شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
تاريخ موجز للأفلام الإباحية في أحشاء حي الجيزة

تاريخ موجز للأفلام الإباحية في أحشاء حي الجيزة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة نحن والحريات الشخصية

الخميس 7 ديسمبر 202312:01 م

كلما ازداد عمري ازددت سخطاً على الأفلام الإباحية الجديدة التي تنتج هذه الأيام، وازداد حنيني لعصري الذهبي، حين كان عمري أربع عشرة سنة أو أقل، نتشارك الأفلام القصيرة أنا والعيال في شارعنا الكبير، بعد أن نشتريها من سايبر تيتو في شارع الأمل.

تيتو هو صاحب أصغر سايبر في المنطقة، لا أعرف طول وعمق المحل تحديداً، لكنه كان يكفي آنذاك لثلاثة أجهزة كمبيوتر وجهازي بلايستيشن ومكتب تيتو صاحب الكمبيوتر الرابع. كان السايبر محرماً علينا -نحن الصغار- نظرا لرواده من الشباب الأكبر سناً، ولاختناق هوائه برائحة السجائر البوكس والحشيش، وفي بعض الأحيان الشيشة، لما تيتو تكون "غزالته رايقة".

يتطوع واحد منا، أجرأنا وأكبرنا سناً، وعادة ما يكون "ضيف"، ويذهب كل ما تهف الفكرة على عقولنا إلى تيتو، وهو محمّل بأرباع الجنيهات الفضية التي جمعناها، كلٌ حسب مصروفه، ليشتري بثمنها أفلاماً قصيرة، طولها من دقيقتين لخمسة تقريباً، ويبدأ ضيف في رحلته ونجلس نحن نلعب الكازوزة أو البللي حتى يعود.

بعدها نستغرق قرابة ساعة في توزيع الثلاثة أو الأربعة أفلام التي عاد بها، فقط لكل من يملك هاتفاً ذكياً يتحمل تشغيل الفيديوهات وفيه خاصية البلوتوث، ثم ننقسم إلى مجموعات، كل من ليس معه تليفون وشارك في الدفع يختار أحداً معه ويذهبان إلى حوش أو سطوح منزل أي منهما، وعادة كل واحد يعرف شريكه في المشاهدة.

كان السايبر محرّماً علينا -نحن الصغار- نظرا لرواده من الشباب الأكبر سناً، ولاختناق هوائه برائحة السجائر البوكس والحشيش، وفي بعض الأحيان الشيشة، لما تيتو تكون "غزالته رايقة"

كولومبيا، محبوبتي الجديدة التي ألهث بذكرها

من كم يوم مرّ أمامي فيديو على أحد مواقع البورن، كنت قد شاهدته مرة واحدة من قبل -منذ سنين- وافتتنت به، وحين صادفني مرة أخرى تشقلبت على السرير وهيّصت من الفرح. الفيديو مقتطع من فيلم كولومبي قديم، ولا يحتوى على كثير من المشاهد الإيروتيكية، هو مجرد محادثة طويلة بين شاب وأم صديقته التي انتهت لتوها من أخذ حمّام ساخن، وتقف خلف باب منزلها بجسد مبلل، ولا ترتدي إلا فوطة طويلة تلفّ بها نفسها، وتتحدث معه.

بالتأكيد لم أفهم من كلامهما أي شيء، وبعد دقيقة ونصف، تسبقه إلى الداخل إلى غرفتها لترتدي شيئاً، ثم يفاجئها هو بدخوله بعد ارتدائها فقط الكيلوت، ويتطارحان الغرام أرضاً (حرفياً).

لم أتذكّر أول مرة شاهدته فيها، ولكن أغلب الظن أنها في البدايات، في بداية اكتشافي لعالم مواقع الأفلام الجنسية وحدي، بعيداً عن عيال الشارع. هذا العالم الذي اكتشفت فيه لذّات لم أكن أتصور وجودها من قبل.

المهم أني انتهيت من الفيديو وفتحت التعليقات باحثاً عن اسمه، فوجدت جملة مكرّرة كثيراً بلغة لم أفهمها، وخمّنت أنها لابد أن تكون اسمه. بحثت عنها في محرّك البحث وجريت أبحث عن كل أفلام الممثلة الكولومبية.

البشرة سمراء ذهبية، الشعر قصير مبعثر، والسن في بداية الأربعينيات (وقت تصوير الفيديو)، عيون صغيرة وأنف حاد. وتكة كولومبية، جسد فارع ممشوق، وثدي واحدته في حجم رمانة كبيرة، مؤخرة غير ممتلئة وغير فارغة، متوسطة الحجم، مستوية بمنحنى على الجانبين، وشفتان صغيرتان مستعدتان للتقبيل.

ظننت لسذاجتي في بادئ الأمر أن كل النساء الكولومبيات بنفس الشكل، فتحت أكثر من موقع جنسي وكتبت في محركات البحث:

"Colombian mom"

"Colombian milf"

"Colombian women"

"Colombian girls"

 وهكذا، إلخ...

مسرحية أمام مار جرجس

بعد توزيع الأفلام –أو الفيديوهات- بيننا، وكل فرقة تنطلق في رحلتها لاختلاس اللذة، يكون نصيبي مع "حمّصة"، وينطق اسمه: واحدة الحمص، وغالباً ما نذهب إلى سطح بيتنا أو إلى شقتهم إذا كانت أمه ما زالت في عملها.

يدخل المفتاح في الباب ببطء ويديره، ثم يدخل ويلقي نظرة على كل الغرف والمطبخ والحمام، ليتأكد من عدم وجودها، ثم يناديني، فآخذ شبشبي في يدي وأدخل. هواء الشقة دائماً ما يكون مكتوماً، ورائحة عطن تخرج من منطقة لا استطيع أن أخمّنها كل مرة. صورة أبيه المعلقة على الحائط بشريط أسود في جانبها العلوي، ولوحة كبيرة بنصف طول حائط الصالة تقريباً لفارس على حصانه الأبيض، يرتدي بذلة حرب حديدية وعباءة حمراء، ويغرس رمحه في وحش أخضر شكله غريب، قال لي حمّصة ذات مرة إنه تمساح.

ندخل إلى غرفة النوم، ونجلس على الأرض مستندين إلى السرير ونشاهد الفيديوهات تباعاً، ثم نعيدهم مرة واثنتين. كنا لم نستطع، في هذا السن بعد، الاستمناء، فنلعب بأعضائنا من فوق البنطلون خلسة، بعد أن كرّرنا المشاهدة عدة مرات وأصبحنا على حافة الملل، حينها تنتهي هذه الفقرة فنقوم إلى الحمام لنتبول معاً، واحد في القاعدة وواحد في البانيو.

يصبح في عقولنا مع الوقت سيناريو شبه محفوظ للأفلام التي نشاهدها، غالباً ما تحتوي على ممثل واحد وممثلة واحدة، يتقابلان ثم بلا بلا بلا، ثم يحاول أحدهما إغواء الآخر فتبدأ المعركة. والمعركة أيضاً بسيناريو محفوظ غالباً، مصّ العضو الذكري ثم لحس العضو الأنثوي، ثم إيلاج، ثم تغيير الوضع كل مدة معينة على حسب طول الفيلم حتى لا يمل المشاهد، ثم مصّ ثم قذف ثم "cut" النهاية.

ولكن أنا وحمّصة كان لنا مزاج آخر، لذلك كنا دائماً معاً، نفضل الفيديوهات المقتطعة من أفلام قديمة، الأفلام التي تكثر فيها القبلات والأفعال الرومانسية التي تسبق المعركة المحفوظة، حتى ولو لم يظهر أمامنا عري الممثل/ة، ولكننا كنا نقع في غرام هذه الأفلام، وبعد أن نتبوّل ونخرج من الحمام، نجري مرة أخرى على غرفة النوم، ونبحث في ملابس أم حمّصة، ويرتدي كل منا أي شيء يقابله: قميص، طرحة، سوتيان، كيلوت، شراب، أي شيء... بعدها تبدأ فقرة المسرحية.

بشكل مرتجل تماماً، نبدأ في تمثيل مشاهد متفرقة، من أفلام ومسلسلات مصرية، مشاهد رأيناها في فيديوهات تيتو على مشاهد من أحداث الشارع اليومية، ثم ينشأ صراع من أي حوار أو فعل، بعدها بقليل تبدأ الأحداث في التصاعد، ويحتدم الصراع ويتوجب على أحدنا الجري ويجري الآخر وراءه للقبض عليه وتسليمه إلى الشرطة، على حسب أحداث المسرحية المتخيلة، بعدها نظل نقلد أصوات موسيقى نهايات الأفلام القديمة ونقول بصوت عالي: "النهاية تاتا تا تا".

ظننت لسذاجتي في بادئ الأمر أن كل النساء الكولومبيات بنفس الشكل، فتحت أكثر من موقع جنسي وكتبت في محركات البحث: "Colombian mom"

تمثال من الرمل

في يوم بعد أن عدت مع حمّصة من السايبر، لاحظنا وجود نوش في الشارع، العيال مش على بعضها وفيه لمّة غريبة. محمد ابن أم تامر يأتي كل فترة ويأخذ واحداً من العيال لحوش بيتهم، ويعود بعد قليل ليأخذ واحداً آخر وهكذا.

حمّصة خاف ونقل لي خوفه، ظننا أن هناك مصيبة حصلت، وكلما سألنا لا يرد علينا أحد من العيال، أوقفت محمد حين عاد ليأخذ عادل، وقلت له: "فيه ايه؟ بتعملوا ايه؟".

فقال: "استنى للمرة الجاية"، وأخذ عادل ومشيا بسرعة، لم أجرؤ وأذهب خلفهما، وانتظرت مع حمّصة حتى عاد محمد وأخذني. دخلنا حوش بيتهم المظلم، ثم إلى غرفة بير السلم، أضاء اللمبة الصفراء، ففوجئت أمامي بهيكل كبير -في طولي تقريباً- من الرمل، تمثال مشوه ومربوط بطرحة رأس أعلاه، وأسفلها ملامح وجه مرسومة بطريقة بدائية، وقبتين صغيرتين مكان الثديين، ثم ثلاث فتحات -لا أعرف لماذا- في أسفله لتضع عضوك بداخلها، كان ينز منها سائل أبيض مقرف. رماني بالداخل وقال: "قدامك دقيقتين وكده أنا ليا عندك جميلة"

وأغلق الباب.

تخشبت في مكاني، أخرجت عضوي، وفركته بين يدي بلطف فلم يستجب، زادت سرعة يدي محاولة في جعله ينتصب، ولم أفلح إلا حين أخذت أفكر في فيديو الممثلة الكولومبية، وأتخيل ثدييها في يدي وفمي. أولجت عضوي في فتحة من الثلاث، وحضنت التمثال وأخذت أروح وأجيء فيه مقلداً كل ما شاهدته، بعد فترة قصيرة خبط محمد على الباب خبطة سريعة ودخل.

كان بنطالي أسفلي ومؤخرتي ظاهرة. قلبي وقع في رجلي، ولممته بسرعة وخرجت دون أن أقذف، وحين قابلت حمّصة على الباب نظر لي بقرف، تجاهلت نظراته وطلعت إلى بيتنا ثم إلى الحمام.

واستحممت دون حتى أن آخذ معي فوطة أو أي غيار.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image