يوماً بعد آخر، تخفت الأصوات الصادرة من غزة. السبب ليس تراجع العدوان الإسرائيلي أو انخفاض حدة القصف أو بشاعة الجرائم المرتكبة في حق أبناء القطاع المحاصر، إنما بسبب استمرار فعالية الخطة الإسرائيلية في إسكات غزة عبر عزلها وقتل صحافييها ومؤثريها الذين تحولوا إلى الصحافة لتوثيق ما يجري من بشاعات داخل غزة وبثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقلة نادرة من وسائل الإعلام الجماهيري المعتدة بالصوت الفلسطيني.
على الجانب الآخر من معبر رفح، نافذة غزة المغلقة على العالم، يجاهد عدد من الصحافيات والصحافيين المصريين من أجل الحصول على فرصة القيام بدورهم المهني والإنساني في أن تغطية ما يجري داخل القطاع عبر محاولات عديدة للضغط عبر الاحتجاج والمطالبات السلمية على السلطات المصرية لمنحهم حق العبور إلى غزة.
أحدث تلك المحاولات كانت أمس الأربعاء، 13 ديسمبر/ كانون الثاني، بتنظيم عدد من الصحافيات والصحافيين المصريين، إضراباً رمزياً عن الطعام ليوم واحد، والاعتصام الصامت لساعة واحدة في مقر نقابة الصحفيين المصريين ومقار صحافية أخرى تحت شعار "لا للتهجير... لا للتوطين… أوقفوا العداون على غزة… التهجير خط أحمر".
على الجانب الآخر من معبر رفح، نافذة غزة المغلقة على العالم، يجاهد عدد من الصحافيات والصحافيين المصريين من أجل الحصول على فرصة القيام بدورهم المهني والإنساني في أن تغطية ما يجري داخل القطاع عبر محاولات عديدة للضغط عبر الاحتجاج والمطالبات السلمية على السلطات المصرية لمنحهم حق العبور إلى غزة
الفعالية التي نظمت أمس، سبقتها فعاليات ومحاولات عدة للتواصل مع السلطات المصرية للإسهام في إنقاذ قطاع غزة، رفعت تلك الفعاليات جميعها مطالب لدعم غزة الواقعة تحت عدوان عسكري إسرائيلي مكثف منذ صبيحة عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وكان "وقف العدوان الصهيوني، والتصدي لمخطط التهجير، ورفض الفيتو الأمريكي وتورط الدول الغربية ومشاركتها ودعمها لحرب الإبادة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني" أبرز المطالب التي رفعتها تلك الفعاليات.
تحت شعار "يوم بلا طعام لغزة"، دعت حركة "صحفيات مصريات" إلى المشاركة في إضراب رمزي عن الطعام، تخللته وقفة احتجاجية على سلم النقابة، ورفع أهداف على رأسها "الفتح الكامل لمعبر رفح"، تنديداً بالوضع "الكارثي" في غزة
بجانب هذه الساعة الاحتجاجية التي شهدتها مقار صحافية مصرية أمس، ومنذ بدء العدوان، ظهرت مبادرات داعمة، أبرزها الدعوة إلى إطلاق قافلة إغاثة تحت شعار "ضمير العالم" حظيت بمشاركات دولية، لكن انقطع طريقها للقطاع بسبب "التصاريح الأمنية" كما رصد تقرير سابق لرصيف22. ورغم ذلك لم يفقد المتضامنون الأمل، بل تعددت صور دعمهم ومنها المطالبة الآن بقيام الصحافيين المصريين بواجبهم في التغطية الميدانية لما يجري داخل القطاع الصحفيين للقطاع.
أيام لغزّة
تحت شعار "يوم بلا طعام لغزة"، دعت حركة "صحفيات مصريات" إلى المشاركة في إضراب رمزي عن الطعام أمس، تخللته وقفة احتجاجية على سلم النقابة، ورفع أهداف على رأسها "الفتح الكامل لمعبر رفح"، تنديداً بالوضع "الكارثي" في غزة، وهو ما استشهدت عليه بتفعيل الأمم المتحدة المادة ٩٩ من ميثاقها للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاماً، في محاولة لوقف الحرب الإسرائيلية بصورة عاجلة.
نقابة الصحفيين أرسلت في 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري وفداً إلى السفارة الفلسطينية لإعلان التضامن، وذلك بالتزامن مع تدشينها بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير شحنة مساعدات غذائية وطبية لأهالي القطاع، كما نظمت قبله يوماً تضامنياً مع نساء وأطفال فلسطين
كذلك دعا نقيب الصحافيين خالد البلشي إلى "رفع صور شهداء الصحافة الفلسطينية البالغ عددهم- حتى الآن- أكثر من 82 خلال العدوان الأخير الذي شهد أيضاً استهداف عشرات من أسرهم، والمطالبة بمحاكمة قتلتهم".
يقول البلشي عن مبادرة أمس وما تم تنظيمه: "دعوتنا النقابية الأساسية كانت ساعة الإضراب. وهذا باعتباره نشاطاً نقابياً متفقاً عليه في المجلس. وفيما يتعلق بدولة فلسطين بصورة عامة، فمنذ اللحظة الأولى والمجلس قرر دعم القضية. وفعاليتنا هذه ليست إلّا جزءاً من موقفنا الواضح تجاه القضية الفلسطينية".
وعمّا إذا شارك في الفعاليات جهات أخرى سواء نقابية مماثلة أو حزبية أو حقوقية، يوضح النقيب لـ"رصيف 22" أن تحرك هذا اليوم "كان مُخصصاً للصحافيين المصريين من نقابتهم للاحتجاج لمدة ساعة والمطالبة بوقف الحرب والعداون على غزة، وتأكيد لموقفنا المضاد للتهجير والتوطين".
ما يتم لأجل غزة لا يقتصر على يوم واحد، فنقابة الصحفيين أرسلت في يوم آخر هو 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري وفداً إلى السفارة الفلسطينية لإعلان التضامن، وذلك بالتزامن مع تدشينها بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير شحنة مساعدات غذائية وطبية لأهالي القطاع، كما نظمت قبله يوماً تضامنياً مع نساء وأطفال فلسطين.
وهذا ما يشابه مبادرات اتخذتها جهات أخرى، مثل حزب العيش والحرية (تحت التأسيس)، تنوعت بين الإضراب الرمزي عن الطعام، وقبله عقد ندوة لدعم نساء فلسطين، وكذلك دار الخدمات النقابية والعمالية بعقدها فعالية موسّعة بهذا الصدد.
زيارات منشودة
بين ما يسعى إليه الآن صحافيون مصريون هو السماح لهم بمشاركة زملائهم الفلسطينيين في ما يقدمونه من عمل وصفوه بأنه "أشجع صورة للعمل الصحافي لتغطية وقائع الإبادة الجماعية بحق شعبهم"، وذلك حسبما ورد في مذكرة طلبهم التي تقدموا بها لنقابتهم يوم 4 ديسمبر/ كانون أول الجاري.
عن هذه المذكرة التي اختُتمت بـ63 توقيعاً، تقول الصحافية المصرية هدير المهدوي "منذ بداية العدوان، أنا وكثير من زملائي نريد التوجه لغزة لكن لا نعلم كيف. زيّ ما تكوني بتلفي حوالين نفسك علشان تقدمي طلب زي ده. فالمشكلة عدم وضوح الإجراءات اللازمة لتمكين الصحفيين من التواجد هناك".
من بين المطالب كان السماح بدخول المصابين إلى مصر عبر المعبر، لا سيما أن المعبر يُعدّ المنفذ الوحيد الرابط بين غزة ومصر. لكن بقوة اتفاقية المعابر الموقّعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تلتزم الأولى ومصر بإبلاغ سلطات الاحتلال بأسماء الراغبين في المرور منه، ويحق لهذه الأخيرة حق الاعتراض
المهدوي التي تداوم على المشاركة في الفعاليات التضامنية مع فلسطين، تصف لـ"رصيف 22"، زملاءها من أبناء الأراضي المحتلة بـ"البطولة" كونهم مُصرّين على تأدية عملهم "في ظروف شديدة القسوة والصعوبة"، وتُشير إلى ما يحتاجونه أيضاً من تغطيات خارجية "لأنهم تعبوا".
وعن محاولات الدعم عبر التغطية الميدانية تقول المهدوي وهي صحافية تعمل بشكل حر: "أنا لا أتبع أي مؤسسة لتُرسل طلب باسمي لدخول القطاع، بينما أنا محتاجة دخوله للتغطية من أجل الأماكن التي أعمل معها. فما الحل؟ وهناك مؤسسات وصحافيون أجانب علمنا بمحاولاتهم لتقديم طلبات واتباع المسار الرسمي المفروض فيما يخصّ دخول غزة أو وصول معبر رفح، لكن دون ردّ عليهم. مثلما لا نعلم نحن أيضاً مصير طلبنا، بينما المفترض أن يكون الدخول متاحاً أيضاً لأطباء ودفاع مدني لمساعدة الناس في القطاع الجاري إبادته يومياً".
قتل العدوان الأخير على غزة ما لا يقل عن 17 ألفاً و900 شهيد، وذلك حتى يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، 70% منهم نساء وأطفال، وفقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، الذي أعلن أن عدد الجرحى 48 ألفاً، بجانب عدد كبير من المفقودين.
من بين المطالب كان السماح بدخول المصابين إلى مصر عبر المعبر، وقد سبق أن طُرحت عريضة للتوقيع على هذا المطلب. لا سيما أن المعبر يُعدّ المنفذ الوحيد الرابط بين غزة ومصر. لكن بقوة اتفاقية المعابر الموقّعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تلتزم الأولى ومصر بإبلاغ سلطات الاحتلال بأسماء الراغبين في المرور منه، ويحق لهذه الأخيرة حق الاعتراض.
كما تقول المهدوي "لا بديل للمعبر. وهو غير مفتوح بصورة دائمة أو منتظمة، بل بموافقة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وهو ما تسبب في تكدّس معظم المساعدات المتوجهة إلى القطاع في العريش، والناس بدأت تموت من الجوع، فلا طعام ولا مياه ولا وقود. ما يعني بالنسبة لي أنه مُغلق، وأن غزة تحت الحصار وتواجه العالم بمفردها حرفياً".
أهداف عديدة
الزيارة المطلوبة، وبحسب المُذكّرة التي نشرتها أيضاً حركة "صحفيات مصريات" في صفحتها على فيسبوك، لا تقتصر أهدافها على التغطية الميدانية فقط، إذ لها مطالب أخرى، على رأسها وفقاً لما ذكرت المهدوي "كسر الحصار. مثلما تفعل القوافل الطبية والإنسانية التي من المفترض أن تتوجه لها كلما وقع العدوان المتكرر من الاحتلال الصهيوني، والذي جاء هذه المرة بمستوى عنف وإبادة غير مسبوقين".
إيمان عوف التي تشغل موقع امين مجموعة "صحفيات مصريات" توضح لرصيف22 إن المجموعة لديها رؤية "لها جانب جندري وآخر سياسي، وجزء من رؤيتنا هو دعم الجانب الفلسطيني بكل الطرق الممكنة من خلال وجودنا في نقابة الصحفيين".
تبيِّن عوف ان هناك جانبين من انشغال المجموعة والمنتميات إليها بالضغط من أجل الحصول على الحق في التغطية على الأرض في قطاع غزة المحاصر: "باعتبارنا صحفيين، فدعمنا لغزة هو إظهار الحقيقة. نحن رأينا ما تعرض له الصحفيون الفلسطينيون، إذ أن أكثر من 70 منهم استشهدوا وبعضهم اغتيلت أسرهم. فكانت رسالتنا أننا صحفيين، وحتى لو قتلتوا كل صحفيي غزة، فنحن موجودين وسنغطي الحقيقة ونفضح الكيان الصهيوني. وطبعًا هناك فرق شاسع بين إني اغطي غزة وأنا هنا في القاهرة وبين تغطيتها من على أرض الواقع هناك، فالوجود وسط المكان نفسه يُشكّل فرق ويمكّنك من رؤية أمور قد لا تعلمي بها وأنت خارجه".
تتابع: "الجزء الآخر هو أنني لست متوجهة إلى غزة فقط كصحفية تحاول كشف الحقيقة وفضح جرائم الكيان الصهيوني، لكن أيضًا هو جزء من الدعم للصحفيين الموجودين هناك. لهذا نحن تقدمنا بطلب، وقبلها سعينا لإطلاق قافلة "ضمير العالم"، لكن كل هذه المساعي لم تلق استجابة، بل قابلها تعطيل شديد جدًا لم يأت من النقابة بل من الأجهزة المسؤولة عن فحص هذه الطلبات والنظر إليها بعين الاعتبار".
وشكّلنا لجنة إغاثة كان جزء من عملها جمع تبرعات، لكن للأسف القافلة لم تخرج من نقابة الصحفيين، لأسباب نحن أنفسنا لا نفهمها. فحتى القافلة الإغاثية التي جمعنا تبرعاتها، لم تتمكن النقابة من الخروج بها من مقرّها، وسلمتها إلى مجموعة مصر الخير؛ لهذا نحاول عمل الأمور بشكل مستقّل داخل النقابة.
وتضيف عن الأهداف الأخرى "لأن الزيارة من حقوقنا، ولنقل الصورة من على الأرض ليس كما ترسمها إسرائيل، ولدعم الصحافيين الفلسطينيين الأبطال الذين يقومون بدور لا وصف له في حجم البطولة وما يبذلونه من تضحيات لنقل الحقيقة".
يتفق مع الصحافية في هذا الوصف النقيب خالد البلشي، بقوله عمّا تشهده غزّة حتى فيما يخص زملاءه بأنه "أكبر جريمة عرفتها الصحافة في التاريخ الحديث".
ربما هذا ما جعل العالم يشهد يوم 11 ديسمبر تنظيم إضراب شامل وعلى نطاق واسع، استجابة لدعوة من ناشطين وجهات حقوقية ونقابية مختلفة حول العالم للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، وذلك بعد إحباط الولايات المتحدة الأمريكية إصدار مجلس الأمن الدولي قرار لوقف العدوان، إذ استخدمت ضده حق النقض "الفيتو".
"أضعف الإيمان"
أمام كل هذا، تصف هدير ما تحاول وزملاءها فعله بأنه "أضعف الإيمان"، وتقول "جزء كبير من الدخول وليس الاكتفاء بالمتابعة والتغطية، من هنا هو كسر الحصار، ودعم الصحافيين المنهكين هناك تماماً. كما أننا نفهم قواعد مهنتنا، ونعلم بعدم وجود إنترنت هناك في وقت التغطية الأهم فيه هو الميدانية. لهذا لا بد أن يكون التوجه إلى قطاع غزة متاحاً للراغبين، فالصحافة مهنة مستقلة حتى وإن كانت تمرّ الآن- للأسف- بوضع سيئ، ولا بد أن نحافظ على استقلالها".
ورغبة منها في الحصول على حقها في التغطية، تُشير إلى أن من بين الدوافع ما كان في بداية الحرب "هو تسبب الإعلام الغربي بكذبه وتضليله وتبنيه للرواية الصهيونية في نشر أقاويل. لماذا نثق في الإعلام الصادر من غزة وهو إعلام حماس؟ وقبل أن تتغير هذه اللهجة الغربية قليلاً بعد سقوط آلاف الشهداء. ورغم عدم شكّي في الإعلام الصادر من غزة، كان ردّي هو ما دمتم تشكّون فيه افتحوا المعبر لجميع الصحافيين! لماذا لا تحققون التوازن؟!".
في محاولة لتحقيق التوازن أمام "البروباغندا الغربية" لإسرائيل، توجّه الصحافيون إلى نقابتهم بطلب زيارة غزة، وعنه يقول البلشي "لا نملك كمجلس نقابة إلّا رفعه للجهات الرسمية المعنية التي يمكن تحقيق هذا الأمر"، موضحاً "لكن الأزمة حالياً هي أن الحرب الدائرة على الجانب الآخر تمنع حتى دخول المساعدات، فما بالنا بهذا المطلب في ظل هذا الوضع"، مُختتماً "لكننا سنبذل الجهد النقابي لتحقيقه. مع العلم أننا نحاول تنظيم قافلة نتوجه بها إلى رفح".
وعن الأيام المقبلة، تقول المهدوي: "طالما استمر العدوان على غزة ستستمر الفعاليات في مقر النقابة أو أمامها. وهذا أضعف الإيمان ومن قلة حيلتنا، فليتنا كنا نستطيع فعل شيء أكبر من هذا الذي نعلم أنه غير كافٍ. لكن بسبب غلق المجال العام في مصر لا يوجد حتى مساحة للناس للتضامن مع فلسطين، وهو ما رأيناه لدى غلق الأزهر حين خرجت منه مظاهرة تضامن مع غزة وأهلها أمام ما يتعرضون له من إبادة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 6 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون