شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"لن نصبح أحراراً إلى أن يصبح الجميع حراً "... مهرجان "صوت" للهوية الفلسطينية في برلين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

انطلق مهرجان "صوت"، الأحد 5 يونيو/حزيران 2022 في العاصمة الألمانية برلين،  ويستمر حتى 25 من الشهر الجاري، وهو مهرجان سياسي ثقافي، يدور حول فلسطين والتضامن، ويشمل فعاليات فكرية، وفنية، وموسيقية، وأدبية، وسينمائية وفعاليات حول المطبخ الفلسطيني. 

وإلى جانب كون المهرجان يسلط الضوء على الثقافة والسياسة الفلسطينيتين فهو يلقي الضوء على ثقافات ونضالات أخرى من الجنوب العالمي التي تتقاطع مع النضال الفلسطيني، حسب تعبير الدكتور قاسم المصري، عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان، الذي قال لرصيف22: "لا يركز المهرجان على النضال والثقافة الفلسطينيين فقط، ولكنه يضم النضالات المشابهة من دول العالم الجنوبي التي تشترك في العديد من الجوانب مع النضال الفلسطيني".

"لا يركز المهرجان على النضال والثقافة الفلسطينيين فقط، ولكنه يضم النضالات المشابهة من دول العالم الجنوبي التي تشترك في العديد من الجوانب مع النضال الفلسطيني". قال الدكتور قاسم المصري، عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان.

عن رسالة المهرجان قال المصري: "نود أن نقدم حكاية سياسية وثقافية حول كل أشكال الحياة الفلسطينية سواء عن طريق الفكر أو الفيلم أو الفن أو الأدب أو المسرح أو حتى الطبخ، وفي نفس الوقت تقوية العلاقات مع كافة النضالات المشابهة والمشتركة من الجنوب العالمي، فلا يقتصر المهرجان على الهوية الفلسطينية فقط بل كذلك هوية التضامن والنضالات المشتركة الأخرى".

يضم المهرجان معرضاً فنياً بعنوان "تفاصيل وطن" يشارك فيه فنانون/ات من دول الجنوب العالمي. يتضمن المعرض قطعاً لتخيل معانٍ جديدة قد تحملها فكرة الوطن، من خلال "تجميع وطن جديد من بقايا الأوطان المتروكة، حيث يشارك المهاجرون/ات بغض النظر عن جنسياتهم/ن التجربة عبر تسليط الضوء على قطعة عزيزة جُلبت من الوطن أو تُركت فيه قسراً، بالإضافة إلى نص قصير لما تعنيه لهم/ن على المستوى الشخصي" كما جاء في تعريف المعرض.

وتوضح العضوة في اللجنة المنظمة الكاتبة والناشطة الفلسطينية ميسان حمدان: "حاولنا أن تكون هنالك مشاركة واسعة لفنانين ليسوا بالضرورة فلسطينيين/ات، بل هم أيضاً فنانون/ات من العالم داعمون/ات للقضية ومؤمنون/ات بها. وحاولنا دعوة فنانين/ات فلسطينيين/ات دون حصر ذلك في منطقة معينة او جانب فنّي معيّن، إيماناً منّا بأن التقاطعات في الفن والحياة عموماً قادرة على خلق مساحة لفهمٍ أوسع للتركيبات المجتمعية والسياسية  وكيفية انعكاسها على الأفراد والجماعات".

يطرح معرض "تفاصيل وطن" فكرة تجميع وطن جديد من بقايا الأوطان المتروكة، حيث يشارك المهاجرون التجربة عبر تسليط الضوء على قطعة عزيزة جُلبت من الوطن، بالإضافة إلى نص قصير لما تعنيه لهم على المستوى الشخصي.

تشارك في المهرجان كوكبة من الفرق الموسيقية والفنانون والكتاب، كفرقة ساكالبو اللبنانية، وفي الافتتاح ستشارك فرقة هيب هوب "أصوات الجنوب" من جنوب أفريقيا، وابن حواري مغني راب سوري فلسطيني، والدي جيه سولي من مصر، إلى جانب العديد من الفنانين والفنانات المحليين من مدينة برلين وألمانيا بشكل عام.

يهدف المهرجان للحديث عن فلسطين سياسة وثقافة بالإضافة لتقوية التواصل ومد الجسور بين كل النضالات الأخرى المشابهة، والاستيعاب الحقيقي لمفهوم "لن نصبح أحراراً إلى أن يصبح الجميع حراً" كما يقول الدكتور المصري. 

دعوة للتعرف على الفلسطينيين عن قرب

أما بالنسبة للرسالة الموجهة إلى الألمان فقد أوضح الدكتور المصري: "هذا نحن، ونحن قادرون/ات على التعبير عن أنفسنا، فالتعامل مع الفلسطيني/ة في ألمانيا هو حوار يقوم باستبعاد الفلسطينيين والفلسطينيات، يتحدثون عنا ولكنهم لا يتحدثون معنا، فهذا المهرجان يقدم رؤية الفلسطيني/ة عن نفسه/ا وعن العالم، والتواصل مع النضالات الأخرى".

أوضح الدكتور قاسم المصري: "هذا نحن، ونحن قادرون/ات على التعبير عن أنفسنا، فالتعامل مع الفلسطيني/ة في ألمانيا هو حوار يقوم باستبعاد الفلسطينيين والفلسطينيات، يتحدثون عنا ولكنهم لا يتحدثون معنا".

ووجهت اللجنة التنظيمية للمهرجان الدعوة إلى كل الألمان للتعرف على الفلسطينيين عن قرب وثقافتهم، وكيف يتحدثون عن السياسة من منظور فلسطيني، "هي دعوة للمشاركة وللاستماع بالدرجة الأولى"، كما قال المصري.

يقام المهرجان في عدة أماكن ومراكز ثقافية، كمركز عيون، وهو مركز مشترك يديره ألمانيون من أصول مهاجرة، ثقافتهم مختلطة بين الألمانية والبلدان التي يأتون منها، المركز الثقافي الفرنسي، مكتبة خان الجنوب، ومقهى الحمرا.

يقول المصري: "لا نستطيع التواجد في الوسط الأبيض التقليدي في برلين لأنه ليس متاحاً لنا، وليس لدينا الدعم الكافي لاستئجار مكان في الكودام أو شارلتونبرغ لإقامة فعالية عن فلسطين أو عن التضامن أو عن الجنوب العالمي، استغللنا ما هو متاح لنا وهي مراكز ثقافية مرحبة بالجميع".

وبيّن أن اللغتين الرئيسيتين في المهرجان هما الإنجليزية والألمانية، وستكون العربية أقل حضوراً، وغالباً هناك ترجمة في كل الفعاليات للإنجليزية أو الألمانية.

تأتي تسمية المهرجان "صوت" من الرغبة بإعطاء صوت للمهاجرين والأشخاص الذين يأتون من ثقافات مختلفة مغايرة  لثقافة مجتمع الأغلبية في ألمانيا، وهو موجه لكل الناس من الجنوب العالمي وللألمان وكل الذين يعيشون في ألمانيا.

يضم المهرجان لجنة تنظيمية مكونة من ثمانية نشطاء من الفلسطينيين والفلسطينيات، فيما يصل عدد الداعمين/ات لـ30 شخصاً،  تجمعهم/ن فكرة ورغبة لتقديم عمل ثقافي سياسي يتحدث عن الرؤية الفلسطينية، وتطورت الفكرة ليمد المهرجان جسور التواصل مع القضايا الأخرى، والنضالات التي كانت دائماً جزءاً من النضال الفلسطيني.

التحديات

عن التحديات التي واجهت تنظيم المهرجان، قالت حمدان: "في ظل كل ما يحدث من إلغاء وتهميش وإقصاء لأي خطاب أو نشاط له علاقة بالشأن الفلسطيني في ألمانيا، وتحديداً في برلين، كان من الصعب أصلاً العمل على مهرجان فلسطيني تضامني، من ناحية الحصول على موافقة لاستخدام منصات أو الحصول على تمويل. وانعدام الدعم من هذه الناحية أدّى إلى وجود موارد بشرية قليلة مستعدة للعمل".

وكانت الشرطة في برلين قد منعت التظاهرات المصاحبة لذكرى النكبة، منتصف الشهر الماضي، وكانت قد دعت إليها حركة "فلسطين بتحكي" ومجموعات مناصرة للقضية الفلسطينية. ورغم توجه المنظمين/ات للمحكمة الإدارية في برلين لاستئناف هذا المنع، رفضت المحكمة الإدارية الطلب، فتوجهوا للمحكمة الإقليمية العليا، فأيدت المحكمة الإقليمية العليا أيضاً قرار الشرطة، تحت ادعاء أن "هناك أجواء عامة لا سامية وضد إسرائيل، كما أن المشاركين في هذه الفعاليات يأتون من خلفيات مسلمة وعربية قابلة ومهيئة لاستعمال العنف".

لم يحصل المهرجان على دعم مادي واسع، تضيف حمدان بهذا الصدد: " التمويل الذي استطعنا الحصول عليه جاء من أفراد أو مؤسسات قليلة دعمت جوانب معينة مثل بطاقات السفر، أو منصات لم تطلب أي مقابل لاستخدام مساحاتها".

ويشير الدكتور قاسم المصري إلى أن الفكرة الأساسية هي إقامة هذا المهرجان بشكل سنوي، وأن يضم في السنوات المقبلة أشخاصاً من نضالات أخرى مشابهة، يشاركون في تقديم أفكار عن نضالاتهم وتقديم أنفسهم بالطريقة التي يرونها مناسبة.

برلين على موعد مع ليالٍ موسيقية وفنية وسينمائية فلسطينية تدعم وتتقاطع مع النضال الفلسطيني بطريقة أو بأخرى على مدار ثلاثة أسابيع في مهرجان يسعى ليكون صوتاً للمهاجرين/ات في ألمانيا. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

"نؤمن في رصيف22، بأن متابعة قضايا العرب خارج العالم العربي، في المهجر/ الشتات/ المنفى، هي أيضاً نظرة إلى أنفسنا، وإلى الأسباب التي اضطر -أو اختار- من أجلها الكثيرون إلى الهجرة بحثاً عن أمانٍ في مكانٍ آخر، كما أنها محاولة للفهم وللبناء وللبحث عن طرائق نبني بها مجتمعات شاملةً وعادلةً. لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard
Popup Image