"تتمثل رسالتنا في مهرجان صوت في رفع صوت الشعب الفلسطيني وجلب قضايا الموسيقى والثقافة والسياسة من جنوب العالم إلى برلين، رسالتنا هي التضامن كجواب ضد القهر والديكتاتورية والاحتلال، من فلسطين إلى سوريا ومصر ولبنان واليمن والسودان وجنوب إفريقيا وغيرها".
هكذا ختمت عضو اللجنة المنظمة لمهرجان صوت الثقافي، ميسان حمدان، فعالياته لهذا العام في نسخته الثانية وقالت: "لقد كان عاماً صعباً مليئاً بالأعباء، ولكن مع فريق رائع وشبكة أكبر، تمكنا معاً من تحقيق هذا المهرجان".
كان ذلك في الحفل الختامي الذي قدمت فيه فرقة "ضربة شمس"، وهي فرقة فلسطينية سورية عرضاً لها، إلى جانب الفنان الفلسطيني بشار مراد، وأشارت حمدان إلى أن هذه الحفلة والمهرجات يأتيان في الوقت الذي يقف فيه سكان مرتفعات الجولان ضد سرقة الأراضي والقمع، ويقف الناس في القدس أيضاً ضد التطهير العرقي، محققين رسالتنا: "نضالنا واحد، وحريتنا واحدة".
"أتى المهرجان ضمن ظروف أكثر قسوة فيما يخصّ السياسات المتّبعة ضد النشاطات القائمة لمناصرة فلسطين في ألمانيا، فقد واجهت الكثير من هذه النشاطات القمع والإلغاء". ميسان حمدان، كاتبة وناشطة سياسية وضمن اللجنة المنظِمة لمهرجان صوت
فرقة ضربة شمس، مهرحان صوت، برلين 2023
بنظرة سريعة على برنامج المهرجان هذا العام، فإنه قصير تركزت فيه العروض الموسيقية مع مشاركة نسائية لأكثر من نصف المهرجان، تتحدث عن ذلك ميسان حمدان، وهي كاتبة وناشطة سياسية أيضاً: "أتى مهرجان صوت في عامه الثاني بعد ظروف ليست بجديدة ولكنها أكثر قسوة ووضوحاً فيما يخصّ السياسات المتّبعة ضد النشاطات القائمة لمناصرة فلسطين في ألمانيا، فقد واجهت الكثير من هذه النشاطات القمع والإلغاء، وقد يكون مهرجان صوت أحد الردود غير المهادنة، الساعية إلى أن يكون صوتنا مسموعاً دون تأتأة، مركزين على أن القضايا لا تنفصل أمام الظلم، يأتي المهرجان ليسلط الضوء على تضامن الشعوب وإنتاج الفنون وتشارك المساحات".
وأشارت حمدان إلى أن المهرجان رغم قصر برنامجه هذا العام: "إلا أنه يقدم فنانات وفنانين نوعيين من فلسطين، تونس، سوريا، اليمن ولبنان بعروض تقدم معظمها لأول مرة في برلين، بالإضافة لمعرض فني، وليلة للأفلام القصيرة، وندوة حقوقية إلى جانب الحفلات الموسيقية."
الحضور، مهرحان صوت، برلين 2023
وعما إذا كانت هناك نية لاستكمال العمل على المهرجان للعام المقبل في نسخته الثالثة قالت: "نعم، بالطبع، من الممكن أن تطرأ بعض التغيرات فيما يخص القالب أو الخط الزمني. لكن الفكرة ستبقى وسنعمل على جعلها حيّة ومتكرّرة وقابلة للوصول الى أكبر عدد ممكن من الناس وبأفضل صورة".
تحديات التمويل
واجه المهرجان هذا العام تحديات في التمويل، فهو غير ربحي وقائم على قيمة التطوع، وتضيف حمدان: "بعض الدعم قد يجعل الأمور أسهل، وتعود بعض الأسباب إلى كون المهرجان فلسطيني تضامني، وبعضها يتعلق بالإمكانيات المتاحة غير المتوافقة معنا من حيث المبدأ، لكن بجميع الأحوال نحن سعيدون/ات بأن المهرجان خرج إلى الضوء وبهذه الإنجازات الجميلة". كما قالت حمدان، مؤكدة: "سوف ندرس هذا الموضوع بدقة للمرات القادمة".
تألف فريق النواة لتنظيم مهرجان هذا العام من، ديانا توفيق، وهي طبيبة وناشطة سياسية، نور الصفدي، وهو ناشط سياسي وطالب تصميم معلومات، ميسان حمدان، قاسم المصري، وهو طبيب وناشط سياسي، ورهف أبو الحسن وهي ناشطة سياسية. بالإضافة لمجموعة كبيرة من المتطوعين والمتطوعات من جميع الجنسيات في برلين، للمساعدة في وقت المهرجان. "هذا ما يصبو إليه المهرجان، العمل الجماعي، التضامني، التشاركي والهادف". حسب حمدان.
أولوية للنساء والكوير
وأشارت حمدان إلى المشاركة النسائية والكويرية الأعلى هذا العام: "كان ذلك مقصوداً، إذ أنه في الكثير من الأحيان في ظل أي شكل من أشكال المقاومة، قد تنقسم القضايا وتتجزأ وتتحول إلى أولويات، ونحن في مهرجان صوت نؤمن أننا جميعنا أولوية، دون تجزئة أو تفرقة، وأن الفعل التحرري لا بد أن يكون جامعاً، يتسع للاختلافات ويطمح إلى البناء."
أشارت حمدان إلى المشاركة النسائية والكويرية هذا العام: "كان ذلك مقصوداً، ففي الكثير من الأحيان في ظل أي شكل من أشكال المقاومة، قد تنقسم القضايا وتتجزأ وتتحول إلى أولويات، ونحن في مهرجان صوت نؤمن أننا جميعنا أولوية".
وعن مشاركته في المهرجان قال الفنان المقدسي بشار مراد: "المشاركة مهمة جداً بالنسبة لي، خصوصاً وإنها المرة الأولى التي أقدم فيها عرضاً في برلين، وهو عرض مميز لأنه جزء من برنامج عربي من ناحية المحتوى والمنظمين/ات، ومنذ زمن وأنا أحاول الوصول للجمهور العربي في برلين بسبب وجود كبير للفلسطينيين/ات وأفراد من الشرق الأوسط بشكل عام".
وعن إعطاء المساحة الكبرى للنساء والكوير في المهرجان قال مراد لرصيف22: "هذا أمر مهم خصوصا أننا نواجه تحديات في وجود مساحات تحتوينا في بلادنا وحول العالم، لذلك من المهم أن يكون هناك هذا التمثيل في هذه البيئة".
أما الفنانة التونسية بديعة بوحريزي فقالت لرصيف22: "يأتي هذا المهرجان والمشاركة فيه كاستمرار لدعم الحركة الفلسطينية خارج فلسطين وفي ألمانيا بالذات مع الخصوصيات التاريخية التي تجعل طرح القضية الفلسطينية مهمة هنا"، وأشارت إلى إنها لا تؤمن بالتمييز الإيجابي لمشاركتها كفنانة في المهرجان: "أنا فنانة أتقن عملي لذا أعمل، وهذا خاص بالفن، وأنا ممتنة لذلك".
تضمن المهرجان مشاركة من الدي جيه يزن، الفنانة الفلسطينية، هيا زعاتري، وفرقة سراب.
الفنانة هيا زعاتري، مهرحان صوت، برلين 2023
تقول زعاتري عن مشاركتها في المهرجان: "على الصعيد الشخصي والمهني، أقدّر رؤية وأهداف المهرجان، ويهمّني أن اشارك في مهرجانات وأماكن أتماهى مع معاييرها، كما أتاح لنا المهرجان إمكانية التواصل مع الجمهور الناطق بالعربية في ألمانيا والذي لا نستطيع ان نصله بشكل عام كفلسطينيين من الداخل، وبالنسبة لي خلق مساحات للتواصل المتبادل والإنتاج المشترك هو شيء ذات أهمية كبيرة".
وأضافت: "أنا سعيدة جداً لاهتمام المهرجان في إعطاء مساحة أكبر للنساء هذا العام، فالتجارب والأصوات النسائية هي تجارب خاصة ولا يمكن لأحد أن يعبّر عنها إلا النساء. أصواتنا تستحق ان تأخذ حيّزاً أكبر في مهرجاناتنا ومساحاتنا، ويجب أن يكون هناك محتوى منا، يحكي عنا ويمثّلنا".
"أنا سعيدة جداً لاهتمام المهرجان في إعطاء مساحة أكبر للنساء هذا العام، فالتجارب والأصوات النسائية هي تجارب خاصة ولا يمكن لأحد أن يعبّر عنها إلا النساء. أصواتنا تستحق ان تأخذ حيّزاً أكبر في مهرجاناتنا ومساحاتنا". الفنانة الفلسطينية هيا زعاتري
على هامش مشاركة فرقة ضربة شمس، تحدث عازف العود وكاتب وملحن الأغاني في الفرقة، سامر عساقلة، لرصيف22: "المشاركة في مهرجان صوت هي تجربة فريدة ومهمة في مسيرتنا الفنية، خاصة أن المهرجان أتاح للفرقة للمرة الأولى الوصول إلى أوروبا والعرض أمام جمهور مختلف ومتنوع، ولأننا نسكن في الداخل الفلسطيني ومحرومين/ات من التواصل المباشر مع محيطنا العربي الطبيعي بسبب الاحتلال، فقد أتاحت لنا هذه التجربة العرض امام جمهور عربي من مختلف الجنسيات وتحقيق حلم بالنسبة لنا كموسيقيين/ات وكفلسطينيين/ات".
من حضور مهرجان صوت، برلين 2023
يكتب عساقلة كلمات أغاني الفرقة التي يطغى عليها الطابع السياسي: "نحن نكتب أغانينا بإلهام من تجاربنا اليومية، مشاعرنا وأفكارنا، فنعبر عن رسالتنا السياسيّة والاجتماعيّة بشكل فطري ومتناغم مع الواقع الذي نعيشه في فلسطين خاصة والعالم العربي بشكل عام، فنحن نختار العفوية في الكتابة والتلحين وهذا يساعدنا على ملامسة قلوب الحاضرين/ات في معظم الأحيان، كما ونختار دائماً توجهاً متفائلاً، يعزز الشعور بالأمل الذي هو المحرك الأساسي للاستمرارية في الإنتاج والمشاركة في نشاطات ثقافية مختلفة، وقد كان تفاعل الجمهور معنا أكثر من رائع، وغُمرنا بكم هائل من الحب خلال العرض وبعده".
يسعى المهرجان الذي أقيم في عدة مساحات في برلين لتطوير المحتوى والكم في السنوات المقبلة واستقطاب المزيد من الفنانين/ات من دول العالم الجنوبي لتسليط الضوء على مختلف النضالات والقضايا التي تشغل الشعوب هناك وفي بلاد المهجر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه