في أحد الأيام العصيبة التي شهدتها مصر في أثناء الاحتلال الإنكليزي، كان هناك طفل صغير يقف على شرفة منزله يشاهد رجلاً بسيطاً يبيع السميط، وهو يسقط على الرصيف المقابل لمسكنه، وينزف دماً، ويهتف لمصر، ما غرس في نفسه الثورة والعصيان. وعندما أصبح صحافياً لم يمسك القلم فقط، بل حمل السلاح أيضاً. إنه الصحافي المصري سعد زغلول فؤاد.
يعرّفه الدكتور مصطفى الفقي، في مؤلفه "ذكرياتي معهم"، بقوله: "إنه ذلك المناضل الذي لا يعرفه الكثيرون، قاوم الاستعمار البريطاني ثم الوجود الإسرائيلي، وترك بصمات على صفحة الوطن، سوف تبقى دليلاً على أن مصر ليست بلداً ساكناً أو شعباً مستسلماً، بل وطن تصدّى دوماً للغزاة، وقاوم الطغاة وتحدى البغاة".
وذكر الكاتب الصحافي الراحل صلاح الدين حافظ، في مقدمة كتاب "سعد زغلول فؤاد يتذكر... مذكرات فدائي مصر"، أن سعد زغلول فؤاد جمع بين صفات كثيرة، فهو "صحافي وكاتب مشاغب، وطني مصري وقومي عربي، معتدل ومتطرف، مهاجر ومقيم، ثوري الأفكار والسلوك".
وفي الكتاب ذاته، يصفه الكاتب الصحافي جميل عارف، بأنه "أسطورة يصعب أن تتكرر أو أن تجد لها مثيلاً".
وعن بداياته الثورية، يروي نبيل زكي في مؤلفه "صحافة وصحفيون"، أن سعد زغلول فؤاد كان في السادسة من عمره، عندما شاهد من شرفة منزله في بني سويف (صعيد مصر)، الجرحى وهم يُنقلون إلى المستشفى الأميري على عربات اليد الخاصة بالباعة الجائلين.
وكأن هذه المشاهد غرست في نفسه الانتماء إلى الثورة والاندماج فيها، فلم يكد يلتحق بالمدرسة الثانوية، حتى تزعم زملاؤه الطلاب لتنظيم المظاهرات والاضطرابات ضد الاحتلال الإنكليزي والملك وحكومات السراي.
ومبكراً ألقي القبض عليه ودخل السجن لأول مرة عام 1942، وهو يحمل معه آلة الأكورديون الموسيقية، التي كان يهوى العزف عليها، وإذا كان هذا حال طالب في مسقط رأسه في صعيد مصر، فكيف إذا انتقل إلى العاصمة ليلتحق بالجامعة؟
وبالفعل، عندما التحق سعد زغلول فؤاد بكلية الحقوق-جامعة القاهرة، واصل نشاطه الثوري، فتقرر فصله نهائياً؛ لأنه هتف "تحيا الثورة"، والتحق بعد ذلك بالجامعة الأمريكية، ولم يهدأ أيضاً، بل كان يضع القنابل في خزانة ملابسه الرياضية، للقيام بعمليات فدائية ضد المحتلين الإنكليز، وفقاً لـ"زكي".
الانخراط في الأعمال الفدائية
وهنا نقطة مهمة في حياة "فؤاد"؛ إذ إنه لم يكن مثل جميع الصحافيين، الذين يشاركون بالقلم فقط، أو من بوابة الأحزاب السياسية، لكنه انخرط في الحركة الوطنية عبر جناحها الثوري وليس المفاوض، وكان أقرب إلى فكر منظمات المقاومة السرّية.
وبحسب مؤلف كتاب "صحافة وصحفيون"، فإن سعد زغلول فؤاد لعب دوراً مهماً في مقاطعة احتفال الجامعة المصرية، بحضور الملك فاروق (1920-1965)، لوضع حجر الأساس للمدينة الجامعية.
وما حدث أنه عندما حضر الملك لم يجد سوى عدد محدود من الطلاب، فسأل النقراشي باشا، رئيس الوزراء آنذاك، عن عدم حضور الطلبة فصمت، لكن مكرم عبيد باشا، وزير المالية، أجابه قائلاً: "الطلاب في المستشفيات والسجون يا مولاي"، في إشارة إلى أساليب العنف التي استخدمتها قوات الأمن ضدهم.
وتنقل الكاتبة ميسون صقر القاسمي، في مؤلفها "مقهى ريش عين على مصر"، شهادة المحامي عادل أمين عن تلك الإضرابات، إذ يقول: "في سنة 1946، سعد زغلول فؤاد، الكاتب الصحافي المعروف، كان أحد الزعماء الذين يخطبون في الجامعة، وكتب منشوراً ضد الملك، وتصادف أننا وزّعناه في أثناء إلقائه خطابه في الحرم الجامعي".
ومع إطلاق الإنكليز الرصاص على المظاهرات الوطنية، كما حدث في مظاهرة 21 شباط/ فبراير سنة 1946، انخرط سعد زغلول فؤاد في الأعمال الفدائية ضد جنود الاحتلال، سواء في القاهرة أو منطقة قناة السويس، التي انسحبت إليها قوات الاحتلال.
"ترك سعد زغلول فؤاد القلم ليعيش في ميادين القتال وساحات المعارك، فحارب ضد الاحتلال البريطاني، وانضم للجماعات المقاتلة في منطقة القنال، وسجل اسمه بين أشجع وأنبل الفدائيين المصريين"
ويؤكد نبيل زكي، أنه كان من الأحداث الشهيرة اختطاف سعد زغلول فؤاد، الضابط الإنكليزي أنتوني ريجدن، ما أحدث ضجةً كبرى في بريطانيا.
ويصف الدكتور مصطفى الفقي، حال سعد زغلول فؤاد في هذه الفترة بقوله: "ترك القلم ليعيش في ميادين القتال وساحات المعارك، فقد حارب في صفوف الفدائيين المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وانضم للجماعات المقاتلة في منطقة القنال، وأبلى بلاءً حسناً، وسجل اسمه بين أشجع وأنبل الفدائيين المصريين".
أخطر رجل في مصر
هذه الأوضاع التي عاشها سعد زغلول فؤاد، عرّضته للملاحقات الأمنية، حتى بدأ يضيق ذرعاً بها، فاستغل صلته الوثيقة بطبيب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحدث إليه ليطلب من الأخير الكف عن ذلك، لكن "عبد الناصر" ردّ عليه بقوله: "إن سعد زغلول فؤاد أخطر رجل في مصر".
وربما كان هذا الرد ناتجاً عن أسلوب حياة سعد زغلول فؤاد، الذي عمل في الصحافة، لكنه حوّل المهام الصحافية إلى عمليات فدائية سواء داخل مصر أو في دول عربية عدة، إلى درجة أن كل من شارك في الحركة الوطنية منذ النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي، سمع اسمه في المنتديات والمقاهي والاجتماعات العلنية والسرّية وفي أوساط الطلاب والمثقفين والنقابيين.
وعلى سبيل المثال، فإن سعد زغلول فؤاد كان في منطقة قناة السويس يتابع الأحداث بصفته مراسلاً عسكرياً لصحيفة الجمهور المصري، لكنه قاد فصيلاً من المقاومة الشعبية ضد القوات البريطانية.
ويؤكد المؤرخ الراحل عبد الله إمام، في مؤلفه المعنون بـ"وجيه أباظة والعمل الفدائي"، هذه الحقيقة، بقوله: "سعد زغلول فؤاد لم يكن فقط صحافياً بجريدة الجمهور المصري، التي تابعت باهتمام كبير معارك الفدائيين في منطقة القناة، لكنه أيضاً كان فدائياً بالدرجة الأولى... لقد ذهب إلى منطقة القناة محارباً يحمل السلاح، وكان يعمل محرراً في الجريدة".
واتهم سعد زغلول فؤاد بإلقاء القنابل على سينما مترو في القاهرة في أيار/ مايو عام 1947، بحسب ما ذكر محمد عبد العزيز في مؤلفه المعنون بـ"مذكرات ضابط في البوليس السياسي".
وفي هذا السياق، يقول صلاح الدين حافظ: "في الأربعينيات من القرن العشرين، برز اسم هذا الشاب الثوري الجريء الذي يحمل القنابل بين طيات ثيابه، ويلقيها على جنود الاحتلال في الشوارع، وفي كل موقع لتجمعهم يستطيع الوصول إليه منفرداً أو بمساعدة آخرين، وكان طبيعياً أن يخضع للمطاردة، فصار هدفاً مزدوجاً لقوات الاحتلال البريطاني من ناحية، والقوات المصرية من ناحية أخرى".
عملية ميونيخ ضد الإسرائيليين
ويبدو أن جميع من كتبوا عن سعد زغلول فؤاد، اتفقوا على أنه كان صحافياً لامعاً ووطنياً مغامراً، فهذا يوسف الشريف يتحدث عنه في كتابه "مما جرى في بر مصر"، بقوله: "فرض نفسه (أي سعد) على التاريخ السياسي المصري المعاصر، عبر أدواره المشهودة في اختطاف الضباط والجنود الإنكليز، واغتيالهم بمشاركة صديقه الموسيقار مدحت عاصم".
ويشير الشريف، إلى واقعة سينما مترو، مؤكداً أنه "كان المتهم الأول فيها، وأحد أبطال المقاومة الشعبية في قناة السويس قبيل اندلاع ثورة 23 تموز/ يوليو عام 1952، وشارك في تهريب السلاح من مصر إلى ثوار الجزائر عبر الأراضي الليبية، وهو المسؤول عن تدبير وتنفيذ عملية المقاومة الفلسطينية ضد الإسرائيليين في ميونيخ".
ووفقاً لمؤلف كتاب "صحافة وصحفيون"، فإن سعد زغلول فؤاد قضى في معتقلات مصر ودول عربية متعددة، فترات طويلةً من حياته، وقد قاتل في جبهات عدة سواء في فلسطين أو الجزائر أو المغرب أو الأردن أو لبنان، مؤكداً: "عرفته كل ساحات المعارك على امتداد الوطن العربي، فهو في كل مكان تموج فيه تيارات العصيان والثورة".
وتحدث سعد زغلول فؤاد نفسه عن حياته الفدائية في مذكراته، قائلاً: "ظللت قرابة عام مع الثوار الجزائريين أشاركهم أعمالهم البطولية، وأنقل لهم السلاح الذي كان يصل إليهم في مواقعهم بالجبال".
انضم سعد زغلول فؤاد انضم إلى صفوف الفدائيين من الفلسطينيين تحت راية "منظمة التحرير"، مقاوماً الاحتلال الإسرائيلي، وجرى اعتقاله في سجون الأردن، التي رأى فيها من ألوان التعذيب ما بقيت آثاره على جسده حتى رحيله
وفي ليبيا تواجد سعد زغلول فؤاد أيضاً، لتنفيذ عمليات ضد أهداف بريطانية، في العهد الملكي في أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بالتعاون مع ثوار ليبيين.
وبحسب مؤلف كتاب "ذكرياتي معهم"، فإن سعد زغلول فؤاد انضم إلى صفوف الفدائيين من الفلسطينيين؛ إذ انخرط في سلك الكفاح المسلح، تحت راية "منظمة التحرير الفلسطينية"، مقاوماً الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن قاوم الاحتلال البريطاني من قبله، وجرى اعتقاله في سجون الأردن، التي رأى فيها من ألوان التعذيب ما بقيت آثاره على جسده حتى رحيله.
"رأس من رؤوس الإرهاب"
وبناءً على هذه الأحداث، يؤكد الكاتب الصحافي صلاح الدين حافظ، أن "قوات الاحتلال اتهمت سعد زغلول فؤاد، في كل بلد عربي، بل بعض الأجهزة العربية، بأنه رأس من رؤوس الإرهاب".
ويشدد الكاتب الصحافي جميل عارف، في تقديم كتاب "سعد زغلول فؤاد يتذكر... مذكرات فدائي مصر"، على أنه "كانت كل عملياته الفدائية (أي سعد)، تكفي في حالة القبض عليه للحكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص".
ودائماً كان "فؤاد" مشتبهاً فيه، إلى درجة أنه كان أول من يُقبض عليه للتحقيق معه، حتى بالنسبة إلى عمليات لم تكن له علاقة بها، وكان يفرَج عنه عندما يثبت أن لا علاقة له بالعملية.
وزار سعد زغلول فؤاد كل سجون مصر، وفي مقدمتها سجن الأجانب، الذي كان مخصصاً لاعتقال السياسيين والوطنيين الخطرين، وأطلق عليه زملاؤه "الولد الشقي"، خاصةً أنه كان مدرجاً في قوائم الانتظار بغالبية مطارات الدول العربية للقبض عليه بمجرد وصوله إليها.
ويذكر جميل عارف، أن سعد زغلول فؤاد، كان مطلوباً القبض عليه في أيام حكم عبد الكريم قاسم في العراق، واضطر إلى أن يلجأ إلى مبنى السفارة المصرية في بغداد، مؤكداً: "اضطر السفير المصري في بغداد للتدخل لإنقاذ الفدائي المصري، الذي كان مطلوباً محاكمته أمام محكمة المهداوي، التي لم تكن تحكم بغير أحكام الإعدام على كل من مثل أمامها من معارضي حكم عبد الكريم قاسم".
الأمر ذاته وقع في المغرب، عندما قبض الجنرال محمد أوفقير، وزير الدفاع المغربي آنذاك، على سعد زغلول فؤاد؛ إذ ألقي به في السجن، وجرت عملية تعذيب رهيبة له، ثم قُدّم إلى محكمة عسكرية كان مفروضاً أن تحكم عليه بالإعدام، لكنه نفسه لم يعرف كيف أفلت منها.
فضح "الطابور الخامس"
مهمة سعد زغلول فؤاد الفدائية جعلته يستخدم كل شيء لتحقيق أغراضه، حتى لون بشرته الذي كان يميل إلى الأحمر، وشعره الكستنائي! حدث ذلك عندما انتحل ذات مرة شخصية الصحافي الأمريكي سبنسر ديريل، المحرر في صحيفة "إكسبريس ديلي نيوز"، وهي صحيفة وهمية اخترعها لكي يكشف ويضبط ما أسماه بـ"الطابور الخامس" في حالة تلبّس.
استغل "فؤاد" تمكّنه من التحدث بالإنكليزية لإتقان دوره، وحينها كان الوقت كما يذكر نبيل زكي، هو ذروة غليان الحركة الوطنية في مصر، وأراد سعد زغلول أن يفضح مواقف بعض زعماء أحزاب الأقلية من أعوان الملك، الذين تحدثوا معه باعتباره الصحافي الأمريكي ديريل، الذي سينقل آراءهم إلى أصحاب القرار في لندن وواشنطن، حتى يتأكدوا من ولائهم.
ويؤكد نبيل زكي: "كان منهم من طالب بزيادة عدد القوات الإنكليزية في مصر إلى عشرة أضعاف، ومنهم من تطوع بالإعلان عن مشروعه لمكافحة الشيوعية التي هي عدوة أمريكا والغرب، ومنهم من طالب بعودة القوات البريطانية إلى احتلال مصر في حالة اندلاع حرب عالمية ثالثة، وأن هذه القوات ستكون موضع ترحاب من الجميع".
وكانت المفاجأة عندما نشر سعد زغلول فؤاد مقابلاته مع هؤلاء الساسة في صحيفة "الجمهور المصري"، وصوّرهم وهم يتحدثون معه، فكانت بمثابة قنبلة مدوّية في الشارع المصري، وما كان من هؤلاء الساسة إلا أن لزموا الصمت المطبق، ولم يجرؤ واحد منهم على تكذيبه، فقد كُشف القناع عن حقيقة مواقفهم الموالية للاحتلال.
"هاتف سعد زغلول فؤاد، إسماعيل صدقي (رئيس الوزراء آنذاك)، مدّعياً أنه صحافي أمريكي، وحين التقيا، زعم أنه مندوب للمخابرات الأمريكية، فتهلل العبوس، وزاد ترحيبه بضيفه، ووعده بأن يضاعف جهوده ضد الشيوعية، ونشر حديث أخينا في أسبوعية (الجمهور المصري) القاهرية، وكانت فضيحة"
الواقعة المذكور، رواها فتحي عبد العليم أيضاً في مؤلفه المعنون بـ"النشاط الصهيوني في مصر من عام 1897 إلى 1948"، قائلاً: "هاتف سعد زغلول فؤاد، إسماعيل صدقي (رئيس الوزراء آنذاك)، مدّعياً أنه صحافي أمريكي، وحين التقيا، زعم الأول أنه مندوب للمخابرات المركزية الأمريكية، فتهلل العبوس، وزاد ترحيبه بضيفه، ووعده بأن يضاعف جهوده ضد الشيوعية والشيوعيين، طوال حياته، ونشر حديث أخينا في أسبوعية (الجمهور المصري) القاهرية، وكانت فضيحة".
السادات يعالج سعد زغلول فؤاد
ويروي الفقي، أنه في مطلع سبعينيات القرن الماضي، أوفد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، سعد زغلول فؤاد، إلى العاصمة البريطانية لندن، للعلاج من آثار التعذيب في السجون، وأمراض سنوات الكفاح القاسية، مؤكداً: "عاش شقياً ليسعد الوطن، وقضى سنوات من عمره سجيناً لتتحرر بلاده".
وتشير بعض المصادر، إلى أن سعد زغلول فؤاد، كان زميل السادات أيام القنابل والتفجيرات، ودخل معه السجن قبل ثورة تموز/ يوليو عام 1952.
ويرى نبيل زكي، أن اسم سعد زغلول فؤاد يرمز إلى العمل الفدائي، وإلى كل نشاط يقتحم المحظورات ويتحدى أكبر الرؤوس، مؤكداً: "إنه غيفارا المصري، صاحب قضية ورسالة، وهب حياته للقضايا الكبرى التي تتعلق بالمصالح القومية العليا لأمته".
وفي السنوات الأخيرة من عمره، هدأت حركته بسبب الأمراض الناتجة عن عمليات التعذيب، إلى أن رحل في أيلول/ سبتمبر عام 2009، بعدما قضى جزءاً من حياته مراسلاً صحافياً في باريس للعديد من الصحف، وآخرها "الأهرام".
رحل سعد زغلول فؤاد بعدما دخل السجون والمعتقلات أكثر مما دخل المدارس والجامعات، وتعرض للمطاردات والمحاكمات أكثر مما عمل في الصحف والمجلات، وكان لا يكاد يلتحق بصحيفة أو مجلة كما يقول صلاح الدين حافظ في كتاب "سعد زغلول فؤاد يتذكر... مذكرات فدائي مصر"، حتى يختلف معهم ويترك المكان بحثاً عن آخر يحقق فيه طموحه، الذي لم يكتفِ يوماً بالتعبير بالقلم، بل مزجه بالتعبير بالسلاح دفاعاً عن حرية بلده واستقلاله وكرامته.
ولا نجد في ختام حديثنا عن هذا المناضل، أفضل من حديث جميل عارف عنه؛ إذ يقول: "لقد عاش واضعاً حياته فوق كف يده من أجل مصر، ولم ينهب أو يسرق، وكان دائماً شريفاً فلم يحصل على رشوة أو يقبل كسباً حراماً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.