شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"قبل الزواج طموحاتي الجنسية وصلت إلى السماء وبعده صدمة عمري"... الحميمية بعد الارتباط

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الخميس 4 مايو 202302:01 م

"حرارة أنفاسه ممكن تشعل حرائق وضمّة ذراعه تقدر تدمر مدن، عنفوانه بيخلّيِ وزني يصغر جداً لحد ما يتحوّل لريشة في الهواء، كل الأوصاف دي خلاص بقت من الماضي ولو حبينا نتكلم عن علاقتي الحميمة بحبيبي دلوقتي بعدما أصبح جوزي لازم نبدأ كلامنا بالفعل الماضي"؛ هذا ما قالته عبير (36 عاماً)، وهي موظفة في شركة اتصالات.

في حديثها إلى رصيف22، أكدت عبير أنها تزوجت وهي تحمل في داخلها طموحات عاليةً تتمثل في علاقة جنسية أكثر من رائعة نظراً إلى قصة حبها مع زوجها الحالي، وكيف كانا يحلمان بمنزل يجمعهما ليتمكنا من تمضية أوقاتهما براحة ومتعة من دون حسابات، إلا أنها صُدمت ببرود وتجاهل تام من زوجها، موضحةً أنه بالفعل كانت لديهما علاقة جنسية طفيفة قبل الزواج، وكانت ممتازةً على المستويات كافة، ولا تعلم بالضبط كيف تحوّل الأمر إلى هذا البرود العاطفي والجنسي.

"اللقاءات الحميمية أصبحت كواجب"

لم يمضِ على زواجهما سوى أشهر معدودة، حتى وصلت خلافات ابتهال (33 عاماً) وأمير (40 عاماً)، إلى الحدّ الذي جعلهما يفكران في الانفصال، بالرغم من أنهما كانا الحبيبين السابقين اللذين ينظر إليهما الجميع بعين الإعجاب.

بعد قصة حب قوية دامت لأكثر من 5 سنوات، تزوجت ابتهال وكافحت كثيراً لإتمام الزواج حيث كان الجميع يعارض هذا القرار، لكنها أصرت على أن تكمل حياتها معه، وبالفعل تمكّنا من الزواج برغم جميع العقبات.

"واجهته طبعاً بس هو رد وقال إن كل اللي أنا حاسة بيه ده تهيؤات وأوهام، ومع ذلك أنا حاسة بصدمة كبيرة بسبب اللي حسيته وشوفته منه من اختلاف كبير في مشاعره" 

كشفت ابتهال لرصيف22، أنها منذ اليوم الأول تفاجأت بشخص مختلف تماماً عن الذي أحبته، وأن لهفته عليها واشتياقه إليها تبخرا بمجرد أن أصبحا بالفعل معاً لدرجة أنها فقدت الثقة بنفسها وباتت تسأل: هل هناك من مشكلة ما تجعله في حالة نفور منها أم أنها لم تعجبه؟ لافتةً إلى أن اللقاءات الحميمية بينهما أصبحت كواجب وحمل ثقيل يود التخلص منها، بخلاف ما كان يقوله لها قبل الزواج من أنه ينتظر أن "يتقفل عليهم باب واحد عشان ياخد راحته معاها".

وبسؤالها لماذا لم تواجهه بهذه المشاعر كلها؟ أجابت: "واجهته طبعاً بس هو رد وقال إن كل اللي أنا حاسة بيه ده تهيؤات وأوهام، ومع ذلك أنا حاسة بصدمة كبيرة بسبب اللي حسيته وشوفته منه من اختلاف كبير في مشاعره وتصرفاته".

أما أمير، فقد أكد لرصيف22، أن مشاعره لم تتغير أبداً لكنه بات أكثر ارتياحاً لفكرة أن زوجته باتت في البيت وأصبح من السهل العثور على أوقات حميمية معها وقتما يشاء من دون النظر إلى تفاصيل أو ظروف أو ترتيبات: "زواجي حصل بعد جولات صعبة جداً من أخد موافقات أهلي للتحضيرات وخلافه، وكل ترتيبات الجواز استنزفتني نفسياً وجسدياً عشان كده كنت محتاج شوية راحة وبعدها هقدر أكون رومانسي أكتر مع مراتي اللي بحبها جداً بس هي مش قادرة تفهمني".

وكشف أمير أن هناك عوامل عديدةً تؤثر على مزاج الرجل وحالته النفسية ولا تستطيع المرأة أن تفهمها: "هي مش عايزة إلا الدلع والانبساط طول الوقت، أما الراجل فبتشغله أمور كتيرة زيّ تأمين التخلص من الديون وحلّ الخلافات في محيط شغله، وكل الأمور دي بتأثر بشكل ملحوظ في ذهن الرجل".

الوضع اختلف

بدأت انتصار (32 عاماً)، والتي تعمل في مجال الصحافة حديثها عن تجربتها، حيث أوضحت لرصيف22، أن زوجها كان حبيبها السابق، مشددةً على كلمة "السابق" نظراً لما لامسته من اختلاف كبير بعد زواجهما.

وكشفت هذه الشابة أنها كانت على علاقة بزوجها الحالي لمدة 5 أعوام من الأشواق والعاطفة الكبيرة وفي العام الأخير من علاقتهما العاطفية بدأت بينهما تخيّلات حميمية، مشيرةً إلى أنهما خلال تلك المدة البسيطة عاشا معاً تجربةً رائعةً حيث كان حبيبها شديد التعلق بها ويختلق الوقت ليجتمعا معاً بشكل افتراضي.

أما عن العلاقة الجنسية، فقالت إنه كان متلهفاً لكل لقاء بينهما بشكل كبير جداً وكان دائماً صاحب المبادرة في اللقاء الحميمي السريع، منوهةً بأنه نظراً إلى صعوبة تلك اللقاءات قررا الزواج، غير أنه ومنذ اليوم الأول اختلف "جوزها" تماماً معها، وحين واجهته بذلك أكد لها أن الوضع اختلف بحيث أصبح يمكنه الاختلاء بها في أي لحظة وفق أهوائه ورغباته من دون حسابات أو اعتبارات أو ترتيبات وأنها أصبحت الآن "ملكاً" له يفعل بها ما يشاء وقتما يشاء وأن انطفاء العاطفة أمر طبيعي نظراً لاختلاف الظروف.

تعليقاً على هذه النقطة، قال اللايف كوتش، باسم عاشور، إنه منذ لحظة الولادة تتكون ذاكرة تخيلية مثالية عند كل شخص، ومع مرور الوقت تختلف هذه التخيلات وتتطور مع تطور الشخص، شارحاً أن كل شخص يكون لديه تخيّل وتصوّر لحياة مثالية على المستويات كافة، ومنها الحياة الزوجية والشريك، وهو الأمر الذي يدفع بالبعض للشعور بالصدمة "لأنه ببساطة مفيش شخص مثالي كلنا مليانين عيوب"، على حدّ قوله.

وأوضح عاشور لرصيف22، أن الخلافات بين الشركاء تعود إلى اختلاف التكوينات الجينية، فالمرأة في العادة تفكر بقلبها ومشاعرها، أما الرجل فلا تشغل المشاعر حيّزاً كبيراً من حياته وتفكيره، كما أن الوضع الاقتصادي الصعب وظروف الحياة اليومية تجعل الرجل أقل كفاءةً في حياته الزوجية لانشغال ذهنه بأمور يعدّها أهم، وتالياً فإن تركيز الرجل يكون منصبّاً على أمور مختلفة، وهو السبب الرئيسي للخلافات الزوجية الهائلة الحاصلة حالياً، وفق عاشور.

أجرت BMJ Open دراسةً استقصائيةً، وحللت بيانات عدد من الأشخاص ما بين 4،839 رجلاً و6،669 امرأةً، تتراوح أعمارهم بين 16 و74 عاماً، ممن كان لديهم شريك جنسي واحد على الأقل.

ووجدت الدراسة أن أكثر من 15% من الرجال وأكثر من 34% من النساء يفتقرون/ نّ إلى الاهتمام بالجنس والحالة الحميمية المرتبطة بأعمارهم/ نّ وأجسادهم/ نّ وصحتهم/ نّ، فيما أفاد عدد من الأشخاص الذين عانوا من مشكلات في العلاقة الجنسية في الماضي ولديهم بعض الصعوبات العاطفية مع شركائهم، بعدم الاهتمام بممارسة الجنس.

كما أظهرت الدراسة أن هناك تفاوتاً كبيراً بين رفض الرجال والنساء للجنس بسبب قلة الاهتمامات بالنسبة للجنسين، موضحةً أنه بعد عام فقط من العلاقة الجنسية، بات من المُرجح ألا تُشارك النساء بالمستوى نفسه من الاهتمام الجنسي مثل الرجال.

فقدان الاهتمام الجنسي بعد فترة روتينية

ليس من غير المألوف أن يفتقر الأزواج إلى الاهتمام الجنسي بشركائهم بعد أن تصبح علاقتهما قديمةً ويغلب عليها الروتين، بل إنه من الطبيعي أن يفقد الأزواج الاهتمام والشغف الجنسي بعد مُضيِ فترة من علاقتهما، فعندما ننضج تأخذ العديد من العوامل الأخرى الأسبقية في حياتنا، مثل الأطفال والوظيفة والأسرة، وتالياً يصبح الجنس في المرتبة الأخيرة من اهتمامتنا، وأيضاً قد يؤدي الإجهاد أو ضيق الوقت أو أي شيء أكثر أهميةً وأحياناً أكثر خطورةً، إلى جعل الأمور أسوأ بالنسبة للشريكين.

يسرد موقع marriage.com مجموعةً من الأسباب الفيزيولوجية والنفسية المختلفة لانخفاض الدافع الجنسي بعد الزواج، مثل اضطرابات الرغبة الجنسية والأمراض المزمنة وفقدان الجاذبية في الزواج وتجاه الزوج/ الزوجة.

يمكن للجنس أن يفقد جاذبيته عندما يتذكر المرء فقط التجارب المخيبة للآمال. إذا لم يكن مستمتعاً وحصل على إشباع جنسي حقيقي، فقد يصبح الجنس تجربةً مخيبةً للآمال

ومن أبرز الأسباب التي كشفها الموقع انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون وهو ما يسبب انخفاض الرغبة الجنسية لدى الذكور ويمكن أن يساهم في المشكلات الجنسية.

في هذا الصدد، قد يعتقد البعض أن مستويات هرمون التستوستيرون المنخفضة تؤثر فقط على الدافع الجنسي للذكور، لكن تنتج أجسام النساء أيضاً هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون المسؤول عن الرغبة الجنسية أيضاً، حيث يمكن أن يؤدي نقص هرمون التستوستيرون لدى كلٍّ من الرجال والنساء إلى عدم الرغبة في الجنس.

وفي بعض الأحيان، لا يكون الجسم هو السبب في عدم ممارسة الجنس في الزواج، بل التجربة الجنسية السابقة، بحيث أنه يمكن أن تكون التجارب الجنسية السلبية السابقة من أسباب انخفاض الدافع الجنسي بعد الزواج، وعليه، يمكن للجنس أن يفقد جاذبيته عندما يتذكر المرء فقط التجارب المخيبة للآمال. إذا لم يكن مستمتعاً وحصل على إشباع جنسي حقيقي، فقد يصبح الجنس تجربةً مخيبةً للآمال بالنسبة له وقد يعاني من انخفاض الدافع الجنسي.

هذا ويعدّ البعض أن كثرة الضغوط المادية والنفسية سبب رئيسي لانخفاض الرغبة الجنسية، ومع اختلاف الأسباب يبقى السبيل الوحيد للإشباع الجنسي هو محاولة تخطّي العقبات للحصول على حياة جنسية مثيرة ورائعة. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image