هذا المقال جزء من ملفّ "على رصيف المستقبل"، بمناسبة عيد ميلاد رصيف22 العاشر.
مع تصاعد وتيرة تطور التكنولوجيا، وخدمات الذكاء الاصطناعي، يخطر في بالي سؤال: أين سنكتب في المستقبل؟ وإلى أي حد ستظل المواقع الالكترونية المكلفة، على قيد الحياة الافتراضية؟ والسؤال الأهم ربما: هل سنظل في المستقبل نقبض 100 دولار على المقال، وهو السعر الرسمي والتاريخي والعالمي له؟ كتب يوماً ملاذ الزعبي في درج مقالاً عن هذه التسعيرة الأسطورية التي لا تزال صامدةً في عالمنا العربي إلى اليوم، برغم التضخم والتدهور وانهيار العملات والليرات.
كنت أشاهد البارحة، حلقة من برنامج "الجهبذ"، على قناة AJ+، الذي يقدّمه بشر نجار، و"الجهبذ" برنامج تاريخي نوعاً ما وتثقيفي، مع قالب كوميدي. نعم يمكننا القول إنه تعويض عن برنامج "الدحيح".
المهم، كانت الحلقة التي شاهدتها عن الذكاء الاصطناعي والضجة التي أحدثها chatgpt، وكل ما لحق ذلك من نقاشات حول أهمية الذكاء الاصطناعي أو خطورته، وتهديده لوظائفنا. فهل سيهدد وظيفة الكتابة فعلاً؟
لا ندري إلى اليوم، ولكن على الأقل يمكننا الاطمئنان إلى أنه ضعيف باللغة العربية، والحمد لله إلى الآن، ولكن بالعودة إلى حلقة الجهبذ، قدّم "إسكتش" رائعاً عن فترة اختراع الآلة الحاسبة، وخوف الناس منها، وتأفف الجيل القديم منها، وموت جدول الضرب!
هذا يعيدني إلى السنوات الماضية، وطفرة المواقع الإلكترونية، وموت الجريدة الورقية. حينها طرحت الأسئلة نفسها: أين نكتب؟ أين نقرأ؟ ماذا نأخذ مع فنجان القهوة؟ كيف سنشتمّ رائحة الورق من الآيباد؟ وكل هذه المشاعر، ماذا سيحدث لها؟
ولكن الذكاء الاصطناعي وضعنا أمام أسئلة أصعب من حادثة موت الجريدة الورقية في العالم، وهذا يعيدنا إلى نقطة مكررة عند كل تطوّر وتغيير: "الخوف"، الخوف من القادم والمجهول والتكنولوجيا.
هذا يعيدني إلى السنوات الماضية، وطفرة المواقع الإلكترونية، وموت الجريدة الورقية. حينها طرحت الأسئلة نفسها: أين نكتب؟ أين نقرأ؟ ماذا نأخذ مع فنجان القهوة؟ كيف سنشتمّ رائحة الورق من الآيباد؟ وكل هذه المشاعر، ماذا سيحدث لها؟
النشر في المستقبل
لا أستطيع تخيّل طريقة النشر في المستقبل بسهولة، ولكن بطبيعة الحال، لن تكون كما هي الآن، ولا طريقة التواصل مع المحررين كذلك. ربما يصبح المحرر آلةً، وكل كاتب ينشر في مساحة ما، والذكاء الاصطناعي يطلب منه تعديلات، أو يرفض له مقالاً، إن كان شريراً بما فيه الكفاية.
ولكن ربما لن نقلق من صعوبة اختيار عنوان مناسب للمقال، إذا بقي اسمه مقالاً، أو من وضع الـKeywords، أو من الترويج للمقال على صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، وإرساله إلى جميع معارفنا، وأهلنا، و"ابن خالتك" الذي يعيش في أستراليا منذ عقود، وهذا كي تكسب بعض الـclicks عليه.
هل سيحل المستقبل هذه التساؤلات كلها، وتصبح على علم بما سوف يحصل عليه مقالك مسبقاً من إعجابات ومتابعات؟
هل سنكتب فعلاً؟
مع تصاعد وتيرة الفيديوهات في الميديا، والبودكاست، والمنصات التي تستوعب كل شيء صوتي فقط، وتراجع دور المقالات كثيراً، أصبح صعباً وصول المقال إلى أكبر شريحة من الناس، وذلك بسبب خوارزميات السوشال ميديا، التي تحارب الناشرين، وتحارب المواقع الإلكترونية. لذلك تتجه المواقع حالياً إلى تحويل مقالاتها إلى فيديوهات أو إلى صوت، كي تصل إلى جمهور أوسع. فهل سنُجبر على التوقف عن الكتابة، في ظل قوة الخوارزميات، التي تفرض نفسها في غرف التحرير، وتجبرك على إعادة صياغة مقالك وتصغير حجمه، وتغيير عنوانه، وصورته، إلى درجة أصبحت تشعر معها بأن الخوارزميات هي رئيسة التحرير؟
هل الجواب على هذه الأسئلة سهل؟
لن أطيل، بسبب الخوارزميات أعلاه، وملل المتابعين من المقالات الطويلة، ولضرورات السوشال ميديا، وسأفكر في عنوان "كاتشي" للمقال، وسيشغل بالي عدد القراء الذين سيدخلون إلى المقال، وسأظل أتصفح صفحة رصيف22، على فيسبوك وإنستغرام لأعدّ عدد اللايكات والمشاركات. فهل سيحل المستقبل هذه التساؤلات كلها، وتصبح على علم بما سوف يحصل عليه مقالك مسبقاً من إعجابات ومتابعات، أو أن هذه الإحصائيات لن تكون موجودةً من الأساس، وستتغير لصالح شيء آخر تماماً، وتالياً نودّع الجملة الشهيرة: "تجدون مقالي مرفقاً بالرابط أدناه في التعليقات"، ويطير الرابط والتعليقات، ليسبح المقال في سماء الفضاء الإلكتروني، من دون روابط ولايكات وكوفر فوتو وغيرها من أكسسوارات المقال الحالية؟
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ 5 أيامSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ 4 اسابيعحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.