شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ضحايا الألغام في تونس... يخاطرون بحياتهم في منطقة عسكرية

ضحايا الألغام في تونس... يخاطرون بحياتهم في منطقة عسكرية "مغلقة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقوق الأساسية

الاثنين 21 أغسطس 202301:49 م

"كان يوم إثنين، وعلى جري عادته صعد أخي عدنان إلى الجبل برفقة شقيقتي الكبرى لجمع نبتة الإكليل، فالسنة المدرسية على الأبواب وعليه العمل لبيعها للمارة على الطريق لتأمين مستلزماته المدرسية وشراء ملابس، وهو ما دأب عليه منذ سنوات"، توضح راضية معموري لرصيف22.

تقطن عائلة معموري في جبل المغيلة الواقع بين محافظتي سيدي بوزيد والقصرين (وسط غربي)، ويُعدّ منطقةً عسكريةً مغلقةً بعد الثورة بالنظر إلى العمليات الإرهابية التي شهدها وما خلفته وما زالت تخلفه الألغام التي زرعها الإرهابيون وراءهم فيه، من ضحايا مدنيين وعسكريين على حد سواء.

وتضم القصرين سلسلة جبال صنفتها السلطات التونسية مناطق عسكريةً مغلقةً، وهي الشعانبي وسمامة وسلوم بعد تحصن جماعات إرهابية داخل غاباتها الشاسعة منذ 2012، غير أن السكان الذين يعيشون على سفوحها ويعانون الفقر والتهميش يعدّونها مصادر رزقهم الوحيدة فيرعون أغنامهم فيها ويحطبون ويجمعون منها نبات الإكليل والصنوبر لبيعها بما تيسر من المال.

بدورها، تقتات عائلة راضية (23 سنةً)، المكوّنة من تسعة أبناء والوالديْن، من جبل المغيلة لتساعد رب الأسرة المتقدم في السنّ والمريض والذي لم يعد قادراً على العمل، حتى أن راضية انقطعت عن الدراسة منذ أن كان عمرها 14 سنةً، وعملت في المجال الزراعي حتى هذا اليوم الذي لم تعد فيه قادرةً على العمل بسبب آلام حادة في الظهر جرّاء عملها الشاق طوال هذه السنوات.

لم يستطع والدها تدريسهم جميعاً، وهو ما دفع بشقيقها عدنان (17 عاماً)، إلى التعويل على ذاته لاستكمال دراسته "التي يعشقها"، خاصةً أنه متفوق فيها واحتل المرتبة الأولى على فصله وتم تكريمه من معهده(ثانوية) وتسلم جائزةً، كما تؤكد.

تاريخ لا يُنسى

بوصوله إلى الجبل يوم الإثنين 7 آب/ أغسطس 2023، مدّ يده اليمنى بآلة المنجل لقطع نبتة الإكليل فتفاجأ بانفجار لغم أرضي تسبب في فقء إحدى عينيْه وقطع يده اليمنى وجروح في قدميه، "من حسن حظه أنه لم يدس على اللغم وإلا لدفع حياته ثمناً لذلك"، توضح راضية.

سمعت الأسرة دويّ الانفجار من شدّته، فطلبت من قوات الجيش المتمركزة في الجبل نقل الطفل المصاب "فأعلمتهم أنه يُمنع عليها ذلك"، وتولى الأخ حمل عدنان على كتفيه والنزول به إلى الطريق حيث كانت سيارة الإسعاف في انتظاره ونقلته بدورها إلى المستشفى الجهوي في القصرين.

مدّ عدنان يده اليمنى بآلة المنجل لقطع نبتة الإكليل فتفاجأ بانفجار لغم أرضي تسبب في فقء إحدى عينيْه وقطع يده اليمنى وجروح في قدميه

ضمّد أعوان المستشفى جراح عدنان وأعلموا الأسرة "أنه فقد عينه نهائياً وأنهم لا يستطيعون عمل شيء له وعليهم نقله فاتصلت شقيقاته بالناشط في المجتمع المدني في القصرين حمة الزنايدي، الذي ساعدهم وتم نقل عدنان عشية الإثنين إلى المستشفى العسكري في العاصمة تونس "حيث اعتنوا به كما يجب".

حزن وصدمة

عمّت حالة شديدة من الحزن والصدمة أسرة عدنان، خاصةً أن إصابته تركت في نفسه أثراً سلبياً ولم يتقبل ما حدث له: "بمجرد استيقاظه أخبرني بأنه يتذكر كل شيء، لقد شاهد شجرة صنوبر تحلق في السماء أشلاء من قوة الانفجار وسألني: أين يدي يا راضية؟! لقد خسرت عيني، لن أدرس مرةً أخرى!"، تقول راضية باكيةً.

صبيحة إصابة عدنان لم تتلقَّ أسرته أي اتصال من جهة مسؤولة محلية أو جهوية، ولكن بمجرد حديث راضية إلى إذاعة الكرامة في محافظة سيدي بوزيد المجاورة، استقبلت الأسرة معتمد المنطقة وعمدتها "اللّذين لم يعدانا بشيء"، تضيف.

شاهد شجرة صنوبر تحلق في السماء أشلاء من قوة الانفجار وسألني: أين يدي يا راضية؟! لقد خسرت عيني، لن أدرس مرةً أخرى!

في المقابل، "زار رئيس الجمهورية قيس سعيّد يوم الخميس 10 آب/ أغسطس 2023، أخي في المستشفى العسكري في العاصمة وكنت حاضرةً، "وشجعه كثيراً ووعد بالتكفل بكافة أموره حتى آخر لحظة وبتركيب عين اصطناعية له"، كما تؤكد.

وتؤكد معموري أن حالة عدنان النفسية صعبة للغاية، وأنه يشعر بإحباط كبير: "نحن لا نطلب شيئاً ولا نريد ثمن دم أخي، خُلقنا في الفقر وسنظل فيه، والأهم لدينا أن يعود أخي كما كان. قلبي يتألم لأجله لأنه ما زال طفلاً ومتميزاً في دراسته، نرجو ألا تكون هذه الهبّة ظرفيةً وألا يُنسى كغيره ونتمنى أن يتم تركيب عين ويد اصطناعيّتيْن له تعيدان له الأمل وحب الحياة ليستكمل تحقيق أحلامه".

قصص مأساوية

شهدت مختلف هذه الجبال حوادث أليمةً سابقاً، حيث أصيب في نيسان/ أبريل 2023، أحد سكان منطقة عين زيان في جبل المغيلة (35 سنةً)، في انفجار لغم أدى إلى بتر ساقه، ونقله عدد من السكان من عمق الجبل على الحطب إلى سيارة إسعاف انتظرته على الطريق المعبد حيث تلقّى الإسعافات الأولية ونُقل إلى المستشفى الجهوي في القصرين.

شهدت مختلف هذه الجبال حوادث أليمةً سابقاً

وما دفع هذا المواطن إلى التوغل داخل الجبل ومجابهة المخاطر هو غلاء أسعار الأعلاف وعدم قدرته على توفيرها لماشيته وحالته الاجتماعية الصعبة، فصعد الجبل لرعي أغنامه الخمسة.


منزل عدنان معموري ضحية الألغام

جبل سمامة أيضاً كان مسرحاً لمثل هذه الحوادث الأليمة، حيث تسبب انفجار لغم يوم 14 آذار/ مارس 2019، في بتر الساق اليسرى للمواطن لمجد عبيدات الدبابي الذي صعد الجبل على حماره برفقة زوجته لجمع الصنوبر.

الدبابي رجل كبير في السن وضعيف الحال، صعد الجبل كغيره من السكان ليقتات منه فكلفه ذلك أحد أعضاء جسده.

قصة مأساوية أخرى حدثت في أيار/ مايو 2016، في جبل سمامة وضحاياها ثلاث نساء من منطقة الوساعية المتاخمة للجبل حيث توفيت اثنتان وأصيبت ثالثة بجروح على مستوى الوجه والعينين جراء انفجار لغم أرضي مررن بجانبه.

اعتادت هؤلاء النسوة على تحدي وعورة الجبل والمغامرة بحياتهن في سبيل توفير قوت أبنائهن لقلع نبتة الإكليل والحلفاء وبيعها كمصدر رزق وحيد في ظل ظروف اجتماعية متأزمة وجغرافية قاسية وغير عادلة.

ضحايا المؤسسة العسكرية

وإلى جانب المدنيين الضحايا، قتلى ومصابين، قدمت المؤسسة العسكرية التونسية بدورها عدداً من الضحايا في حوادث منفصلة خلال تأديتها مهامها في تأمين هذه المناطق وسكانها.

ومن هذه الحوادث مقتل أربعة عسكريين يوم 3 شباط/ فبراير 2021، في انفجار لغم تقليدي الصنع في منطقة سلتة في مرتفعات جبل المغيلة في سيدي بوزيد "في أثناء مرور آلية عسكرية كانت تقوم بمهامها في تمشيط المنطقة وتتبّع الجماعات الإرهابية"، وفق بلاغ لوزارة الدفاع الوطني حينها.

قدمت المؤسسة العسكرية التونسية بدورها عدداً من الضحايا في حوادث منفصلة

كما قُتل عسكري وأصيب ستة آخرون في انفجار لغم أرضي في مرتفعات الشعانبي يوم 11 كانون الأول/ ديسمبر 2017، خلال تنفيذ تشكيلة خاصة تابعة لوحدات الجيش الوطني عملية تمشيط واسعة لعدد من المواقع المشبوهة.

ويوم 3 تموز/ يوليو 2014، قُتل أربعة عسكريين في انفجار لغم أرضي في جبال ورغة في محافظة الكاف (شمال غرب)، وذلك خلال قيام وحدات من الجيش والحرس الوطنييْن بعملية تمشيط في المنطقة "لمكافحة الإرهاب بالمكان".


منطقة جبل مغيلة

وبعد مقتل عسكرييْن اثنيْن في أيار/ مايو 2014، في انفجار لغم في جبل الشعانبي، ارتفع عدد ضحايا المؤسسة العسكرية والأمنية إلى 34 قتيلاً منذ انطلاق العمليات ضد المسلحين نهاية 2012 حتى 2014، وفق ما أعلنه حينها في تصريحات صحافية المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع توفيق الرحموني.

الرحموني أوضح أن الجيش التونسي "يواجه صعوبةً في اكتشاف الألغام الأرضية غير التقليدية التي يزرعها مسلحون، وأنه يتم زرع الألغام في الشعانبي الذي تفوق مساحته مئة كيلومتر مربع، تحت الأرض بأكياس بلاستيكية يصعب التفطن إليها بالتجهيزات التي يستخدمها الجيش".

أما عن الإحصاءات الرسمية لعدد ضحايا الألغام من المدنيين فهي غير موجودة، غير أن الناشط في المجتمع المدني في القصرين حمة الزنايدي، يفيد بتسجيل أربع إصابات منذ كانون الثاني/ يناير 2023، حتى آب/ أغسطس 2023.

ويوضح لرصيف22، أن الانفجارات القديمة أو الحديثة خلفت إصابات بليغةً بفقدان الجرحى أعضاء في أجسامهم.

أوضاع اجتماعية ونفسية بائسة

ويصف الأوضاع الاجتماعية للمصابين وسكان سفوح الجبال المعلَنة مناطق عسكريةً مغلقةً، بالبائسة "حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة وإلى موارد رزق قارة تنتشلهم من الفقر المدقع الذي يقبعون تحته".

ويضيف أن الأهالي "يسكنون منازلهم وأراضيهم، وبرغم قسوة الحياة والطبيعة والطقس فهم متمسكون بها برغم كل المخاطر المحدقة بهم والتي تكلفهم أحياناً حياتهم ولا يستطيعون المغادرة ببساطة لأنهم لم يجدوا بدائل واقعية وملموسة ولم تعرض عليهم مثيلاتها".

ويشدد على أن السكان لا يتوغلون إلى الجبال الوعرة "للفسحة وتمضية الوقت وإنما لأنهم يلهثون وراء توفير لقمة عيش أبنائهم بجمع الحطب ونبات الإكليل والصنوبر والحلفاء ورعي الأغنام، فهم مضطرون لا مخيرون".

وعلى المستوى النفسي، يؤكد حمة الزنايدي أن نفسية المصابين والسكان على حد السواء محطمة، وأنهم في الأصل منهكون ومتعبون وفاقم الأوضاع فقدانهم أعضاءهم التي يتكئون عليها".

وعود زائفة

ويُرجع حالة المصابين المتأزمة "إلى الإحاطة الظرفية بهم خلال وقوع حوادث الانفجارات بسبب ضغط عدسات الكاميرا ووسائل الإعلام، ثم تنصرف كل جهة إلى شؤونها ويبقون بلا سند".

ويؤكد أن كل الوعود التي قُدّمت لهم "زائفة وتُنسى في ما بعد، وأن أحوالهم لم تتغير إلى اليوم إذ عادوا إلى الشقاء وإلى صعود الجبال للاسترزاق منها".

ودعا الزنايدي الدولة إلى "تقديم دعم نفسي واجتماعي فعلي لهم وإلى أن لا يقتصر دورها فقط على تحذير السكان من عدم الاقتراب من المناطق الجبلية العسكرية المغلقة وإلى توفير بدائل مقنعة كمساكن مهيأة للسكن وموارد رزق قارة تضمن لهم العيش الكريم".

وحذّر "من تواصل سقوط ضحايا الألغام في حال عدم وجود تحرك وتدخل عملي وناجع لإنقاذ سكان المناطق المتاخمة للجبال وإنقاذ حياتهم".

تدخلات وزارة الدفاع التونسية

في الأثناء، وعند تسجيل حوادث انفجارات ألغام أرضية، تسارع وزارة الدفاع التونسية إلى التوضيح في بلاغات رسمية للرأي العام وتعلن عدد الضحايا مدنيين كانوا أو عسكريين، ومن ذلك إعلانها يوم 23 كانون الثاني/ يناير 2020، إصابة مواطن على مستوى الساق في انفجار لغم تقليدي الصنع داخل منطقة العمليات العسكرية المغلقة في جبل الشعانبي.

وأفادت في بلاغها بأنه "تم توجيه سيارة إسعاف عسكرية على عين المكان لنقل المصاب إلى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي الإسعافات الضرورية".

وذكّرت الوزارة "سكان المناطق المحاذية لجبل الشعانبي والمواطنين عموماً، بأنه يُمنع منعاً باتاً الدخول إلى المناطق العسكرية المغلقة كما تبيّن علامات المنع الموجودة بالمكان، وذلك حفاظاً على أرواحهم من إمكانية تعرضهم لانفجار الألغام أو استهدافهم من طرف الإرهابيين".

كما تعلن الوزارة بين الحين والآخر عن وقوع عمليات اشتباك مع مسلحين ومن ذلك إعلانها يوم 15 آب/ أغسطس 2022، عن إصابة عسكرييْن اثنين خلال عملية اشتباك مع عناصر إرهابية في جبل السلوم في القصرين ونقلهما لتلقي العلاج في المستشفى العسكري في تونس العاصمة.

كما أفادت يوم 27 أيار/ مايو 2021، بـ"تكريم العسكريين الذين شاركوا في العملية المشتركة التي نفذتها وحدات عسكريّة من مختلف الكفاءات والاختصاصات بالتعاون مع قوّات الأمن الداخلي ليلة 17 أيار/ مايو 2021، وتمّ خلالها القضاء على خمسة إرهابيين".

وأوصى وزير الدفاع السابق إبراهيم البرتاجي، "بمواصلة دعم التكوين وتكثيف الأنشطة التدريبية المشتركة والتربصات وتطوير الاستعلام في إطار التعاون الدولي مع البلدان الشقيقة والصديقة واقتناء التجهيزات الضرورية الملائمة مع التهديدات غير التقليدية، للرفع من القدرات العملياتية والقتالية لفيلق القوات الخاصة".

ويُعدّ إعلان وزارة الدفاع التونسية عن حدوث اشتباكات مع مسلحين متحصنين في هذه الجبال بين الفينة والأخرى، إعلاناً صريحاً عن استمرار وجودهم حتى اليوم، ما يمثل تهديداً للمواطنين ولعناصر الجيش الوطني التونسي، ليبقى السؤالان المطروحان: إلى متى تستمر الألغام في حصد أرواح الأبرياء من مدنيين وعسكريين؟ ولماذا لم يتم إلى اليوم إيجاد حل جذري لنزعها؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image