شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
المواجهة المؤجلة بين إسرائيل وحزب الله... خيط رفيع لتدمير كُل شيء

المواجهة المؤجلة بين إسرائيل وحزب الله... خيط رفيع لتدمير كُل شيء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

أحداث متسارعة تعيشها المنطقة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تصاعدت مع دخول حزب الله على خط المواجهة، حتى ولو بشكل طفيف، ما جعل الكثيرين يتساءلون عن احتمال دخول الحزب في مواجهة وحرب مفتوحة مع إسرائيل، بحيث يصبح الجيش الإسرائيلي مشتتاً، شمالاً وجنوباً.

التكهّنات تزداد، خاصة مع وقوع قتلى لدى الطرفين خلال الأيام الماضية، فهل تندفع إسرائيل لشنّ حرب ضد حزب الله في لبنان؟ وكيف تفكر منظومتها الأمنية؟ بالذهاب إلى مواجهة أم بالاستجابة لأصوات التحذيرات، سواء كانت إسرائيلية أو أمريكية، بعدم الاستعجال؟ كيف يرى الإسرائيليون العمليات التي نفذها حزب الله في الأيام الماضية، وكيف ربطوها بالحكومة؟ ويبقى سؤال آخر مهم: كيف يفكر حزب الله وإسرائيل بعد انتهاء "طوفان الأقصى"، هل حانت ساعة المواجهة؟

التصعيد في الشمال

مع استمرار العدوان على غزة، بدأت جبهة الشمال تتحرّك، ووقعت مناوشات ومواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، وأسفرت عن وقوع قتلى من الطرفين، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتحذير حزب الله، في كلمة ألقاها في الكنيست في السادس عشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، من المواجهة، وقال: "لا تختبروننا في الشمال، لا تكرّروا الخطأ الذي وقعتم به في الماضي، لأن الثمن سيكون باهظاً"، ورغم تحذيرات نتنياهو لحزب الله، المواجهات خلال الأيام الأخيرة كانت حاضرة، ويمكن وصفها بالمناوشات، ولا يمكن اعتبارها عملية واسعة بين الطرفين.

يبدو أن هناك انقساماً داخل الجيش الإسرائيلي نفسه في ما يتعلق بالتصعيد ضد حزب الله، حيث كان يريد وزير الدفاع يوآف غالانت، مباغتة حزب الله وشن ضربة استباقية له. فهل تندفع إسرائيل لشنّ حرب ضد حزب الله في لبنان؟ وكيف تفكر منظومتها الأمنية؟ بالذهاب إلى مواجهة أم بالاستجابة لأصوات التحذيرات، سواء كانت إسرائيلية أو أمريكية، بعدم الاستعجال؟

وجّه حزب الله عدة ضربات للجيش الإسرائيلي في الشمال خلال الأسبوع الماضي، وحتى يوم أمس السبت 21 تشرين الأول/أكتوبر، حيث أُطلقت صواريخ مضادة للدروع على مواقع إسرائيلية، وردّ الجيش من خلال بعض الطائرات بدون طيار وكذلك نيران المدفعية على مواقع تابعة لحزب الله، ما دفع موقع "والا" العبري إلى وصف الأحداث بأنها تشبه "حرب استنزاف" بين الجانبين، وسرد الموقع تفاصيل المواجهات الدائرة في الحدود الشمالية من الجانبين.

وفي التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفيما يتعلّق بالتصعيد في الشمال، أكّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، على أن إسرائيل اتخذت قراراً بالتركيز على الحرب الدائرة مع حماس في قطاع غزة، لكن جيش الاحتلال مستعد برّاً وجواً لأي تصعيد، وقال: "حزب الله يهاجم ونحن نرد، وهو يتكبد خسائر أيضاً، ولو فعل المزيد فسيحصل على المزيد"، وأضاف بأن الجيش مستعد دفاعاً وهجوماً، ويواصل القتال بطريقة مسؤولة، كما أعلن الجيش أن منطقة "كريات شمونة" ستنضم لخطة الإخلاء بسبب التصعيد.

ويبدو أن هناك انقساماً داخل الجيش الإسرائيلي نفسه في ما يتعلق بالتصعيد، حيث كان يريد وزير الدفاع يوآف غالانت، مباغتة حزب الله وشن ضربة استباقية له، بدا ذلك خلال الثلاثة أيام الماضية، فبداية عقد غالانت جلسة مغلقة يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ضمّت مسؤولين عسكريين وحكوميين، أكّد خلالها ضرورة الاستعداد للتصعيد في الشمال، لأن حزب الله أقوى عشر مرات من حماس، بحسب ما نشرته قناة "i24news" الإسرائيلية، وطلب من القيادات استكمال الاستعدادات، ومن ضمنها إنشاء مستشفى ميداني في الجليل لاستقبال المصابين حال حدوث تصعيد.

وتشير تحركات غالانت إلى رغبته في التصعيد ضد حزب الله إثر المواجهات الحالية، وزار الفرقة 91 في الحدود الشمالية، أمس السبت 21 تشرين الأول/ أكتوبر، لتقييم الأوضاع، وبعث برسالة لحزب الله مفادها بأنهم سيدفعون الثمن بسبب قرارهم بالمشاركة في الحرب، وطلب من القوات الاستعداد، لأن هناك تحديات كثيرة تنتظرهم، بحسب ما نشرته صحيفة "معاريف".

تحذيرات من مواجهة حزب الله

سلّطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الضوء على التحذيرات الأمريكية من مغبة الدخول في مواجهة واسعة مع حزب الله في الحدود الشمالية الإسرائيلية، وأبرزت الصحيفة رسالة واشنطن لتل أبيب، والتي عنوانها "لا يعميكم الغضب، تجنّبوا هجوماً كبيراً في الشمال"، وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذر إسرائيل من استهداف حزب الله، ونصحت إدارته حليفتها إسرائيل بعدم توسيع دائرة الحرب الحالية مع غزة لتشمل حزب الله في الشمال، ونبّهت الصحيفة إلى الرغبة المتضادة بين غالانت، الذي يرغب في توجيه ضربة لحزب الله، وبين تحذير نتنياهو من تلك الخطوة.

وكشفت الصحيفة أن مسؤولين في إدارة بايدن يعلمون بمدى رغبة بعض الوزراء المتشدّدين داخل حكومة نتنياهو بتنفيذ حرب واسعة ضد حزب الله القوي في الشمال، حيث ستواجه إسرائيل صعوبات في القتال، والدخول في حرب على جبهتين، الأولى مع حزب الله في الشمال، والثانية مع حماس في الجنوب، وحذرت الصحيفة الأمريكية من ردة الفعل التي وصفتها بالقاسية للجانب الإسرائيلي على القصف الصاروخي لحزب الله في الوقت الحالي، وكذلك من الاقتحام البري لغزة، حيث وقتها قد يجد حزب الله نفسه مضطراً للدخول في مواجهة واسعة مع إسرائيل.

ونشر الكاتب الأمريكي المشهور توماس فريدمان، مقالة تحذيرية في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حيث وجّه رسالة للرئيس الأمريكي، في مقالة بعنوان "إسرائيل على وشك أن ترتكب خطأً فادحاً"، وهو الغزو البري لغزة، ويرى فريدمان أن تلك الخطوة قد تضر المصالح الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، وقد تدمّر ما بنته الولايات المتحدة في المنطقة، حيث ستشتعل المنطقة، خاصة أن حزب الله وإيران سيهاجمون حينها الأهداف الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، وحذّر من أن ذلك قد يورّط الولايات المتحدة وروسيا والصين، بشكل مباشر وغير مباشر، ويرى فريدمان أن الغزو البري لغزة سيحقق لإيران وحزب الله رغبتهما بإحراج واشنطن، وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى إخراج أمريكا من المنطقة كلها.

حذّر الكاتب الأمريكي المشهور توماس فريدمان إسرائيل من "ارتكاب خطأ فادح" وهو الغزو البري لغزة، قائلاً إن ذلك قد ينتهي بمواجهة مباشرة وغير مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين. كيف؟

تجدر الإشارة إلى أن المواجهات الحالية بين حزب الله وإسرائيل في الشمال، خاصة الجمعة والسبت الماضيين، أسفرت عن مقتل 8 إسرائيليين، وخسر حزب الله 13 من مقاتليه في المقابل، وهو ما يعطي مؤشراً واضحاً على المخاوف الحالية من قرب المواجهة المحتملة بين حزب الله وإسرائيل.

يقول ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن "دوافع حزب الله لمواجهة إسرائيل تنطلق من رغبة إيران في توريط واشنطن وبعض الدول الغربية، بالتالي تكون حدّت من الجبهة المضادة لروسيا في حربها مع أوكرانيا، خاصة أن موسكو حليفة لطهران"، ويضيف في حديثه لرصيف22، أن "ثمة دافع آخر لحزب الله في مواجهة إسرائيل، وهو الحفاظ على مكانته كمؤسسة عسكرية تحارب من أجل القضايا الفلسطينية، وتقيم علاقات مع فصائل فلسطينية ذات نفس التوجهات الأيديولوجية السياسية، بالرغم من الاختلافات المذهبية التي تطفو على الساحة بين الحين والآخر".

وفيما يتعلّق بالمواجهة بين إيران وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، يرى دلياني أن "قرار المواجهة من الناحية الإيرانية وحزب الله يعتمد على العديد من الديناميات الإقليمية، مثل ردود الفعل الدولية والإقليمية على هذا القرار الذي سيحمل من بين نتائجه تبعات اقتصادية أقسى من تلك التي تعاني منها إيران الآن، وعسكرية من خلال توجيه إسرائيل ضربات مباشرة إلى إيران، مستهدفة بنك أهداف قامت بتطويره على مدى عقود".

رعب إسرائيلي واتهامات للحكومة بالفشل

هناك أبعاد سياسية وأخرى عسكرية حول احتمالية المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في الشمال، فلا شك أن الحزب، ومنذ انتهاء حرب لبنان الثانية، عمل على تدعيم قواته وإمكانياته العسكرية والبشرية، لذا كثرت التحذيرات من مواجهة مفتوحة وشاملة معه، وهو الذي يمتلك قدرات تدميرية كبيرة، وهذا ما تحدث عنه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، من خلال البروفيسور يهوشواع كاليسكي، الخميس الماضي، الذي لم ينكر إعجابه بأساليب الهجوم التي يتبعها الحزب، مشيراً إلى أنه يمتلك قرابة 100 ألف جندي مقاتل، ولديه "قوات الرضوان" والتي تمثل الكوماندوز الخاصة به، والتي لديها خبرات قتالية عالية، كذلك يمتلك زهاء 200 ألف صاروخ، منها صواريخ الكورنيت المتطوّرة والمحسنة ضد الدبابات، والعديد من الأسلحة روسية وصينية الصنع، فضلاً عن الطائرات بدون طيار وقدراتها الاستخباراتية.

تعمد الإعلام الحربي لحزب الله في الأيام الأخيرة نشر مقاطع مصورة لعمليات الاستهداف للجيش الإسرائيلي، وهو ما لم ينكره الإعلام الإسرائيلي نفسه، بل نشر تلك التوثيقات، فكيف كانت ردود فعل المواطنين في إسرائيل على تلك المقاطع، وكيف ربطوها بالحكومة الحالية، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية؟

نشرت قناة "أخبار إسرائيل" على تطبيق المراسلة تيليغرام، مقطعاً مصوراً لحزب الله أثناء استهداف بعض جنود الاحتلال، فانهالت التعليقات على القناة التي تملك أكثر من 216 ألف مشترك، فيقول أحدهم: "لقد وضعت الحكومة الجنود على الحدود مثل البط، كل يوم هناك ضحايا على الحدود"، وهو ما دفع آخر للهجوم على نتنياهو بقوله: "كنت أؤيد نتنياهو، الآن اذهب إلى بيتك يا رجل، لم تعد تفكر، وأصبحت كهلاً، لقد قضيت على الدولة"، بينما يرى إسرائيلي آخر يدعى أوري، أن نتنياهو هو أكبر نكتة في تاريخ إسرائيل، وعزا آخر أسباب ما يحدث إلى القادة العسكريين الذين يصرّون على وضع الجنود بالقرب من حزب الله في الشمال، ودعا الجيش لسحبهم، ووضع كاميرات مراقبة بدلاً منهم، وتعجب لماذا لا يتعلم الجيش الإسرائيلي من أخطائه، وعبّر الرجل الذي يدعى ماكس عن مخاوفه من الوضع بقوله: "لا أريد أن أصف الوضع إذا هاجمنا حزب الله".

هناك دلائل كثيرة تؤكد المخاوف الإسرائيلية من المواجهة، خاصة لدى حلفاء تل أبيب، حيث كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الجانب الأمريكي لن ينشر قواته على الأرض في حال واجهت إسرائيل حزب الله، لذا تحاول واشنطن منع إسرائيل من المبادرة لمواجهة الحزب.

وتوالت التحذيرات من المحللين الإسرائيليين للحكومة من خطورة الحرب في الشمال، فيرى الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل، في صحيفة "هآرتس"، أن إسرائيل التي فشلت في حرب لبنان الثانية 2006، ادّعت أنها تعلمت الدرس وأعادت بناء قدراتها، لكن الواقع مختلف، ولفت إلى أن حزب الله لديه قوات منتشرة على الحدود أكبر من عدد جنود الاحتلال، وأكد على أن حزب الله أبعد ما يكون عن فكرة الردع الكامل، كما يظن البعض بأن حزب الله مجرد مجموعة يمكن القضاء عليها، مشيراً إلى أنهم بنوا أنفسهم وزودوا قدراتهم القتالية في كافة النواحي.

"زعيم حزب الله حسن نصرالله، بقي صامتاً طول الهجوم الإسرائيلي على غزة، أو على الأقل حتى الآن، ما يعني أن الحزب يراقب وينتظر، كما أن إسرائيل تدرك خطورة الهجوم على حزب الله القادر على الوصول للعمق الإسرائيلي نفسه"

أدت الصورة القاتمة السابقة إلى هجوم حاد على نتنياهو، بسبب التراخي في عدم ردع حزب الله، أو إعادة الأسرى المختطفين في غزة في الحرب الحالية، ما دفع الكاتب الإسرائيلي غيدي فايتز، في صحيفة "هآرتس"، إلى كتابة مقالة بعنوان: " العار الذي سينقش على جبين نتنياهو أسوأ بكثير من العار الذي حاول الهروب منه"، أكد فيه أن "نتنياهو كان الأفضل له أن يعترف بجرائمه التي كان يحاكم فيها منذ عامين من العار الذي الذي يعيش فيه الآن"، متسائلاً عن "النهاية الحتمية وشكلها، سواء بالتظاهر ضده أو انهيار الائتلاف الحكومي الحالي، أو إدانته من لجنة التحقيقات بعد انتهاء الحرب الحالية، وكلها تؤدي إلى المصير نفسه".

سردية ماذا بعد؟

تفرض الأحداث الجارية على الأطراف التفكير في القادم، حيث هناك بعض التكهنات التي تشير إلى أن حزب الله يضع في حسبانه أن إسرائيل سوف تواجهه لا محالة حال القضاء على حماس، إذا استطاعت، وفي المقابل، تفكر إسرائيل في ضربة مباغتة لحزب الله، وهو ما يدفع إلى طرح التساؤل: ماذا بعد؟ هل تحدث المواجهة، وكيف يفكر كل طرف فيها؟

تشير الدكتورة اعتماد جمال، المتابعة للشأن الإسرائيلي، في تصريحات لرصيف22، إلى أن "حزب الله لن يباغت في المواجهة إلا إذا تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء، ومنها القضاء على حماس، فحينها لن تسمح إيران التي تدعم حزب الله وحماس على حد سواء بانتهاء الاثنين، لأنها تعتبرهما خط دفاع أول لها، كما أن القوات الإقليمية لن تسمح بمواجهة مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، لأن الأوضاع تغيرت في 2023 عن 2006، خاصة من ناحية حساب تكلفة الحرب، وتغير خريطة التحالفات في المنطقة، لذا فكل ما يحدث الآن هو مجرد مناوشات، ورسائل مباشرة وغير مباشرة يرسلها حزب الله إلى إسرائيل، ورغم ذلك قد يجد الحزب نفسه مضطراً للمواجهة المفتوحة، وكل ذلك يتوقف على نتائج الحرب في غزة".

تحدثت مجلة "ذي أتلانتيك" عن سردية الانتظار، في تقريرها المنشور بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بعنوان: "حزب الله يراقب وينتظر"، حيث أشارت إلى أن "حزب الله يبقي باروده جافاً، بينما تدرس إيران الخيارات والنتائج المحتملة"، وعزّزت المجلة الأمريكية من رؤيتها بأن "زعيم حزب الله حسن نصرالله، بقي صامتاً طول الهجوم الإسرائيلي على غزة، أو على الأقل حتى الآن، ما يعني أن الحزب يراقب وينتظر، كما أن إسرائيل تدرك خطورة الهجوم على حزب الله القادر على الوصول للعمق الإسرائيلي نفسه"، وقلّلت المجلة الأمريكية من سيناريو التصعيد أو دفع حزب الله لمواجهة، حتى لو وصل الأمر للتضحية بحماس نفسها، فلن تغامر إيران بحزب الله.

وطرحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكي تساؤلاً يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حول المواجهة المحتملة بين حزب الله وإسرائيل، في مقالة تحليلية بعنوان "هل يتراجع حزب الله أم يصعّد"، تحدثت عن غياب حسن نصرالله عن المشهد وتصدر الجانب الإيراني من خلال المسؤولين للمشهد، ما يعني أن الحزب غير معني بالتصعيد، وتشير المجلة إلى أن حزب الله يريد جني ثمار الحرب الحالية دون المخاطرة بخسارة موقعه الاستراتيجي في لبنان، لذا لم يستدعي الحزب قواته الاحتياطية حتى الآن، رغم المناوشات مع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية، لكنها حذرت في الوقت نفسه من الاشتباكات الحالية والتي قد تتحول إلى حرب واسعة بسبب ما أسمته المجلة بالحسابات الخاطئة، أو التغيير في تقييمات حزب الله وإيران، ورغم حديث المجلة عن قدرات الحزب المسلحة، لكنها أسهبت في حساباته السياسية والتي تراها دافعاً كافياً للتراجع عن الدخول في حرب واسعة.

وقال أنتوني الغصين، أحد كبار المحللين في معهد "نيو لاينز" ومقره واشنطن، إنه "في حين لا يبدو أن إسرائيل وحزب الله يرغبان في الدخول في صراع مسلح كبير ومستدام"، إلا أن ثمة خطر للتصعيد إذا أخطأ أي من الطرفين في الحسابات وتجاوز قواعد الاشتباك المعتادة، بحسب ما نشرته "أسوشيتد برس".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image