أول شخص تتبادر صورته إلى أذهاننا فور سماعنا عن نصر السادس من تشرين الأول/أكتوبر، هو الرئيس المصري محمد أنور السادات، قائد “النصر العربي” عام 1973. هذا العام، حلت الذكرى الـ50 لحرب 6 تشرين الأول/أكتوبر، والذي تحتفل به مصر دائماً بفعاليات كثيرة ومختلفة، ويتلقى فيه الرئيس المصري برقيات التهنئة من عدد كبير من الدول العربية.
وفي هذه المناسبة، شهدت الأيام الماضية إقبالاً كبيراً من مواطني مدينة الإسكندرية، وأيضاً من زائريها المصطافين، ونحن على أعتاب نهاية إجازة الصيف للبعض، وذلك من مختلف أنحاء الجمهورية وأيضاً من الزائرين الأجانب، لزيارة وتفقد متحف محمد أنور السادات الموجود في مكتبة الإسكندرية.
يضم هذا المتحف جميع مقتنيات الرئيس المصري محمد أنور السادات، والمقتنيات النادرة أيضاً، والتي أهدتها جميعاً زوجته جيهان السادات إلى مكتبة الإسكندرية، حتى تتيح للجميع رؤية ومعاصرة أدق تفاصيل حياة الرئيس الراحل.
"عاش من أجل السلام واستشهد من أجل المبادئ"
أول دخولكم المتحف تجدون تمثالاً مجسماً لمحمد أنور السادات، مدوّنة عليه الجملة التي اختارها بنفسه، حين سُئل في أحد اللقاءات الصحافية عما يحب أن يُكتب عنه بعد وفاته؟ كان ردّه أن تدوّن عبارة "عاش من أجل السلام واستشهد من أجل المبادئ".
يضم هذا المتحف جميع مقتنيات الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، والمقتنيات النادرة أيضاً، والتي أهدتها جميعاً زوجته جيهان السادات إلى مكتبة الإسكندرية
ثم تجدون تدويناً على الحائط المجاور للتمثال لجزء من خطابه الشهير في مجلس الشعب آنذاك بمناسبة انتصار السادس من تشرين الأول/أكتوبر، والذي قال فيه نصاً ما يلي: "وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشقّة ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين الجسر والرجاء".
جناح على مساحة 260 متراً لعرض مقتنيات السادات
وخصصت مكتبة الإسكندرية جناحاً كاملاً على مساحة 260 متراً، بجوار مبنى القبة السماوية، لعرض المقتنيات الشخصية لأنور السادات، والصور والخطابات النادرة والتي لا يمكن إيجادها إلا في هذا المتحف الفريد، الذي يأتي إليه الجميع من كل حدب وصوب.
يضم المتحف عدداً من الأوسمة والنياشين التي حصل عليها الرئيس الراحل من مصر ومن دول أخرى كثيرة خلال مراحل حياته المختلفة، إلى جانب مجموعة من الصور العائلية وصور زفافه مع السيدة جيهان السادات وأبنائهما، وأيضاً يعرض المتحف الزيّيَن العسكري والمدني الخاصين بالرئيس الراحل ومكتبه الشخصي وكتبه الخاصة.
هذا بالإضافة إلى الراديو الخاص به، والذي يُذيع صوت أنور السادات، بالقرآن والدعاء، فيستطيع زوّار المتحف سماعه جيداً خلال تجولهم في المتحف، مع عرض عدد من البورتريهات ومجموعة من السيوف الغربية والدروع التذكارية، ولا يجب أن ننسى بالطبع "البايب" الشهير الخاص به، والذي اشتهر بالظهور به في معظم لقاءاته وصوره.
البدلة العسكرية التي استشهد وهو يرتديها ملطخةً بدمائه حتى الآن
ومن أهم المعروضات التي يحرص أي زائر/ة على رؤيتها وتصويرها وتفحصها بحزن شديد، هي البدلة العسكرية التي تُعرض ضمن مقتنيات الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، والتي كان يرتديها يوم وفاته خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى نصر السادس من تشرين الأول/أكتوبر عام 1981، ملطخةً بدمائه حتى هذه اللحظة، كما هي دون وضع أي تعديل عليها أو تبديل، ويُعدّ هذا الجزء من أكثر المقتنيات المؤثرة التي نراها في المتحف.
من أهم المعروضات التي يحرص أي زائر/ة على رؤيتها وتصويرها وتفحصها بحزن شديد، هي البدلة العسكرية التي تُعرض ضمن مقتنيات أنور السادات، والتي كان يرتديها يوم استشهاده
ومن ضمن أزياء السادات المميزة التي يعرضها المتحف، العباءة الخاصة به، والتي كان يرتديها دائماً في مسقط رأسه في قرية ميت أبو الكوم في محافظة المنوفية المصرية، هذا إلى جانب مجموعة كبيرة من قصاصات الصحف العربية والأجنبية التي تؤرخ لأهم الأحداث في تاريخه والحوارات الصحافية التي أجراها مع أهم الإعلاميين والصحافيين في مصر والعالم.
لغز جواز سفر السادات الدبلوماسي
أثارت الصحافة قبل شهور قليلة، خبر عرض جواز سفر السادات الدبلوماسي للبيع بالمزاد العلني في صالة مزادات "هيريتج" الأمريكية، بقيمة مالية تخطت الـ47 ألف دولار، مما أثار حفيظة عائلته والمصريين جميعاً، وتساءل الجميع كيف وصلت وثيقة السفر الدبلوماسية تلك إلى صالة المزادات الأمريكية؟
ومن جانبها، أصدرت مكتبة الإسكندرية بياناً رسمياً أعلنت فيه بشكل واضح أن جواز سفر السادات الدبلوماسي لم يكن ضمن مقتنيات السادات في المتحف الخاص به، وأكدت على أن جميع المقتنيات في المتحف مؤمنة بشكل كامل وقوي ولا يمكن أن يتم إخراج أي قطعة من المتحف إطلاقاً.
وعليه، كثّفت أجهزة الدولة المصرية جهودها لاسترجاع جواز السفر، وبالفعل أعلنت مكتبة الإسكندرية في احتفال خاص عن وضع وثيقة السفر الدبلوماسية ضمن مقتنيات السادات في المتحف الخاص به، ولا يزال حتى الآن وصول جواز السفر إلى صالة المزادات الأمريكية لغزاً لم يكشف تفاصيله أحد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه