شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
نيروز قرموط لرصيف22… المرأة في مجتمعاتنا يقتلها الخوف، لكنها

نيروز قرموط لرصيف22… المرأة في مجتمعاتنا يقتلها الخوف، لكنها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والنساء

الأحد 6 أغسطس 202312:48 م

من قطاع غزة، ذلك المكان المُلتهب، المطعون بالحرب والعدوان، خرجت قصص الأديبة والمحللة السياسية الفلسطينية نيروز قرموط إلى آفاق العالمية، حيث فازت مجموعتها القصصية "عباءة البحر" بجائزة القلم البريطاني لعام 2017، وتصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في مهرجان "إدنبرة الدولي للكتاب" في اسكتلندا عام 2019.

وقد نالت قصص نيروز على اهتمام نقدي واسع في العاصمة البريطانية لندن، وغيرها من العواصم، وتُرجمت للغتين الإيطالية والهولندية بعد الإنكليزية. ومؤخراً صدرت النسخة العربية لـ"عباءة البحر" عن دار ميريت للنشر بالقاهرة، ومعها المتوالية القصصية الجديدة "عبور".

كتاب "عباءة البحر" للكاتبة الفلسطينية نيروز قرموط

في "عباءة البحر" التي كتبتها نيروز –بدمائها الفلسطينية الحارة- تحت القصف وبين الأشلاء والجثث، تنقل لنا الكاتبة عبر سرد مغاير، تصويراً دقيقاً للحياة في غزة، بلغة سمتها الشاعرية، دون الوقوع في فخ الميلودراما، فهي تحكي عن الحياة العادية لأهل غزة، وتنقل قصص كفاح الفتيات والنساء ضد القيود المدججة التي تُفرض عليهن من جانب المجتمع المُكبَّل بعادات وتقاليد بالية، وكذلك ضد شراسة المستوطن الإسرائيلي المُنتهِك لكل الحقوق. وبعد هذا التصوير الدقيق للحياة في غزة، تأخذنا نيروز في مجموعتها القصصية "عبور" إلى عوالم خيالية أو تخيلية، تارة، ثم ترسو بنا على صخرة الواقع عبر "الجانب التوثيقي"، وهذا كله مُشبع برؤى فلسفية عميقة. وبين "عباءة البحر" و"عبور"، ثمة ضوء يتسلل إلى قلب الإنسان الفلسطيني، وجذور نابتة للأمل في الانتصار والقدرة على الحياة في ظل ظروف مروعة.

في "عباءة البحر" التي كتبتها نيروز –بدمائها الفلسطينية الحارة- تحت القصف وبين الأشلاء والجثث، تنقل لنا الكاتبة عبر سرد مغاير، تصويراً دقيقاً للحياة في غزة، بلغة سمتها الشاعرية، دون الوقوع في فخ الميلودراما   

وُلدت نيروز قرموط عام 1984، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، لتعود وأسرتها إلى القطاع عام 1994 إثر اتفاقيات أوسلو. درست الصيدلة وتحصّلت على بكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة الأزهر في غزة. عملت في وزارة شؤون المرأة. وهي باحثة وصحافية مدافعة عن حقوق الشباب والنساء. ولها العديد من الدراسات والأوراق البحثية ومئات مقالات الرأي في الصحافة الفلسطينية والعربية والدولية.

خلال جولتها الثقافية بالقاهرة، التقينا بالكاتبة الشابة نيروز قرموط وكان لنا معها هذا الحوار:

من دراسة الصيدلة وإدارة الأعمال إلى النشاط النسوي والتحليل السياسي، كيف كانت بداية رحلتك مع الأدب؟

لطالما كتبت أوراقا متناثرة، وبرغم اتجاهاتي العلمية في الدراسة المنهجية وحبي لمادتَي الرياضيات والعلوم، كنت أبرع في كتابة موضوع التعبير وقراءته وأستمتع في رسم صوره وبناء خياله وتكوين فكرته ورصف لغته وإيقاعها. كنت طفلة كثيرة المطالعة والتأمّل في الألوان والنغمات، وكتبتُ خواطر ونصوصاً شعرية ومسرحية وسيناريوهات.

ولاحقًا، عندما كتبت المقالة التحليلية، لاحظ كثيرون لغة أدبية في مقالاتي، وخيالاً جامحاً حاولت ترويضه من أجل الواقع السياسي والاجتماعي. ترددتُ في البداية أن أتجه إلى كتابة الأدب؛ فالكتابة السياسية تصلّب من مشاعرك، أما الأدب فحتماً سيُفتتها.

طُلب مني كتابة قصة اجتماعية تتحدث عن غزة، وفوراً لاحت لي هذه العباءة السوداء والبحر. إنها غزة تتوسل الحرية، فكتبت في قصتي هذه الكلمات: "شاطئ غزة ليس بالنظيف، يفتقد ترتيب أشيائه، تتراكم النفايات على رماله، تتناثر خيامه، كومات قش تبعثر أرواحاً تؤنس ظلالها. هكذا هي غزة، فتاة لم تتأنّق بعد، ولم تحصل على عطرها الخاص، لكي تتعطر بعطر الجميع، وإن كان غصباً عنها". وهكذا كانت قصتي "عباءة البحر" أول قصة أكتبها عام 2014. وبعد ذلك أكملت المجموعة القصصية التي حملت نفس الاسم.

هل ثمة تأثيرات للجانب السياسي على الجانب الأدبي في كتابتك؟

أنا امرأة فلسطينية أعيش في سياق قضية مستلبة مني كإنسان. من الطبيعي أن يكون انتمائي إلى هويتي الفلسطينية وقضيتها الإنسانية، انتماءاً حاداً وصارخاً. أقصد أن أقول أن الأمر لدي مرتبط بهويتي، بصرف النظر عن الانتماءات والتوجهات السياسية. باختصار أنا كاتبة فلسطينية الهوية تُثبت انسانيتها في النص المكتوب. أما إذا قصدتِ القول بأن انغماسي في الواقع والكتابات السياسية من شأنها أن تنال من الجانب الفني لكتابتي فأقول لكِ أن العكس هو ما حدث؛ لا شك أن الكتابة الأدبية ترتكز في الأول والأخير على المعيار الفني والجمالي. لكن تجاربي المهنية السابقة مثل عملي في وزارة شؤون المرأة الفلسطينية، وكذلك عملي في مجال حقوق الإنسان، هذه التجارب، أكسبتني المزيد من الخبرات، وأطلعتني على نماذج مختلفة من البشر.

كل ذلك شكل مسرحاً لتفعيل الخيال الأدبي لدي. كما أن هذه التجارب، جعلتني على مقربة بما يدور ليس في غزة فقط بل في جميع المناطق الفلسطينية. وأدركت أنه مع تنوع التجارب الفلسطينية وتباين تفاصيلها وتمظهرات معاناتها تحت الاحتلال، إلا أنها في الأخير وحدتها الإنسان الفلسطيني. هذا الإنسان الذي يتوق للحرية، ويسعى لعيش الحياة رغم الحرب التي تُحاصره من جميع الجهات. والعراقيل التي يصنعها المحتل أمامه، عندما يريد الانتقال ربما من شارع إلى آخر. في كتابتي أحاول ملامسة مكنونات روح هذا الإنسان البسيط المناضل الذي يسعى للعيش والتطور في ظل هذه الظروف الغير آدمية، وأعتقد أن هذا كان عاملاً جوهرياً في النجاح الذي حققته "عباءة البحر" في بريطانيا والغرب عموماً.

يعيش الإنسان الفلسطيني في وضع شديد التعقيد من الناحية الاجتماعية والسياسية. كيف تُقدمين هذه التجربة الإنسانية شديدة الخصوصية في كتابتك؟

المجتمع الفلسطيني يراكم تجربته الحياتية الاجتماعية تحت الاحتلال. وهناك الكثير من النماذج الإنسانية التي لا تكاد تذكر أثر الاحتلال على مجريات حياتها في التفاصيل اليومية، بل تستطيع هذه الأمثلة البسيطة أن تتحدث وتسلك دربها بمعزل عن الشعور بالاحتلال وآثاره. وهذا لا ينفي بذات الوقت وجود نماذج أخرى تستطيع تصدير مشاكلها في كل الوقت نحو الاحتلال وانعكاساته على حياتها.

هنا في هذا المضمار، أبحث عن التوازن في النظرة. الأدب في بدايته هو رؤية، رؤية دقيقة للواقع المحيط ومن ثم صياغته بخيال جديد وأكثر حداثة وبساطة بما لا ينفي الواقع المعاش. ولكن لدي إيمان أن الفن بكل أشكاله وتحت كل الظروف الخارجية، يتطور من تلقاء ذاته. الإبداع يتفوق على المحيط. ما أريده هو أن أقدم التجربة الإنسانية للإنسان الفلسطيني الذي يُواصل التطور والمراكمة تحت الاحتلال، وتصوير هذه التجربة الاجتماعية والثقافية هو مهمة الأدب والفنون عموماً، لأن هذا يُثبت أن الفلسطيني قادر على الاستمرار.

أريد أيضاً أن يتطور قلمي في الممارسة، في ذات الوقت التي تتطور فيه مخيلتي في مطالعة كل التجارب الأخرى، أريد أن أكون نفسي. الأدب الفلسطيني سيحلق بعيدًا كلما التصق بهويته أكثر.

تقولين أنك تنقلين التجربة الإنسانية للفلسطيني في كتابتك. ألا ترين أن تعقيد هذه التجربة قد انعكس فنياً على مجموعتك الثانية "عبور"؛ فرغم طريقة السرد المغايرة وغير المألوفة في مجموعتك الأولى "عباءة البحر" إلا أنها ضمت قصصاً من الممكن أن نقول أنها تُقدم نفسها بسهولة للقارئ، عكس "عبور" التي تتميز بالغموض الفني... كيف توضحين ذلك؟

قصص عبور تختلف في نسقها عن القصص القصيرة في عباءة بحر. فهي قصص مطولة "نوفيلا". وتحتمل من العرض والسرد ما لا تحتمله القصة القصيرة، مما أدخلني في طريقة أخرى من التصوير الفني وحفر اللغة. تعرفت على نفسي في كتابة هذا النص بعمق أكثر حداثة في الكتابة وأعتقد أن الراوي في النص أبدع صوتاً غير مألوف، مما أنتج لغة شعرية تحمل من الموسيقى ما يروي الغموض،والقصة البوليسية وأيقونات الميثولوجيا المتحركة زمنياً.

تحمل "عبور" ثلاث قصص مطولة؛ "ألفريدو" العامل اللاجئ والذي حمل رمزية الإنسان ما بين السلام والحرب إلى جانب أنه رمزية تعكس تحولات المدينة. كتبت هذه القصة منذ أعوام. و"النرد" التي حملت رحلة ما بين الواقع والسريالية، والعودة من النيل بعد أن عبرت المسافرة في طريقها ومخيلتها من لندن إلى غزة. وكانت القيم والأحجية ترسم المشاهد بدقة الرؤية المتفحصة للمكان والزمان المتأرجح بين مشاهد تحكمها لعبة التقديم والتأخير.

"المرأة في مجتمعنا يقتلها الخوف، حتى وإن بدت في كامل قوتها. الأسرة تضعف من وجودها، العادات والتقاليد تكبّلها، الفهم الخاطئ للدين يحبس تطورها، والاحتلال يمزّق حريتها".

أما عن القصة الأولى في المجموعة " كيف تستعيد النساء أجسادهن بعد الحرب"، فكتبت على ثلاثة مراحل ولكل مرحلة لغتها المرافقة، أحد الفصول الذي اتسم نصه بلغة التجريد الصامت كتبت خلال كورونا وحملت من ملامح عزلتها، وآخر بعد فشل عملية ديمقراطية في فلسطين وبدأت المقاربات تتحرك في بيئات الحركة كنادي الرياضة والتحرك بين جدليات "الحزن والفقدان" و"الرقص وتمارين الاستطالة".

حتى كان الجزء الأخير من القصة والذي نمت به لغة الشعر والصوفية وتعمقت فلسفتها عندما بدأت رحلة الرمل المسافر ما بين مدينتين وبحر وصحراء، وأخذت نماذج النساء العاملة تعكس سياق مدينتين في رحلة البحث عن الجمال. عندما لا تتوقف الصراعات المصاحبة من حروب ونزاعات، وتغيرات مناخية تطرح حلولا أكثر اتساعا لإشكاليات هذا العصر.

حالة العبور هذه لم تبتعد عن كل قصص عباءة البحر وقصص الجديلة، كان العبور في قصة "عنب أسود" عندما يظلم العنب الفلسطيني وامرأته العاملة وابنها العامل في أرض المستوطن وعلاقته الجدلية به، وفي "رضاعة ثدي" عندما تصر الأم أن تعبر ابنتها من مأزقها. قصة اجتماعية تنبع من آثار النكبة على التحولات الأسرية والعادات والتقاليد المرافقة. "نجوم الظل" قصة الخيال العلمي وحالة العبور المسرحي إلى بناء مدينة متخيلة تجمع لجوء متنوع في الصحراء وتدرس آثار التغير المناخي على الإنسان.

و"الضفيرة الطويلة" الطالبة التي تعبر رجعية أستاذها إلى حريتها، "خلخال ميوماس" من تعبر إلى ذاكرتها، "عباءة البحر" تعبر إلى بحرها، " المرآة" تعبر من خوفها، "قمر السمرلاند" يعبران سويا تحت وطأة العنف المضاد والاختلافات الأيدولوجية، وقصص عدة لا يتسع الحديث عنها الآن، لكنها التراكم في تشكيل المخاض والتجربة. وبشكل عام، لا أطرح في هذه المجموعة، عبور الإنسان الفلسطيني من الاحتلال فقط، بل العبور هنا متعدد المفاهيم. إنني أطرح عبور الإنسان إلى ذاته وتحرره من الرواسب وكل ما يعيق المواجهة.

إذا كانت المرأة العربية تعيش في ظل حالة من الاستلاب، والقيود المنتهكة لإنسانيتها، فالوضع أشد قسوة بالنسبة للنساء الفلسطينيات التي كما قلت أنتِ "تتغذى الحرب على أجسادهن". كيف ترين وضع المرأة الفلسطينية؟

المرأة في مجتمعنا يقتلها الخوف، حتى وإن بدت في كامل قوتها. الأسرة تضعف من وجودها، العادات والتقاليد تكبّلها، الفهم الخاطئ للدين يحبس تطورها، والاحتلال يمزّق حريتها. لكنها تحت كل هذا الضغط والألم تبدع استمرار الوجود. الإبداع هو ثورة. ولحل القضية الفلسطينية نحتاج إبداعاً ثورته هي امرأة. لن تستقر المجتمعات العربية ولا مجتمعنا الفلسطيني إلا إذا نهضت المرأة من سباتها، ليس بهذه الأدوار الظاهرية التي يكلفنا بها تطور المجتمع الشكلي. بل هناك ما هو أعمق وأوسع.

كتاب "عبور" للكاتبة الفلسطينية نيروز قرموط

لربما تواجدت المرأة في مجالات ومهن مختلفة بدءاً بالقانون وانتهاء بالإعلام، وكانت المهندسة والطبيبة والأديبة والرسامة، وناضلت إلى جانب الرجل الفلسطيني؛ ولكن إن تحدثنا عن الحالة الفكرية، فالمرأة انكفأت عن دورها. انكفأت عن شخصيتها الأكثر تميزاً في تاريخ النضال الشعبي الفلسطيني. رغم تزايد ظهورها في الصورة الإعلامية والتعليمية، لكن وزنها فيما سبق كان أثقل، وما بين الخفة والثقل، نحتاج إعادة صياغة دور هذه المرأة المعنّفة من كل ما يدور حولها حتى من نفسها، ليس بتمييزها إيجابيا فقط بل بدفعها للانخراط في كل إطارات العمل التنموي والمجتمعي.

أشعر أن التعليم المنهجي يحدّد تفكير المرأة ولا يطلق له عنانا. كل دوائر العمل الفلسطيني تحتاج إلى التوعية من أجل التطور باتجاه بناء كينونة فلسطينية، تكمل ما بدأت به منظمة التحرير الفلسطينية. إن قيم السوق هي من تسيطر على قيم المجتمع. إنها قيم ذكورية ابتعدت بنا إلى هذا الحد عن مفهوم العدالة التوزيعية للدخل والأدوار في كل المجتمعات الإنسانية.

نعود إلى كتابتك... ثمة شاعرية تتجلى في لغتك، وموسيقى تصنع لحناً خاصاً بكِ. هل لكِ أن تُخبرينا شيئاً عن عالمك السري في الكتابة؟

أسمع صوت الحياة ولحنها. لحن القصة هو ما يأتي أولاً، ثم تدور حوله الشخصيات، حتى تغرق باللحن وتجذّف بقوة لتخرج منه، من قلقي. أكتب عن الإنسان. أعشق هذا الإنسان الذي لا أعرفه. لا أعرف له اسما ولا وجوداً ولا مكاناً، لكنه موجود. أكتب عن الحرية، عن جمال الطبيعة والأرض أكتب عن الجبل والبحر. أكتب عن الظلم، ظلمنا لأنفسنا وذواتنا. لماذا نعيش وكيف نحاول أن نعيش رغم كل التناقضات بنا ومن حولنا. أكتب مأساة الوجود.

 "باختصار أنا كاتبة فلسطينية الهوية تُثبت انسانيتها في النص المكتوب. أما إذا قصدتِ القول بأن انغماسي في الواقع والكتابات السياسية من شأنها أن تنال من الجانب الفني لكتابتي فأقول لكِ أن العكس هو ما حدث؛ لا شك أن الكتابة الأدبية ترتكز في الأول والأخير على المعيار الفني والجمالي"

أشعر أن لغتي تتطور مع تطور المعنى في نصي. لغتي تنحت نفسها بنفسها. أحب اللغة العربية وبلاغتها ومفرداتها والقرآن الكريم، هذه الأيقونة اللغوية. تأثرت بقراءتي للقرآن. هذا الكتاب المقدّس يقوّي لغتك ويمنحك مساحة كبيرة من الـتأمل. غير أنني لا أبحث عن الاستعراض اللغوي. أصنع موسيقا من تتابع المعنى. اللغة كالصوت. ايماء الصوت الحسي هو ما يشعرك بالفرح أو الحزن. اللغة عندي ليست حروفاً، اللغة معنى، زخرفتها من صرف ونحو هو شيء قيّم وبالغ الجمال. لكن ليس علينا أن نقع أسرى هذه الزخرفة. ما أريده أن تصل أفكاري وصوري وحكاياتي. الزمن ينحت قوالب اللغة ويحفر حروفها بشكل جديد. وما اللغة إلا شكل تحايلي للتواصل!

كيف رأيتِ استقبال الأوساط الأدبية الغربية لأعمالك القصصية؟

كان استقبالاً رائعاً، ارتفع بكتاباتي وجعلها تجول العالم. الأدباء والنقاد العالميين يقتربون إلى صوت الإنسان في قصة مؤثرة، كُتبت بتقنية فنية يحترم لها ما يجدد في الأسلوب وما يأسر في الأفكار. ليكون التضامن مع القيم التي لا تلقن نفسها للآخر وإنما تجذبه إليها علّه يفهمها ويؤمن بجوهرها. الفلسطيني يمتلك قضية الإنسان التي من خلالها يُعاد تعريف العدل في هذا العالم. وإلى جانبنا الكثير من المتضامنين والمساندين لعدالة القضية وحقوق شعبها المسلوبة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard