شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تويتر الأكثر احتضاناً له… خطاب العنف والتحريض ضد العرب والفلسطينيين بالعبرية يتصاعد

تويتر الأكثر احتضاناً له… خطاب العنف والتحريض ضد العرب والفلسطينيين بالعبرية يتصاعد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

شهد عام 2022 تصاعد خطاب العنف والعنصرية والتحريض ضد العرب/يات والفلسطينيين/ات على شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية بنحو 10% مقارنة بعام 2021، وهو ما ظهر في 685 ألف منشور باللغة العبرية.

هذا ما كشفه "مؤشر العنصرية والتحريض 2022" الصادر عن المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي (حملة) المعني بقضايا الحقوق الرقمية للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم يوم الثلاثاء 28 آذار/ مارس 2023.

بشكل سنوي، يعمل مركز حملة على إصدار نتائج مؤشر العنصرية في شبكات التواصل الاجتماعي باللغة العبرية، بما يوثّق تقاطع استخدام التسميّات والكلمات العنصريّة والعنيفة ضد العرب والفلسطينيّين على مدار العام.

تنوّع الخطاب العنيف المنشور باللغة العبرية بين الشتائم الموجّهة للعرب والفلسطينيين/ات (بنسبة 41%) والخطاب العنصري ضدهم/ن (بلغت نسبته 39%) والمحتوى التحريضي (بنسبة 20%)

تصاعد مستمر للعنف والتحريض

رصد "حملة" 685 ألف منشور تفوح منه رائحة العنف والتحريض والكراهية تجاه الجمهور الفلسطيني في الداخل الفلسطيني خلال 2022، بزيادة 10% عمّا رصده في عام 2021 (620 ألف منشور به عنف أو تحريض تجاه العرب والفلسطينيين). علماً أن "حملة" كان قد رصد 574 ألف منشور عنيف عبر الشبكات الإسرائيلية خلال عام 2020، ما يعني أن وتيرة زيادة العنف والتحريض مستمرة.

وتنوعت أشكال الخطاب العنيف المنشور باللغة العبرية بين الشتائم الموجّهة للعرب والفلسطينيين/ات (بنسبة 41% من إجمالي الخطاب العنيف)، ثم الخطاب العنصري ضد العرب والفلسطينيين/ات (بلغت نسبته 39%) والمحتوى التحريضي (بنسبة 20%).

تزامن مع ذلك تصاعد التحريض في الخطاب الإسرائيلي العام ضد المجتمع الفلسطيني في الداخل عبر الإنترنت، وهو ما عزاه "حملة" إلى عدة عوامل أبرزها: "التطور في الرصد"، و"الأحداث المختلفة وتصاعد العنف في البلاد في ظل وجود الحكومة الإسرائيلية السادسة والثلاثين - حكومة بينيت لابيد، والأحداث الأمنية التي جرت خلال العام".

ووجد مؤشّر "حملة" أن "الخطاب العنصري في 2022 بلغ ذروته خلال أشهر آذار/ مارس ونيسان/ أبريل وأيار/ مايو" نتيجة "أحداث بئر السبع ومركز البلاد، فيما كان شهر أيار الشهر الأكثر عنفاً رقمياً في أعقاب استشهاد الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة" برصاص الجيش الإسرائيلي خلال قيامها بتغطية حملة عسكرية على مخيم جنين.


ولفت "حملة" إلى أنه إذا استثنينا شهر أيار/ مايو 2021 الذي شهد ما عُرف بـ"هبّة الكرامة" والعدوان الإسرائيلي على غزة، نجد أن "الخطاب العنيف في معظم أشهر سنة 2022 أعلى من المتوسط الشهري في 2021"، ما "يشير إلى جو عام أكثر عنفاً تجاه فلسطينيي الداخل على المستوى اليومي"، وفق تقدير المركز الفلسطيني المعني بالأمان الرقمي.

"مؤشر العنصرية والتحريض 2022" رصد 685 ألف منشور تفوح منه رائحة العنف والتحريض والكراهية تجاه الفلسطينيين والعرب بالعبرية خلال 2022، مقابل 620 ألف منشور في 2021، و574 ألف منشور في 2020، ما يعني أن وتيرة زيادة العنف والتحريض مستمرة

كان لافتاً أن ارتفع الخطاب العنيف في السياق السياسي بينما انخفض على خلفية الأحداث الأمنية على مدار العام الفائت، حيث تسببت قيادة حكومة بينيت لابيد المدعومة من الأحزاب العربية في خطاب عنيف وموجّه ضد ممثلي/ات العرب، بادعاء أنهم "إرهابيون/ ات" و/ أو "يدعمون الإرهاب".

وكان لأعضاء/ عضوات الكنيست العرب وفي مقدمتهم/ ن أحمد الطيبي ومنصور عباس وأيمن عودة ابتسام مراعنة وغيداء ريناوي زعبي وعايدة توما سليمان النصيب الأكبر من خطاب التحريض والعنصريّة بالعبرية عبر الإنترنت.

على غرار السنوات الماضية، ظلّت "تويتر" المنصة الأساسية التي تحتضن الخطاب العنيف باللغة العبرية بنسبة 51% من إجمالي المنشورات التي رصدها "حملة". علماً أن التعقيبات (الردود على مقالات الإنترنت) شكّلت ساحة عنيفة للغاية، وفق "حملة" الذي أكد أن عدد التعقيبات العنيفة والمحرّضة (26%) فاق عدد مثيلاتها على فيسبوك خلال عام 2022 (20% من المنشورات العنيفة المرصودة).


ومن بين المنشورات العنيفة والمحرِّضَة باللغة العبرية التي رصدها "حملة" في 2022:

1- تفوووووووو عليككككم… الموت لكل العرب والعربيات والأطباء أيضاً والممرضات والصيدلانيين. جميعهم أولاد الشيطان!

2- ليُحرق في جهنم من يريد الأسف وليس فقط ليطيروا كل الإرهابيين من الكنيست.

3- إيال: رأيت هذا جنون! لجنة الخارجية والأمن تُدار من قبل عرب يدعمون الإرهابيين ويسار غير صهيوني. شكراً بينيت وشاكيد. شكراً جدعون فالكين.

ماذا بعد؟

بحسب المدافع عن الحقوق الرقمية نديم ناشف، المدير العام لمركز حملة، فإن "أهمّية مؤشّر التحريض والعنصريّة في شبكات التواصل الاجتماعيّ الإسرائيليّة السنوي تنبع من كونه يشكّل مرجعاً لتسليط الضوء على العنصرية والتحريض باللغة العبرية في الشبكات الاجتماعية الإسرائيلية. ومن جهة أخرى، فإنه يوضح مدى التحيّز في التعامل مع هذا المحتوى التحريضي من قبل شركات مواقع التواصل الاجتماعي مثل ميتا وتويتر بالمقارنة مع المحتوى المنشور باللغة العربية".

فيما تُشير النتائج إلى "جو عام أكثر عنفاً تجاه فلسطينيي الداخل على المستوى اليومي"، كرّر "حملة" توصياته لشركات مواقع التواصل الاجتماعي بـ"ضرورة تطوير معجم خطاب الكراهية باللغة العبرية واستخدامه لمراقبة هذا النوع من المحتوى"

يضيف ناشف في تصريح لرصيف22 أن "هذا التقرير يمثّل جزءً أساسياً من عمل المناصرة المحلي والإقليمي والدولي لمركز حملة، ويعمل كأساس ومرجعيّة لنا في عملنا مع الجهات الدولية المعنية، وضمن مشاركاتنا الدولية، إضافة إلى عملنا في المناصرة في مواجهة شركات التواصل الاجتماعي، إذ تُقدّم هذه النتائج كدليل إضافي للتحيز الذي يعانيه الفلسطينيون/ات عبر منصات التواصل الاجتماعي".

وعبر موقعه الرسمي، اعتبر "حملة" أن نتائج المؤشّر لعام 2022 "تُشير إلى أن الارتفاع في الخطاب العام ضد المجتمع الفلسطيني عبر الإنترنت يرتبط بالاعتداءات المختلفة والواقعة على أرض الواقع، وتصاعد العنف في البلاد".

وحثّ المركز الحقوقي على "ضرورة اتخاذ شركات التواصل الاجتماعي إجراءات حاسمة لمنع انتشار خطاب التحريض والعنصرية والعنف ضد العرب والفلسطينيين/ات عبر المنصات المختلفة"، منبّهاً إلى أن "مثل هذا النوع من المحتوى، يؤدي بالضرورة إلى تصاعد الاعتداءات ضد العرب والفلسطينيين/ات على أرض الواقع".

وكرّر "حملة" توصياته السابقة إلى شركات مواقع التواصل الاجتماعي بـ"ضرورة تطوير معجم خطاب الكراهية باللغة العبرية واستخدامه لمراقبة هذا النوع من المحتوى، وضرورة إنفاذ سياسات إدارة المحتوى بالشكل المطلوب على المحتوى الإسرائيلي باللغة العبرية للحد من ومنع ازدياد الاعتداءات في الأرض الفلسطينية المحتلة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ما زلنا في عين العاصفة، والمعركة في أوجها

كيف تقاس العدالة في المجتمعات؟ أبقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم/ نّ، وعيش حياتهم/ نّ بحريّةٍ مطلقة، والتماس السلامة والأمن من طيف الأذى والعقاب المجحف؟

للأسف، أوضاع حقوق الإنسان اليوم لا تزال متردّيةً في منطقتنا، إذ تُكرّس على مزاج من يعتلي سدّة الحكم. إلّا أنّ الأمر متروك لنا لإحداث فارق، ومراكمة وعينا لحقوقنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image