في ركن رئيسي، اعتادت عيون زوار المكتبة الشهيرة تخصيصه لكتب الأطفال، امتد من الأرض للسقف في مدخل المكتبة المطل على شارع 26 يوليو في جزيرة الزمالك، ما يبدو كالكتب الملونة ذات الرسوم الغرائبية، لكن عند الاقتراب يظهر أن ما بدا كتباً ما هو إلا مجموعات من أوراق التاروت وأدلة قراءتها وتفسيرها، وهذا ما يدل على أن المكتبة الأشهر والمعروف أنها الأكثر جاذبية لأبناء جيل GenZ (مواليد نهاية التسعينيات) وجدت أن تلك الاوراق وأدلتها تلقى رواجاً يستدعي أن يخصص لها واحد من أهم ركنين دعائيين في واجهة المكتبة.
"ده فيه ناس مهووسين بيه". هكذا وصفت إحدى موظفات خدمة العملاء في المكتبة الإقبال على شراء "التاروت ". هذه الأوراق الشبيهة بأوراق اللعب "الكوتشينة"، إذ يبدو مظهرهما متشابهاً بالنسبة لكثير من المصريين الذين لا يعرفون عن التاروت شيئاً.
لكن الاختلافات بين التاروت و"الكوتشيتة" موجودة، ليس فقط في تعدد صور التاروت ورسومه، بل كونه تطور من مجرد أوراق لعب ووسيلة للتسلية، ليصبح ذا قدرة إقناعية جعلت كثيرين حول العالم يبنون حياتهم وقراراتهم حول قراءة أوراقه وما تحمله من تحذيرات أو تنبؤات يقدمها لهم القارئ (المفسر)، لكن الذي يستوقفنا هنا هو: لماذا يلقى التاروت رواجاً في مصر الآن بالذات؟
تطور التاروت من مجرد أوراق لعب ووسيلة للتسلية، ليصبح ذا قدرة إقناعية جعلت كثيرين حول العالم يبنون حياتهم وقراراتهم حول قراءة أوراقه وما تحمله من تحذيرات أو تنبؤات يقدمها لهم القارئ (المفسر)، لكن الذي يستوقفنا هنا هو: لماذا يلقى التاروت رواجاً في مصر الآن بالذات؟
تاريخ مختصر لـ"التاروت"
بحسب دليل متحف المتروبوليتان للفنون، يعود أول ذكر مؤكد للتاروت إلى العام 1440 (القرن الثالث عشر) في النطاق المحيط بممالك فينيسيا وفلورانسا وميلان التي شكلت لاحقاً مدناً في إيطاليا كما نعرفها الآن، حيث يحتفط متحف مورغان في نيويورك ببعض الأوراق الباقية من "سِت" تاروت رسمه بينوفاتشيو بيمبو للعبة "تاروكي". لكن المتحف يؤكد أن "لعبة" التاروت في ذلك الوقت كانت قد وصلت إلى درجة كبيرة من التعقيد في أوراقها ودلالاتها، ما يعني أن نشأتها (كأوراق لعب) بدأت في وقت مبكر عن ذلك بكثير.
يرجح المتروبوليتان أن البدء في استخدام التاروت لقراءة الطالع والتنبؤ بالمستقبل عُرف في القرن الخامس عشر، ثم يُصبح لكل بطاقة دلالات في القرن الثامن عشر الذي شهد وضع الماسوني الفرنسي أنطوان كورت دي جبلين، تحليلات لأوراقه، وقد اعتبر أن رموزه مستمدة من أساطير فرعونية وقيل إنها مستمدة من حضارة بابل، وذهب بعض منجميه إلى أنها مستمدة من نظام وضعه كهنة آلهة الهند، لكن مهما تعددت الحضارات الشرقية التي تُنسب إليها قراءة الطالع عبر التاروت، تبقى الحقيقة المؤكدة بالأدلة الأركيولوجية أن أوراقه ظهرت في إيطاليا في العصور الوسطى وتحولت إلى وسيلة لقراءة الطالع في عصر النهضة، وانتشرت من مدن إيطاليا الحالية إلى أوروبا. ليتطور الأمر حد تأليف المنَجّم الفرنسي، جان بابتيست، دليلاً لاستخدامه في العرافة.
زاد الاهتمام التنجيمي بالتاروت وتم ربطه بأسرار الكابالا (من أساليب السحر والتنجيم المرتبطة بالديانة اليهودية). وتنقسم أوراق التاروت إلى مجموعتين: الأركانا الصُغرى، وهي عبارة عن سيوف وعملات وأكواب، مقسمة من 1 إلى 10 لكل منها، والأركانا الكُبرى، وهي صور لشخصيات وعناصر طبيعية متنوعة بعضها مرتبط بمجموعة الأركانا الصغرى (ملكة الاكواب وملك السيوف… إلخ).
ووفقاً لمُدير فرع الزمالك بمكتبة ديوان، أحمد عبد العزيز، فإن "مجموعة أوريجينال رايدير- وايت هي الأساس، الذي يبدأ منه كل شخص قراءة التاروت، بناءً على طلب مُعَلّمه. أمّا بقية الكروت الـ78 فتختلف فقط في الرسم. والعميل يختار وفقاً لراحته النفسية وانجذابه".
"ملكة السيوف" من مجموعة أوراق بينوفيتشيو
تأثير أزمة
عبد العزيز الذي يدير فرع المكتبة الذي بدأ عنده تقريرنا، يقول إن تخصيص ذلك الركن يعود إلى ملاحظة المكتبة أن هناك قفزة في الطلب على أوراق التاروت بدأت أثناء "فترة كورونا وحظر التجوال"، وهو ما يفسره المدير الشاب: "الناس كانت في السابق تلجأ لأرقام وإحصائيات علمية لمعرفة مصير أعمالهم، لكن هجمة كورونا أثبتت أن أمراً لا يُرى بالعين المُجَرّدة قد يُغير كل الاحتمالات والخطط الحياتية، فبدأ النظر لإمكانية استخدام أمور أخرى مثل التاروت لنكتشف أن الإقبال كبير بعد تجربة طرح كمية قليلة".
في البحث عن الطمأنينة، لم تختلف ريم أو فريدة عن آخرين تحدثوا عن التاروت وكيفية مساعدته لهم في "التغلب على اكتئابهم"، وذلك خلال الفترة نفسها التي يشهد فيها العالم مشكلات عديدة، فيما يتسق مع ما سجله باحثون في جامعة أريزونا الأمريكية من أن "اهتمام البشر بالخوارق هو دافع بشري طبيعي"
غرقى و"قشّاية"
رغم التطبيع مع فيروس كورونا في مصر، ظلت قراءة وتعلّم التاروت مستمرة محلياً وعالمياً، ومع جيل بعضه ينتمي للألفية البعيدة عن عصر أمور مثل "ضرب الودع" وقراءة الرمال والكف والفنجان، إلا أنهم وجدوا أنفسهم "غرقى" يبحثون عن أي وسيلة طمأنينة وراحة، وإن تبدت في الغيبيات.
بين الذين لجأوا إلى قراءة التاروت، ريم شوقي*، ابنة إحدى المحافظات المصرية. تقول لرصيف22: "أنا أؤمن بعلم الطاقة وصوره إيجابية وسلبية. لكن، منعاً للتأثير السلبي عليّ آخذ الإيجابيات فقط".
وعن علاقتها بقراءة التاروت تقول: "التاروت غيّر مفهومي. لكن حين لجأت له كنت زي غريق بيتعلق بقشاية. عايزة حاجة تطمّني إن اللي جاي أحسن. فبدأت أتابع؛ واتفاجئ إن اللي بيتقال حاجات منه حصلت فعلاً. وده مش تنجيم، لكن قراءة طاقة".
الغرق والقشّة كانا أيضاً منطلق لجوء فريدة عزمي* إلى التاروت قبل عام، حين كانت تمرّ بمشكلة حاولت مواجهتها "بمختلف السُبل الروحانية والذهنية"، تقول: "كنت ببحث عن أي إشارة للحل، حتى في حلم أو أبراج. إلى أن كان يوم بتابع يوتيوب وظهر لي فيديو خاص بقرّاء التاروت، وكان ما قيل مُتصادف مع ما بمرّ به فدخلت في دوامة".
تتابع فريدة لـرصيف22: "كان يوم ذروة المشكلة وراسلت أحد قرّاء التاروت. لأني كنت زي غريق بيتعلق بقشاية، لدرجة إني دفعت 800 جنيه مقابل فيديو قراءة لم تتعد مدتها خمس دقائق. وده بس لأني كنت بتعلّق بقشاية لمجرد الطمأنة".
في البحث عن الطمأنينة، لم تختلف ريم أو فريدة عن آخرين تحدثوا عن التاروت وكيفية مساعدته لهم في "التغلب على اكتئابهم"، وذلك خلال الفترة نفسها التي يشهد فيها العالم مشكلات عديدة، فيما يتسق مع ما سجله باحثون في جامعة أريزونا الأمريكية من أن "اهتمام البشر بالخوارق هو دافع بشري طبيعي"، بل وصل الأمر لظهور مؤلفات عنه باعتباره "وسيلة شفاء في الأوقات العصيبة".
توعية وتسلية
بجانب ما ذكرته الجامعة، اهتمت وسائل الإعلام بما يبدو ظاهرة دولية حول انتشار التاروت، وقالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقريرها عنه إن انتشار ظاهرة قراءة التاروت هي تحول من شيء غامض وسحري إلى وسيلة للعناية بالنفس.
وهو ما تبدى في تجربة ريم التي تقول "كان في فترة كورونا، وقررت أجرّب قراءة خاصة، والجلسة استمرت ثلاث ساعات. ورغم إني ماقدمتش معلومات مُسبّقة عن نفسي، لكن اتبلّغت بأمور كثير حدثت معايا، مش بتفاصيل لكن بكلام من قبيل مثلا كان فيها مشاكل على مستوى العمل، أو كذا على مستوى الأسرة".
للتاروت باب آخر كان دافع نبيلة علي* لتجربته، وهو التسلية، لأنها رغم أعوام عمرها الستة والثلاثين لم تصدّق "قراءة الكف والفنجان"، لكنها مؤمنة بالميتافيزيقا ومظاهرها، وبأن "ليس كل الأمور تم اكتشافها"، وصارت الآن ترى للتاروت "علاقة باستكشاف طاقة الإنسان ومحيطه"، ما تتفق معها فيه قارئة التاروت البورسعيدية حورية، التي ترى فيما تفعله "منفعة وتوعية للناس لتجنب أخطاء"، وهو ما يؤمن به البعض حسبما ذكر عبد العزيز عن عميل للمكتبة "أكد أنه لا يتخذ قراراً إلّا بعد قراءته".
أهمية التاروت لنبيلة الآن سببها اقتناعها بأن "كل الأمور لها علاقة بالميتافيزيقا، وغريزة الإنسان لمعرفة المجهول"، ما جعلها- وهي من مُتابعات الأنشطة السياسية والاجتماعية في مصر- تشترك في مراسلات تاروت تستقبلها أسبوعياً، وعنها تقول "كنت دايماً بقراها بعد نهاية الأسبوع؛ فاكتشف إن التوقعات حصلت"، لتتساءل "هل كانت مصادفات؟ ربما. لكن ولا مرّة كان التاروت غير دقيق"، قبل أن تختتم بتأكيد ثبات موقفها حياله "إنما في النهاية أعتبره للتسلية والتفاؤل، وليس لتحديد موقف أو اتخاذ قرار أو خطوة".
علم ودراسة
الصحافية والكاتبة أميرة حسن الدسوقي بدأت علاقتها بأوراق التاروت عام 2015 من خلال تعلُّم "العلاج بالطاقة" المصنف كعلم زائف، الذي - بحسب حديثها- ساعدها في "قراءة طاقة جسم الشخص وتحديد ما يحتاجه من جلسات للعلاج"، وتؤكد أنّها اطلعت على مصادر عديدة، بعضها يرى أن التاروت مفيد على الصعيد النفسي، أو هو وسيلة روحانية لمواجهة تحديات وعلاج قلق ومخاوف وغيرها.
تقول الدسوقي لرصيف22: "التاروت غامض نوعاً ما. لكنه وسيلة تواصل تعترف بها ثقافات وأديان من قبيل وجود ملائكة أو كائنات- من عوالم مختلفة- تحيط بالبشر في كل مكان ليصبح هو وسيلة بسيطة للتواصل معهم بدلاً من لغتنا البدائية بالنسبة لهم".
الكثير من مجموعات فيسبوك الخاصة بالتاروت في مصر تتبنى لهجة دينية، سواء بأن تحمل أسماءً ذات مدلول ديني مثل "سبحة"، أو إلزام الراغب في الانضمام لها بكتابة أمور من قبيل "الصلاة على النبي، والحوقلة"، بجانب عبارات دينية ترد في منشوراتها، كأنما ليدفع مديروها والمنخرطون فيها عن أنفسهم شبهة الكُفر المرتبطة بالعِرافة والكهانة في دين الإسلام
مثل أميرة، تنفي مواقع عن التاروت أنه أداة "عِرافة" بل وسيلة لمساعدة النفس، بالحوار ومع دليل داخلي وطريقة للتعرف على الذات بشكل أفضل"، الرؤية التي توافق عليها أيضاً حورية، التي تقرأه منذ ثلاث أعوام بعد انتظامها في كورسات خاصة بـ"علم الطاقة"، وذلك بعدما كانت تتلقاه من "رسائل"، حكت عنها لـرصيف22، إذ ترى أن رسالتها هي "علاج مَن يحتاجها".
ولاحظت حورية، وهي صاحبة مجموعة "مملكة الاستبصار النورانية والكوتشينة والتاروت الروحاني" على فيسبوك، حب الناس للتاروت، فانطلقت نحو الاحتراف، تقول "اشتغلت كورسات كتير منها المتعلق بالطاقة. والناس اللي بقرالهم- لو بيكونوا في الأول مش مقتنعين بيه- بيتفاجأوا بوقوع اللي بقول ببلغهم بيه، فمن وقتها حبيت التاروت وبدأت اشتغل فيه بأسعار رمزية".
"بيزنس" رائج
تحترف حورية التاروت، وتراه أميرة حسن الدسوقي "بيزنس"، إذ اقترح عليها أصدقاء كانت "تقرا لهم بصورة ودية" أن تحترف قراءة أوراقه كمهنة ومصدر للدخل، وهو ما تمارسه عبر قناتها "تاروت سخمت"، التي تقول عنها: "فوجئت بالناس بتتواصل لحجز قراءات معايا. وطبعاً فكرة إن يبقى عندك بيزنس خاص بيا ده ممتع وجديد".
هذا "الثيرابي" والبيزنس إذا ما تمت إجادته يكون له جدواه سواء بنقل ممارسه إلى نجاح في صورة شُهرة قد تحيطه بآلاف المتابعين، وعائد مادي مثمر كما بدا في أسعار استطلعها رصيف22 في إحدى مجموعات فيسبوك، فلم يقل سعر الجلسة الواحدة عن 150 إلى 400 جنيه، بينما يفيد مدير "ديوان" أن سعر المجموعة الواحدة صار يتراوح بين 400 و1300 جنيه
صار لأميرة جمهورها من مصر وخارجها ليصبح الأمر عبارة عن "مشروع ممتع" لها ولهم أيضاً، وتبدأ في تنظيم "جلسات علاج بالطاقة"، موضحة "لأن القراءات نفسية، وتدور حول ما يحتاجونه لتحسين حياتهم وطاقة أجسامهم".
هذا "الثيرابي" والبيزنس إذا ما تمت إجادته يكون له جدواه سواء بنقل ممارسه إلى نجاح في صورة شُهرة قد تحيطه بآلاف المتابعين، وعائد مادي مثمر كما بدا في أسعار استطلعها رصيف22 في إحدى مجموعات فيسبوك، فلم يقل سعر الجلسة الواحدة عن 150 إلى 400 جنيه. فيما يقول عبد العزيز عن الكروت إنها "بسبب الدولار وكونها مستوردة أصبحت أسعارها تراوح بين 400 و1300 جنيه للباكيدج، بعد أن كانت بين 250 و400 جنيه، وفقاً لتقدير الناشر".
هكذا عاد التاروت بأوراق لها قراؤها وساعون لفهمها وتعلمها ولو من مواقع إنترنت قليلها مجاني.
في مواجهة التكفير
يقول مدير فرع الزمالك لمكتبة ديوان لرصيف22: "بدأنا نجلب كتباً أكثر عنه، وبعضها يكون بناءً على مقترحات العملاء، وغالبية تعاملهم معه له علاقة بالبيزنس، سواء لأنه يقرأه لآخرين، أو لأن منهم مَن يحتفظ بالباكيدج لطرحها بعد ذلك في مزايدات".
أمّا رقمياً، فالتاروت موجود في "تيك توك"، الذي تراه حورية "المستقبل"، وتقول "حوالى 80%، من مرتاديه مراهقون بينما يوتيوب فيه ناس أكبر، أمّا فيسبوك، فيضم كل الفئات العمرية". وهذا الأخير كان لمجموعات التاروت قواعد تلفت النظر، ربما لما يتناقض مع الصورة الذهنية المنتشرة عنه. فرغم تعامل كثيرين معه باعتباره "للتنجيم والدجل"، فإن الكثير من مجموعات فيسبوك الخاصة بالتاروت في مصر تتبنى لهجة دينية، سواء بأن تحمل أسماءً ذات مدلول ديني مثل "سبحة"، أو إلزام الراغب في الانضمام لها بكتابة أمور من قبيل "الصلاة على النبي، والحوقلة"، بجانب عبارات دينية ترد في منشوراتها، كأنما ليدفع مديروها والمنخرطون فيها عن أنفسهم شبهة الكُفر المرتبطة بالعِرافة والكهانة في دين الإسلام.
لاحظ رصيف22 أن كثيراً من مجموعات التاروت المصرية والعربية مغلقة، وأن معظم أو كل المشاركين فيها هم من النساء، حد أن بعضها كتب في تعريفه عبارات من قبيل "ممنوع رجالة، بنات بس"، وأخرى تكتب لراغبي الانضمام "احلفي إنك بنت". فيما يؤكد مدير منفذ بيع للكروت أن (98%) من المشترين نساء
وأمام هجوم بلغ من البعض "التكفير والتهديد بجهنم"، قررت أميرة التجاهل، وتأكيد قناعتها بأن الأمر "وسيلة لطيفة ليفهم الإنسان نفسه ومحيطه"، وترفض تماماً اعتبار وسائل قراءة الغيب/ الطاقة مثل التاروت رجعية تتناقض مع عصر العلم والتكنولوجيا، وتقول: "بين الحاصلين على جوائز عالمية باحثون هدموا مفاهيم كلاسيكية. فالعلم بدأ يأخذ اتجاهات مختلفة، منها ما يتعلق بالمجال الطاقي المُحيط بالجسم".
أمّا حورية، فتقول "أهلي حتى الآن بيتعاملوا باعتبار التاروت حرام، ويطالبوني بتركه. لكني أحببته لأني شايفة نفسي بنفع الناس، حتى لو بالتنبيه لأمور سلبية. وأصحابي ووالدتي يىشجعوني. ومع الوقت، الناس ردود فعلها بدأت تتغير".
النساء أكثر إقبالاً
تحظى حورية بتشجيع الأم والصديقات تجاه التاروت، الذي لاحظ رصيف22 أن كثيراً من مجموعاته مغلقة، وأن معظم أو كل المشاركين فيها هم من النساء، حد أن بعضها كتب في تعريفه عبارات من قبيل "ممنوع رجالة، بنات بس"، وأخرى تكتب لراغبي الانضمام "احلفي إنك بنت".
تقول حورية عن النساء والتاروت "حتى الفيديوهات اللايف يحضرها فتيان مثلاً بينما البقية فتيات"، ما يتشابه مع ملاحظة عبد العزيز "الإناث غالبية جمهورنا. فمن بين 114 عميلاً للفرع مهتمين بالتاروت ، ثلاثة فقط هم رجال، والبقية سيدات، 90% منهن فوق الثلاثين مثلاً".
فريدة، المؤمنة بالروحانيات لجأت للتاروت "بحثاً عن نصائح من أجل المهنة أو الاجتماعيات وغيرها، ومنها ما كانت نتائجه المزيد من الروحانيات سواء بالصلاة أو اليوغا"، ما يجعل الفتاة تختتم حديثها بالقول عن هذه المرحلة من حياتها "أحياناً الإنسان بيحسّ إنه تايه في الحياة ومش شايف أي حاجة قدامه غير طريق مظلم؛ فبيلجأ لشخص معاه شمعة أو شاشة عرض".
نافذة للأمل
مثل فريدة، ترى حورية أن قراءة التاروت: "استرشاد وروحانيات، كي يتخطى الشخص مرحلة ما وتتحسن أموره ويتحكم في أعصابه ولا يؤذي نفسه، بجانب كيفية التعامل مع العداوات والكراهية".
والأمر لا يختلف عند نور، التي بعد تجربتين، تقول "أرى التاروت أمراً يُشبه ما نفعله بالبحث في الواقع على رموز لما نراه في الأحلام. لكن معه يكون الرد فورياً ودون انتظار حتى لو لم يكن مؤكداً"، وتختتم "الهدف هو الإحساس بالأمان والطمأنينة بأن المقبل أفضل دون الاهتمام بتفاصيل. ليست كل الأمور سوداء. ما يجعلني بصورة أوتوماتيكية لا ألتفت لتحذيراته أو توقعه لمشكلات، وفقاً لمبدأ تفاءلوا بالخير. وهذا هو دافعي".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون