكن للمنتجات المصنفة بأنها خالية من السكر وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن تحتوي على ما يصل إلى 0.5 غرام من السكر في حجم الحصة الواحدة. وقد يحتوي المنتج الخالي من السكر على محليات بديلة للسكر، مثل الزيليتول (xylitol)، والإريثريتول (erythritol) وهي مُحليات لها محاذير ينبغي معرفتها قبل استخدامها. 

الرمز "E" يشير إلى احتواء الطعام على المواد الحافظة المصنعة شائعة الاستخدام في حبوب الإفطار والكعك والآيس كريم. ويتسبب الإكثار منها بالطفح الجلدي، والربو، وفرط الحركة عند الأطفال. أما الرمز "E" مشطوب فيشير الى أن المنتج لا يحتوي على مواد حافظة

كما أن عبارة خالٍ من السكر لا تعني بأن المنتج صحي لأن المنتجات قد تحتوي في بعض الأحيان على مستويات أعلى من الدهون لتعويض الطعم والملمس المفقود عند إزالة السكر.

خالٍ من الدسم (zero fat)

تنتشر هذه العبارة بكثرة على منتجات الحليب والألبان والأجبان. وغالباً ما تُفسر كلمة خال من الدهن في أذهان المستهلكين بأن الغذاء صحي ويحافظ على صحة القلب. ولكن ما لا يعلمه المستهلكون هو أنه عندما تتم إزالة الدهون من أي منتج من منتجات الألبان تتم إزالة الفيتامينات الذوابة في الدهون والضرورية للجسم مثل فيتامينات "A" و"D" و"K" و"E"، فضلاً عن ذلك عند إزالة الدهون من المنتج يتغير طعمه وقوامه ولتعويض ذلك عادة ما تقوم الشركات المصنعة بإضافة المزيد من السكر والنشاء والصوديوم والمنكهات الصناعية وعوامل الربط والمواد الكيميائية التي قد تفقدها الكثير من مزاياها الصحية.

خال من الغلوتين (Gluten-Free)

أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قاعدة لوضع ملصق خالٍ من الغلوتين على المنتج الغذائي وهي أن يحتوي المنتج على أقل من 20 جزءاً في المليون من الغلوتين. ويتم وضع هذا الملصق لتنبيه المستهلكين الذين يعانون من عدم تحمل الغلوتين أو مرض الاضطرابات الهضمية.

عبارة خالٍ من السكر لا تعني بأن المنتج صحي لأن المنتجات قد تحتوي في بعض الأحيان على مستويات أعلى من الدهون لتعويض الطعم والملمس المفقود عند إزالة السكر. 

ولكن قد تضع بعض الشركات المصنعة هذا الملصق لأسباب تسويقية على العديد من المنتجات الغذائية التي من غير الممكن أن تحتوي أصلاً على الغلوتين مثل منتجات الذرة والمياه المعبأة والخضار، مستغلة الترادف الذي نشأ بين عبارة خالٍ من الغلوتين وعبارة صحي نتيجة قلة المعرفة الغذائية للمستهلك.

خالٍ من الكوليسترول (No Cholesterol)

قد يتوقع المستهلكون أن المكونات الموجودة في الأطعمة التي تحمل ملصق "خال من الكوليسترول" لن تحتوي على أي كمية من الكوليسترول. ولكن وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يمكن للمواد الغذائية المصنفة على أنها خالية من الكوليسترول أن تحتوي على كمية تقل أو تعادل 2 ملليغرام من الكوليسترول في كل حصة. وكما في حالة الغلوتين من الشائع أن يضع مسوقو المنتجات الغذائية ملصق خال من الكوليسترول على الزيوت النباتية لجذب المستهلكين لشرائها علماً أن الزيوت النباتية لا تحتوي بطبيعتها على الكوليسترول.

كيف نتجنب العبارات المضللة على عبوات الطعام؟

ينصح المستهلك قبل شراء المنتج الغذائي الالتزام بما يلي وفقاً لموقع هيلث لاين:

قراءة قائمة الملصق الغذائي بدقة

يتم إدراج مكونات المنتج حسب الكمية من الأعلى إلى الأدنى، وهذا يعني أن المكون الأول يشكل الجزء الأكبر من المادة الغذائية. فالقاعدة الأساسية عند شراء المنتج هي تفحص المكونات الثلاثة الأولى، لأنها تشكل الجزء الأكبر مما نأكله. فإذا كانت المكونات الأولى تشمل الكربوهيدرات المكررة، أو السكر، أو الزيوت المهدرجة، فيمكن الحكم بأن المنتج غير صحي. إضافة إلى ذلك، تشير الأطعمة التي تحتوي على قوائم طويلة من المكونات (أطول من سطرين إلى ثلاثة أسطر) إلى أن المنتج معالج بدرجة عالية، وعندها يفضل تجنب شرائه.

الانتباه الى حجم الحصة

يحاول المصنعون خداع المستهلكين بكتابة عبارات على بعض الأطعمة للاعتقاد بأنها منخفضة في السعرات الحرارية، أو الصوديوم، أو السكر المضاف، وغيرها من العناصر الرئيسية في قائمة العناصر الغذائية بسبب صغر حجم الحصة المذكورة المقترحة. 

القاعدة الأساسية هي تفحص المكونات الثلاثة الأولى، لأنها تشكل الجزء الأكبر مما نأكله. إضافة إلى ذلك، تشير الأطعمة التي تحتوي على قوائم طويلة من المكونات (أطول من سطرين إلى ثلاثة أسطر) إلى أن المنتج معالج بدرجة عالية، وعندها يفضل تجنب شرائه 

وفي الواقع غالباً ما تكون أحجام الحصص هذه أصغر بكثير مما يتناوله الأشخاص في المرة الواحدة. فعلى سبيل المثال قد تكون الحصة الواحدة نصف علبة صودا، أو قطعة بسكويت واحدة، أو قطعة شوكولاتة (30غ)، والكثير من المستهلكين لا يدركون حجم الحصة ويفترضون أن العبوة بأكملها عبارة عن حصة واحدة، في حين أنها في الحقيقة قد تتكون من حصتين أو ثلاث أو أكثر. لذلك عند الحكم على القيمة الغذائية للطعام، لا بد من التأكد من حجم الحصة الواحدة.

قراءة محتوى السكر على الملصقات الغذائية

من المهم للمستهلكين إدراك أن بعض الأطعمة السكرية قد لا تتضمن كلمة سكر في قائمة المكونات، فقد يتم إخفاء كلمة السكر تحت مسميات مختلفة بما في ذلك شراب الذرة وشراب الفركتوز، وسكر الفواكه وسكر العنب والمالتوز ودبس السكر وهي كلها مفردات أخرى تعادل كلمة السكر.

قد يكون اختيار الأطعمة الصحية أمراً صعباً، خاصة عندما يواجه المستهلك صناعة تسويقية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وتتمتع بالخبرة في بيع المنتجات وتضليل المتسوقين. وإحدى أفضل النصائح للمستهلكين هي تجاهل الملصقات التي تتضمن ادعاءات صحية والموجودة على الجزء الأمامي من العبوة تماماً، وقراءة الملصق الغذائي بتمعن، واختيار المنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات بنسبة 100٪.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

تنوّع منطقتنا مُدهش

لا ريب في أنّ التعددية الدينية والإثنية والجغرافية في منطقتنا العربية، والغرائب التي تكتنفها، قد أضفت عليها رومانسيةً مغريةً، مع ما يصاحبها من موجات "الاستشراق" والافتتان الغربي.

للأسف، قد سلبنا التطرف الديني والشقاق الأهلي رويداً رويداً، هذه الميزة، وأمسى تعدّدنا نقمةً. لكنّنا في رصيف22، نأمل أن نكون منبراً لكلّ المختلفين/ ات والخارجين/ ات عن القواعد السائدة.

Website by WhiteBeard
Popup Image