اكتسب الـ"كيتو" شهرة كبيرة مؤخراً كطريقة سريعة لإنقاص الوزن، وبالفعل حقق نجاحاً تجارياً مقارنة بالأنظمة الأخرى.
بدأ رواج الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات في السبعينيات مع نظام "أتكنز"، وهو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي البروتين. ثم انتشرت أنظمة أخرى مشابهة مثل حمية "باليو"، و"ساوث بيتش"، و"دوكان"، وكلها غنية بالبروتين، ولكنها معتدلة في الدهون. في المقابل يتميز النظام الغذائي الكيتوني بمحتواه العالي من الدهون، وتناول كمية معتدلة من البروتين، وكمية منخفضة جداً من الكربوهيدرات، حيث يتم فيه الاعتماد على الكيتونات الناتجة عن حرق الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الغلوكوز الناتج عن حرق الكربوهيدرات.
أنواع النظام الكيتوني؟
فالنظام الغذائي الكيتوني أو الكيتو دايت وفقاً لمدرسة هارفارد للصحة العامة (The Nutrition Source) هو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وغني بالدهون تم استخدامه لعدة قرون لعلاج حالات طبية محددة. ففي القرن التاسع عشر، كان النظام الغذائي الكيتوني شائع الاستخدام للمساعدة في السيطرة على مرض السكري، وفي عام 1920 تم تقديمه كعلاج فعال للصرع لدى الأطفال الذين لم يكن الدواء فعالاً معهم.
وبحسب موقع هيلثلاين (healthline) هناك عدة إصدارات من النظام الغذائي الكيتوني، منها:
1. النظام الغذائي الكيتوني القياسي: وهو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات ومعتدل البروتين وعالي الدهون. وفيه يحصل الجسم على السعرات الحرارية عادةً وفق نسب: 70% دهون، و20% بروتين، و10% فقط كربوهيدرات.
2. النظام الغذائي الكيتوني الدوري: يتضمن هذا النظام الغذائي فترات يتم فيها تقليل تناول الكربوهيدرات إلى النسبة المشار إليها في النظام الغذائي الكيتوني القياسي لمدة 5 أيام، يليها اتباع نظام غذائي عالي الكربوهيدرات لمدة يومين فقط.
كان النظام الغذائي الكيتوني شائع الاستخدام طبياً للمساعدة في السيطرة على مرض السكري، ثم تم تقديمه كعلاج للصرع لدى الأطفال الذين لم يكن الدواء فعالاً معهم
3. النظام الغذائي الكيتوني عالي البروتين: يشبه هذا النظام الغذائي الكيتوني القياسي، ولكنه يحتوي على المزيد من البروتين. وتكون النسبة غالباً 60% دهون، و35% بروتين، و5% كربوهيدرات.
4. النظام الغذائي الكيتوني المستهدف: يسمح هذا النظام الغذائي بإضافة الكربوهيدرات أثناء التمارين المكثفة فقط، ويستخدم بشكل أساسي من قبل لاعبي كمال الأجسام أو الرياضيين.
الأطعمة المسموحة والممنوعة
وفقاً لموقع دايت دكتور (Diet Doctor) نستعرض الأطعمة المسموحة والممنوعة في نظام الكيتو دايت.
الأطعمة المسموحة:
اللحوم بأنواعها: إذ يمكن تناول لحم البقر ولحم الضأن واللحوم البرية والدواجن بجميع أنواعها والأسماك والمأكولات البحرية إضافة الى بدائل اللحوم مثل منتجات الصويا (التوفو والتيمبه).
البيض: سواء مسلوق، أو مقلي بالزبدة، أو السمن، أو المحضر مع الخضار قليلة الكربوهيدرات.
الخضراوات: يسمح بتناول الخضراوات غير النشوية مثل الكرنب والقرنبيط والخيار والبروكلي والباذنجان والبصل والمشروم والفليفلة والسبانخ، والبندورة والكوسا والهليون، والفاصولياء الخضراء، والكرفس، والفجل والليمون.
هل جربتم نظام الكيتو من قبل؟ وهل حقيقي ما يقال بأنه "ريجيم الأغنياء" لكثرة اعتماده على اللحوم والأسماك والأفوكادو والمكسرات؟
الفواكه: يسمح بتناول معظم الفواكه الحامضة، مثل التوت والفراولة والبرتقال. كما يسمح بتناول جوز الهند والأفوكادو، وحصص صغيرة من البطيخ.
المكسرات والبذور: يسمح بتناول البذور والمكسرات منخفضة الكربوهيدرات مثل بذور اليقطين وعباد الشمس والجوز واللوز والبندق والمكاديميا والفول السوداني، ويمنع تناول المكسرات عالية الكربوهيدرات، مثل الكاجو والفستق الحلبي.
منتجات الألبان كاملة الدسم:كالأجبان الدسمة والزبدة والقشدة والزبادي اليوناني كامل الدسم.
الدهون والصلصات: مثل الزبدة والسمن، وزيت الزيتون وجوز الهند والأفوكادو. كما يمكن استخدام الصلصات الغنية مثل صلصة المايونيز وزبدة الثوم.
الأطعمة الممنوعة:
الأطعمة السكرية: مثل الكعك والبسكويت والحلويات والكعك والمعجنات والزبادي المحلى والآيس كريم وحبوب الإفطار والمشروبات الغازية وعصائر الفاكهة والحلوى والمشروبات الرياضية.
الأطعمة النشوية: كالخبز والتورتيلا والمعكرونة والأرز والكسكسي والبطاطس والبسكويت والبقوليات (معظم الفاصوليا المجففة) والحبوب والعصيدة ودقيق الشوفان والموسلي،وحتى الحبوب الكاملة والشوفان والكينوا.
المشروبات الكحولية التي تحتوي على السكر: مثل النبيذ الحلو، أو النبيذ المثلج أو نبيذ الحلوى، والبيرة. ويمكن تناول المشروبات الكحولية منخفضة الكربوهيدرات بكميات محدودة مثل النبيذ الجاف (الأحمر والوردي والأبيض) والشمبانيا والويسكي والبيرة التي تحتوي على أقل من ثلاثة غرامات من الكربوهيدرات لكل علبة.
فوائد كبرى
تساعد الأنظمة الغذائية الكيتونية على إنقاص الوزن، إذ تظهر العديد من الدراسات أن النظام الغذائي الكيتوني قد يكون فعالاً في إنقاص الوزن مثل النظام الغذائي منخفض الدهون، علاوة على ذلك يساعد في إنقاص الوزن دون حساب السعرات الحرارية أو تتبع كمية الطعام التي تتناولها. وقد وجدت مراجعة واحدة لـ 13 دراسة أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، كان أكثر فعالية في فقدان الوزن على المدى الطويل من اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، فقد خسر الذين اتبعوا نظام الكيتو وزناً أكبر بمقدار كيلو غرام تقريبا مقارنة بالمجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفض الدهون.
أثبتت الدراسات أن الكيتو أسرع من غيره من الأنظمة في إنقاص الوزن، ويساعد في علاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وفي تخفيف أعراض الشلل الرعاش "باركنسون"
للسكري
يتميز مرض السكري بالتغيرات في عملية التمثيل الغذائي، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وضعف وظيفة الأنسولين، ويساعد النظام الغذائي الكيتوني على فقدان الدهون الزائدة، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض السكري من النوع 2، ومتلازمة التمثيل الغذائي. وقد وجدت إحدى الدراسات أن النظام الغذائي الكيتوني أدى إلى تحسين حساسية الأنسولين بنسبة هائلة بلغت 75٪. كما وجدت دراسة أخرى أجريت على 349 شخص مصاب بداء السكري من النوع 2، وأن الذين اتبعوا النظام الغذائي الكيتوني فقدوا تقريباً 11.9 كغ على مدار عامين، وهذه فائدة مهمة عند النظر في العلاقة بين الوزن ومرض السكري من النوع الثاني.
للصرع وباركنسون
وجدت دراسات أن النظام الغذائي الكيتوني يساعد في تقليل مستويات الأنسولين، وهذا قد يلعب دورا إيجابياً فيعلاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات التي يسببها ارتفاع مستوى الانسولين.
كما أظهرت أبحاث أن النظام الغذائي الكيتوني يمكن أن يسبب انخفاضاً كبيراً في النوبات لدى الأطفال المصابين بالصرع. وفي إحدى الدراسات تبين أن النظام الغذائي الكيتوني ساعد في تحسين أعراض مرض باركنسون (مرض الشلل الرعاش).
يتسبب بأمراض القلب
بالأساس يضاعف نظام الكيتو خطر الإصابة بأمراض القلب، فقد وجدت الدراسات الحديثة ومنها دراسة قدمت في الكلية الأمريكية لأمراض القلب بالتعاون مع المؤتمر العالمي لأمراض القلب أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون على المدى الطويل مثل الكيتو كانوا أكثر عرضة لارتفاع مستويات الكوليسترول الضار(LDL) وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً قياسياً. كما وارتبطت حمية الكيتو أيضاً بمضاعفة خطر الحاجة إلى إجراءات لفتح الشرايين المسدودة.
وبإجهاد الكلى
يعتمد نظام الكيتو على تناول الأطعمة الحيوانية عالية الدهون والتي لا تحتوي على الكربوهيدرات. ووفقاً لدراسة حديثة يتسبب تناول كميات كبيرة من الأطعمة الحيوانية في زيادة حامضية الدم والبول، ما يزيد من إفراز الكالسيوم في البول ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى.
برغم سمعته الطيبة، لكن الأبحاث تحذر بجدية من تأثيره على المدى الطويل على صحة القلب والكلى وتكسير العظام
كذلك قد يسبب هذا النظام مشاكلاً في الجهاز الهضمي وتغيرات في بكتيريا الأمعاء، والسبب أنه يصعب على متبعي نظام الكيتو تلبية احتياجاتهم اليومية من الألياف لأن هذه حمية تقيد الكربوهيدرات، إذ يتم استبعاد بعض أغنى مصادر الألياف مثل الفواكه والخضروات النشوية والحبوب الكاملة والبقوليات ، مما قد يؤدي إلى الإمساك وحدوث مشاكل في الجهاز الهضمي.
فللألياف دور أساسي في تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء، والتي تلعب دوراً مهماً في تعزيز مناعة الجسم وتحسين الصحة العقلية وتقليل الالتهاب. وقد يؤثر نظام الكيتو منخفض الكربوهيدرات الذي يفتقر إلى الألياف سلباً على بكتيريا الأمعاء.
وقد تتراجع صحة العظام
قد يؤدي اتباع نظام كيتو الغذائي إلى ضعف صحة العظام، وقد أظهرت دراسة استمرت 6 أشهر على 29 طفلاً يعانون من الصرع ويتبعون نظام الكيتو أن 68٪ منهم لديهم درجة أقل في كثافة العظام بعد اتباع نظام الكيتو. وبينت دراسة أخرى أجريت على 30 شخصاً اتبعوا الكيتو لمدة 3.5 أسبوع أن لديهم مستويات أعلى بشكل ملحوظ من علامات تكسير العظام في الدم مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً بالكربوهيدرات.
نصائح لأهل الكيتو
تشير بعض الدراسات إلى أن نظام الكيتو لا يوفر الكميات اليومية الموصى بها من الفيتامينات والمعادن كالكالسيوم وفيتامين (د) والمغنيزيوم والفوسفور لأنه يستبعد العديد من الأطعمة، وخاصة الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية والحبوب الكاملة والبقوليات.
يمنع النبيذ الحلو والبيرة في الكيتو، لكن يمكن تناول المشروبات الكحولية منخفضة الكربوهيدرات،مثل النبيذ الجاف، والشمبانيا، والويسكي، والبيرة التي تحتوي على أقل من ثلاثة غرامات من الكربوهيدرات لكل علبة
كخلاصة يرتبط نظام الكيتو الغذائي بفقدان الوزن وفوائد صحية أخرى، إلا أنه قد يؤدي إلى مشاكل صحية جادة على المدى الطويل. لذلك ينصح عند اتباع نظام الكيتو بإجراء تحاليل ومراقبة دورية لمستويات الكوليسترول والعناصر الغذائية في الدم للمساعدة في السيطرة على المضاعفات وتداركها في الوقت المناسب. ويُوصى عموماً متبعي نظام الكيتو بتناول المكملات الغذائية كالفيتامينات والمعادن. كما ينصح الأفراد الذين يعانون من أمراض الكلى، أو مرض السكري، أو أمراض القلب، أو العظام أو الحالات الطبية الأخرى استشارة الطبيب قبل تجربة هذا النظام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...