شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"مصر ترسل توابيت فرعونية إلى إسرائيل لفحصها"… قصص كاذبة راجت عربياً في أسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقيقة

السبت 27 مايو 202311:37 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بالتدقيق في "الحقائق"، ينشرها "رصيف 22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

صاحب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين مليارات البشر تحولها إلى مصدر رئيسي لانتقال الأخبار والمعلومات، التي تحقق رواجاً واسعاً دون التحقق من صحتها أحياناً، ما قد يشكل خطراً على المجتمعات والأفراد.

لذلك، نرى في "مجتمع التحقق العربي" أن مقاومة تدفق الأخبار و/أو التصريحات و/أو المعلومات الكاذبة والمضلّلة، غاية مهمة نحو فضاء إلكتروني موثوق به وذي صدقيّة لدى الجمهور، من شأنه أن يُسهم في تحقيق الديمقراطية والحفاظ على الصحة والأمن في المجتمعات.

بين 18 و24 أيار/ مايو 2023، انتشرت عدة شائعات مضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام في المنطقة العربية. اخترنا لكم/ ن عدداً منها مع أبرز الأدلة على عدم صدقيّتها.

تمحورت أبرز هذه القصص الكاذبة حول حريق في دار الوثائق القومية في السودان، وتسليم عناصر من الجيش السوداني لقوات الدعم السريع، وظهور الأنهار في صحراء السعودية، ووجود تشكيل عصابي ينتحل صفة موظفي وزارة الصحة المصرية لاقتحام منازل المواطنين وتخديرهم وسرقتهم، بالإضافة إلى تصدير مصر توابيت فرعونية إلى إسرائيل لفحصها، ومغادرة أمير قطر للقمة العربية أثناء كلمة الرئيس السوري بشار الأسد.

"بالفيديو: أمير قطر ينسحب أثناء كلمة بشار الأسد" و"مصر ترسل توابيت فرعونية لإسرائيل لفحصها"... إليكم/ ن أبرز الشائعات والأخبار المضللة والكاذبة التي راجت عبر السوشال ميديا العربية هذا الأسبوع

1- حريق دار الوثائق السودانية

في السودان الذي يشهد معارك عنيفة تدخل شهرها الثاني بين الجيش ووحدات الدعم السريع، انتشرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي يدّعي ناشروها أنها لحريق نشب بدار الوثائق القومية أثناء الصراع، مرفقةً بتعليق: "حرقوا دار الوثائق. الدمار حده وين؟ ويتعوض كيف؟ وينهم ناس بل بس يجوا يورونا الخراب ده حدو وين حسبنا الله ونعم الوكيل".

دقّقت منصة "بيم ريبورتس" الصورة، ووجدت أنها ليست في السودان إذ تعود لمكتبة مرصد "جبل ستروملو" في أستراليا بعدما تأثرت بحرائق غابات مدينة كانبرا عام 2003.

في سياق متصل، راج مقطع مصور يوحي أنه التُقِطَ حديثاً لعملية قبض مواطنين سودانيين على عناصر من قوّات الدّعم السريع وتسليمهم إلى الجيش النظامي.

لكن "ميزان فرانس برس" دقق الفيديو الذي اتضح أنه منشور قبل سنوات، وليست له علاقة بالمعارك الدائرة في السودان حالياً حيث نُشر للمرة الأولى عام 2019 على صفحة "حزب المؤتمر السوداني" المعارض، وذلك بعد أيّام على فضّ اعتصام أمام القيادة العامّة للقوّات المسلّحة بالخرطوم في الثالث من حزيران/ يونيو 2019.

يظهر في الفيديو تسليم بعض الأهالي جنود من وحدات الدعم السريع إلى الجيش السوداني، وفقاً للتعليق المرفق مع الفيديو.

2- ظهور أنهار في صحراء السعودية

وفي السعودية، راج ادعاء عبر منصة فيسبوك يشير إلى بدء ظهور أنهار في خرائط صحراء المملكة العربية السعودية. دققت منصة "أنير" هذا الادعاء لتجد أنه "مضلل" إذ أرشد بحث المنصة على خريطة السعودية على غوغل إلى عدم وجود  أي أنهار حديثة في المنطقة مقارنة بخريطة السعودية قبل 10 أعوام.

أما في ما يتعلق بالصورة المستعملة في هذا الادعاء، فتبين أنها ليست أنهاراً إنما أودية. ويمكن العثور على صور مشابهة لها تم التقاطها باستعمال جهاز Spectroradiometer بتاريخ 24 كانون الثاني/ يناير 2005 في مقال على موقع earth observatory التابع لوكالة ناسا والذي يوضح أن الألوان في هذه الصور هي ألوان زائفة الغرض منها توضيح مجرى الفيضانات التي تكونت بعد هبوب عاصفة.

 3- تشكيل عصابي يتنكّر بهيئة موظفي الصحة لاقتحام المنازل في مصر

وفي مصر، دققت منصة "صحيح مصر" في صحة منشورات متداولة ورسائل صوتية عبر واتساب تُحذِّر من وجود تشكيل عصابي ينتحل صفة موظفين من وزارة الصحة المصرية لاقتحام منازل المواطنين وتخديرهم وسرقتهم.

كشفت المنصة أن تلك التحذيرات "مفبركة" إذ لم تصل إلى وزارة الداخلية المصرية أية بلاغات تشير لوجود تشكيل عصابي ينتحل صفة موظفي وزارة الصحة لاقتحام المنازل وسرقتها.

واستندت المنصة إلى بيان مجلس الوزراء الصادر يوم 18 أيار/ مايو الجاري، والذي نفى فيه صحة تلك التحذيرات، مشدداً "لا صحة لتلك الرسالة المتداولة حول وجود تشكيل عصابي ينتحل صفة أفراد تابعين لوزارة الصحة ويقومون باستخدام مخدر لسرقة المنازل".

"ظهور أنهار في صحراء #السعودية" و"حريق في دار الوثائق بـ #السودان" و"تشكيل عصابي يتنكر في هيئة موظفي الصحة في#مصر"... إليكم/ ن أبرز الشائعات والأخبار المضللة والكاذبة التي راجت عبر السوشال ميديا العربية هذا الأسبوع

4- مصر ترسل توابيت فرعونية إلى إسرائيل لفحصها

في سياق مصري آخر، تعاملت منصة "متصدقش" مع ادعاء نشره الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين مفاده أن مصر أرسلت توابيت فرعونية إلى إسرائيل لفحصها.

بيّنت المنصة أن الصورة ادعاء "مضلل" وأن مصر لم ترسل توابيت فرعونية إلى إسرائيل، وأن الصور المنشورة تخص توابيت موجودة في تل أبيب منذ عقود.

وأضافت المنصة أن ترويج هذا الزعم المضلل يأتي في سياق نقل السلطات الإسرائيلية - قبل أيام - غطاءين لتابوتين مصريين، من مجموعة الآثار المصرية المعروضة في متحف إسرائيل بالقدس المحتلَّة، لإجراء فحص بالأشعة المقطعية، للتعرف أكثر على التقنيات التي استخدمها الحرفيون في مصر القديمة.

وأرشد بحث المنصة إلى أن غطاءا التابوتين كانا موجودين بالفعل في إسرائيل، منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكنهما ظلّا مهملين حتى أواخر عام 2016 عندما جرى ترميمهما لعرضهما متحفياً، وفق ما ذكرت الدكتورة شيرلي بن دور- آفين، المسؤولة عن الآثار المصرية بمتحف إسرائيل في ذلك الوقت.

5- أمير قطر يغادر القمة العربية أثناء كلمة بشار الأسد

منذ إعلان الديوان الأميري القطري مغادرة أمير البلاد، تميم بن حمد، مدينة جدّة السعودية خلال حضوره فعاليات افتتاح القمّة العربيّة، راج عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر لحظة مغادرة الجلسة أثناء كلمة الرئيس السوري بشّار الأسد. لكن هذا الادّعاء اتضح أنه "غير صحيح"، وأن الفيديو "مركّب".

بحسب "ميزان فرانس برس" ونقلاً عن مصدر رفيع في جامعة الدول العربية، لم يغادر أمير قطر الجلسة أثناء كلمة الرئيس السوري، وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس: "غادر الأمير تميم قاعة الاجتماعات قبل كلمة الأسد".

أما الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر انسحاب أمير قطر أثناء كلمة الرئيس السوريّ، فهو مركّب. والمشهد الذي يُظهر الشيخ تميم خارجاً من القاعة "قديم"، ويعود على وجه التحديد للعام 2019، أثناء افتتاح القمّة العربية في تونس. وقد نشرته وسائل إعلام عربيّة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image