شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
رؤياه جعلته رحالة وداعياً للإسماعيلية… من بَلْخ إلى الحجاز مع ناصر خُسرو

رؤياه جعلته رحالة وداعياً للإسماعيلية… من بَلْخ إلى الحجاز مع ناصر خُسرو

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تعتبر منطقة آسيا الوسطى حقل تدافع بين القوى والقوميات والأداليج المتعددة منذ زمن بعيد ،بالإضافة إلى القوى الاستعمارية منذ القرن التاسع عشر. كان هذا يؤثر بشكل كبير على التنوع السوسيولوجي للجماعات التي تستبطن الروافد العديدة للثقافة التي اختفى منها الكثير وبقي آخر.

وهذ التنوع يعتبر بشكل أو بآخر مصدر غنى للمنطقة، وهذه الصراعات كانت تقوم في كل فترة على حوامل شتى؛ تارة تأخذ البعد القومي، ومرة آخرى تأخذ البعد الديني والمذهبي، وفي أحيان آخرى تأخذ أصنافاً من الأفكار الوافدة كالأفكار الأيديولوجية. ولكن كل تلك الحوامل كانت تحتشد لإسعاف مشاريع السلطة والتناحر على القوة. وهذا الصراع بطبيعة الحال كان يؤلب الأهالي على بعضهم بعضاً من خلال التوازنات والتناقضات للجماعات.

في هذا المقال سوف نتحدث عن ناصر خسرو الشخصية التاريخية التي لعبت دوراً فكرياً وثقافياً في تلك المنطقة التي تتعرض فيها الأقليات لشتى أنواع العنف. والأهم أن هذه الشخصية وتأثيرها ما يزال ماثلاً إلى اليوم على صعيد الفعل من ممارسات وطقوس للناس من خلال الرأسمال الرمزي الذي أنتجه ناصر خسرو والذي ربما بسبب باطنه سمح لهذه الهوية أن تبقى، عكس العديد من الهويات والأفكار التي اندثرت.

نتحدث عن ناصر خسرو الشخصية التاريخية التي لعبت دوراً فكرياً وثقافياً في تلك المنطقة التي تتعرض فيها الأقليات لشتى أنواع العنف. والأهم أن هذه الشخصية وتأثيرها ما يزال ماثلاً إلى اليوم 

الإشكالية تكمن غي أن نعرف ما الذي يجعل هذه الدعوة قائمة إلى اليوم وتحفظ في سجل الذاكرة وكأن كلّ الوجود هو في حالة طي لمركز الدعوة، بالرغم أنها جماعة تعتبر أقلية وتعرضت لشتى أنواع العنف والاضطهاد؟ ألسيت لأنها جماعة باطنية وبالتالي الظاهر هو مخرج من مخارج التكيف، ما يسمح بلعبة المسايرة لأن الأصالة هي في مكان آخر؟ وهذا ما سمح إلى حد ما بحفظ الهوية المستودعة في شتى الطرق والنحل، لأن الهوية ليست في الآثر، إنما في الخفاء توضع بالطرق الأشبه بالطرق الفنية وفي الشعر والإنشاد. وربما هكذا نوع من الطريقة توحي بعدم وجود هوية،لأنها تحفظ بالتخفي واحتجاب المعنى، ما يعزز حضور الغياب في الآتي بشكل دائم.

ناصر خسرو والدعوة الخفية التي حفظت الجماعة

ربما ما سمح لجماعة تلك المنطقة بحفظ الهوية منذ بداية الدعوة في صندوقها الأسود هي الذاكرة الشفوية، لأن النص ولعبة القوة يتم بتشكيل ثنيات عدة، يخفي الأثر في زواياه وهوامشه.

ولأن هذه النصوص ليست مباحة من هنا ومنذ بدايات الدعوة في منطقة خراسان وما وراء النهر في أيام حكم الأمير الساماني نصر الثاني (943-914م) وبروز الدعاة خزنة المعنى كأبي عبدالله الخادم وحسين المروزي ومحمد النسفي الذي حول الحكم الساماني إلى دعوته إضافة الى الشاعر رودكي، أدى ذلك إلى مصرع النسفي في بخارى سنة 943 م، إلا أن الدعوة استؤنفت مع أبي يعقوب السجستاني وأبي حاتم الرازي. لكن الأثر الأقوى الذي ما يزال إلى اليوم هو من خلال المفكر والشاعر والداعي ناصر خسرو الذي عينه الإمام الفاطمي المستنصر (1094-1036 م) كبير دعاة خراسان وحجة بعد رحلته المشهورة في كتابه "سفر نامه".

بقيت دعوة ناصر "پير" (شيخ بالفارسية)، بالرغم من ما مرت به الجماعة النزارية والتي تشكل فيها الهازار النسبة الأكبر، والتي بسبب الظروف جعلت الأسر تدخل بتحالفات عدة من أجل المصلحة على أكثر من صعيد، بالإضافة إلى لعبة القرن التاسع عشر مع تقدم القوتين الاستعماريتين الروسية والبريطانية وتقسيم المنطقة في نهر جيحون ،ما سمح للعديد من العملاء من ذوي الخلفيات الثقافية والدراسات الشرقية بالاضطلاع على ثقافة تلك الجماعات. 

على سبيل المثال عمل الضابط الروسي أليكسي بوبرينسكوي (1938-1861م) ،بالاضافة إلى ألكسندر سيمينوف وإيفان زاروبين على دراسة جماعات الطاجيك والافغان، بالمقابل عمل الضابط البريطاني الكابتن جون وود بالتعرف على أعراق ولغات السكان في منطقة اشكاشيم وواخان وأفغانستان وبعدها جاء الاحتلال السوفياتيوبعدها الامريكيوفترة القاعدة وطالبان التي دمرت مكتبة ناصر خسرو في كابول سنة 1998م بعدما انسحبت القوات السوفياتية ودخل المجاهدون الأفغان إلى كابول لتفقد المكتبة 367 ألف كتاب من شتى الاختصاصات المعرفية  والتي عملت مؤسسة الآغاخان للتنمية على بنائها، التي كانت تعتبر من أكبر وأهم المكتبات العامة في أفغانستان.

وهذه السياسة التكفيرية لحرق المكتبات القديمة هي فعل قتل وإزاحة رمزية لكل فهم آخر، إذاً هذه الصراعات عملت على تجزأة الأوطان وإدخالها في توازن قضى على النسيج المجتمعي والتخلع الثقافي ليسود التزمت المفروض على أهالي تلك المنطقة من قبل القوى التي فرضت رؤيتها ،إلا أن التكيف لهذه الجماعة واضطرارها في كل مرة بالدخول بطرق تعبدية لم يؤدّ إلى غياب الهوية الباطنية للدعوة إلى اليوم، وكأنها حرفة متشكلة للآتي بشكل دائم للمحافظة على السلطة التي تستتر وتنكشف حسب الظروف وراهناً بالولاء للإمام الآغاخان الذي أتخذ من الغرب دار الهجرة الجديد بعدما تنقل مركز الدعوة بعدة أطوار.

نشأة العالِم المتعدد المشارب

ناصر خسرو كما ينقل فرهاد دفتري في كتاب (معجم التاريخ الإسماعيلي) ،هو شاعر فارسي ورحالة وداعٍ إسماعيلي. ولد حكيم أبو معين ناصر خسرو بن حارث قبادياني، المشهور بناصر خسرو سنة 394/1004 في قباديان إحدى مقاطعات بلخ في خراسان، وتوفي في تاريخ مجهول بعد سنة 465/1072 في يومغان في بَدَخْشان الخاضعة آنذاك لحكم أبي المعالي علي بن الأسد بعدما تعرض لإبعاد شديد.

بدأ حياته في خدمة الحكومة الغزنوية في بلخ، ثم انتقل إلى الخدمة في الإدارة السلجوقية قبل أن يتحول إلى داعٍ إسماعيلي (پير شاه سيد ناصر) بلغة أهل تلك المنطقة.

الرؤيا التي غيرت مجرى التاريخ وحولته إلى رحالة مونوغرافي (سفر نامه)

في يوم مع اقتران الرأس مع المشتري وهو يوم بشارة في تصورات الجماعة في ذاك الوقت، استبشر ناصر ودعا ربه أن يهديه لأنه كان في حيرة بعد حياة كان يقضيها كما يصف في كتابه "سفر نامه" باللهو وشرب الخمر، ولهذا كان في حالات تمفصل عدة لا يعرف أي طريق يسلك.

بعدها بفترة رأى رؤيا كانت التحول على العزم في رحلة غيرته وأدت به إلى إنسان مكلف بالتبشير بالدعوة الهادية من قبل الإمام، حيث انطلق من مَرو في خراسان مصطحباً أخاه ليذهب في رحلة مقسمة إلى ثلاث مراحل يصف فيها أحوال البلدان من أذربيجان وأرمينيا مروراً بالشام وفلسطين وصولاً إلى العراق والحجاز. ولكن المحطة الأهم هي في مصر حيث مكث من رحلته التي استغرقت سبع سنوات الفترةَ الأكبر منها في القاهرة، وخصص الوصف الأكبر في "سفرنامه" لها ولاذي لا يخلو من مبالغة.

تعرف هناك على إمام زمانه الذي يدعو الله لأن يبقيه طول العمر قادراً على مدح سيد الخلق المستنصر، جوهرة تاج الرسالة ومعجزة الأنس والجان الذي يشبهه بسحاب الربيع ويشبه الناس بالتراب ويصف ضمائهم بالليل والأمام بالنهار الذي يضيء الضمائر من الجهل والغفلة. وفي مصر حيثحضر مجالس هبة الدين الشيرازي التي كانت للخاصة في تلقين الدعوة، على عكس مجالس العامة في الأزهر وتحول بعدها إلى داعي الدعاة.

ويعد كتاب سفر نامه كتاباً ظاهرياً مقابل الكتب الباطنية التي ألفها لاحقاً (وجه الدين، ديوان شعر، جامع الحكمتين، غُشايش، ورهايش وغيرها). كما سوف يمر معنى من خلال التأويل الباطني الذي كان يتوجه كله صوب الولاية والطاعة للإمام بحبكة معرفية موظفة بشكل سياسي لأجل المشروع الكوني الذي يدخل التاريخ بطي الدعوة ليتحول معها إلى أشبه بعجينة رخوة أمام سماكة السلطة التي توظفه على منوالها، والدليل بقاء الدعوة مع الجماعة النزارية إلى اليوم من خلال ولائها للآغاخانية وبتعاليم ناصر خسرو.

أثر ناصر خسرو في طرق التعبد في آسيا الوسطى

أغلب الطرق التعبدية إرتبطت بناصر خسرو، ومنها قصيدة (خوني ،في أفغانستان وطاجيكستان ،وشمال باكستان وشترال (الهونذا ) ،والصين ( شنجيانغ ) ،إذا هذه الطقوس المحفوظة في لاوعي الجماعة للمحافظة على البقاء الممتدة في سلاسل الجبال من آسيا الوسطى في هندوكوش والبامير وقره قروم ،مرتبطة بأعمال ناصر خسرو ،وتسمى هذه الجماعات (البنجتاني) تمييزاً لهم عن جماعة (الشريوريين )السنة وهي سياسة هوية للمحافظة على الدمج الداخلي والتمييز الخارجي ،والبنجتان أو المخمس تشير إلى الخمسة أنوار (النبي محمد ،وعلي وفاطمة ،والحسن والحسين ) ،وهذه الجماعات تقيم إحتفاليات تقام باسم دعوة نوصر أي نسبةً إلى ناصر خسرو ،ومنها دعوة فناء ،ودعوة بقاء ،ودعوة قربان .

وحسب ما ينقل كل من حكيم إلنزاروف ،وسلطونبيك أكسكولوف في كتاب "نزاريي العصر الحديث"، فإن دعوة فناء وتعرف بشاروغ روشان (القنديل المضيء) تقام عند فجر اليوم الثالث لوفاة أحدهم وهي احتفالية جنائزية، تتلى فيها الأدعية والصلوات من خلال نص يدعى "شراغ نامه"، وهذه التقاليد تعتبر من الأمور التي أدخلها ناصر، لها علاقة بجبرائيل الذي نزل على النبي محمد لراحة نفسه بعدما فقد ابنه عبد الله، وهذا النور (أورشه)، نقله النبي في معراجه عبر ذريته حتى يوم الحساب من خلال الأئمة، وهو النور الإلهي الموجود حتى اليوم عبر الائمة، وهذا الطريق المتبع هو للنجاة. من هنا لا يكون الخلاص إلا بالولاء والطاعة للدعاة حتى بعد الموت (على طريقة العالم والغلام–الأشبه بالطفل)، الذين هم أبواب النور للأئمة .

أما دعوة بقاء وهي احتفالية تقام أثناء حياة المرء لأجل تزكية النفس وتطهيرها من آثام العالم الجسماني ،وتقام ليلاً يجري خلالها إنشاد المدائح في الأئمة وهي المعرفة الكلية وأهم الدعائم . بالإضافة إلى إقامة احتفالات وأعياد أخرى مثل مناسبة "جشْن شاه"، و"جشن ديوانا شاه ولي"، وهي تلاوات من ديوان ناصر خسرو.

قوة ناصر أن قبره في قرية يمغان في ولاية بدخشان مزار ليس للجماعات النزارية فقط، إنما للسنة أيضاً، نظراً للاعتقاد والتصورات التي ترى أنه شخصية خارقة، ولديه العديد من الكرامات والمعجزات، ونظراً لما لعبته الجماعة التي ارتبطت بناصر من تسامح وتقبل واحترام ودخول في عبادات الآخرين. وهذا القبر قد تعرض للكثير من عمليات التخريب أثناء الحرب وسرقة العديد من الآثار فيه، لكن قوته تكمن في الرمزية التي ما يزال يشكلها من تقديم الناس للنذور والهدايا.

الحج الباطني وحقل السلطة

أما دعوة قربان فهي قريبة في رمزيتها للحج بوصفه معرفة الأمام، لأن الحج طقس لا معنى له بالبعد الجسماني إن لم يكن مرتبطاً في فهم المعنى الروحاني، لذلك فإن الكعبة بالظاهر هي حجر، ولكن المعنى الباطني لها هو معرفة الإمام. وهذا ما ينقله ناصر في ديوانه الشعري، أي كأن هذه العملية إن لم تكن باتباع نور الإمامة فإنها أشبه بعبادة الأوثان، فليست النفس هي التي تسجد أمام الكعبة التي لا حياة فيها بل الجسم. وكما أن التراب يعود بالنتيجة إلى التراب، فإن النفس هي التي تسجد باتجاه النفس المطهرة لإمام الزمان.

هذه الدعوة تثقل من وزن الإمامة-السلطة، على حساب التوحيد، لأنها دعوة تنفي الصفات والأسماء عن الله، وهذا يعود إلى غاية سياسية، وفي ديوان ناصر خسرو إشارات منها: "دعانا إلى صنم، وأنت تدعونا إلى حجر؟ وأنا أقول أنت في عيني لا شيء سوى عازار هذه الأيام"، لأن الكعبة هي العلامة المادية لبيت الله بينما الإمام هو حقيقتها الحية. هذا الاتجاه كما ينقله شفيق فيراني في كتابه "صراع البقاء" أيضاً هو ذاته مع الشاعر نزاري قوهستاني، وكذلك مع غريب ميرزا مستنصر بالله أنجوداني، على طريقة ناصر في التأكيد على البعد الروحاني في كتابه "كُشايِش ورَهايِش" (الفرج والخلاص) في التأويل الباطني للحج، والذي يوحي بعقلانية، إلا أن هذا البعد العقلاني هو في خدمة العرفان السياسي، أي أن هذا العقلي هو في إعادة إنتاج العرفاني لحقل السلطة.

أيام الأسبوع وآية العهد

في أيام الأسبوع كما ينقل ناصر خسرو تأويل باطني لأنها دلالات تشير على الخلق وتماثلها مع مؤسسة الدعوة بشكل كرونولوجي لكور آدم أول المطبوعات (وهناك أكوار روحانية قبل آدم لا نعرفها)، وما فيه من سبع أدوار، كل دور علامة على أيام الأسبوع، ودال للمدلول الباطني وولائه.

في يوم مع اقتران الرأس مع المشتري وهو يوم بشارة في تصورات الجماعة في ذاك الوقت، استبشر ناصر ودعا ربه أن يهديه لأنه كان في حيرة بعد حياة كان يقضيها كما يصف في كتابه "سفر نامه" باللهو وشرب الخمر

ففي كتابه "وجه الدين" يشير ناصر إلى أن يوم السبت هو آخر الكور وإيذان بالدور السابع الذي نسخ الحقيقة الباطنية بالكشف. من هنا هو يوم عيد ليس كما لدى اليهود باعتباره يومَ استراحة لله، بل لأنه بداية الدور الأخير وهو السابع تماشياً مع أيديولوجيا مطابقة الحدود الروحانية والجسمانية. ولذلك يوم الأحد روحانياً هو مماثلة لدور آدم وكل يوم هو ممثول لدور من أدوار النطقاء السبعة، والسبت آخرهم. لذلك هو يوم عيد لأنه مرتبط بالإمام الذي يطابق العقل الكلي والسابق والقلم والمبدع والعلة والتام بالفعل والمفيد.

وعن السبت يشير ناصر في "وجه الدين": "أولئك الذين يكونون مادياً في هذا العالم المادي ويعرفون المعنى الباطن لذلك بواسطة نفوسهم اليوم سيكافؤون عليه غداً في العالم الروحاني". ولا تكون النجاة والترقي الروحي إلا بأخذ العهد على المستجيب،"إنما الذين يبايعونك إنما يبايعون الله"، وهذه آيه العهد أيضاً تمر بسبعة مراحل كذلك بالعالم الروحاني، جرياً على ما قدمه ناصر خسرو في كتابه "جامع الحكمتين"، من خلال التماثل ما بين الأيام والخلق والعلل السبعة مع الأفلاك السبعة.

هذا الإطار المرجعي الذي يوحي باغتراب الوعي ربما هو الأداة التي تحفظ الجماعة، ولكي نفهم أكثر لا بد من إرجاع البعد اللاهوتي ومطابقته بالبعد الانتروبولوجي أي تبيئة هذه الأفكار حتى نقف على عتبة الفهم لهذه الأقانيم الشبيهة بالأقانيم التي تحدث عنها فيورباخ (1804-1872م) في جوهر المسيحية، والتي فيها يختزل الإنسان نفسه إلى كينونة نسَبيَة.

ولكن الانتساب والإرجاع هنا هو إلى حقل السلطة الذي يعمل على تشكيل حقل المعرفة بشكل دائم من خلال حرفة الباطن التي تحرك الظاهر كيفما تشاء لأن اللغة الباطنية هي للحفظ بوصفها مفاتيح المقدس الذي يؤمن ديمومة القوة وقوته أنه هناك وليس في الأثر، من هنا فإن المحافظة على هوية الجماعة هو بسبب خفائها لأنها لو كانت ظاهرة فإنها كانت سوف تدمر وهذا احتمال نظراً إلى أنها أقلية تعرضت لكثير من العنف والتكفير لكن قوة حضورها هو في خفاء المعنى.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard