ما يجب أن يعرفه مرضى السكري عن أجسادهم خلال الصيام

ينتظر الملايين من المسلمين حول العالم قدوم شهر رمضان خلال أيام، ويُصر الكثير من الحاصلين على رخصة الإعفاء الشرعية لأسباب طبية على الصيام رغم خطورته على صحتهم، طمعاً في الحصول على الأجر والتقرب إلى الله، ومن أهم هذه الفئات مرضى السكري، الذين هم بحاجة لرعاية طبية خاصة على مدار اليوم العادي ليس فيما يتعلق بالأدوية فقط بل بتنظيم الوجبات، لذلك إن قرر أحدكم الصيام، فلا بد أن تكون له مائدة رمضانية خاصة حتى لا يتعرض لمضاعفات هذا المرض، والأفضل أن تكون تحت إشراف طبيب ودرايته.

أرقام صادمة لقاتل عالمي

إن كنت من مرضى/ مريضات السكري أو كان أحد من أفراد أسرتك ممن يعانون من هذا المرض، فأول ما يجب معرفته هو ضرورة عدم الاستهانة به وبمضاعفاته الخطيرة على القلب والعينين والدماغ، والتي قد تتطور إلى بتر أحد الأطراف في حال عدم الحرص. 

إذا قرر مرضى السكري الصيام، فلا بد أن تكون لهم مائدة رمضانية خاصة، ونمط أكل خاص، لتجنب التعرض لمضاعفات هذا المرض، والأفضل أن تكون تحت إشراف طبيب ودرايته 

طبقاً  منظمة الصحة العالمية فقد ارتفع عدد المصابين بالسكري إلى 422 مليون شخص على مستوى العالم عام 2014 مقارنة بـ108 مليون شخص عام1980، كما تسبب هذا المرض في حدوث نحو 2 مليون حالة وفاة عام 2019.

وبحسب تقرير منظمة الاتحاد الدولي للسكري الصادر عام 2022 فإن مصر من أعلى دولة من حيث عدد المصابين بالمرض وتتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً بنسبة 20.9%، تليها السعودية في المرتبة الثانية بنسبة 18.7%، ومن بعدهما السودان فالمغرب ثم الجزائر فالعراق، وجاءت البحرين في المرتبة الأخيرة بحصيلة مرضى سكري تقدر بنحو 119.8 ألف مريض، وفي المجمل فإن التقرير الصادر علن المنظمة يشير لزيادة عالمية في نسبة السكري على مستوى العالم.

متى يصوم مرضى السكري؟

من المهم لمريض السكري استشارة طبيبه الخاص ليقف على حالته تماماً ويخبره هل الصيام لن يؤثر على الحالة الصحية أم أنه سيؤدي لتدهورها، وفي هذا السياق يشرح الطبيب العام في وزارة الصحة المصرية د. أحمد الصفطي لرصيف22 وجود عدة أنواع من مرض السكري، النوع الأول الذي يصيب الشخص في مرحلة المراهقة أو الطفولة نتيجة نقص إفراز الأنسولين في الجسم، والنوع الثاني الذي يأتي مع تقدم العمر أو نتيجة الوزن الزائد أو بالوراثة، ويعتبر الصيام مفيداً للمريض من هذا النوع، من أجل فقدان الوزن وضبط نسبة السكر في الدم، بشرط أن يكون بطريقة صحيحة. 

يُنصح المرضى في حالة إصرارهم على الصيام بالإفطار فوراً إن شعروا بأعراض نقص مستويات السكر مثل الدوخة والتعرق وسرعة ضربات القلب

ينصح د. الصفطي مرضى السكري من النوعين بعدم المجازفة والصيام، خاصة في ظل عدم وجود حرج ديني عليهم، فالصيام  يؤدي للشعور بالجوع مما يتسبب بدوره في نقص الأنسولين ومستويات السكر في الدم، الأمر الذي قد ينتج عنه "نوبة السكري"، وقد يصل الأمر في النهاية إلى الوفاة، هذا بالإضافة لأن المريض يتناول الأدوية على مدار اليوم لغايات تنظيم السكر في جسده أما في شهر رمضان يختزل المرات لمرتين على الأكثر لقصر الفترة بين الإفطار والسحور، ونصح المرضى في حالة إصرارهم على الصيام بالإفطار فوراً إن شعروا بأعراض بنقص مستويات السكر مثل الدوخة والتعرق وسرعة ضربات القلب، مؤكداً على ضرورة وجود جهاز "قياس السكري" بالمنزل وقياسه أكثر من مرة على مدار فترة الصيام وإن لم تكن هناك قدرة مادية على شرائه يتابع المريض  النسبة بالمراكز الطبية والصيدليات.

كما ينوه إلى وجود نوع آخر من السكري يرتبط بالحمل، والذي يحدث نتيجة زيادة نسبة السكر في دم المرأة خلال هذه الفترة.

مائدة رمضانية آمنة

مثلما توجد اشتراطات لصيام هذه الفئة، فإن أطباق الإفطار الخاصة بهم لها قواعد وضوابط محددة أيضاً يجدر أخذها بجدية، ويحددها الطبيب المعالج حتى لا تسوء الحالة، أهم هذه النصائح التي يقدمها الصفطي هي:

1. ضررة تناول الأطعمة المليئة بالألياف مثل التفاح والحبوب الكاملة خلال وجبتي السحور والإفطار.
2. الابتعاد عن العصائر المحلاة بالسكر واستبدالها بالقليل من التمر أو العصائر الطازجة بدون سكر.
3. عدم تناول الأطعمة الدسمة أو المقلية بالزيت.
4. تقسيم الوجبات وعدم تناول الوجبة كلها مرة واحدة.

وينصح بالبدء بطبق سلطة أو الحساء ثم الانتظار لبعض الوقت وتناول البروتين كاللحوم البيضاء والحمراء والأسماك، ومن ثم النشويات المناسبة لهم مثل الأرز البني، بعد ذلك يمكن تناول وجبة أو اثنين  خفيفتين في المنتصف كالزبادي  ثم وجبة السحور.  

من الضروري تقسيم الوجبة زمنياً لدى إفطار الصائم المصاب بالسكري على دفعات، والابتعاد عن السكر والعصائر المحلاة، وتجنب الطعام المقلي، كما يُنصح بعدم تناول الوجبة كلها دفعة واحدة، والابتعاد عن الكافيين لأنه يسبب الجفاف

تصريحات الصفطي تأتي اتساقاً مع إرشادات الجمعية البريطانية لمرض السكري، والتي نصحت بضرورة تناول "السحور" الغني بالحبوب مثل الشوفان والبرغل والأرز البني والتي تعطي الإحساس بالشبع لأطول فترة ممكنة، كذلك الحمص والفاصوليا والعدس كمصادر لا بأس بها للبروتين، بالإضافة للاهتمام بالخضروات والفواكه مما يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم تجنباُ حدوث إمساك أثناء فترة الصيام.

كما وتنصح الجمعية كذلك بتناول كميات كافية من المياه والابتعاد عن الكافيين مثل الشاي والقهوة حتى لا يصاب مريض السكري بالجفاف.

وفيما يتعلق بالإفطار نصحت الجمعية بكسر الصيام بحوالي 30 غرام من التمر لأنه غني بالألياف والكربوهيدرات، ثم ترطيب الجسم من خلال كوب واحد من الماء أو الحليب غير المحلى أو العصائر بدون سكر، والابتعاد تماماً عن المشروبات الغازية.

ترى الجمعية أيضاً أن العصائر المحلاة سترفع مستوى السكر في الدم وتزيد من شعور مريض السكري بالعطش، تفضل أن يعتمد على المكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون من أجل الحصول على الطاقة لاحتوائها على دهون صحية وتساعد على زيادة نسبة الكوليسترول الجيد.

ينصح خبراء السكري المرضى بعدم ممارسة الرياضة أثناء النهار حفاظاً على طاقة الجسم

وصفات شهية من الهند

أما موقع "أبولو شوجر" التابع لعيادات تحمل نفس الاسم وتقدم خدماتها لمرضى السكري في الهند، فقد نشر عدة وصفات صحية وخفيفة على المعدة يمكنها أن تساعد في تجاوز فترة الصيام بأمان لمريض السكري، فركز على المقبلات أو الأطباق التي نبدأ بها مثل شوربة حساء البصل الفرنسية، السلطة الخضراء مع قطع الجبن، البيض المسلوق، سلطة الباستا، سلطة الكينوا، سلطة التفاح الأخضر، سلطة الفواكه، كما يُفضل تناول الدجاج المشوي كطبق رئيسي، بالإضافة لما سبق لا ينصح خبراء عيادات أبولو مريض السكري بممارسة الرياضة أثناء النهار حفاظاً على طاقته، إضافة إلى تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات أثناء السحور وتناول الطعام بحكمة وليس دفعة واحدة.