اشتهر لبنان بالعديد من الأصناف المميزة للحلويات الشرقية التي حملها اللبناني عبر الأجيال، وخاصة خلال الفترة العثمانية، واستطاع أن يطورها بطريقته ويضيف إليها بضع نكهات لتصبح لبنانية الهوية.
قديماً، كان هناك سوق عُرف باسم "سوق القطايف"، يقع في شارع العريض "بيروت القديمة". ولكنه أُزيل في أواخر العهد العثماني خلال حكم والي بيروت عزمي بك، وقد كان مركزاً لتجمع دكاكين باعة الحلويات لا سيما "القطايف" التي أخذ اسمه من السوق.
بالعودة قليلاً إلى التاريخ تسابق الناس قديماً للحصول على مصدر السكر، فكانوا يخرجون بحثاً عن أعشاش النحل للحصول على العسل، الذي كان بديلاً عن السكر الأبيض، والذي لم يكن متوافراً إلا في قصور الملوك والأمراء وأبناء الطبقات المرموقة، بحسب خبير الحلويات آندي باكسينديل، الذي يقول: "تعود جذور الحلويات إلى علم الصيدلة والكيمياء، إذ تم تقديمها مع الأدوية لتخفي مرارة مذاق الأخيرة".
كان هناك سوق عُرف باسم "سوق القطايف"، يقع في شارع العريض "بيروت القديمة". ولكنه أُزيل في أواخر العهد العثماني خلال حكم والي بيروت عزمي بك
ويُقال إن أصل الحلويات بدأت لدى باحثي الصيدلة في الشرق الأوسط كعلاج لعسر الهضم، وتمت فيما بعد التجارة بها كنوع من المأكولات التي تُسعد الإنسان.
في ما يأتي بعض ألذ الأصناف التي اشتهر بها المطبخ اللبناني والتي لا تتضمن السكر في مكوناتها، إذ يمكن استبداله بالعسل من دون أن يتغير مذاقها.
العثملية
إحدى أشهر الحلويات المنتشرة في لبنان وخاصة في شهر رمضان، فالكثير من اللبنانيين يفضلونها، وقد ذاع صيتها في العهد العثماني واشتق اسمها منه، وكانت تُقدّم للسلاطين والملوك.
طريقة تحضيرها
توضع عجينة العثملية أو الكنافة كما يطلق عليها في بلاد أخرى مع الزبدة في طبق واحد، وتُقسم نصفين متساويين ثم تفرد طبقة في الصينية المبللة ببعض الزبدة، وتدخل الفرن لتحميرها 25 دقيقة تقريباً.
نفعل نفس الشيء بنفس الطريقة مع الطبقة الثانية.
بعدها تُوضع القشدة أو كريمة الـ"باتسيار أو أي حشو حسب الرغبة في المنتصف، ولكن معظم اللبنانيين يفضلونها بالقشدة الطبيعية، وتزين بالمكسرات ويتم التحلية بالعسل الطبيعي حسب الرغبة.
اشتهر لبنان بحلوياته أكثر من سواه، كثير من هذه الحلويات لا يضاف السكر إلى عجينتها الأساسية، ويمكن استبدال القطر الذي يسكب على الوجه بالعسل، سواء لمرضى السكري أو للراغبين بنظام أكل صحي
غريّبة بالتمر
هو نوع من الحلويات التقليدية التي كثيراً ما يتم تحضيرها وتقديمها خلال أيام الأعياد، وخاصة عيد الفطر كنوع من المكافأة التي تقدم للصائمين.
طريقة تحضيرها
أول خطوة هي اختيار الدقيق من نوع جيد حتى لا يؤثر على النتيجة النهائية للغريبة، يضاف إلى كوبين من الطحين كوب من السمنة مع ملعقتين من العسل. بعد هذه الخطوة تقسم العجينة إلى كرات صغيرة ويتم حشوها بالتمر. وقبل أن تدخل إلى الفرن، يمكنك تزينها او تغطيسها بالمكسرات كالجوز واللوز، وتوضع في الفرن 20 دقيقة.
عش البلبل
عش البلبل من الحلويّات التي ذاع صيتها في بلاد الشام، وخاصة سوريا ولبنان، وارتبطت لذّة هذه الحلويّات بهما دلالة على جودة الطعم والمذاق، ثم انتشرت بجميع الدول العربية واحتلت مكانة على قائمة أشهى الحلويّات العربية التي تحضّر بشكل بسيط وسهل.
طريقة تحضيرها
في البداية يتم إحضار عجينة العثملية الجاهزة، التي تترك على طولها قدر المستطاع، ويجري خلطها بالزبدة ولفها على شكل دوائر صغيرة أشبه بعش العصفور، والأفضل أن تترك العجينة سميكة قدر الإمكان.
بعد لفها تصنع فجوة في منتصف العجينة، حتى نتمكن من وضع الحشو، وغالباً ما يكون الحشو من المكسرات، وأبرزها الفستق الحلبي، تدخل إلى الفرن على 180 درجة، وبعد أن تخرج منه يوضع عليها العسل.
زنود الست
أصل هذه الحلوى يعود لبلاد الشام والعراق، وقد أتقنت كل الأقاليم صنعها، لكن كل منها تفرد بطريقة ما. أما تسميتها فتعود إلى أيام الحاكم "بربر آغا" حاكم طرابلس في سوريا الكبيرة قبل الاعتراف بدولة لبنان الكبير. اشتهر هذا الحاكم بإقامته للحفلات والولائم وتقديم أشهى الحلويات، وفي إحدى حفلاته التي حضرتها نساء من علية القوم، قُدمت حلوى على شكل "زند"، فاقترح أحد الحاضرين على الآغا أن يُسمي هذه الحلوى "زنود الست".
في إحدى حفلات "بربر آغا" حاكم طرابلس والتي حضرتها نساء علية القوم، قُدمت حلوى على شكل "زند"، فاقترح أحد الحاضرين على الآغا أن يُسمي هذه الحلوى "زنود الست"
طريقة تحضيرها
يتم إفراد قطعة من عجينة البقلاوة بالطول بشكل أفقي وتدهن بالزيت ثم توضع عجينة ثانية مدهونة بالقليل من الزيت وبالطول في الوسط بشكل عامودي على العجينة الأولى لنحصل على شكل صليب.
يُحشى وسطها بالقشدة، ومن ثم تُثنى الأطراف جيداً وتلف على الإصبع بشكل دائري .
توضع في الزيت لتحميرها، ثم تُصفّى منه وتُزين بالفستق الحلبي وتتم التحلية بالعسل.
القطائف
يرجع أصل القطائف إلى العصر الفاطمي، واليوم تقدم محشوة بالقشدة، والمكسرات، والجبنة، والكاسترد، والكريمة. وبعد التسوية تسقى بالعسل مما يضفى عليها طعماً لذيذاً لا يقاوم، خاصة في شهر رمضان الكريم.
تحضير عجينة القطائف
تُحضر المكونات "الطحين، السميد، البايكينغ باودر، الفانيلا، الماء".
توضع جميعها في الخلاط، ويتم تحريكها حتى تتجانس تماماً، والتأكد من عدم التصاق الطحين والسميد.
ينقل الخليط الى إبريق شاي، ويسكب على صينية بلا حواف تكون مستوية تماماً، بكميات صغيرة لتشكل دائرة، وتترك على نار متوسطة حتى تستوي من أعلى وتأخذ لوناً ذهبياً من أسفل.
توضع على قماش قطني لتبرد ثم يتم حشوها بحسب الرغبة، وإقفالها من الوجه الذي لم يتعرض للنار.
الأرز بالحليب
ظهرت هذه الحلوى المنزلية المحببة لجميع اللبنانيين في عصر الدولة الأموية، إذ طلب يزيد ابن المهلب بن أبي صفرة من الخدم صناعة حلوى خاصة له، فصنعوها وأطلقوا عليها اسم "المهلبية" قبل أن تتطور ويضاف لها الأرز. لاحقاً انتشر هذا الطبق في جميع دول العربية ويعد من أشهى الحلويات وأسهلها.
طريقة تحضيره
يتم تحضير مكوناته "الأرز المصري، الحليب، ماء ورد، ماء زهر، مستكة".
يوضع الأرز والماء في قدر على نار متوسطة حتى الغليان، ويُضاف الحليب ويحرك حتى يثقل المزيج، ثم يضاف ماء الورد والزهر والمسكتة ويعاد تحريكها لعشر دقائق حتى تمتزج جيداً.
تُسكب في أطباق دائرية وتُضاف القرفة والعسل عند الأكل.
طلب يزيد ابن المهلب بن أبي صفرة من الخدم صناعة حلوى خاصة له، فصنعوها وأطلقوا عليها اسم "المهلبية" قبل أن تتطور ويضاف لها الأرز. لاحقاً انتشر هذا الطبق في جميع دول العربية ويعد من أشهى الحلويات وأسهلها
"البسبوسة" أو "النمورة"
أصولها عثمانية، اشتهر العثمانيون في صنعها ونقلوها للبلاد المختلفة، أما تسميتها فتعود إلى طريقة عملها التي تعتمد على "بس الدقيق" أي خلط السميد مع السمن، وهي طريقة سهلة اجعلت الجميع يقبلون على عملها. مكوناتها هي السميد والحليب والزيت والباكنغ باودر.
طريقة عملها
يوضع السميد والحليب والباكنغ باودر في وعاء، ثم يتم خلط المكونات الجافة حتى تتداخل، يُضاف الماء ويُخلط المزيج حتى الحصول على عجينة متجانسة ومتماسكة.
توضع عجينة النمورة في صينية فرن مدهونة بالزبدة، وتقطع مربعات متوسطة، وتزين كل قطعة بالجوز أو اللوز حسب الرغبة، تُدخل الصينية إلى فرن محمى على حرارة 200 درجة مئوية 25 دقيقة حتى تنضج وتحمر. وتُسقى بالعسل بعد أن تبرد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...