حور هو اسم مستعار بالتأكيد، فمهما كان مقدار الشجاعة الذي أملكه، ومهما كنت لا أكترث لعادات وقوانين مجتمعي الرثة، لا يمكنني مع ذلك التصريح بأنني أملك حبيباً أنام بجواره، بل ولا أشعر بالذنب من ذلك. فلا تقاس الأمور كذلك في مجتمعي العربي، ومهما زعم أي شخص أنه يملك حرية كاملة في التصرّف في حياته فهو يخادع نفسه لا محال، فمفهوم الحرية المطلقة أمر غير منطقي بشكل عام، وفي الوطن العربي بشكل خاص.
هربت منهم ولم يهربوا مني
بعد العديد من جولات الحرب بيني وبين أهلي، المقرّبين منهم والبعيدين، قرّرت في فجر يوم عاصف أن أترك حالاً هذا المنزل بلا رجعة، بالطبع بعد أن رتبت كل أموري، وفجأة اختفيت من حياتهم بلا رجعة. اختفيت وتوقعت أن يختفوا هم كذلك، لكنهم خيبوا كل ظنوني، والدليل أنني بعدما تخلّصت سلطتهم المادية والجسدية، أجبن من إعلان هويتي الحقيقية وأنا أعلن أنني على علاقة بشخص ما وأمارس معه الجنس وأنام بجواره، بداخل أحضانه، في قمة الأمان والسلام الذي فقدته مع عائلتي.
قرّرت في فجر يوم عاصف أن أترك هذا المنزل بلا رجعة. اختفيت وتوقعت أن يختفوا هم كذلك، لكنهم خيبوا كل ظنوني، والدليل أنني أجبن من إعلان هويتي الحقيقية وأنا أعلن أنني على علاقة بشخص ما وأمارس معه الجنس وأنام بجواره
أماني الشخصي طبعاً هو ما منعني من الإعلان عن شخصي، أماني الشخصي الذي قد يصل إلى التهديد بإنهاء حياتي بدون لحظة تفكير واحدة، وخوفي المنطقي جداً على نفسي هما السبب بالتأكيد. ومع كل هذا الخطر الذي لازلت أشعر به من جانبهم، وأنهم حتى ولو كان تأثيرهم أقل من السابق بكثير، يستطيعون تعكير صفو حياتي بالخوف، الخوف الذي نجح شريكي أن ينزعه من عقلي في ليلتنا الأولى معاً.
ألم يقل الإله لتسكنوا إليها؟
في بدايات مراهقتي، رأيت المخرجة إيناس الدغيدي في لقاء تليفزيوني تدافع عن المساكنة وتدعم وجهة نظرها بالدين الإسلامي. في الواقع، انبهرت كثيراً برأيها في أعماق مخي، إلا أنني بالتأكيد استنكرته ظاهرياً بسبب إيماني وقتها. ومنذ ذلك الوقت وأنا أفكر ملياً في الفرق بين الزواج والمساكنة بمفهومها الغربي، وكلما تكوني شخصيتي الثائرة كلما تبلورت في عقلي إجابة السؤال أنه لا فرق إلا في العقول.
ألم يقل الله في القرآن: "وخلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها"؟ لماذا يخشى الناس السكون بهذا الشكل؟
في مسلسل "الهرشة السابعة" في الموسم الرمضاني هذا العام، يطلب البطل شريف من حبيبته سلمى أن تنتقل للعيش معه لفترة قبل الزواج ليتأكد كل منهما أن الآخر مناسب له، حتى لا يضطروا للطلاق بسبب اختلاف شخصياتهم. هاجت مواقع التواصل الاجتماعي ولم تهدأ في حالة من الرعب الغريب على عاداتهم وتقاليدهم الجميلة، وقيم الأسرة المصرية التي تعتبر حبلاً يربط به كل من يخرج عن القطيع. ولا يتردد في مخي إلا سؤال واحد: لماذا يفزع الجميع من لفظ مساكنة؟ ألم يقل الله في القرآن: "وخلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها"؟ لماذا يخشى الناس السكون بهذا الشكل؟
ذقت السكون في ليلتي الأولى مع حبيبي
لم أخش أي شيء أول مرة قرّر شريكي أن يزورني في منزلي بعد أن استقليت، لم أخف من البواب ومضايقته، لم أخف من الأخطار المتعلقة بالجيران التي قد تؤدي لتدخل الشرطة، لم أخش الملل والخجل الذي قد يجعل الموقف مريباً، بالأخص أننا لم نكن قد قضينا الكثير من الوقت معاً. لم أفكر سوى في عدم قدرتي على النوم بجوار أي أحد طوال عمري، فدائماً ما يصاحبني الأرق في كل مرة أضطرّ للنوم خارج سريري بجوار أحد، أظل طوال الليل أتقلب في الفراش مع العديد من الأفكار، التي تبدأ بـ "هل يضايق الطرف الثاني كثرة تقلبي؟ هل سيقتلني هذا الغريب -حتى لو لم يكن غريباً- بمجرد أن أغفو؟
وفي الليل، بعد أن قضينا يوماً جميلاً جداً معاً لم أمل به لحظة، استلقينا على السرير ندردش ونحكي عن الحياة، وفجأة دون أن أدرى وجدت نفسي أغط في سبات عميق في منتصف الحكاية التي يرويها لي، لتتبدد كل مخاوفي من أن يصاحبني الأرق في وجوده، على العكس، لاحظت طبيبتي المعالجة أن وجود حبيبي معي في المنزل يمنع الأرق، وتقريباً في كل مرة يأتي ليبيت معي تكون أكثر الأيام التي ارتاح بها في النوم، فبالرغم من كل المخاطر التي تصاحب وجوده في بيتي إلا أن روحي تسكن إليه في كل مرة أختبئ في حضنه في فراشي، كأن روحي وجدت منتهاها.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.