شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
في حب بيوت الله... مسلمون ومسيحيون في رحلات اكتشاف الهوية والترويج للسياحة

في حب بيوت الله... مسلمون ومسيحيون في رحلات اكتشاف الهوية والترويج للسياحة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والخطاب الديني

السبت 23 سبتمبر 202302:43 م

داخل مغارة وسط الصحراء تحتضنها الجبال، يتردد صوت تنهيداتها ودعائها. لقد عشقت الأديرة الموجودة خارج الأحياء السكنية، خاصةً التي تحمل اسم السيدة العذراء. ساقها شغفها قلاية "غرفة الرهبان"، برغم أنه ممنوع، ولكن صداقتها سمحت بكسر الممنوع، ولم تحوّل ديانتها وارتداءها الحجاب السماح لها، وأقامت في بيت للمغتربات تابع للكنيسة لتكون المسلمة الوحيدة التي تمكّنت من حضور القداسات والترانيم. هكذا تكونت لدى ولاء حسين، ابنة محافظة المنيا في الصعيد جنوب مصر، روابط قوية بالكنائس حينما اضطرتها ظروف العمل إلى الانتقال إلى محافظة سوهاج في أقصى الصعيد، ولم تجد أمامها سوى بيت تابع للكنيسة لأنه آمن.

زيارة جماعية لكنيسة

ولاء ابنة الـ42 عاماً، تعمل في مشروع متعلق بالتعايش وقبول الآخر مع وزارة التضامن الاجتماعي. لا تستطيع تحديد أسباب تعلّقها بالكنائس الذي أرجعته ربما إلى أنها درست في مدارس مسيحية، أو إلى نشأتها في أسرة منفتحة على الآخر، أو لأن عملها كفل لها التعرف على الديانة المسيحية أكثر، حتى أنها وثقت بالمنتجات الغذائية التي يصنعها الرهبان، وأصبحت تقدّمها هدايا، وبضحكة ساخرة تقول لرصيف22: "بعض الرفاق المسلمين غير متقبلين للفكرة، لذلك أزيل الملصقات من الهدايا حتى لا يكتشفوا هويتها، وبعضهم حاول معرفة مصدرها بسبب جودتها، ولكني تحفظت نتيجةً لمعرفتي بتوجهاتهم".

تشعر ولاء بأنها وقعت في غرام أديرة درنكة والمحرق في أسيوط، والأبيض والأحمر في سوهاج، نظراً إلى الشكل المعماري والطرز الفنية المستخدمة وكذلك التاريخ الذي تحمله تلك الأماكن 

وجدت ردود فعل متباينةً على نشر صورها في الكنائس، خاصةً التي تشعل فيها الشموع أمام أيقونة "صورة أثرية" للعذراء، ويبدو عليها أنها تتلو صلوات، ما بين سعادة وترحيب وتساؤلات من قبل صديقاتها المسيحيات، وارتياب وتشكيك من المسلمات.

وحينما أقبلت على الزواج، أخبرت شريكها عن هذا الحب، ولم تجد منه أي رفض، بل على العكس رحّب بإلحاق أبنائهما بمدارس مسيحية باعتبارها الأفضل من حيث مستوى التعليم والتربية. وعلى الجانب الآخر، تحرص ولاء على تربية صغارها إسلامياً، لذلك أرسلتهم لحفظ القرآن.

وقعت في غرام المغارة

تتضمن مسار العائلة المقدسة دير العذراء في محافظة أسيوط جنوب مصر، وقد بُني في القرن الأول على جبل يرتفع 100 متر، ويضم كنيسة المغارة "التي سكنتها العذراء وصغيرها، وتلقى فيها يوسف النجار الوحي بعودتهم إلى فلسطين".

ويرجع تاريخها إلى 2500 ق. م.". دبّت فيه الحياة الرهبانية في القرن الرابع. وفي المحافظة نفسها يقع دير العذراء المحرق، وهو أحد نقاط الاحتماء للعائلة المقدسة. وبحسب التاريخ فقد سكنوا داخل مغارته أطول فترة قُدّرت بـ6 أشهر و10 أيام، ويقال إن فيه حجراً استند إليه المسيح صغيراً واستُخدم في بناء مذبح الكنيسة عام 38 من القرن الأول، كما أن هذه النقطة يتردد أنها تتوسط مصر.

وفي سوهاج، يقع الدير الأبيض، باسم القديس الأنبا شنودة، وأنشئ الدير في نهاية القرن الرابع الميلادي، وسُمّي بهذا الاسم نسبةً إلى طوب الحجر الجيري المستخدم في الإنشاء واستخدم الطراز البازليكي، ويأخذ شكل المعابد الفرعونية من الخارج.

وفي المحافظة نفسها يوجد الدير الأحمر، نسبةً إلى الطوب الأحمر مع الحجر الجيري الأبيض مع أعمدة الغرانيت الوردي والأسود وشيّده الأنبا بشاي أوائل القرن الرابع، وتعرّض للحرق مرتين في عهد الولاية الرومانية وعصر البربر، ولم تتبقَّ منه سوى الكنيسة والحصن الذي أنشئ كمخبأ للرهبان من هجمات الاضطهاد الوثني.

تشعر ولاء بأنها وقعت في غرام أديرة درنكة والمحرق في أسيوط، والأبيض والأحمر في سوهاج، نظراً إلى الشكل المعماري والطرز الفنية المستخدمة وكذلك التاريخ الذي تحمله تلك الأماكن والأهم الحالة الروحانية التي تعيشها داخل المغائر وبقايا الكنائس والحصون هناك وهي ترفع أدعيتها لله مناجيةً السيدة مريم، التي تقول عنها: "أشعر بوجودها وبأنها تحاوطني في هذا المكان وتسمع وتستجيب. سلام على سيدة نساء العالمين".

الرهبة والقدسية... أول زيارة للمسجد

شُيّد مسجد عمرو بن العاص سنة 640 م، في حي مصر القديمة، وسُمّي بالعتق كأول مسجد للولاية الإسلامية في إفريقيا، وتبلغ مساحته 120*110 أمتار. تعرّض للحرق والهدم وتم ترميمه في القرن الـ20 مع الحفاظ على طابعه الإسلامي.

وفي جبل المقطم، شُيّدت قلعة صلاح الدين الأيوبي كحصن حربي ومقر للحكم عام 1176 م. وتضم بئر ماء حُفرت في الصخر بعمق 90 متراً، لتوفير الماء للجنود وسكان المنطقة في حال حصار المدينة، حتى جاء محمد علي باشا في 1826، ونحت خنادق للاحتماء. ويضم مسجدَي الناصر محمد بن قلاوون، ومحمد علي باشا.

النشاط الثقافي والسياحي الذي تقوم به الجامعات والطلبة والجمعيات الأهلية المهتمة بالتاريخ والثقافة والتعايش، دعا الكثيرين لاكتشاف أصحاب الديانة الأخرى من خلال أماكن عبادتهم، وخلق نقاشات صحيةً. هكذا يفعل مينا صبحي (27 عاماً)، من القاهرة ويعمل في قطاع اللاجئين، وأندروا أشرف (27 عاماً)، وهو معيد في قسم الصحافة في جامعة الإسكندرية، ونادية جورج (29 عاماً)، من الجيرة وتعمل محاسبةً.

فقد اكتشفوا لأول مرة من خلال هذه التجمعات الفن الإسلامي بعظمته والمآذن التي اختلفت أشكالها طبقاً للعصور ما بين الفاطمي والأيوبي والأموي وبعضها بالفعل يعانق الكنائس التي يتعبدون فيها، مثل مسجد عمرو بن العاص الموجود في مجمع الأديان.

يرى أندروا أن دوره كأستاذ جامعي هو أن ينقل للطلبة تجربةً ثريةً، من المخجل أن تفتقر إلى المعالم الإسلامية بفنونها وتاريخها. فكيف للسياح الأجانب أن يعرفوا عن تاريخ بلادنا ويروجوا لها ونحن لا نفعل. ويصف لرصيف22، أهمية الصور المنشورة عبر صفحات فيسبوك، متضمنةً معلومات شيّقةً عن تاريخ الأماكن والفنون المستخدمة.

إنها أهم رسالة تقدَّم للعالم بأن مصر شعبها في تآلف وتمتلك أعظم حضارة وأقدم تاريخ. وبابتسامة هادئة تذكّر أندروا أول زيارة للمساجد قائلاً إنها حملت مشاعر دهشة ورهبة وسعادة وقدسية غريبة. أما مينا، فإن رحلات الجامعة كانت تنقسم بين المسيحيين المتمسكين بزيارة المساجد، فيما يغضب رفاقه المسلمون لحرصهم على زيارة الكنائس أولاً لاكتشافها حتى أن إحداهن علّقت: "مللت التردد على الكنائس. أريد دخول المسجد والتقاط الصور".

مينا يصف لرصيف22، كيف أن هذه الجولات كانت أكبر داعم للصداقة وقرّبت مساحات المحبة مع زملاء الدراسة، وما زلنا نتذكرها بعد أن سار كل منا في طريق عمل مختلف.

قرآن في الكنيسة

جلست باكيةً على الكرسي المتحرك، وساعدها أحفادها للنهوض مستخدمةً "العكاز". انحنت شهيرة حسين (76 عاماً)، وبدأت تخاطب تريزة باكيةً، وكأنها تراها. وما بين العتاب والدعاء طلبت الاستجابة بالشفاء. وحول المقصورة غُلّف الجدار كاملاً حتى خارج الكنيسة بلوحات الشكر وبينها لوحات لمشاهير مثل عبد الحليم حافظ ونجاة وفريد الأطرش وأسمهان وصباح وعبد الوهاب. كانت رسالة تشجيع لشهيرة بجانب الروايات المتوارثة؛ هكذا يقول محمود رأفت حفيدها لرصيف22. "منذ أن مرضت جدتي وعلى مدار 3 أعوام، وهي لم تقطع الأمل. تكررت زياراتها ما بين شجرة العذراء مريم في حي المطرية وكنيسة القديسة تريزة. fرغم أننا مسلمون لكن رأينا بأعيننا معجزات تجري على يديها"، يقول، ويضيف: "حتى أن الأديان وُجدت لتجمعنا لا لتفرّقنا. كلنا نعبد الإله نفسه، ولا دليل أقوى من الآية القرآنية التي تزيّن صحن الكنيسة 'أدخلوها بسلام آمنين"".

وسط حي شبرا شمال القاهرة، توجد كنيسة سانت تريز وتنتمي إلى الطائفة الكاثوليكية على الطراز البازيليكي. بُنيت في 1932، وهي لفتاة فائقة الجمال وثرية ترهبنت. ما أن تدخل من الباب الرئيسي يواجهك تمثال طولي للقديسة، ويأخذك نحو مدخل الكنيسة المبطن بلوحات الشكر، وفي الداخل نُقشت الآية القرآنية: "أدخلوها بسلام آمنين"، فيما يضم حي المطرية شمال القاهرة موقعاً أثرياً هو شجرة مريم حيث قيّدت ضمن مسار العائلة المقدسة باعتبارهم استظلوا تحتها.

الكنائس والوثنية

أُغرمت بكنائس مصر القديمة، ولم تجد ما يشبع عواطفها مثل الحنان الذي لمسته في آيات على لسان المسيح ونقوش على الجدران: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم"، وروعة الموعظة على الجبل المذكورة في الإنجيل وتجذبها روعة الفن القبطي.

تقف منبهرةً حينما تشاهد أسفل قدمَيها في الكنيسة المعلقة، لأنها عُلّقت على حصنَي بابليون اللذين استُخدما للاحتماء من هجمات الوثنيون. والرموز المبهرة بدايةً من الأعمدة الـ12 وبيض النعامة والصليب الذي يعني انتشار تلاميذ المسيح.

هكذا تحكي راوية عبد المنعم (55 عاماً) عميدة المعهد العالي للسياحة في القاهرة. وتروي لرصيف22، بكل حماسة: "زرت الكنيسة للمرة الأولي حينما كنت طالبةً في كلية الآثار جامعة القاهرة. كان أساتذتي يحرصون على شرح الفنون وتاريخها وربط العناصر الفنية والمعمارية بين المساجد والكنائس. هناك تعرفت على عظمة وطني وآثاره وكيف استخدم المصري دور العبادة في الدفاع عن هويته وعقيدته وكيف استخدمها للمقاومة، والآن أكرر ما قدّمه لي أساتذتي للطلبة والطالبات وأشرح لهم رحلة العائلة المقدسة حتى المعابد اليهودية".

ولاء حسين وأشخاص في الكنيسة

وقفت الشابة الثلاثينية تشعل شمعةً، وتردد بعض الأدعية، معلقةً عينيها على لوحة العذراء تناجيها ويبدو عليها الإجهاد من عناء يوم طويل. قررت الاستراحة بصحبة صديقتها المسيحية التي رافقتها نحو كنيستها. هكذا أنهت صفاء عبد الرازق يومها الشاق في الكنيسة، لأنها اعتادت منذ طفولتها على زيارة الكنائس بشكل خاص، كما اعتادت أمها صوم العذراء في آب/ أغسطس من كل عام مع صديقاتها المسيحيات. تشاهد صفاء تصميم المبنى وألوانه والتماثيل واللوحات والألوان في دهشة وفخر. تجيد قراءة الفنون لأنها تعمل صحافيةً فنيةً وقد اعتادت أن تقضي يوماً برفقة صديقتها المسيحية في الجريدة لتزورا الحسين والسيدة زينب، خاصةً في أيام الموالد، ثم تختما يومهما داخل هذه الكنيسة الملاصقة لجريدة الأهرام في وسط البلد كما تتردد على كنائس مصر القديمة وحضور القداسات.

خطوات جادة للمواجهة

"هذه العادات قد تكون مفيدةً لأصحاب الفكر المنفتح. أما للمتشددون من الجانبين فقد لا تكون ذات تأثير"؛ بحسب الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي.

"لقد واجهنا حملة الاستنكار ضد الفنانة وفاء صادق بعد أن نشرت عبر صفحتها على فيسبوك صورةً وهي توقد شمعةً في إحدى الكنائس" يقول. ويضيف: "نحن في مجتمع متشدد لا ننكر استمرار هذه الحالة. قد تفيد ولكن نحن ما زلنا بحاجة إلى أسرة وتعليم وإعلام بوعي كافٍ". ما زلنا على جبهة بعيدة وفقاً لما يقوله لرصيف22.

زيارة لكنيسة

ما زالت الكنائس في مصر محاطةً بحراسة لحمايتها، "كذلك المسيحيون حينما اصطحبت بعض الطلبة والطالبات في الجامعة الأمريكية إلى أحد اجتماعات الكنيسة. ووجدت امتعاضاً على وجوه المصلين ما دفعني إلى ادّعاء أنهن مسيحيات ولكنهن من بيئة محافظة يضعن غطاءً على الرأس". أما عن الموالد فهي مرتبطة بالتراث الشعبي والبحث عن القصص الخارقة ولدينا مسجد الـ7 بنات وكان رجل أنعم الله عليه بزواج بناته ونذر بناء مسجد لذلك.

وخرجت أسطورة أن كل من تتأخر عن الزواج وتلفّ حول المسجد 7 مرات، تتزوج، وهكذا بالنسبة إلى القصص حول بعض الموالد المسيحية، حتى أن أشهر تجار المحمصات في الموالد يتردد اسمه من الموالد المسيحية إلى الإسلامية بالطقوس والمشتريات نفسها التي يقبل عليها الجميع.

على النقيض يحاول رجال الدين مواجهة الفكر المتشدد بزيارات المحبة. هكذا يحرص الشيخ عبد الرحيم الخولي، وهو إمام وخطيب مسجد في محافظة المنوفية شمال القاهرة في جنوب الدلتا، على اصطحاب صديقه الأب حبيب كاهن الكنيسة الكاثوليكية في المنيا.

النشاط الثقافي والسياحي الذي تقوم به الجامعات والطلبة والجمعيات الأهلية المهتمة بالتاريخ والثقافة والتعايش، دعا الكثيرين لاكتشاف أصحاب الديانة الأخرى من خلال أماكن عبادتهم، وخلق نقاشات صحيةً 

إن تبادل زيارات الود والمحبة والتردد على معالم المحافظة من آثار دينية إسلامية ومسيحية بدلت الكثير من مشاعر الكراهية داخل القرى إلى محبة. يرى عبد الرحيم أن هذه الزيارات ليست مشاعر رياء، وإنما زيارة لبيوت الله، واصفاً لرصيف22، الدور المهم الذي تقوم به الكنائس في المنيا والمنوفية من نهضة ثقافية كانت إضافةً للمسلمين والمسيحيين.

عادات مصرية قديمة

هذه الزيارات وبالأخص في الموالد الدينية، "هي موروث ثقافي. ففي رمضان اعتدنا الاستمتاع بأجواء التجمعات في الحسين والمعز كنوع من النزهة"؛ هكذا يقول كمال زاخر المفكر القبطي لرصيف22. وعلى الجانب الآخر "الأشقاء المسلمون تبلغ لديهم العذراء مريم أهميةً بالغةً لذلك يحرص الكثيرون على زيارة كنائسها. أما العلاقة مع القديسين والأولياء فهي عادة فرعونية سابقة على الأديان".

أهمية التعرف على تاريخ بلدنا من خلال معالمه، وكذلك اكتشاف التاريخ المشترك واستمرار عادة الموالد عبر التاريخ منذ الدولة المصرية القديمة؛ هكذا يقول الدكتور محمد منير مجاهد، مؤسس جماعة "مصريون"، لرصيف22، ضد التمييز الديني "ولا تختلف مظاهر الاحتفال من السيدي البدي لموالد العذراء والأنبا برسوم العريان".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image