شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
مسيح المطبخ

مسيح المطبخ

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز نحن والتنوّع

السبت 29 يوليو 202311:18 ص


 

دخل المطبخ ووقف عند الباب ينظر إليها، تتحرك ببطء بجسدها الضئيل المكتنز في قميص نوم يصل إلى حافة ركبتها العليا وأصغر من مقاسها الحالي درجة، تعد لهما الإفطار بشكل آلي وعلى وجهها لا يزال أثر النوم، تردّد للحظة وفكّر أن يتراجع، لولا أنه كان قد ناداها بالفعل:

‑ هويدا

‑ أها... (دون أن تلتفت)

‑ بُصّي لي..

التفتتْ إليه بعيون نصف مغلقة، فثبت مكانه لحظة وعلى وجهه تعبير معذّب لشخص على وشك فعل شيء غير آمن لكنه ضروري، ثم وثب لأعلى.

اتسعت عيناها بقوة، منقلبة من نعاس إلى انتباه مفرط، وهي تحدّق فيه معلقاً في الهواء تحت سقف المطبخ بسنتيمترات قليلة، والمصباح النيون الأبيض قريب جداً من جبهته، يصبغ وجهه كله بنور أزرق كأنه مسيح تجلّى لها في المطبخ.

شهقت وتراجعت إلى الخلف، تخفي فمها بكفيّها إلى أن اصطدمت بالطاولة الرخامية، نزل فوراً إلى الأرض واقترب منها وهو يطلب منها أن تهدأ، ماداً يديه أمامه.

اقترب من ذراعيها المفرودين أمامها هي الأخرى في فزع. المسكينة كانت تفكر أنها هناك على سريرهما تحلم، أو أنها في مواجهة شيطان يتجسّد في هيئة زوجها. مد يدّه وأمسك يدها المرتجفة، أنزلها جوارها ثم أحاطها بذراعيه، كانت كلها ترتجف. فضمّها إليه بقوة:

­‑ متخافيش

‑ أنا باحلم

‑ لأ..

خرجا إلى الصالة، سارت معه باستسلام، انتظر إلى أن جلستْ، ثم وقف أمامها وبدأ في الحديث بحذر، وهو ينظر إلى عينيها تتحركان جيئة وذهاباً بين عينيه في استفهام:

­‑ من إسبوع حلمت إني كنت قاعد لوحدي في سينما، سينما ف الصحرا، كراسي كتير فاضية ومغروزة في الرمل وقدامهم شاشة بيضا، وفجأة السما ضلمت وابتدا العرض، الشاشة كانت شفافة، شايف من وراها النجوم والكواكب بتلفّ في السما، كان فيلم سوبرمان، بس أنا اللي كنت سوبرمان، وأنا بتفرج حسيت بعضّة في سمانتي، بصيت لقيت تعبان، بعد كده صحيت.

حدّقت فيه في عتمة الصالة الخفيفة بينما يصلهما صياح الديكة المتتابع من الأسطح القريبة. سألته بصوت مبحوح قليلاً:

­‑ يعني إيه؟

فكّر لحظة ثم سار إلى المطبخ وعاد بملعقة معدنية كبيرة ، ثناها بيده فلانت كالصلصال حتى تلاصق طرفاها، ثم فردها من جديد.

- أحمد.. إنت بتهزر؟

‑ لأ.

حلمت إني كنت قاعد لوحدي في سينما، سينما ف الصحرا، كراسي كتير فاضية ومغروزة في الرمل وقدامهم شاشة بيضا، وفجأة السما ضلمت وابتدا العرض، الشاشة كانت شفافة. كان فيلم سوبرمان، بس أنا اللي كنت سوبرمان... مجاز

أمسك كرسي الصالة الثقيل ورفعه بيد واحدة، ضمّ وفرد ساعده به عدة مرات كأنه بلا وزن، تابعته مشدوهة ثم نهضت وأمسكتْ ذراعه تتحسسه. نظرت إليه بقلق، كان ينتظر أن تقول شيئاً لكنها نزلت على ركبتيها وأمسكت سمانته اليمنى، رفعت بنطال بيجامته وقّلبت فيها، ثم اليسرى، حركته كأنها أمه تفحص جسده بعد يوم مريب في المدرسة، لم يكن هناك أي أثر للدغة أو جرح، فتّشت في ساقيه وذراعيه، تركها تفحصه دون اعتراض، لتقطع بنفسها المسافة الكاملة داخل ذهنها، التي قطعها هو وحده منذ أسبوع..

ثم وقفت ونظرت إليه للحظات:

- رحت لدكتور؟

ـ لأ..

ـ حكيت لحد؟

ـ لأ

سحبته هي من يده إلى المطبخ، أجلسته إلى الطاولة المبعثر على سطحها أكواب شاي من الليلة الماضية و بعض الساندويتشات ثم جلستْ قبالته:

‑ إحكيلي كل حاجة

‑ أنا حكيت لك كل حاجة

‑ إحكيلي كل حاجة! (كرّرت بعصبية)

لم يكن هناك ما يحكيه، أو يرى أنه من المناسب حكيه الآن، وفق الترتيب الذي رتبه في ذهنه للحوار. لكنه بدأ من النقطة التي يدرك أنها ربما تكون معلقة في ذهنها الآن:

‑ أنا بقيت سوبر

أفلتت منها ضحكة عصبية، لكنه لم يضحك. واصل بصوت منخفض وكئيب:

‑ بطير.. مفيش حاجة بتأثر فيا

أمسك السكين ورفعه لأعلى مقلوباً لأسفل، ثم طعن ساعده بقوة، صرخت ومدّت كفها لتمنعه، انكسر نصل السكين على ساعده وطاح في الهواء مستقرّاً على الأرض، أخفت فمها بكفيها وهي تحدق في السكين المثلوم في يده. تحسّست ساعده بأناملها الدقيقة، ولا خدش واحد.

في مركز عينيها الواسعتين كانت حدقتاها ترجفان كأن تروس عقلها تدور الآن ورائهما بأعلى طاقة ممكنة. ندت عنها صيحة خافتة: يالهوي

ابتسم بجانب فمه، لكن وجهه بقي على نفسه تعبيره المرتبك.

‑ بس غير كده أنت تمام صح؟! فيه أي حاجة معرفهاش.. أحمد.. (قلّبت عينيها في وجهه في قلق)

‑ لا.. مفيش.. أنا بس لسه مش عارف أعمل إيه

‑ تعمل إيه ف إيه..

‑ أنا كل دقيقة بافكر إني لازم أكون في مكان تاني، باعمل حاجة تانية. القوة دي بقت عندي عشان أعمل حاجة، سوبرمان أكيد مش بيصحى الصبح يروح الشغل.

‑ هو انت مش بتروح الشغل؟

‑ لأ…

تبدل صوته من التوتر إلى الشعور بالذنب:

‑ بانزل كل يوم مش باعمل أي حاجة....هل المفروض أتطوع في حتة؟ أنقذ الناس من الفيضانات والزلازل والكوارث؟ أسلم نفسي للحكومة؟ للجيش؟

‑ وليه لازم تعمل كده؟

وقف فجأة وأمسك رأسه بكلتا يديه، كأنه يمنع شيئاً مؤذيا وشريراً من الانطلاق خارجها:

‑ أنا هاتجنن يا هويدا

‑ ماقولتليش وقتها ليه؟

‑ عشان مكنتش فاهم.. أنا لسه من كام يوم بدأت أفكر إني لازم أتعوّد.. بس أبدأ منين؟ مانا مش هينفع أبقى باجري ورا حرامية طول اليوم في الشوارع، مش هينفع أبقى باتعامل مع اللي باقابله. فيه أكيد حاجات أهم لازم أعملها. غير كده هابقى كإني سوبرمان مقضي وقته يبعد جيش نمل عن برطمان عسل كل يوم.. كل يوم. أكيد لازم أركّز على حاجات كبيرة

‑ زي إيه؟

‑ أنا فهمت ليه في الأفلام بيعملوا عدو تاني كبير بيهدّد البلد أو العالم زي الجوكر، باتمان يقضي عليه ويخلص.

كانت ترغب في الكلام، لكنه كان ينحدر سريعاً في الطريق المحفورة داخل رأسه:

‑ أدمّر إسرائيل؟ أهد المستوطنات وأحرق الجيش؟ وبعدين هودّي الناس دي كلها فين؟ هاقتلهم؟ هارجعهم بلادهم؟ طب لو حرّرت فلسطين هاسلمها لمين؟ فتح ولا حماس؟ أنا كل يوم بافكر في الموضوع، بقالي سنين معرفش حاجة عن اللي بيحصل هناك، حاولت أقرا شوية. أنا عمري ما قريت عن الحاجات دي. هل اللي أعرفه كفاية إني أتصرف؟ بس طب أروح سوريا؟ أدمر بشار ولا داعش؟ ولا أدمر الاتنين؟ طب أدمر مين الأول؟ هل أنا هكون مسؤول عن اللي هيحصل بعد كده؟ هسلمه لمين؟ أعمل ثورة؟ طيب وهادي الحكم لمين؟ للي عايزه الناس، ولا اللي أنا مقتنع بيه؟ ولو ده حصل، هل ده ينفع يبقى اسمه ثورة؟ أنا رجعت امبارح وقفت قدام العمارة، بصيت على عربية العميد جمال وحواليها الحديد والجنازير. حسيت إن اللي مكدرني بقى شيء أحقر من إنه يكون موجود بالنسبة لي، أنا أقدر أشيل العربية والحديد والعميد جمال وأي قوة تقف وراه من على وش الأرض، بس مقدرش أعمل كده، ومينفعش أعمل كده. اتخضيت إني لسه مبقيتش قد اللي بقيته. المفروض ماحسش بكده... صح؟ المفروض لو بقيت سوبر ماحسش المشاعر التافهة دي تجاه الكائن التافه ده...

 أدمّر إسرائيل؟ أهدّ المستوطنات وأحرق الجيش؟ وبعدين هودّي الناس دي كلها فين؟ هاقتلهم؟ هارجعهم بلادهم؟ طب لو حرّرت فلسطين هاسلمها لمين؟ فتح ولا حماس؟... مجاز

‑ واحدة واحدة. مش فاهمة حاجة.

زفر بقوّة وأغمض عينيه، نظرت إليه هويدا، إلى جسده النحيل ببطن صغيرة ورأسه الكبيرة، لو ارتدى بدلة مميزة سيكون شكله فيها غريباً، بل مضحكاً. أشفقت عليه. فنهضت وأعادته مرة أخرى إلى كرسيه، عقدت ساعديها واقفة وزمّت شفتيها وبدا على وجهها الإحساس بالمأزق، ليس نفس المأزق الذي حدّثها عنه، كانت تفكر كيف تتحدّث معه على مستوى ما يحدث، أن يكون كلامها مناسباً، ومؤثراً. نظرت إلى تصاعد دخان الشاي:

‑ افطر الأول طيب..

‑  أكيد فيه ناس حصل لها اللي حصل لي ده، والناس افتكروهم مش بني آدمين، شافوهم ملايكة أو آلهة، وعبدوهم.  أنا بتجيلي أفكار غريبة جداً يا هويدا.

تقلص وجهه وازدرد ريقه:

‑ فكرت أطلع أشوف فيه إيه فوق؟

‑ فوق فين؟

‑ فوق.. أشوف موجود ولا لأ..

‑ بس يا أحمد

جلست أمامه وأمسكت يده، رأت وجهه يتقلص وينقبض:

‑ أنا قريت ع النت عن قبيلتين في أفريقيا بيحاربوا بعض بقالهم 100 سنة. 100 سنة بيدبّحوا بعض في مجاهل محدش بيعرف يدخلها. اللي بيقربوا من المكان بيشوفوا جثث بس، جثث عليها نقشين مختلفين، رحت لهم:

‑ رحت لمين؟!

‑ للقبيلتين.. أفريقيا الوسطى

‑ انت بتتكلم بجد؟!

‑ أيوه طرت التلات اللي فات، لما قلت لك هانزل أخرج مع صحابي

‑ وبعدين؟!

أخفى أحمد عينيه بيده، مخفيا ذكرى بشعة عن عيني ذهنه:

‑ مش هعرف أحكيلك شفت إيه يا هويدا، مش هقدر

تحشرج صوته وانحشر في حلقه. حدثته بصوت مبهور، خائفة مما ستسمع:

‑ شفت إيه؟

‑ أنا مش عايز أعيش حياتي كلها في قلب كوارث وجرايم، مش عايز أكون مسؤول عن حاجات أكبر مني. مش عايز أشوف جثث، ومش عايز أشيل جثث

ربتت على كتفه، أخفى وجهه بين كفيه وأسند رأسه إلى كفيه مستنداً على الطاولة بمرفقيه، سمعت أنفاسه تتابع وراقبت صدره يعلو ويهبط:

‑ أنا عايز أرجع زي ما كنت.

انحدرت دمعة خارج كفه وسقطت على الطاولة، نادته فلم يردّ. ارتجّ جسده كله ونشج، نهضت وضمّته إلى صدرها في جزع.

أراح رأسه على نهديها مستسلماً لتيار الدموع الذي ينحدر من عينيه، وتمنى عميقاً لو عاد كل شيء إلى ما كان عليه قبل أسبوع، قبل أن تندلع في جسده كل هذه القدرة، التي ترقد الآن عاطلة في جسده، يشعر بها غريبة عنه، كأنها طبقة من وجود آخر تحوطه طوال الوقت، ويسير بها تحت وطأة شعور قاتل بالخمول، تهدّد كل لحظة سلام أو استرخاء كان فيها عليه أن يقوم بأي شيء آخر، كبير ونبيل.

هدأ والتقط أنفاسه، ناولته منديلاً ليمسح أنفه، أخذ نفساً عميقاً وابتسم لها على نحو غائم.

بعدها نهضت هويدا ودخلت لترتدي ملابسها لتنزل إلى عملها، لم تتوقف لحظة عن التفكير فيما يعنيه هذا، ماذا الآن؟ دار في خاطرها عشوائياً أنه سيكون بالتأكيد أقوى عدة مرات في الفراش، فكّرت في ذلك بشعور قليل بالذنب أن الخاطر أبهجها، توقفت قبل أن تكمل ماكياجها. نظرت إلى المرآة بعين واحدة محدّدة بالكحل، هل سيخفّف عنه لو تخلفت عن العمل ودعته إلى الفراش الآن؟ لم تستطع أن تبعد عن ذهنها أنها منقبضة. من أجله بالتأكيد. لكنها كانت توقن أن ذلك لا يعني أنها ستظل منقبضة إلى الأبد.

على طاولة المطبخ، جلس هو ساهماً دون رغبة في فعل أي شيء، فقط فكّر أنه ربما يكون مكتئباً وأن ذلك قد يتطلب لاحقاً تدخّلاً طبياً بشكل ما.

خجل من بكائه أمام هويدا، وهو لم يحك لها بعد كل شيء.

ضغط أحمد على كيبورد جهازه فأضاءت الشاشة. محرّك البحث على المتصفّح كان مكتوباً فيه: "حرب السودان"، وعبر النافذة، كان يرى السحاب كثيفاً فوق القاهرة، وطائرة تمرق بين الكتل البيضاء تبين وتختفي... مجاز

حين عادت إليه، نهض ليودّعها عند الباب، قبّلت خده، ثم انتبهت وتحركت عائدة إلى المطبخ. فتحت ضلفة علوية وأخرجت برطماناً ضخماً ووضعته أمامه. برطمان مربى بغطاء منبعج لم يتمكنا من فتحه من قبل بكل الطرق، مد سبابته دون كلمة ولمس الغطاء، دار محدثاً فرقعة عالية.

*****

جلس أحمد على مكتبه ينظر إلى السماء من نافذة كبيرة في القاعة، دقائق وكان مديره المباشر يقف أمامه، يسأله إن كان يشعر بتحسّن. هز أحمد رأسه وطمأنه أنها كانت نوبة معوية ومرّت. ابتسم له مديره، وأخبره عدة أشياء لم يسمعها بتركيز. هزّ رأسه وتصرّف بطبيعية محاولاً الخروج من حالة الانفصال عن جسده التي تلازمه.

على المكتب المجاور كانت تجلس "ميرا"، منهمكة في الكتابة على اللابتوب بأدائها المستغرق كأنها تدرك كارثة قبل الوقوع، ماذا سيكون ردّ فعلها لو عرفت؟ لماذا لم تتفتح في روحه هي الأخرى قوة خارقة، تحميه من الشعور بالضآلة والتفاهة؟ لم لا يزال يشعر بالتهديد والرهبة من "ميرا" ومن صدرها الصغير الناهد؟

انتبهت "ميرا" لنظرته الجانبية الطويلة إلى وجهها، نظرت إليه مبتسمة منتظرة أن يقول شيئاً، فابتسم مرتبكاً ونظر أمامه بسرعة.

ضغط أحمد على كيبورد جهازه فأضاءت الشاشة. محرّك البحث على المتصفّح كان مكتوباً فيه: "حرب السودان"، وعبر النافذة، كان يرى السحاب كثيفاً فوق القاهرة، وطائرة تمرق بين الكتل البيضاء تبين وتختفي.

للحظة كاد يفزّ من مقعده حين لمح الطائرة ترتجّ لكنه استكان ببطء حين أدرك أن رؤيته هي التي تهتز. شعر بنبض عينيه قوياً، رفع كفه فوجدها ترتجف. أغلق شاشة اللابتوب، مال وأسند جبهته إلى ساعديه، مغمضاً عينيه، نائماً على سطح المكتب.

تنامى إلى سمعه صوت ارتطام مكتوم ثم صياح وجلبة في الشارع بالأسفل. لم ينهض حين وقف الجميع لينظروا من النافذة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard