أبرزها "زواج إيلون ماسك من روبوت"... قصص كاذبة راجت عربياً في أسبوع

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بالتدقيق في "الحقائق"، ينشرها "رصيف 22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

صاحب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين مليارات البشر تحولها إلى مصدر رئيسي لانتقال الأخبار والمعلومات، التي تحقق رواجاً واسعاً دون التحقق من صحتها أحياناً، ما قد يشكل خطراً على المجتمعات والأفراد.

لذلك، نرى في "مجتمع التحقق العربي" أن مقاومة تدفق الأخبار و/أو التصريحات و/أو المعلومات الكاذبة والمضلّلة، غاية مهمة نحو فضاء إلكتروني موثوق به وذي صدقيّة لدى الجمهور، من شأنه أن يُسهم في تحقيق الديمقراطية والحفاظ على الصحة والأمن في المجتمعات.

بين 12 و17 أيار/مايو 2023، انتشرت عدة شائعات مضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام في المنطقة العربية. اخترنا لكم/ن عدداً منها مع أبرز الأدلة على عدم صدقيّتها.

تمحورت أبرز القصص حول صلاة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وسط جنوده في خضم الصراع مع قوات الدعم السريع، وتصريحات لوزير النقل المصري كامل الوزير تضمنت مقارنةً بين الأسعار في مصر وألمانيا، وصور الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مع "زوجته" الروبوت المزعومة "كاتنيلا"، بالإضافة إلى استخدام تابوت بدلاً من الإشارة الضوئية في مدينة طرابلس الليبية.

"إيلون ماسك يتزوج كاتنيلا - أول روبوت قام بتصنيعها صممت خصيصاً بالذكاء الاصطناعي بشخصية ومواصفات الأنثى اللي بيحلم بيها وغير الموجودة في أي شخص طبيعي"… ما حقيقة هذا الادعاء المنتشر عبر مواقع التواصل العربية؟

1- صلاة البرهان وسط جنوده خلال المعارك في السودان

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في السودان مقطعاً مصوراً مزعوماً لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وهو يؤدّي الصلاة مع جنوده وسط المعارك الدائرة منذ أسابيع مع قوات الدعم السريع.

يظهر في الفيديو مجموعة من العسكريين وهم يؤدون الصلاة، مع تعليق "البرهان يصلّي صلاة المغرب مع قادة الجيش وسط الدبابات".

لكن "ميزان فرانس برس" كشف أن الفيديو المتداول لا علاقة له بالمعارك الحالية بين الجيش ووحدات الدعم السريع، وإنما تعود إلى ما قبل اندلاع المعارك بيومين، تحديداً أثناء زيارة لسلاح المدرعات تناول خلالها البرهان الإفطار مع الجنود.

وأوضحت خدمة تدقيق الحقائق أن لقطات الفيديو تتطابق مع صور نشرتها القوات المسلحة السودانية لزيارة يوم 13 نيسان/ أبريل 2023، مع الفيديو الذي يظهر فيه البرهان وهو يصلّي مع الجنود، ما يؤكّد أنّ الفيديو ملتقط خلال الزيارة نفسها وقبل اندلاع المعارك.

2- مقارنة كامل الوزير بين الأسعار في مصر وألمانيا

في سياق منفصل، عقد وزير النقل المصري كامل الوزير مقارنة مضللة بين أسعار البنزين في مصر وألمانيا، متجاهلاً الفارق في مستوى الدخل والمعيشة بين البلدين. قال الوزير لبرنامج "على مسؤوليتي" على فضائية "صدى البلد": "سعر لتر البنزين في ألمانيا في شهر مارس سنة 2022 كان 2 يورو، وفي شهر يوليو كان 2.7 يورو يعني 90 جنيهاً. طيب سعر البنزين عندي 10.. 11.. 12 جنيهاً... هتقول لي أصل دخل الألماني أكبر، مهو كل حاجة عنده غالية".

ودقّقت منصة "متصدقش" تصريحات الوزير، ووجدت أن هذه المقارنة "مضللة"، مستشهدةً ببضعة أدلة بينها:

- أن الحد الأدنى للأجور في ألمانيا = 12 يورو في الساعة (ما يعادل 400 جنيه مصري بسعر الصرف في البنك المركزي المصري)، أي أن أجر يوم العمل (8 ساعات) = 96 يورو (3200 جنيهاً)، وهو ما يساوي في الشهر 2880 يورو (أكثر من 96 ألف جنيهاً).

- في المقابل، الحد الأدنى للأجور الحكومية في مصر، حسب آخر زيادة أقرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نيسان/ أبريل الماضي، هو 3500 جنيه = 105 يورو، ما يعادل يوم عمل واحد في ألمانيا تقريباً.

- كذلك، يستطيع المواطن الألماني أن يشتري براتبه نحو 1600 لتر بنزين (متوسط سعر اللتر خلال الأسبوع الجاري 1.8 يورو) فيما يشتري راتب المواطن المصري 400 لتر فقط من بنزين 80. 

وضربت المنصة مثلاً آخر يُظهر فارق مستوى المعيشة بين القاهرة وبرلين، وهو أن راتب المواطن الألماني يشتري 115 كيلوغرامًا من اللحم شهرياً (علماً أن متوسط سعر كيلوغرام اللحم البقري 25 يورو) في حين لا يقدر المواطن المصري على شراء سوى 14 كيلوغراماً من اللحم فقط على أساس متوسط سعر 250 جنيهاً فقط.

"ساويرس يموّل سد النهضة" و"البرهان يصلي وسط جنوده" و"تابوت بديل لإشارة المرور في طرابلس الليبية"... إليكم/ن أبرز القصص الكاذبة التي راجت عربياً هذا الأسبوع وأدلة على عدم صدقيتها

3- مشاركة الملياردير المصري نجيب ساويرس في تمويل بناء سد النهضة

مرة أخرى، انتشرت على فيسبوك صورة رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، رفقة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، مع تعليق: "ساويرس دفع 200 مليون دولار كمساهمة منه لبناء جزء من سد النهضة الإثيوبي مقابل التنقيب عن الذهب فى صحراء إثيوبيا... يا ترى ساويرس يعرف المصوراتي اللي صوره يبقى مين؟".

دققت منصة "صحيح مصر" في الادعاء السابق،  ووجدت أن الصورة "قديمة"، والتعليقات المصاحبة لها "مُضللة" إذ يعود تاريخ الصورة لعام 2018، بعد زيارة آبي أحمد لمصر، وسط حفاوة وترحيب كبيرين من الحكومة المصرية، وانطلاق مفاوضات جديدة بين الحكومتين لتسوية أزمة سد النهضة آنذاك، أي أن الصورة قبل تعثر المفاوضات بعد مصر والسودان وإثيوبيا خلال فترة إدارة آبي أحمد للبلاد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

وقالت المنصة إن الصورة نشرها ساويرس بنفسه على حسابه الموثق في تويتر، في كانون الأول/ ديسمبر 2018، وعلق عليها: "مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد... جيل جديد من القادة الأفارقة يتواصلون مع الأعداء القدامى، ويكتسبون أصدقاء جدد".

4- استخدام تابوت كبديل لإشارة ضوئية في طرابلس

وراج ادعاء على فيسبوك في ليبيا مفاده وضع تابوت كبديل لإشارة ضوئية في مدينة طرابلس. تقصّت منصة "أنير" حقيقة هذا الادعاء ليتضح أنه "مضلل" إذ أرشد بحث المنصة إلى حساب الفنان البصري حسام طريش على فيسبوك بعدما نشر بدوره الصورة التي صممها في الـ30 من نيسان/ أبريل 2023 تعبيراً عن استيائه من خطورة منعطف (تحويرة) في طريق بالمدينة. قام المصمم أيضاً بنشر صورة بتصميم رقمي جديد لنفس المنعطف (تحويرة البيفي) بتاريخ 8 أيار/ مايو 2023.

وأشارت المنصة إلى تداول الادعاء على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر بعد أن أعلنت مديرية أمن طرابلس عن الانتهاء من أعمال "تحويرة البيفي" بعد قفل ‎الإشارة الضوئية.

5- زواج إيلون ماسك من روبوت

أخيراً، انتشرت صور لرجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، وهو يقبِّل روبوتاً، مع تعليق: "إيلون ماسك يعلن عن الزوجة المستقبلية #كتانيلا... مين هي كاتنيلا؟ هي أول روبوت قام بتصنيعها صممت خصيصاً بالذكاء الاصطناعي بشخصية ومواصفات الأنثى اللي بيحلم بيها وغير الموجودة في أي شخص طبيعي…".

دققت منصة "متصدقش" الصورة المتداولة وتبيّن لها أنها "مفبركة ومولّدة عن طريق الذكاء الاصطناعي". كما أسفر بحث المنصة عن أن الصورة نشرها أولاً حساب على فيسبوك اسمه "Guerrero Art"، بتاريخ 4 أيار/ مايو 2023، موضحاً أنها صور مُعدَّة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتناقلتها لاحقاً العديد من الحسابات والصفحات الأجنبية قبل أن تنتقل إلى السوشيال ميديا العربية بالادعاء المفبرك.