منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل في الكيمياء لهذا العام لثلاثة علماء أحدهم تونسي يحمل الجنسية الفرنسية والأمريكية أيضاً، هو البروفيسور منجي باوندي أحد رواد أبحاث النقاط الكمية وأحد أبرز الكيميائيين حول العالم في السنوات الأخيرة.
تقاسم باوندي الجائزة التي تناهز قيمتها المادية المليون دولار مع العالم الأمريكي لويس بروس، والعالم الروسي أليكسي إكيموف، بفضل جهود ثلاثتهم في تطوير النقاط الكمية (جسيمات متناهية الصغر من فئة النانو متر لها استخدامات جمّة بينها إزالة الأنسجة السرطانية).
في موازاة ذلك، شهدت لجنة تحكيم جائزة نوبل للطب لهذه السنة حدثاً غير مسبوق، منذ تشكيلها عام 1901، بانضمام مُحكِّم عربي إليها، وهو العالم المغربي عبد الجبار المنيرة المتخصص في علم الأعصاب.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز الأسماء العربية التي ارتبطت بالجائزة المرموقة في مختلف التخصصات.
التونسي منجي باوندي في الكيمياء 2023
عام 1961، ولد باوندي (62 عاماً) في العاصمة الفرنسية باريس لأب تونسي هو عالم الرياضيات محمد صلاح باوندي، وأُمّ فرنسية هي هيلين بوبارد. قضى باوندي طفولته المبكرة بين فرنسا وتونس حتى هاجر مع أسرته واستقرت الأسرة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1971.
بعد أكثر من عقدين على فوز المصري أحمد زويل بها، البروفيسور التونسي منجي باوندي ينال جائزة نوبل للكيمياء لعام 2023. عشرات الأسماء العربية ارتبطت بالجائزة المرموقة وإن اختلفت مجالاتها. إليكم/ن أبرزها
درس باوندي الكيمياء في المرحلة الجامعية وحصل على الماجستير في الكيمياء في عام 1983 من جامعة هارفارد المرموقة، ثم الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة شيكاغو عام 1988.
اعتباراً من عام 1995، أصبح باوندي أستاذاً مشاركاً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، من أهم المؤسسات البحثية في الولايات المتحدة والعالم، ثم أستاذاً جامعياً حتى اليوم. وهو عضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أمريكا، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. وسبق له الحصول على جائزة إرنست أورلاندو لورنس (نسبة إلى الفيزيائي الأمريكي الحائز على جائزة نوبل للفيزياء عام 1939) المرموقة عام 2006.
إنجاز باوندي سبقه إليه العالم الأمريكي من أصول لبنانية، إلياس جيمس خوري، في عام 1990، والعالم المصري أحمد زويل - العربي الوحيد الذي فاز بالجائزة - عام 1999.
في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، الذي يوافق ذكرى رحيل ألفريد نوبل، يتسلم باوندي الجائزة من ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، في حفل ضخم في ستوكهولم، كما هو معتاد.
المغربي عبد الجبار المنيرة ولجنة الطب 2023
أصبح البروفيسور وعالم الأعصاب المغربي عبد الجبار المنيرة، المولود في الرباط عام 1965، أول ممثل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة اختيار جائزة نوبل للطب منذ تأسيسها، وذلك في عام 2023. علماً أنه عضو في الأكاديمية الملكية السويدية المرموقة للعلوم، التي تمنح جوائز نوبل، منذ عام 2015. آنذاك انتُخب عضواً أجنبياً في فئة علوم الحياة، التي تعد ضمن المجالات العلمية العشرة للجائزة.
انطلقت مسيرته العلمية والأكاديمية من وطنه الأصلي حيث درس البيولوجيا وتخرّج من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1988 قبل الانتقال إلى فرنسا والحصول على الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة مرسيليا.
منذ عام 1992، أصبح المنيرة أستاذاً بشعبة علوم النانو في معهد كارولينسكا بالسويد (التابع لجامعة الطب في ستوكهولم)، ولاحقاً مديراً لمختبر بيولوجيا الأعصاب بالمعهد المرموق.
ولم تنقطع صلة المنيرة بالمغرب حيث أصبح عضواً في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات. وقد قلّده الملك محمد السادس وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد عام 2010، ثم قلّده وسام العرش من درجة فارس لمناسبة الذكرى السابعة عشرة لعيد العرش، وذلك عام 2016.
اللبناني آردم باتابوتيان في الطب 2021
عام 1967، ولد عالم الأحياء الجزيئية والأعصاب آردم باتابوتيان في العاصمة اللبنانية بيروت. ودرس الكيمياء في الجامعة الأمريكية ببيروت قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ثمانينات القرن الماضي بسبب الحرب الأهلية في لبنان.
شهدت لجنة تحكيم جائزة نوبل للطب لعام 2023 حدثاً غير مسبوق، منذ تشكيلها عام 1901، بانضمام مُحكِّم عربي إليها، وهو العالم المغربي عبد الجبار المنيرة المتخصص في علم الأعصاب. إليكم علماء وخبراء وناشطين/ات عرب فازوا بالجائزة المرموقة
عام 2021، فاز آردم وزميله الأمريكي ديفيد يوليوس بجائزة نوبل للطب وذلك عن اكتشافاتهما في مجال مستقبلات الحرارة واللمس. يُشار إلى آردم على أنه بروفيسور أمريكي لبناني من أصل أرمني.
وهناك فائزان آخران بجوائز نوبل يرتبط اسماهما بلبنان وهما:
إلياس جيمس خوري وهو كيميائي أمريكي من أصل لبناني (والداه مهاجران لبنانيان) فاز بجائزة نوبل في الكيمياء عام .
1990
وبيتر براين مدوَّر (1915 - 1987)، وهو طبيب بريطاني برازيلي من أصل لبناني ماروني (ولد لأب لبناني وأم بريطانية)، حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1960، مناصفة مع الأسترالي فرانك بورنت، لاكتشافهما التحمل المناعي المكتسب.
العراقية ناديا مراد للسلام 2018
عام 1993، ولدت الناشطة الإيزيدية العراقية ناديا مراد في قرية كوجو التابعة لقضاء سنجار. هاجم تنظيم داعش الإرهابي قريتها عام 2014 وقتل مئات الرجال واختطف النساء والطفلات واستعبدوهن جنسياً. كانت ناديا واحدة من ضحايا الاستعباد الجنسي والتهديد بالقتل ما لم تعتنق الإسلام.
تمكنت ناديا من الهرب ووصلت إلى ألمانيا عام 2015 حيث انطلقت تروي للمجتمع الدولي فظائع داعش أملاً في تحقيق العدالة لها ولجميع ضحايا الاستغلال الجنسي ومحاسبة المجرمين.
عام 2018، حصلت ناديا على جائزة نوبل للسلام، بالمشاركة مع طبيب الأمراض النسائية الكونغولي دينيس موكويغي، "لجهودها في إنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب والصراع المسلح". وهي العراقية الوحيدة التي نالت الجائزة المرموقة حتى الآن.
رباعي الحوار التونسي للسلام 2015
عام 2015، فاز الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس الذي انطلق عام 2013 - المؤلف من أربع منظمات من المجتمع المدني - بجائزة نوبل للسلام لأنه أتاح "إنقاذ الانتقال الديمقراطي في البلاد" ولأجل "مساهمته الحاسمة في بناء الديمقراطية التعددية في تونس في أعقاب ثورة الياسمين عام 2011" ولدوره في "تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال الحوار السلمي".
وهذه المنظمات الأربع هي: الاتحاد التونسي العام للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونقابة المحامين التونسية.
المغربي سيرج حاروش في الفيزياء 2012
عام 1944، ولد البروفيسور المغربي الفرنسي سيرج حاروش لعائلة يهودية (أب مغربي وأم من يهود أوروبا الشرقية) مهتمة بالعلم والتعليم في الدار البيضاء بالمغرب. قبل الهجرة إلى فرنسا عقب الاستقلال عام 1956 من أجل ضمان الأسرة استكمال تعليم أبنائها باللغة الفرنسية.
فاز حاروش بجائزة نوبل في الفيزياء عام 2012 مناصفة مع العالم الأمريكي ديفيد وينلاند بفضل أبحاثهما في مجال الميكانيكا، وتحديداً في "الطرق التجريبية الرائدة التي تتيح قياس ومعالجة الأنظمة الكمومية الفردية".
هناك عالم يهودي آخر من أصول عربية فاز بجائزة نوبل، لكن في الطب، وهو باروخ بن صراف (1920 - 2011) الذي ولد في فنزويلا لأب يهودي مغربي وأم يهودية جزائرية. تنقلت أسرته بين فنزويلا وفرنسا واستقرت في أمريكا. وقادته أبحاثه في علم المناعة، تحديداً اكتشافه بروتين معقد التوافق النسيجي الكبير إلى الفوز بجائزة نوبل في الطب عام 1980.
عام 2011، أصبحت اليمنية توكل كرمان أول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل للسلام. ثم لحقت بها العراقية ناديا مراد عام 2018 وفازت بنفس الجائزة. تضم قائمة العرب الفائزين بجوائز نوبل العديد من الساسة وقلة من العلماء والمبدعين/ات
اليمنية توكل كرمان للسلام 2011
عام 2011، فازت الناشطة في حزب الإصلاح الإسلامي ورئيسة منظمة "صحفيات بلا قيود"، اليمنية توكل كرمان، بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع ورئيسة ليبيريا إيلين جونسون ـ سيرليف ومواطنتها ليما غبووي.
جاء ذلك بفضل "نضالها اللاعنفي من أجل سلامة المرأة وحقوق المرأة في المشاركة الكاملة في أعمال بناء السلام". وهو ما جعلها أول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل للسلام.
الباحث الجزائري محمد سنوسي للسلام 2007
عام 2007، ذهبت جائزة نوبل للسلام إلى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بالمناصفة مع نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور "لجهودهما في بناء ونشر المزيد من المعرفة حول تغير المناخ من صنع الإنسان، ووضع الأسس للتدابير اللازمة لمواجهة هذا التغيير".
كان الخبير البيئي الجزائري المتخصص في المناخ، محمد سنوسي، أحد أعضاء الهيئة الفائزة بجائزة نوبل للسلام. توفي سنوسي عام 2014 عقب صراع مرير مع المرض.
وهناك اسمان آخران فائزان بجوائز نوبل ارتبطا بالأصول الجزائرية، علاوة على بن صراف السابقة الإشارة إليه، وهما:
الفيزيائي الفرنسي كلود كوهين تانوجي، الذي تقاسم جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1997 مع ستيفن تشو وويليام فيليبس عن جهودهم في البحث في طرق التبريد بالليزر وحبس الذرات. ولد في قسنطينة عام 1933 لأبوين يهوديين جزائريين من أصول مغربية (منحدر من طنجة).
والروائي والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو المولود في بلدة مندوفى الجزائرية عام 1913 لأبوين فرنسيين، والفائز بجائزة نوبل في الأدب عام 1957 "لإنتاجه الأدبي الهام الذي ينير بكل جدية واضحة مشاكل الضمير الإنساني في عصرنا". لكن لا أصول جزائرية لكامو وقد ارتبط فقط بالبلدة الجزائرية بحكم الاحتلال الفرنسي لها إبّان مولده.
المصري محمد البرادعي للسلام 2005
ذهبت جائزة نوبل للسلام لعام 2005 إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمناصفة مع مديرها العام المصري محمد البرادعي "لجهودهما الرامية إلى الحيلولة دون استخدام الطاقة الذرية للأغراض العسكرية، وضمان استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية بأكثر السبل المأمونة الممكنة".
وكان البرادعي، المولود عام 1942 في القاهرة، قد تولّى إدارة الوكالة الأممية نهاية عام 1997. واستمر في قيادتها لثلاث فترات كل واحدة مدتها أربع سنوات. وهو حاصل على الدكتوراه في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة نيويورك عام 1974.
المصري أحمد زويل في الكيمياء 1999
عام 1999، أصبح العالم المصري أحمد زويل (1946 - 2016) أول عربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء بفضل "دراساته حول الحالات الانتقالية للتفاعلات الكيميائية باستخدام التحليل الطيفي للفيمتو ثانية". علماً أنه كان يحمل الجنسية الأمريكية أيضاً.
الفلسطيني ياسر عرفات للسلام 1994
عام 1994، فاز الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (1929 - 2004) بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع الزعيمين الإسرائيليين شيمون بيريز وإسحاق رابين "لجهودهم في إحلال السلام في الشرق الأوسط" خلال المفاوضات التي انتهت بتوقيع اتفاقيات أوسلو في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993.
المصري نجيب محفوظ في الأدب 1988
عام 1988، أصبح الأديب والروائي المصري نجيب محفوظ (1911 - 2006) أول عربي (وهو الوحيد حتى الآن) يفوز بجائزة نوبل للأدب بفضل "أعماله الغنية بالفروق الدقيقة - التي أصبحت الآن واقعية وواضحة الرؤية، وأخرى غامضة بشكل مثير للإعجاب - التي شكّلت فناً سردياً عربياً ينطبق على البشرية جمعاء".
درس نجيب الفلسفة في جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1934، وترك ميراثاً أدبياً قيّماً يتجاوز أكثر من 30 رواية و350 قصة قصيرة. تحول العديد من أعماله إلى أعمال درامية تلفزيونية وسينمائية.
المصري أنور السادات للسلام 1978
عام 1978، تقاسم الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات (1918 - 1981) جائزة نوبل للسلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، ليصبح أول عربي ومسلم يحصد أي جائزة من جوائز نوبل. جاء ذلك بفضل قيادته "مفاوضات السلام بشكل مشترك بين مصر وإسرائيل عام 1978".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...