يوم الأربعاء الماضي، 26 يوليو/ تموز المنتهي، توافد على العاصمة الشمالية لروسيا، سانت بطرسبرغ، نحو 17 قائداً أفريقياً وممثلون رسميون عن 31 دولة أخرى، تمهيداً للمشاركة في القمة الروسية الأفريقية الثانية، التي عقدت على مدار يومي 27 و28 يوليو/تموز، في ضيافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكل منهم في جعبته أجندة خاصة ببلاده تتمحور حول دعم الروس لجهود التنمية، والحد من الآثار الاقتصادية السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، وبعض القضايا الإشكالية التي لم تحسم بعد.
انتهت القمة بإعلان بوتين بتوفير القمح مجاناً لست دول أفريقية، وتأسيس آلية أفريقية للأمن، فضلاً عن إعلان التعاون قي مكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال اتفاقيات عسكرية- تقنية، وإطلاق مشروع لمكافحة الأمراض المعدية حتى عام 2026، من دون التطرق في النتائج المعلنة إلى الملف الشائك الذي أثير على مائدة المباحثات مع عدد من القادة الأفارقة، في مقدمتهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ألا وهو وضع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية في أفريقيا وخصوصا السودان، في ظل رغبة مصرية ملحة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مع ميل مصري لم يعد هناك شك حوله في دعم الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان في مواجهة قائد الدعم السريع.
بينما يكتنف الغموض مستقبل فاغنر بعد واقعة التمرد الفاشلة التي قادها زعيهما ضد الحكومة الروسية، تلقت روسيا مجدداً طلب مصري لإنهاء تواجد المجموعة المرتزقة بالسودان، فما القصة وراء ذلك؟
على مدار الأشهر القليلة الماضية، تكرر الطلب المصري بإخراج قوات فاغنر من السودان، نظرا للدعم العسكري الكبير الذي تقدمه المجموعة الروسية لقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في حربها ضد قوات الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان، والأخير هو تدعمه السلطات المصرية منذ الوهلة الأولى. وعنونت مصر طلبها المتكرر بضمان إبقاء الأمور تحت السيطرة في الجارة الجنوبية، إلا أن هذا المطلب لم يلق استجابة روسية حتى الآن، حسبما كشفت مصادر روسية لرصيف22.
ما إن انتهت القمة الروسية الأفريقية الثانية، حتى أعلن قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوزين، إن قواته ستواصل أنشطتها في أفريقيا وبيلاروسيا، مع وقف تجنيد أي مقاتلين جدد في الوقت الراهن، وهو ما ربطته مصادر تحدثت في تقريرنا بالمهام الجديدة التي أسندت إلى المجموعة، بعد معالجة بوتين التمرد الفاشل من يفغيني في يونيو/حزيران الماضي.
تنشط فاغنر في أكثر من دولة أفريقية منها دول عربية أو جارة لصيقة لها، حيث تقيم المجموعة المسلحة اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع عدد من الحكومات والجيوش، لتكون أداتها في الحد من تنامي الجماعات المسلحة في بلدان، واستغلال الموارد الطبيعية في أخرى، وترتقي في بعض الدول إلى حماية بعض الأنظمة، وفق الالتزام المعروف "الأمن مقابل الموارد"، في إطار ما عرف بـ"حماية المصالح الحيوية العليا الروسية مع الدول الأفريقية"، حسبما صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
"فاغنر" على الأجندة وخارجها
في وقت يكتنف الغموض مستقبل فاغنر بعد واقعة التمرد الفاشلة التي قادها يفغيني بريغوزين في 24 يونيو/حزيران ضد الحكومة الروسية، تلقت روسيا طلبات مصرية بحسم ملف إنهاء تواجد فاغنر بالسودان، فما القصة وراء ذلك؟ وهل هي المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الملف؟
يشير الباحث الروسي دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ، إلى أن حالة فاغنر في السودان تقلق بشدة الولايات المتحدة التي حاولت مراراً من خلال شركائها الأفارقة التأثير على النخبة السياسية السودانية من أجل الحد من أنشطة فاغنر في هذا البلد، على وجه الخصوص في 26 يناير/ كانون الثاني 2023 طلب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز أثناء زيارته للقاهرة التأثير على حكومة الخرطوم بشأن هذه القضية، وبناء عليه حدثت مناقشات لاحقة بين القاهرة والخرطوم حول مستقبل فاغنر.
يوضح كوركودينوف لرصيف22 أن قمة دول جوار السودان التي عقدت في القاهرة منتصف يوليو/ تموز الماضي، بحضور عدد من الزعماء الأفارقة، شهدت مناقشة قضية الحد من أنشطة مجموعة فاغنر، لكن لم يلق هذا الموضوع رداً إيجابياً من غالبية العسكريين السودانيين الذين يواصلون الاعتماد على مساعدة المرتزقة الروس للضغط على خصومهم السياسيين، حسبما يوضح الباحث الروسي.
سجل يفغيني بريغوزين منظمته مؤخراً على أراضي بيلاروسيا، وهو ما يؤكد أنه لم يقلل من حجم أنشطته فحسب، بل زادها بشكل كبير، وأسندت إليه مهمات جديدة مثل احتواء النشاط العسكري البولندي، وتوسيع أنشطة المجموعة في أفريقيا والرغبة في تمديد النفوذ في ظل المنافسة الجيوسياسية داخل القارة السمراء
في هذا السياق، يشير رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ إلى أن هذا الطلب تم تقديمه مجددا من قبل الجانب المصري خلال القمة الروسية الأفريقية، إلا أنه قوبل بالرفض كالعادة من جانب الرئيس الروسي، في ظل رغبة روسيا الاتحادية في زيادة وجودها في القارة الأفريقية، إذ ينظر الكرملين إلى أن دول أفريقيا هي الأولوية الرئيسية التي تهدف إلى ضمان المصالح الإستراتيجية لدولتنا.
يؤكد أن موسكو تبذل قصارى جهدها للحفاظ على وجود مجموعة فاغنر في السودان، للحفاظ على أنشطته التعدينية في المقام الأول، لذلك يرى أن آفاق تنفيذ المبادرة المصرية للحد من أنشطة المرتزقة الروس مشكوك فيها في الوقت الحالي.
يبين دينيس كوركودينوف أنه على الرغم من أن يفغيني بريغوزين والوفد المرافق له ينفون وجود عسكريين فاغنر في السودان، بلغ عدد المرتزقة الروس في هذا البلد عام 2018 حوالى 100 شخص، بينما تجاوز عددهم بعد عامين 500 شخص، مشيراً إلى أن قاعدتهم العسكرية المركزية تقع في قرية أم دفوق، ولا يرتبط هذا فقط بالنشاط العسكري السياسي للمرتزقة الروس، ولكن أيضاً بعبور الذهب الأفريقي والأسلحة الروسية التي تسيطر عليها مجموعة فاغنر.
ما هو وضع رئيس فاغنر حاليا؟
يحاول الباحث السياسي الروسي دينيس كوركودينو تقديم صورة أفضل عن وضعية رئيس شركة فاغنر، موضحاً أن بريغوزين موجود في موسكو منذ أول يوليو/ تموز 2023، ولم يُحرم من جزء كبير من ممتلكاته ومن جوائز الدولة وكذا من مواردها المالية، بالإضافة إلى ذلك احتفظ بمنصب قائد المجموعة باعتبارها "المنظمة العسكرية الأكثر استعداداً.
يدلل كوركودينو على أن وضع قائد المجموعة المرتزقة لم يتأثر بمحاولة الانقلاب الفاشلة، بانه يظهر في موسكو في حالة مزاجية جيدة ولم يتعرض للإقصاء، بدليل مشاركته بشكل مباشر في اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو عقب محاولة الانقلاب، وبعد شهر من ذاك اللقاء، التقى ممثلاً عسكرياً لإحدى الجمهوريات الأفريقية في القمة الروسية الأفريقية الثانية التي عقدت منذ أيام في سان بطرسبرغ.
ولا يعتقد الباحث السياسي أن مقابلة رئيس فاغنر مع المسؤول الأفريقي من قبيل المصادفة: " بشكل عام يمكن القول أن إعادة تأهيل مجموعة فاجنر تم تحديده من خلال الحاجة إلى تطوير المسار الأفريقي، وكانت القمة الروسية الأفريقية بمثابة آلية انطلاق لهذا الاتجاه ، حيث تم تعيين يفغيني بريغوزين في أحد الأدوار المركزية".
الضغط المصري سيتواصل على روسيا لإخراج فاغنر من السودان، لقناعة الدولة المصرية أن الشركة الروسية تلعب دوراً رئيساً في إطالة أمد الحرب السودانية، بسبب دعمها لميليشيات الدعم السريع منذ بداية هذا الصراع
يلفت إلى أن يفغيني بريغوزين سجل منظمته مؤخراً على أراضي بيلاروسيا، وهو ما يؤكد أنه لم يقلل من حجم أنشطته فحسب، بل زادها بشكل كبير، وأسندت إليه مهمات جديدة مثل احتواء النشاط العسكري البولندي، وتوسيع أنشطة المجموعة في أفريقيا بما يتناسب مع شكل العلاقات الرسمية والرغبة في تمديد النفوذ في ظل المنافسة الجيوسياسية مع الغرب داخل القارة السمراء.
يواصل رئيس مركز التنبؤ الروسي حديثه لرصيف22: "ستسعى مجموعة فاغنر جاهدة لتنفيذ المبادرة الروسية إلى أقصى حد ممكن، هذا هو الثمن الذي يتعين على المرتزقة الروس دفعه مقابل محاولة التمرد العسكري، ببساطة ليس لديهم خيار آخر سوى توسيع نطاق أنشطتهم، لأن إفريقيا هي هدف حدده شخصياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
"انتشار فاغنر في السودان مقلق لمصر ويتعارض مع مصالحها وإستراتيجياتها لضمان الأمن والاستقرار بالسودان، وتضخم الشركات الأمنية في أفريقيا أمر مقلق للدولة الوطنية بشكل عام"
على حدود مصر الجنوبية
برأي الصحافي السوداني، أكرم الفرجابي، فإن قوات فاغنر لعبت الدور المطلوب منها وأنجزته بتدريب قوات الجنرال حمدان دقلو "حميدتي" على الأسلحة المتطورة، خصوصاً مضادات الطيران، باعتبار أن قوات الدعم السريع - في تصوره- كانت تعد العدة لهذه الحرب منذ سقوط نظام البشير في 2019، "فقط كانت تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على الجيش الذي كان يرغب في دمج قوات الدعم السريع لتكوين جيش وطني واحد".
يشرح الصحافي السوداني "لولا جهود قوات في فاغنر في تدريب وتأهيل أفراد الدعم السريع لكان الطيران الحربي حسم المعركة منذ الأسابيع الأولى، لكن القوات الروسية (يقصد مقاتلي فاغنر)، علّمتهم كيف يستخدمون مضادات الطيران وكيف يستخدمون الطائرات المسيرة، باعتبار أن الدعم السريع قوات مشاة لا تربطهم صلة بالطيران".
ويوضح الفرجابي حسبما يتوفر له من معلومات أن قوات فاغنر لا تزال منخرطة في الحرب السودانية المستمرة، مؤكداً في حديثه على هامش المؤتمر لرصيف22، أن القوات الروسية "موجودة على مستوى التدريب والتأهيل لقوات الدعم السريع، لكن كمقاتلين لا يشاركون في الحرب إلا إذ كان الواحد منهم مضطرا لذلك للدفاع عن نفسه".
ويعلق الفرجابي على ما يتناقله الروس عن الرغبة المصرية في إزاحة فاغنر من الصراع السوداني وتقليص أدوارها في الجارة الجنوبية لمصر، مشيراً إلى أن اسم مصر ورد على لسان قائد قوات الدعم السريع حميدتي عندما اتهم الطيران المصري في مقابلة تلفزيونية بقصف معسكر كرري التابع للدعم السريع، ثم استدرك قائلاً "الطيران الأجنبي" بعد أن نطق جملة "الطيران المصري" في الوهلة الأولى. وهو ما يفهم منه تطور قدرة قوات الدعم السريع على الرصد الجوي وهو ما لم يكن من بين قدراتها مسبقاً قبل تعاونها مع فاغنر.
وعليه، أظهرت قوات فاغنر قدرته على التدريب والتطوير في الملعب السوداني، فحسبما يوضح الفرجابي تفاجأ ضباط الجيش الذين كانوا يقومون بتدريب قوات الدعم السريع بأنهم يستطيعون التعامل مع مضادات الطيران ويقومون كذلك بإدارة الطائرات المسيرة، رغم أنهم لم يتلقوا تدريباً على يد كوادر وطنية من الجيش في هذا النوع من تكنولوجيا القتال.
القلق المصري من فاغنر
"انتشار فاغنر في السودان مقلق لمصر ويتعارض مع مصالحها وإستراتيجياتها لضمان الأمن والاستقرار بالسودان، وتضخم الشركات الأمنية في أفريقيا أمر مقلق للدولة الوطنية بشكل عام" هنا تلتقط الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، طرف الحديث، فيما ترجح ألا تستجيب الحكومة الروسية بسهولة للطلب المصري الخاص بسحب مقاتلي فاغنر من السودان.
تشرح الطويل لرصيف22 أن نشاط فاغنر في السودان وأفريقيا بشكل عام "سيتوقف على شكل العلاقة الجديدة بين الكرملين وقائد المجموعة يفغيني بريغوزين بعد حالة التمرد التي تسببت في إحداث شرخ وارتباك بينه وبين بوتين، لذا لا يمكن التنبؤ بخطط روسيا لأفريقيا على المستوى الأمني، حتى مع إعلان قائد فاغنر عزمه التوسع في أنشطتها بالقارة السمراء، فالعلاقة بين الدولة الروسية وفاغنر تقف في المنطقة الرمادية".
تثق الطويل في أن الضغط المصري سيتواصل على روسيا لإخراج فاغنر من السودان، لقناعة الدولة المصرية أن الشركة الروسية تلعب دوراً رئيساً في إطالة أمد الحرب السودانية، بسبب دعمها لميليشيات الدعم السريع منذ بداية هذا الصراع.
وتلفت مديرة البرنامج الأفريقي إلى أن الحكومة الروسية أغلقت الباب أمام طلب سوداني مماثل تقدم به نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية، حيث لا توجد مؤشرات على الأرض حتى الآن لاستجابة روسيا لمثل هذه المطالب.
وصرح عقار قبل أيام بأن روسيا قدمت رؤية تتبنى إيقاف النزاع في السودان، ولكن لا توجد مبادرة روسية واضحة، مشيراً إلى أن موسكو أبدت استعدادها لمساعدة الدول الأخرى والمنظمات الإقليمية ودعم المبادرات الأخرى، للمساهمة في إيجاد حل للنزاع.
فاغنر أهم… ولا عزاء لمصر
يتفق الباحث السياسي الروسي في جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا، ديمتري بريجه، مع ما ذهبت إليه المصادر التي تحدثت إلى رصيف22، من أنه "من الصعب أن تتخلى روسيا الاتحادية عن خدمات فاغنر في السودان، كما هو الحال في بقية الدول، في ظل معركة روسية غربية على بسط النفوذ في أفريقيا".
يقول ديمتري: "الشركة لها دور مهم في القارة الأفريقية، ولا أعتقد خروجها من السودان تحت أي ظرف، وسيبقى لها دور، ويفغيني بريغوزين نفسه تحدث عن رغبته التوسط لحل الأزمة، لأن شركته خاسرة من استمرار الصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع".
في الوقت الذي يؤكد فيه أن قائد فاغنر ما زال يحافظ على إمبراطوريته وممتلكاته التي لم يتم المساس بها، ورغم أن التمرد أثر على نشاط الشركة، لكن الدور الخارجي لم يتأثر بعد.
وفي الختام يؤكد الباحث السياسي الروسي: "ستبقى شركة فاغنر أداة مهمة في السياسة الخارجية لروسيا في المجال الاقتصادي والعسكري، وستكون ضمن حملة كبيرة لإنهاء الوجود الفرنسي على الأراضي الأفريقية، اتساقاً مع استراتيجية الكرملين لإنهاء عالم أحادي الأقطاب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...