قبل عام تماماً انتقلت إلى ماليزيا للدراسة، آلاف الكيلومترات بيني وبين مدينتي. في مكان بعيد تنتظرني وأنتظرها. قابلتُ صديقة من بنات البلاد، اجتمعنا على سيرة غزة، حالنا كحال غيرنا، جُبلنا على حُبّها ولم نتمكن من الشفاء منه. لطالما كانت الخط الفاصل في كل تفاصيل حياتنا اليومية، عبثاً نحاول في تخطيها والولوج لحديث آخر، ليس لأنَ الغربة تمكنت منا، بل لأننا نجد صعوبة في إيجاد بديل لها أو اللجوء لوطن آخر غيرها. نحنُ لا شيء دونها، غرباء في هذه الديار وهي تعريفنا الوحيد. جلساتنا عبارة عن استذكار للحظاتنا فيها.
كم نحب البحر ونجد فيه البراح والمستراح، كم نشتاق للقاء أصدقائنا وأحبائنا ودفء عائلاتنا. كنّا نخطط لزيارة غزة في الإجازة الصيفية القادمة، ونتشارك العديد من اللحظات معاً، كوننا لم تسمح لنا الفرصة بلقاء من قبل لأننا من محافظات مختلفة داخل القطاع.
بأثر رجعي، الساعة في شاشة هاتفي منقسمة لنصفين، جغرافياً وروحياً، كانت الساعة قد تخطت الثانية عشر ظهراً بتوقيت ماليزيا، السادسة صباحاً بتوقيت غزة، أفتح عيني على الآلاف المؤلفة من الأخبار المتتالية دون أي تفسير. يكبر الغزي على سياسة اللا إنذار التي تأتي مع الحروب، ولا يهم المكان، فمصيرك واحد أينما مضيت. لا حق لك بفهم ما يحدث حولك. تمضي الأيام عصَية على توضيح نفسها وشرح ماهيتها، لنفاجئ بتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع، لكنها محتملة الحدوث في أي وقت.
فهذه غزة كعاديتها، الأيام فيها غير منتظمة الإيقاع، ولا يعرف بهذا سوى أهلها، من عايشوا حروباً سابقة، فهم لم يُنبهوا قط بأن كل هذا الخراب سيحدث سابقاً أو الآن. السابع من أكتوبر لعام ألفان وثلاثة وعشرين. كابوسٌ أسود يحلُّ على المدينة، حبيبتي التي لم تجد مستراحاً ووقتاً بعد لترمم نفسها من الحروب الماضية.
سيناريو قادم، ما يعني خوفاً من المجهول، لكنه مضاعف الآن وتائه عن الوصف، لا تعريف له ولا اقتباس. فراغ كبير يملأ قلبك، كأنك جسد واحد لكنّه منفصل ومترامي الأطراف في بقاع هذه الأرض، لأن قلبك ليس لك وحدك.
أنا هُنا، أسفي أنني هنا! ثمانية عشر ساعة سفر ومسافات وعجز، في قلب البُعد، شاهدة ومشاركة في حرب بعيدة. يقولون إن القفص الصدري يحوي 24 ضلعاً. لماذا أحصيهم وأشعر بثقلهم على قلبي للمرة الأولى في حياتي، وكأنها أحجار متراكمة؟
نصفك هنا والنصف الآخر هناك.
أنا هُنا، أسفي أنني هنا! ثمانية عشر ساعة سفر ومسافات وعجز، في قلب البُعد، شاهدة ومشاركة في حرب بعيدة. يقولون إن القفص الصدري يحوي 24 ضلعاً. لماذا أحصيهم وأشعر بثقلهم على قلبي للمرة الأولى في حياتي، وكأنها أحجار متراكمة؟ لم آت بمفردي على هذا العالم، لست اسمي وتعريفي في بطاقة الهوية فقط. أنا مدينتي وعائلتي وسماء البلاد وضحكات رفاقي، وجوه أهالي الحي المتواضعة. أنا حضن أمي ودفء إخوتي وابتسامة أبي. أنا لا شيء دونهم، نكرة ولا تعريف لي. أنا اللاشيء في حضرة غيابهم، هم القيمة لهذه الحياة.
أحبهم جميعاً ولا أريد أن أواجه قدر فقدانهم، حتى فكرة تخيّلها صعبة علي.
أيام الحرب تمضي وكل ما أنا عليه عبارة عن سؤال ماذا لو؟ يعيش معي كل يوم ومع كل خبر جديد. لا أمنح نفسي فرصة للتخيل، وأستنكر مباشرة خوفاً من وقع الإجابة على قلبي، رهبة من أن يكون الخبر أحد أحبائي هذه المرة. فهذا المجهول الذي أخافه حقاً ولا أهاب غيره. أنا في العالم البعيد عن قطعة مني ومن تكويني، حاضرة هنا لكن روحي في غزة. أصحو على توقيتهم وأحاول أن أدرّب عيني على النوم وأفشل في كل مرة. أنا لست معهم، هذا يعني أن مصيرنا لن يكون مشتركاً البتة.
أعلم أنني لا أقوى على فقدان أحد منهم. ليسوا أهلي فقط، نحن جميعنا أقارب في هذه المدينة الصغيرة، علاقتنا قريبة جداً، كلنا نعرف بعضنا، أسماء عائلاتنا مألوفة، وجوهنا متشابهة، تجمعنا شبكة معارف لا تنتهي وتربطنا جميعنا من أقصى الشمال حتى الجنوب، الشعور مخيف على الرغم من التماسك الذي يظهره، لأننا بأي لحظة معرضون لفقدان أحد أحبائنا، جيراننا، أصدقاء الجامعة والمقعد الدراسي، زملاء الأنشطة المجتمعية، وناس البلاد الطيبين.
المشاهد دامية وكارثية وهذه الحرب مختلفة عن سابقاتها. كلما أحاول الاطمئنان على أصدقائي أتلقى إجابة واحدة مشتركة لدى الجميع: "احنا مناح، بس هالحرب غير كل حرب يا نور، تعبنا بس ربنا معنا"... ردود كثيرة ومتتالية على نفس المنوال، كل كلمات الحزن تليها لكن..
أعرف جيداً أن حجم الضحايا والدمار في المحتوى المرئي، وما هي إلا محاولات خجولة لنقل الوجه الحقيقي للمعاناة، هو طريقة لتمرير جزء من المشهد الكامل، الحضور في الموقف أكبر بكثير ولا يمكن وصفه بصورة أو فيديو لأنها تبقى قاصرة، تعجز عدسة الكاميرا عن تغطية الشعور أو منحه اسماً، حتى عناوين الأخبار كلها ركيكة أمام حضرة الألم.
كنت قد دوّنت مشهداً في الميدان الحرب السابقة، أسفاً رأيت بعيني بيوت المخيم المتلاصقة الدافئة تتفتت كالرمل، وتتناثر شيئاً فشيئاً وينصهر دفئها وتتآكل الذكريات من جذورها. بكل ما في القلب من حسرة شاهدت بيوت أصدقائي مدمرة بالكامل، توجب علي عقد لقاءات مع المتضرّرين، كان بينهم زميلنا يوسف. سيرته الذاتية متواضعة جداً. كان مصوراً حالماً وهاوياً، يحفظ المال من مصروفه الشخصي قرشاً على قرش ليشتري كاميرا خاصة به، يجوب بها العالم ويصور المناسبات السعيدة، السعيدة فقط! لكن الاحتلال حرمه من اكتمال الحلم، وقصف المنزل بما فيه وخسر كاميرته، نجى من الموت لكن تزعزع هذا الطموح الأعزل.
أدعوكم أن تسألوا جدران بيتنا عنا وعن قصصنا، فهي عدسة رؤيتنا للحياة، عليها نؤثّث دنيا لم نَحظ فيها بالواقع. غرفتي عبارة عن خريطة اتجاهات لمسار حلمي وهويتي وتعريفي لنفسي وصور أحبائي، ليسأل الحالمون الذين تحت سماء المدينة في كل مرة، ماذا يريد الاحتلال من أحلامنا؟
احتلال جبان وضعيف، يهاب القلم والصوت، ضحاياه أطفال هذه المرة بشكل جنوني. يخاف الأرواح الصغيرة لأنها ستكبر يوماً. لطالما كانوا يروّجون لفكرة "لا تقتل واحداً بل اقتل اثنين"، أي الأم وجنينها، حتى تقطع الحبل السري تماماً، ولا يتبقى له أمل حتى يمتد في الحياة ويكبر مع قضية. يتم اجتثاث هذا الأمل في مهده حتى لا يكبر مع الأيام. اقتله قبل أن يخرج إلى الدنيا ويشكل خطراً بوجوده وإيمانه بعدالة قضيته.
أدعوكم أن تسألوا جدران بيتنا عنا وعن قصصنا، فهي عدسة رؤيتنا للحياة، عليها نؤثّث دنيا لم نَحظ فيها بالواقع. غرفتي عبارة عن خريطة اتجاهات لمسار حلمي وهويتي وتعريفي لنفسي وصور أحبائي، ليسأل الحالمون الذين تحت سماء المدينة في كل مرة، ماذا يريد الاحتلال من أحلامنا؟
تركتُ غزة على صورة معينة. أذكر كل شارع. أعرفها جيداً كما لو أنها حارة صغيرة. أحفظ مساحتها وامتدادها، ولأنني أعرف أن حجم الدمار لا يقدّر بالواقع ولا يصور المشهد كاملاً كما هو بالحقيقة، لذا أخاف من الفشل في التعرّف عليها مرة أخرى. لم تكن كما هي، تم تشويهها وتغييرها كلياً. سأظل أراها بصورة مدينتي الجميلة التي أستمد منها قوتي. لن ينجح الظلم في تشويه صورتها بأعيننا. هل يكره الإنسان جنته؟ نحبها حتى وهي خراب بقدر ما نحبها وهي عمار. نحاول جاهدين أن نتخطى الزوايا المدمرة ونزرع مكانها وروداً. الحرب لم تنل منا، فنحن عاصين على الانكسار. لكنها محاولات النداء والرجاء الأخير. تماسك فاشل. أخاف ألا أرى وجه أمي. أخاف. أصبح قلبي حفرة عميقة تحوي أصدقائي ومن أعرفهم، أسترسل في هذا الشعور الأعزل. الخوف يتضاعف ولا أدري أين النهاية.
هل سأتذكر الطريق المؤدي لبيتنا؟ هل ستساعدني ذاكرتي في تمييز الحي الذي نسكن فيه؟ هل ما زالت بقالة العم أبي أحمد كما هي؟ هل زاوية الطفولة المُفضلة باقية في مكانها؟ قُصف مركز للشباب الإعلاميين الموهوبين في مدينتي. كتبتُ هناك أول مقال، واكتشفت شغفي في هذا المكان. قصفت جامعة الأزهر، جامعتي التي درست فيها القانون الدولي. أي قانون هذا في عالم مغيب؟ لا عدالة هنا عزيزي الإنسان. اتضح أن النصوص القانونية لا وجود لها، فقدت إيماني بها، وبكل ما نُصّ عليه في المعاهدات الإنسانية، لأن حقوق شعبي تنتهك أمام هذا العالم بأكمله ولا أحد يجيب. هل سيبقى العم أبو حسن، بائع الكتب، يأتي على بوابة الجامعة بداية كل أسبوع لعرض مجموعة جديدة؟ كيف حال الجيران في المخيم؟ هل ما زالت الضحكات تزين ثغرهم رغم صعوبة الأيام وثقلها على قلوبهم. أخاف ألا أجد المكان كما كان. أخاف ألا أعرف المدينة وأن أجهل جغرافيتها، أنا التي أتممت 20 عاماً في كنفها، أنا التي كبرت تحت جناحيها.
الاحتلال يحرمنا من العيش مع ذكرياتنا، يجتث القصص والحكايا من جذورها، يحاول جاهداً أن يجعلنا وحيدين لا ننتمي لأي شيء، مجردين تماماً من أي امتداد. أفقد أشخاصاً مفضلين واحداً تلو الآخر في مراحل عمري: الحجة عزيزة، امرأة مسنّة عزباء تعيش لوحدها، أمضت حياتها بين العبادة والمسح على قلوب الصغار، تفتح لهم بيتها، تحتضنهم كأنهم أبناؤها. كانت بمثابة الأم الروحية لي في طفولتي. أحبتني كثيراً ،كنتُ أتخذ منها جذراً أخضر أتكئ عليه وأنا طفلة. كان لديها حديقة خاصة بالنعناع، تعطيني شتلة كل مرة تراني فيها. امرأة حنون وقلبها كبير يسع الجميع. داومت على زيارتها لأنني أجد راحتي عندها. كانت أقرب الجارات وأحبهن إلي، كنت عازمة على زيارتها عندما أعود إلى غزة. أكرّر كلمة "كانت" كثيراً لأنها لم تعد موجودة. تلقيت خبر استشهادها قبل يومين. رحلت ضحية لقصف إسرائيلي. امرأة مسالمة، إنسانة، لكنه احتلال جبان، يهاب الإنسانية فيقتل كل من يملكها.
فقدت حبيبتي الحاجة عزيزة، اسماً ووصفاً في المكانة وقربها من قلبي. رحلت وبقيت نبتة النعناع، لغة الحب بيننا، لتكبُر مع الأيام.
غزّة في معزل عن العالم. هذا يعني أن الاتصال سينقطع تماماً عن 2 مليون شخص في هذا القطاع المحاصر. أسبوعان متواصلان لم أتمكن من سماع صوت أمي الذي يطمئنني ويصبرني على الحياة. حرمت من جنتي وقطع حبل النجاة الذي يربطني بها. دقيقة وثلاثون ثانية كانت أطول مدة سمعت بها صوتها. دار الحوار كالتالي: "ماما انتي بخير؟ احنا بخير. لسا عايشين. ما تخافي وضلك بخير".
لا أدري من أين سيأتي الخير ونبرتي كلها خذلان وقلة حيلة. الاتصال ينقطع ولم أتمكن من إخبارها بأي شيء. صمت وغضب كبير داخلي ونيران مشتعلة. ثمة فراغ عالق بي. كلماتي لا تصلها. شخص مثلي بعيد عن وطنه، أشحن روحي يومياً بصوتها. لماذا نحن محرومون من سماع أصوات أمهاتنا؟ لماذا هذا العالم قاس لهذا الحد؟ ماذا يريد العالم مني ومن أمي؟ أواسي نفسي قائلة: "على الأقل هي بخير حتى الآن، ولدي الفرصة بأن أعيد الاتصال بها عند انتهاء الحرب، وأطمئن عليها وأحكي لها كم كانت أيامي باهتة دونها ،ورمادية ولا حياة فيها". لم أكن أدري أن الفرصة الثانية لمحادثتها ستكون بعد 17 يوماً من القلق. ردّت برسائل ورقية كانت قد كتبتها ترثي صديقة عمرها وزوجة خالي. لم أر أمي منهارة مسبقاً كهذه المرة. ردّت بصوت منكسر وحزين: "خالتك أم جهاد استشهدت". كانت امرأة حنونة جداً وقلبها يتسع العالم كله. رحلت هي وابنتها الجميلة ميساء. ما الكلمات المناسبة لمواساة شخص فقد صديقه الأوحد في الأرض؟ كيف أطيّب خاطر أمي؟ لم أجد طيلة حياتي أصدق وأحب من علاقتهم. شقيقة روحها رحلت عند خالقها وأنا لست معها. ما هذا العجز؟
ترد: "المهم انتي كيفك يا ماما؟ صحتك منيحة؟". هل أنا صُلب الموضوع الآن؟ هذا حالها ،لا تتوقف عن عادتها في إعادة توجيه السؤال. ماذا عنك يا حبيبتي؟ هل تُطمئنين قلبي بعد حرماني من صوتك لأسبوعين؟ أحتاج لسماع تفاصيلك اليومية". لترد: "احنا نازحين في مدارس الأونروا لإنه منطقتنا خطرة، وكل الجيران أخلوا بيوتهم".
تركتُ غزة على صورة معينة. أذكر كل شارع. أعرفها جيداً كما لو أنها حارة صغيرة. أحفظ مساحتها وامتدادها، ولأنني أعرف أن حجم الدمار لا يقدّر بالواقع ولا يصور المشهد كاملاً كما هو بالحقيقة، لذا أخاف من الفشل في التعرّف عليها مرة أخرى
أمي مثلها ك باقي النساء الفلسطينيات ذكية وتستطيع حلّ أمرها بحنكة. استطاعت المحاربة والبحث هنا وهناك والحصول على مسودة وقلم لتدون الأحداث وتنقلها لي بأثر رجعي: "كتبتلك مذكرات يومية تعويضاً للأيام الي ما كلمتك فيهم. كل صفحة مرقم عليها اليوم والتاريخ. ما نسيتك يا ماما. في كتير أشياء بدي أحكيلك عنها". أمي تهوى الكتابة وأنا ورثت هذه العادة عن هذه المرأة العظيمة. أستطيع القول إنها أصابت في توظيف هذه المهارة في وقتها ومكانها الصحيح لحفظ المواقف، لأن الذاكرة تخون أحياناً.
تقول لي أمي: "نعيش في أزمة إنسانية كبيرة. الناس هنا ألوف مألفة. نقص حاد في الخدمات، واحتياجات النازحين لا تقوى المدارس على تغطيتها بالكامل. الماء ليس متوفراً بصورة دائمة. يومياً ينزح إلى المدرسة المئات من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة. ينصبون الخيام بشكل متلاصق، لأن المساحة ضيقة وخيمة أخرى من شأنها أن تحتضن لاجئاً من التشرد. يبدؤون بالاستقرار فيها أملاً منهم أنه اليوم الأخير، لكنهم لا يتأقلمون أبداً، ويقيمون الصلوات الجماعية كل يوم، ويبتهلون في الدعوات من أجل إيقاف النار وزوال هذا الكابوس والعودة لبيوتهم. الحرب هذه لها ضراوة كبيرة علينا وأثرت بشكل ضخم وكبير. لا أعلم، أبكي علينا أم على حال الناس والجيران وهم يحملون شنطاتهم ويذهبون إلى اللاوجهة، وكما تعرفين يا ابنتي، لا أحد يزكي نفسه على الآخر في هذه المدينة. نخاف على بعضنا أكثر من أنفسنا، وإن وجدنا حيلة نجاة نعمّمها علينا جميعاً. مدارس الإيواء أكثر الأماكن تلوثاً، لكن الناس تتعلق بقشة من خوفها على حياتها. تحاول أن تكون تحت درع وكالة الغوث حتى تنجو من القصف، لكن لا مكان آمن. قصفت العديد من المدارس حتى الآن، ولا أحد يرضى على نفسه هذه المعاناة إلا من فقد منزله، أو من يحاول أن يتمسّك بحياته حتى الرمق الأخير".
اتضح أننا لا نعيش في غزة بل هي من تعيش فينا، شعور أن يكون بداخلك العالم بأسره، وأن ترى نفسك عبارة عن خريطة متجولة، وأنك ليس ملكك وحدك، أنك كإنسان عبارة عن مدينة، مدينة فقط، نحبها وهي رميم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...