شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
حزب الله وإسرائيل... دروس

حزب الله وإسرائيل... دروس "تموز" تحدد شكل المواجهة المقبلة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتاريخ

الثلاثاء 22 أغسطس 202312:49 م

التصعيد بين حزب الله وإسرائيل يتزايد باضطراد. التوترات بين الطرفين وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، بعد سلسلة من الحوادث الملتهبة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، التي تسيطر عليها الأمم المتحدة.

زيادة التوتر بين الجانبين، خاصةً في مناطق الصراع، دفعت العديد من المحللين والمتابعين للاعتقاد بأن المواجهة العسكرية أصبحت مسألة وقت، بل هناك تقديرات داخل الجيش الإسرائيلي نفسه، بحسب الإعلام الإسرائيلي، بأن خطر اندلاع حرب مع حزب الله في أعلى مستوياته منذ انتهاء حرب لبنان الثانية، التي استمرت 34 يوماً، وكانت الأشرس بين الجانبين إثر عملية الوعد الصادق التي تبناها حزب الله في 12 تموز/ يوليو 2006، والتي أسر على إثرها جنوداً إسرائيليين، فما الذي تغيّر منذ تلك المواجهة؟ وهل ثمة مواجهة وشيكة بين الطرفين؟ ومن يحسم تلك المعركة المحتملة؟ وما هي حساباتها الخاصة والعامة عند الطرفين؟

ملخص حرب تموز

اعترف رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، إيهود باراك في 2015، بأن حرب لبنان الثانية كانت فشلاً لإسرائيل، ووصف رئيس وزراء إسرائيل حينها إبان الحرب، إيهود أولمرت، ووزير دفاعه في حكومته، بأنهما كانا عديمي الخبرة، وأن أولمرت هو سبب تعاظم قوة حزب الله في ما بعد.

بشكل عام، طرحت حرب تموز تساؤلات إسرائيلية عدة، من ضمنها كيف سمحت تل أبيب لحزب الله بتطوير قوته في ست سنوات فقط، وهي الفترة من عام 2000، تاريخ انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، حتى حرب تموز، فقد وصلت صواريخ الحزب إلى العمق الإسرائيلي، وتخطى مداها شمال إسرائيل. وبحسب خبير الشؤون الإسرائيلية، حسن لافي، فإن انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000 وما تلاه أديا إلى "توازن شبه ردعي" بين حزب الله وإسرائيل، الأول نجح في منع إسرائيل من شن هجوم عسكري شامل، وإسرائيل ردعت الحزب عن الاستمرار في استنزاف المستوطنات الإسرائيلية.

وبرغم وجهة النظر الداعمة لفكرة التوازن الردعي بين الطرفين، لكن ثمة نظريات أخرى تؤكد أن إسرائيل بعد حرب تموز فقدت الكثير من هيبتها العسكرية، ففي دراسة نشرها موقع الجيش اللبناني الرسمي بعد الحرب، أكدت على فقدان دولة الاحتلال أربعة أركان من عناصرها الإستراتيجية القتالية، وهي بحسب الدراسة، سقوط فعالية سلاح الجو في حسم المعركة على الأرض، الفشل في تصدير الحرب إلى أرض العدو، الفشل في مبدأ الحرب الخاطفة، وفقدان احتكار تفوّق تكنولوجيا السلاح عبر تحطيم أسطورة الميركافا-4 "درّة الإنتاج العسكري الإسرائيلي".

ما هي المتغيرات التي حدثت لدى الجانبين من ناحية التسليح والقدرات الهجومية والدفاعية، وهل ستكون المواجهة القادمة مشابهةً؟ وكيف تغيرت القوى العسكرية للجانبين؟ 

يقودنا ما سبق إلى الحديث عن المتغيرات التي حدثت لدى الجانبين من ناحية التسليح والقدرات الهجومية والدفاعية، وهل ستكون المواجهة القادمة مشابهةً؟ وكيف تغيرت القوى العسكرية للجانبين، كذلك الواقع الحالي سواء السياسي أو الاجتماعي؟ وهل هذا سيؤثر في حسم المعركة حال حدوثها؟

ما قبل المعركة

تُعدّ المواجهة بين حزب الله وإسرائيل حديث الجميع، ليس في هذه الأيام فحسب، بل منذ سنوات، ويردد الإعلام الإسرائيلي بأن الجيش في المنطقة الشمالية أصبح أكثر استعداداً للمواجهة المقبلة. يقول القائد السابق للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، اللواء أمير برعام، في تصريحات سابقة نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "بعد حرب لبنان الثانية تعلّم حزب الله الدرس القاسي، ولو كانت هناك حرب أخرى فسوف يدفعون الثمن بشكل باهظ"، ووجه رسالةً مفادها: "في المعركة القادمة سيواجه حزب الله جيشاً مدرباً وفتاكاً وأكثر تصميماً من أي وقت مضى".

حقيقة الأمر أن تصريحات برعام تقودنا إلى التساؤل التالي: "هل واجه الجيش الإسرائيلي أزمات كشفت ضعف القوات البرية له؟ أو بمعنى آخر، ماذا لو حدثت مواجهة برية بين الطرفين؟ هل تصريحات قائد المنطقة الشمالية تؤكد بشكل غير مباشر أن حزب الله تفوق في حرب تموز؟ رواية حزب الله بالتفوق في حرب تموز عززتها العديد من القيادات الإسرائيلية ذاتها، مثل إيهود باراك وغيره كما أشرنا سابقاً، ما يشير ضمناً إلى أن إسرائيل تفكر كثيراً قبل المواجهة القادمة، وهو ما يجعلنا نبحث في قوة الطرفين الحالية، وما طرأ عليها بعد آخر مواجهة بينهما، وكيف طوّر حزب الله قدراته العسكرية والتقنية والتسليحية؟ وهل عالجت إسرائيل القصور في النواحي البرية وكذلك البحرية، وأدركت كيف تطوق حزب الله في حال اندلاع المواجهة؟

هذه هي قوة حزب الله

يشتد التصعيد على الجبهة الشمالية، ومع احتمال نشوب المعركة، وبرغم أن عوامل الحسم عديدة، ولا تتوقف على الترسانة الخاصة بكل طرف، فهناك عقائد قتالية، ومناورات تكتيكية قد تعطي الأفضلية لأحد الطرفين، لكن هذا لا يمنعنا من عرض قوة الطرفين المتحاربين وفقاً للمصادر الموثوقة.

أنظمة الدفاع الجوي مع قدرتها على صدّ نحو 90% من صواريخ حزب الله، لكن سيصل نحو 7 آلاف صاروخ إلى مناطق مأهولة بالسكان

نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مقالة في ذكرى مرور 40 عاماً على إنشاء حزب الله، وذلك في أيلول/ سبتمبر 2022، بعنوان: "في ذكرى الأربعين على تأسيسه: حزب الله يصبح أقوى من أي وقت مضى، لكن مع قائمة متزايدة من الأعداء"، تحدثت فيها عن تنامي قوة حزب الله الذي تأسس في 1982، حتى أصبح أكبر قوة في الشرق الأوسط من ناحية الجماعات المسلحة التي تمتلك أكثر من مئة ألف مقاتل، مدرّبين بشكل جيد، ولديها صواريخ دقيقة المدى تستطيع الوصول إلى إسرائيل، كذلك طائرات من دون طيار تستطيع جمع معلومات استخباراتية.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في مقالة عن قوة حزب الله في أيار/ مايو الماضي، على أن الحزب يستطيع إطلاق نحو ثلاثة آلاف صاروخ بعيد المدى من النوع الثقيل والدقيق في يوم واحد، وحذرت من قوة حزب الله في حال اندلاع المواجهة مع إسرائيل.

ويعترف قائد المنطقة الشمالية الحالي، اللواء أوري غوردين، بأن حزب الله ندّ قوي لإسرائيل، إذ يملك عشرات الآلاف من الصواريخ التي يمكنه استخدامها ضد إسرائيل، وتكمن مهمته بحسب مقابلة مع "أسوشيتد برس"، في تحييد حزب الله ومنعه من الوصول إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، واعترف غوردين في المقابلة بأن ترسانة حزب الله يصعب فهمها على حد قوله، ويرى أنه إذا كانت قدرة المقاومة الفلسطينية إطلاق نحو 400 صاروخ على إسرائيل حال نشوب قتال عنيف، فإن حزب الله قادر على إطلاق عشرة أضعاف هذا الرقم.

وبحسب تقديرات إسرائيلية فإن أنظمة الدفاع الجوي مع قدرتها على صدّ نحو 90% من صواريخ حزب الله، لكن سيصل نحو 7 آلاف صاروخ إلى مناطق مأهولة بالسكان، ما يشير إلى وقوع مئات أو آلاف القتلى والجرحى.

يرى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن حزب الله أصبح أكبر جماعة مسلحة غير حكومية في العالم في السنوات الأخيرة، إذ يمتلك صواريخ مدفعيةً وأخرى باليستيةً ومضادات للدبابات والسفن، وتنامت قدرات الحزب العسكرية بعد حرب تموز، وقد استعرض الحزب في أيار/ مايو الماضي، في إحدى المناورات في المناطق الشمالية بعض قدراته العسكرية، وعرض مجموعةً متطورةً من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وعدداً كبيراً من الصواريخ المضادة للدبابات، وأنظمة الدفاع الجوي، وطائرات من دون طيار. وبرغم ذلك أعلن الحزب حينها أنه يخفي العديد من الأسلحة عن الأنظار.

وبحسب ما نشره موقع "ميدل إيست آي"، فإن الحزب يمتلك مخزوناً من 130 ألف صاروخ، ونحو 20 ألف مقاتل نشط و20 ألف احتياطي تحت قيادته، ويمتلك شبكةً واسعةً لنقل الأسلحة إلى سوريا ولبنان، وتُعدّ الطائرات من دون طيار من أكثر الأسلحة التي طوّرها حزب الله في الفترة الأخيرة، سواء لغرض الاستخبارات أو إلقاء الأسلحة في مناطق عميقة للعدو، وبعض طائرات الحزب يتم استخدامها الآن في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن وجود صواريخ متطورة مثل صواريخ فتح 110 الإيرانية، وصواريخ سكود السوفياتية، والتي يتراوح مداها بين 250 و300 كيلومتر و300 إلى 550 كيلومتراً على التوالي، وهي من بين الأسلحة الأطول مدى في ترسانة حزب الله، ويمكن لصواريخ سكود الوصول إلى أهداف إسرائيلية، كذلك صواريخ كورنيت شديدة الانفجار، وصاروخ طوفان الإيراني ومداه 3،750 متراً. الخلاصة هي أن حزب الله يمتلك الآن قدرات تدميريةً هائلةً تستطيع الوصول إلى المستوطنات كافة والعمق الإسرائيلي وبدقة كبيرة، وتعتمد على تكنولوجيات متطورة، عمل الحزب عليها منذ حرب تموز وحتى الآن.

في المقابل، ومنذ انتهاء حرب تموز/ يوليو، أجرت إسرائيل مئات المناورات والتدريبات من أجل محاكاة مواجهة مع حزب الله في حرب مستقبلية، حتى أن تلك المناورات كانت في أراضي مشابهة للطبيعة الطبوغرافية للأراضي اللبنانية حال نشبت المواجهات، وركزت إسرائيل منذ انتهاء حرب تموز على تطوير القدرات الدفاعية أكثر من الهجومية، والهدف هو التصدي لوابل صواريخ حزب الله.

شكل الحرب ونتيجتها

يمتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي قدرات قتاليةً وأسلحةً متطورةً سوف يستخدمها في الحرب المحتملة، وقد استفاض موقع قناة i24news الإسرائيلية في دراسة تحليلية في أيار/ مايو الماضي، عن شكل المواجهة القادمة، وكيف ستكون الحرب، ووضع سيناريو مفصلاً لها، كما تناول النتائج بعد الحرب التي ستحمل عنوان "حرب لبنان الثالثة". ترى القناة الإسرائيلية أن الحرب لن تطول كمواجهة حرب تموز، بسبب القوة التدميرية للطرفين التي ستكون أشدّ وأعنف، ما سيدفع المجتمع الدولي للضغط من أجل استصدار قرار فوري لوقف إطلاق النيران، والأيام المقدرة ستكون في حدود عشرة أيام على أقصى تقدير.

ستحاول قوات الكوماندوس التابعة لحزب الله، والتي يطلَق عليها "قوة رضوان"، اختراق الحدود الإسرائيلية لقتل وأسر الجنود، وفي المقابل ستكون هناك اغتيالات لمسؤولين في حزب الله

وترى الدراسة أن "حزب الله على وشك ارتكاب أخطاء قد تعجل في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، خاصةً بعد حادثة تسلل أحد عناصره إلى داخل إسرائيل في آذار/ مارس الماضي، عند مفترق جيدو الإسرائيلي، كذلك ما حدث في نيسان/ إبريل الماضي بإطلاق 37 صاروخاً من قوات تابعة لحماس على مستوطنات في الجليل الغربي"، وكلها بحسب رئيس أركان الجيش الإسرائيلية أسباب ومؤشرات قد تعجل في المواجهة والحرب.

وخلصت الدراسة إلى أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية سوف تصمد في هذه الحرب وستتعرض لوابل من الصواريخ بشكل يومي. وحتى مع اعتراض أنظمة الدفاع الجوي لأكثر من 90% من قصف حزب الله الصاروخي، لكن قد يصل يومياً نحو 150 صاروخاً إلى أهداف عدة، ووفقاً للتقديرات فإن هناك نحو 80 موقعاً معرضاً للتدمير، وقد يُقتل نحو 300 إسرائيلي، ما سيدفع الحكومة الإسرائيلية لإجلاء نحو مليون مواطن من المستوطنات الشمالية التي ستكون هدفاً رئيساً لقصف حزب الله الصاروخي.

وبحسب شكل الحرب المتوقعة، ستحاول قوات الكوماندوس التابعة لحزب الله، والتي يطلَق عليها "قوة رضوان"، اختراق الحدود الإسرائيلية لقتل وأسر الجنود، وفي المقابل ستكون هناك اغتيالات لمسؤولين في حزب الله، وسيستخدم الجيش الإسرائيلية قوته الغاشمة لتوصيل رسائل إلى أعدائه في المنطقة بحسب الدراسة المنشورة، وستكون ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، هي الهدف الرئيس لإسرائيل في الحرب، وسيحاول جيش الاحتلال تسويتها بالأرض خلال يومين فقط، وتشير الدراسة في النهاية إلى أن الطرفين سيلتزمان بقرار وقف إطلاق النار، وبعدها ستعود قوة الردع بين الطرفين دون حسم المعركة لأي منهما.

هل الظروف مواتية للحرب؟

يشعر مسؤولون عسكريون بأن حزب الله يحاول اختبار صبر إسرائيل، خاصةً في ظل الظروف التي تعيشها مؤخراً على إثر الاحتجاجات والمظاهرات الأعنف في تاريخ الاحتلال، على خلفية سعي الحكومة الإسرائيلية إلى إحداث انقلاب قضائي من أجل تحقيق مصالح اليمين المتطرف، لذا أصبحت حكومة نتنياهو في مواجهة القضاء والشارع والسبب هو خطة ليفين، أو إصلاحات وزير العدل ياريف ليفين. فمنذ بداية العام الجاري، والشوارع الإسرائيلية تمتلئ بالتظاهرات العنيفة ضد الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، خاصةً أنها تضم وزراء متطرفين. لذا يشير كثر إلى أن الدولة العبرية أصبحت غير متماسكة على المستوى الاجتماعي، خاصةً مع سيطرة اليمين المتطرف وسعيه إلى سنّ قوانين ترسّخ حكمه حتى لو على حساب الديمقراطية المزعومة التي تتباهى بها إسرائيل دوماً.

تتزايد التقديرات الإسرائيلية بأن حسن نصر الله يدرك حالة الضعف الحالية من الناحية السياسية والاجتماعية التي تعيشها إسرائيل، كذلك حالة الانقسام حول الحكومة، والصراعات الداخلية، وأيضاً ملف تدهور العلاقات مع الحليف الأمريكي بقيادة جو بايدن، وكلها ملفات تشتت انتباه حكومة نتنياهو المتطرفة، وهو ما قد يدفعه لاختبار قدرة التحمل الإسرائيلية.

أيضاً، سلّط الإعلام الإسرائيلي الضوء على خطورة المواجهة مع حزب الله، ففي مقالة للمحلل الإسرائيلي، يوآف ليمور، في صحيفة "يسرائيل هيوم" بعنوان "إسرائيل تندفع نحو الهاوية ولا يوجد شخص بالغ يضغط على الفرامل"، يقول: "في الجيش والشرطة والاقتصاد والأمن الشخصي وفي مواجهة إيران، الدولة تنهار ولا يوجد من ينوي وقف الكارثة"، ويتحدث ليمور عن حالة الانقسام بين الحكومة من الناحية السياسية وبين الجيش من ناحية التطلعات والقرارات العسكرية، وأضاف ليمور أنه بات هناك شعور جماهيري بأن إسرائيل على أعتاب حرب مع حزب الله، وأن نصر الله يدرك حالة الضعف التي فيها إسرائيل الآن، لذا تجرأ عليها، وحذّر من مغبة هذه الحرب ونتائجها الكارثية.

يشمل السيناريو احتمال توقف حركة الطيران المدني، وتعطّل الموانئ والمطارات، والخوف من إضرابات للعرب كسائقي الشاحنات

من جهتها، تحدثت الكاتبة الإسرائيلية، ليلاخ شوفال، عن خطورة مواجهة حزب الله في الفترة المقبلة بسبب الظروف التي تعيشها إسرائيل في الوقت الحالي، وترى أن وطيس المواجهة سيكون شديداً، فلن تكون في ساحة واحدة فقط، بل ستكون متعددة الجبهات ومتداخلةً، فقد تشترك غزة، وقد يثور مواطنو الضفة الغربية، وحينها يتعين على الجيش مواجهة الجبهات كافة في آن واحد، وأشارت إلى ما يسمى بالسيناريو "الخطير- معقول" وهو مصطلح تطلقه الدوائر العسكرية والأمنية للحرب المقبلة مع حزب الله، حيث وبسبب وابل الصواريخ المتوقع استقبالها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فقد يُقتل نحو 500 إسرائيلي، بخلاف القتلى من العسكريين.

كما يشمل السيناريو احتمال توقف حركة الطيران المدني، وتعطّل الموانئ والمطارات، والخوف من إضرابات للعرب كسائقي الشاحنات، كما سيتغيب نحو 50% من المواطنين عن عملهم، ما قد يؤثر على القطاعات الحيوية كافة في دولة الاحتلال. وسمت شوفال هذا السيناريو بأنه "كابوسي" ونصحت بعدم الانجرار إلى الحرب في الوقت الحالي، وأكدت بأن ذلك هو رغبة المواطنين أنفسهم، ونصحت الحكومة في حال استمرار ما أسمته باستفزازات حزب الله بالرد المعتدل، بل المعتدل جداً، حتى لا تنشب حرب ضروس مع حزب الله.

وعزز المحلل الإسرائيلي، أري شافيت، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، من وجهة النظر القائلة بأن الوضع غير مناسب للمواجهة مع حزب الله، إذ يرى أن الأخير وحسن نصر الله يعتقدان أن إسرائيل ليست فيها وحدة صف والانشقاقات الداخلية تشلّها، وهي غير قادرة على الدفاع عن نفسها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image