شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
غربة أبناء الجيل الثاني في كندا وقصصها في

غربة أبناء الجيل الثاني في كندا وقصصها في "سيمو"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 4 مارس 202309:07 ص

يسلط فيلم "سيمو" (Simo) للمخرج الكندي من أصل مصري عزيز زورومبا الضوءَ على حياة عائلة كندية ذات أصول مصرية، مكونة من الأب وولديه المراهقين، في حيثيات حياتهم اليومية٫ حيث المدرسة ولعب كرة القدم، والشقاوة مع الزملاء، ولعب الألعاب الإلكترونية والرياضة والمزاح.

كما أي شقيقين مراهقين، يتشاقى عماد وسيمو مع بعضهما بعضاً، يتشاجران، يلعبان ويتشاركان الاهتمامات، ككرة القدم والموسيقى والألعاب الإلكترونية، كما أنهما يتشاركان الغرفة ذاتها، ويتحدثان مع بعضهما بعضاً بلغة البلد الذي يسكنانه (الفرنسية)٫ فيما يتحدثان مع والدهما بالعربية.

والدهما الذي يلعب دوره علاء الدين توفيق، يحاول أن يتقرب من ابنيه٫ وفي نفس الوقت يحاول حمايتهما، فهو يعيش معهما لوحده، لسبب نجهله، ولم يتضح من خلال سياق الفيلم الذي لا يتعدى الأربعة وعشرين دقيقة، وعرض في مهرجان برلين السينمائي ضمن فئة جيل ما فوق الـ14.

جيب: "إنه قنبلة"، فتتخذ الأحداث منعطفاً خطيراً، حيث يتم توجيه اتهامات له بأنه عربي إرهابي، وتزيد نسبة المشاهدات لديه لمستويات لم يسبق أن بلغها

يركز كاتب السيناريو والمخرج زورومبا في أفلامه الوثائقية والروائية على الحياة الأسرية وموضوعات الهوية الثقافية والاستيعاب والصدمات بين الأجيال، ولا سيما تأثير كونه كندياً من الجيل الثاني. زورومبا خريج مدرسة ميل هوبنهايم للسينما وخريج زمالة أيغنت منترشب، ومعهد سندانس لعام 2019. وقد تم عرض فيلمه القصير "فيرواي" "Faraway" في أكثر من 30 مهرجاناً دولياً. سيمو هو أول فيلم روائي قصير له، وقد فاز بجائزة Short Cuts لأفضل فيلم كندي في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2022.

يكشف المخرج جزءاً من فترة مراهقته كمهاجر من الجيل الثاني من خلال الخيال، حيث يصور العلاقة المتوترة بين الشقيقين بطلي الفيلم، المليئة بالمنافسة والغيرة.

يتحول مسار الفيلم عندما يستخدم سيمو، الشقيق الأصغر الذي يمثل دوره باسل الريس، حساب أخيه في اللعبة الإلكترونية ليمزح بشأن مكبر صوت كبير تعرض لعطل يظهر وراءه في الكاميرا، ويجيب أحد السائلين عن ما هو هذا الشيء، فيجيب: "إنه قنبلة"، فتتخذ الأحداث منعطفاً خطيراً، حيث يتم توجيه اتهامات له بأنه عربي إرهابي، وتزيد نسبة المشاهدات لديه لمستويات لم يسبق أن بلغها، ليأتي أخوه ويكتشف أن شقيقه انتحل شخصيته، فيكمل اللعب.

ولكن ذلك لم يمرّ بسلام، حيث تم الإبلاغ على الحساب، وهو ما تسبب في مداهمة المنزل من قبل شرطة مكافحة الإرهاب واعتقال عماد، الشقيق الأكبر الذي يمثل دوره سيف الدين الريس، والتحقيق معه، ليتبين أنها كانت مزحة وأن لا قنابل في منزلهم.

هذه الحادثة تقرب العائلة من بعضها بعضاً، بعد أن كان الأخ الأصغر يشعر دائماً بعدم التقدير والتقليل من شأنه، فيسمح الوالد لابنه الأكبر بقيادة السيارة فيما كان يرفض في السابق، كما يسمح الأخ الأكبر لشقيقه (سيمو) بتشغيل الموسيقى في السيارة، لتخرج أغنية راب لمروان بابلو (غابة).

يكشف المخرج جزءاً من فترة مراهقته كمهاجر من الجيل الثاني من خلال الخيال، حيث يصور العلاقة المتوترة بين الشقيقين بطلي الفيلم، المليئة بالمنافسة والغيرة٫ حيث يحاول سيمو إثبات شعبيته وقدراته لأخيه الأكبر، وهو ما أدى لمنعطف خطير كاد يودي بمستقبل أسرتهم، إلا أن النهاية أدت لتقاربهما وانسجامهما.

أوضح توفيق بأن الفيلم يطرح قضايا المهاجرين/ات، الهوية، "وكيف نتواصل مع تاريخنا الثقافي؟ وكيف نتعلق به؟ كيف يتم استقبالنا في المجتمع كمهاجرين/ات؟

قال توفيق الذي يلعب دور الأب بأنه أحس مباشرة بالتواصل مع الصبيين، منذ أن التقاهما في تجارب الأداء، فيما قال باسل إنه لا يزال ينادي توفيق "بابا"٫ حيث ليس له اسم في الفيلم، وكان يناديه "بابا" حسب الشخصية التي كانت مرسومة له، "وهو كأنه أبي"٫ قال الريس.

وعبّر باسل الريس الذي لعب دور سيمو: "من الجميل أن أنظر حولي في دار السينما وأرى تأثير المَشاهد على المشاهدين/ات. فهو شيء عظيم".

كما أوضح توفيق بأن الفيلم يطرح قضايا المهاجرين/ات، الهوية، "وكيف نتواصل مع تاريخنا الثقافي؟ وكيف نتعلق به؟ كيف يتم استقبالنا في المجتمع كمهاجرين/ات؟ كما يحمل الفيلم رسالة أمل بأن المهاجرين/ات سيتخطون/ين الصعاب التي تواجههم/ن".

الفيلم من إنتاج روزالي تشيكوين بيرولت، أما السيناتوغرافي فعمل عليها ألكسندر نور ديغاردان، وتصميم الإنتاج عمل عليه كيني دورفيل وريبيكا دوري، والمونتاج لعمر الهامي وعزيز زورومبا، والموسيقى لإيليا غفوري.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard