شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
مقاطع من لبنان والعراق وليبيا… الأخبار المضلّلة تنشط في أفق الاشتباكات في السودان

مقاطع من لبنان والعراق وليبيا… الأخبار المضلّلة تنشط في أفق الاشتباكات في السودان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقيقة

الثلاثاء 18 أبريل 202303:08 م

رافق تصاعد الأحداث واندلاع المعارك في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوّات الدّعم السريع شبه العسكرية بقيادة حليفه السابق وألدّ أعدائه راهناً محمّد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، الكثير من الأخبار الزائفة والمضلّلة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وحرصت عدة منصّات لتدقيق الحقائق على تفنيد المنشورات الرائجة حول الاشتباكات الدائرة في السودان وإظهار مدى صحتها مع بيان الأدلة على خطأ أو الزيف فيها. 

ويهدف مروجو هذه الأخبار الكاذبة إلى إثارة الهلع في صفوف المواطنين أو جذب التفاعلات (اللايك والشير والتعليقات) أو تزييف حقيقة الوضع على الأرض لصالح أحد أطراف الصراع. علماً أن بعض هذه المنشورات المضلّلة نشرها أو تبنّاها أو روجّ لها أحد طرفي الصراع و/ أو الموالون له.

خدمة "في ميزان فرانس برس" كانت واحدة من أبرز الذين تصدّوا لهذه المسؤولية إذ تعاملت مع العديد من الصور والمقاطع المصورة المزعومة صلتها بالصراع المتصاعد بين القوات المسلحة والدعم السريع في الخرطوم، وكشفت صحتها من عدمها.

ومن أبرز المزاعم التي فندتها "في ميزان فرانس برس":

1- تداول كثيرون صورة لآليات عسكريّة وجنود في مدرج مطار زاعمين أنها تُظهر سيطرة الجيش على مطار الخرطوم نهاية اليوم الأول من الاشتباكات السبت الموافق 15 نيسان/ أبريل 2023. بعد البحث، تبيّن أن الصورة قديمة ونُشرت مطلع نيسان/ أبريل الجاري وهي تعود إلى تدريب للقوات الخاصة السودانية على الحوادث الإرهابية لخطف الطائرات.

عبر مقاطع "مضلّلة" من العراق وليبيا ولبنان وتصريحات "مفبركة"… الأخبار الكاذبة تزيّف في وقائع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في #السودان. إليكم/ن أبرزها

2- فيديو آخر راج عبر السوشال ميديا زعم ناشروه أنه لتحليق مروحيات عسكريّة تابعة للجيش السوداني في سماء الخرطوم ضمن عملية "تنظيف العاصمة من المرتزقة". ثبت أن الفيديو منشور قبل أشهرٍ على أنّه لاستعراض عسكريّ للقوات الجويّة السودانيّة خلال عيد الجيش في آب/ أغسطس 2022.

3- راج مقطع مصور ليلاً للبرهان وسط قواته مع مزاعم بأنه يُوثق تفقد القائد العسكري للجنود خلال الاشتباكات. اتضح أن الفيديو صوِّر قبل يومين على بدء المعارك ونُشر في 14 الشهر الجاري مع إشارة إلى أنه من "زيارة البرهان لسلاح المدرعات يوم 13 نيسان/ أبريل".

الفيديو الأصلي:

4- وانتشر فيديو مزعوم لـ"مطاردة القوات الجوية للهاربين" في الولاية الشمالية، شمال السودان حيث شوهدت فيه طائرتان حربيّتان تُغيران على شارع عريض. ظهر أن هذه المشاهد في الحقيقة مأخوذة من لعبة "آرما 3" الإلكترونيّة وليست مشاهد قتال حقيقية.

5- ونشرت مواقع إخبارية واجتماعية فيديو تظهر فيه آليات عسكريّة وسط شارع ليلاً يُسمع خلاله صوت إطلاق نار على أنه لاشتباكات في العاصمة الخرطوم. تأكّد أن الادعاء خطأ، وأن الفيديو التُقِطَ قبل شهرين من مداهمة عصابة مخدّرات في ليبيا.

مسبار

منصة مسبار لتدقيق الحقائق هي الأخرى اهتمت بتفنيد العديد من الادعاءات المتعلقة بالصراع في السودان، ومن أبرزها: 

1- راجت بقوة صورة مزعومة لـ"هروب الجيش المصري بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مطار مروي في السودان، والقبض على أغلبهم ومطاردة الآخرين". تبيّن أن الادعاء "مضلّل" لأن الصورة "قديمة" ونُشرت في آذار/ مارس 2022 عبر حساب في فيسبوك ولا علاقة لها بالاشتباكات في السودان.

2- وتداولت مواقع إخبارية وحسابات اجتماعية صورةً زُعم أنها توثق حالة الهلع التي انتابت الأشخاص الموجودين في مطار الخرطوم الدولي عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليه. ثبت أن الادعاء "مضلّل" والصورة "قديمة" وتعود إلى اقتحام محبي الفنان السوداني الراحل محمود عبد العزيز وعرقلتهم هبوط الطائرات عام 2013 احتجاجاً على رفض الأجهزة الأمنية آنذاك إعلان موعد وصول الطائرة التي تحمل جثمانه.

3- راج بقوة تصريح منسوب للبرهان حول أن "القوات المسلحة مسيطرة على قائد الدعم السريع وهو الآن تحت سيطرتنا"، مع ظهور شعار حساب "الجزيرة السودان" عليه. لكن تبيّن أن الادّعاء زائف، وأنّ التصريح مُختلق ولا أساس له من الصحة، ولم ينشره أي مصدر رسمي تابع للقوات المسلحة السودانية، أو صفحة الجزيرة السودان. واتضح أيضاً أن الصورة "مفبركة" من تصميم سابق للجزيرة السودان عن تصريح للبرهان نُشر في 11 أيار/ مايو 2020.

"هروب الجيش المصري" و"انفجار مخازن الذخيرة" و"فقدان السيطرة على القيادة العامة"... من الذي ينشر هذه الأخبار الكاذبة المتعلقة بالصراع الدائر في #السودان؟ ولماذا؟

4- ونشر رواد مواقع التواصل فيديو زعموا أنه لاشتباكات عنيفة ليلة الأحد 16 نيسان/ إبريل في الخرطوم. تبيّن أن الادعاء "مضلّل" وأن المقطع "قديم" إذ نُشر عبر يوتيوب في أيار/ مايو 2020، مع إشارة إلى أنه يوثّق نزاعاً عشائرياً في العراق.

5- تداولت حسابات إخبارية سودانية فيديو لانفجار قوي زاعمةً أنه لانفجار مخازن الذخيرة على خلفية الاشتباكات الدائرة بين الجيش و"الدعم السريع". اتضح أن الادعاء "مضلّل" وأن المقطع "قديم" إذ نُشر في آب/ أغسطس 2020 كأحد الانفجارات التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت إثر انفجار مرفأ بيروت ولا علاقة له بما يحدث في السودان.

"بيم ريبورتس"

منصة "بيم ريبورتس" المحلية لتقصّي الحقائق تفنّد بانتظام هي الأخرى العديد من المزاعم ذات الصلة بالصراع في السودان، ومن أبرزها:

1- شارك الكثير من الأشخاص منشوراً مزعوماً للدعم السريع عبر "الجزيرة السودان" يقولون فيه: "قواتنا تتعرض لإبادة جماعية بالطائرات الحربية، كأننا لسنا سودانيين؟". تبيّن أن الادعاء "مفبرك" ولم تصرّح القوات بذلك ولم تنشره "الجزيرة السودان".

2- راج منشور مزعوم لتصريح الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني بفقدان السيطرة على مقر القيادة العامة والسعي لتأمين مخرج للقائد العام وكبار الضباط. اتضح أن الادعاء "مفبرك" ولم يصدر عن المتحدث باسم الجيش أو عن أي مصدر يمثله.

يُشار إلى أن المعارك المستمرة بين الجيش والدعم السريع في السودان أسفرت حتى كتابة هذه السطور عن مقتل نحو 200 شخص وإصابة 1800 بجروح متفاوتة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image