ليست ندى أبو فرحات واحدة من أبرز بنات جيلها في التمثيل فحسب، بل هي أيضاً من أشرسهن دفاعاً عن الإنسانية والوطنية وحقوق المرأة وغيرها من الفئات المهمشة في المجتمع. عندما انطلقت شرارة ثورة 17 تشرين في لبنان شاركت فيها ورفعت الصوت، كذلك بعد الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، حيث سخّرت كل امكانياتها للمساعدة.
مؤخراً أطلت ندى في مسلسل "ستيليتو" فكانت "نايلة" المرأة الضعيفة التي تحاول الحفاظ على عائلتها، رغم خيانة زوجها لها.
ماذا قالت عن النجاح الكبير الذي حققه العمل؟ وبماذا ردت على الانتقادات التي طالته؟ وكيف تتصرف إذا تعرضت للخيانة؟ وماذا قالت عن شخصية "فلك معوض" وأداء "ديما قندلفت" وكيف هي علاقتها بنجوم العمل؟
رصيف22 التقى ندى وكان هذا الحوار.
كيف تلقيت حادثة الزلزال؟ وهل شعرت بالترددات؟ وما كان رد فعلك؟
أمضيت وقتاً طويلاً في تركيا بهدف التصوير، هل قلتِ لنفسك "الحمد لله زمطنا"؟
أمضيت قرابة السنة في تركيا، كوّنت خلالها مجموعة من الأصدقاء، بالإضافة إلى المخرج والفريق التقني وشركة الإنتاج. كان همي الاطمئنان عنهم، وأدركت أن البعض منهم لم يكن بخير، أو ربما أفراد من عائلتهم أو أقاربهم، كذلك قمت بالاطمئنان على الزملاء اللبنانيين الذين يصورون في اسطنبول والحمد لله لم يكن هناك من أضرار. بعد هذا الزلزال بات خيار السفر إلى هناك يتطلب مني الكثير من التفكير.حين حدث الزلزال كنت نائمة كما غالبية اللبنانيين، استيقظت أنا وزوجي وركضنا مسرعين إلى غرفة ابننا، أحطناه وحاولنا حمايته من أي ضرر
كنتِ من أوائل النجوم الذين هبّوا للمساعدة بعد انفجار مرفأ بيروت، واليوم بعد هذا الزلزال هل من كلمة توجهينها للمنكوبين؟
عزائي لأرواح كل الضحايا وتمنياتي بانتشال المزيد من الأحياء. في هذا الوقت العصيب لا يوجد سوى الصلاة، ليس هناك من كلمة تواسي أو تعبر عن الأسى، جل ما يمكنني قوله "الله يقويكن". أعرف أن المساعدات مهما بلغ حجمها لن تكفي، ومهما حاولنا التخفيف عنكم لن نستطيع إطفاء حزنكم، الوقت وحده كفيل بإخماد ناركم.هل من مبادرة قمتِ بها؟
منذ الكارثة التي حلت بسوريا وتركيا إلى اليوم وأنا أحاول تقديم المساعدة على طريقتي بعيداً عن الإعلان والإعلام إذ اكتفيت بنشر "قصص" عن الكارثة، كما أبحث عن طريقة لتبني ولد أو فتاة من الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم.بعض الانتقادات طالت النجوم والنجمات بسبب استمرارهم في نشاطاتهم، أو حتى لإعلانهم عن مساعداتهم وتبرعهم بأجرهم، ما رأيك؟
لست مع ولا ضد، لكل فنان أسبابه التي تختلف عن الآخر. أنا مع أن يكمل الإنسان حياته، إلى جانب قيام كل منا بمبادرات، بحسب قدراته.كنت من أبرز النجوم الناشطين في الثورة، أين أنت اليوم من كل ما يحدث في لبنان، وبماذا تردين على من يلقي باللوم ويسأل أين الثوار بعد أن تخطى الدولار الثمانين ألفاً؟
كنت وما زلت من أوائل الثائرين على الأرض. توجهت في فترة ما للعيش في دبي لكنني لم استطع الابتعاد عن لبنان. عدت أنا وإبني وزوجي رغم صعوبة وخطورة الحياة اليومية التي نعيشها في هذا الوطن بعدما باتت أشبه بالذهاب إلى الموت. أن أستمر في القيام بما يمكنني القيام به للمساعدة من قلب بيروت التي دمروها، ومحاولة المستحيل من الناحية الفنية على الأقل لرفع اسم بلدي يعتبر نوعاً من أنواع الثورة، برأيي.أبحث عن طريقة لتبني ولد أو فتاة من الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم
ما رأيك في ما يحدث من تعليق للعدالة في كارثة انفجار مرفأ بيروت، وهل سنصل إلى الحقيقة؟
أتمنى أن تتحقق هذه العدالة بأسرع وقت، وألا تبقى للـ15 أو الـ20 سنة المقبلة؟تابعناك في دور نايلة في مسلسل "ستيليتو" كيف تصفين النجاح الضخم الذي حققته، وما ردّك على الانتقادات التي تلقاها العمل لناحية بعض الثغرات الإخراجية وبعض الأحداث غير المنطقية؟
سعيدة جداً بهذا النجاح الضخم الذي حققه العمل، الذي ما زال يحتل المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة رغم انتهاء عرضه قبل فترة. جزء من الانتقادات جاء بسبب بعض الأخطاء التي تعتبر بسيطة أو فلنقل متوازنة نسبة لمسلسلات أخرى، وجزء آخر جاء بسبب نجاحه. في المحصلة النهائية، كان العمل ناجحاً جداً وأفتخر بمشاركتي فيه.كيف تفسرين هذه الهجمة على تصوير أعمال تركية معربة، وما تعليقك على السؤال الذي يتكرر أخيراً وهو "هل انقطعت لدينا القضايا والافكار والكتاب"؟
كل عمل ناجح لا يؤذي الآخرين، لا ضرر من تطويره وتجديده وتقديمه، ما الضرر الذي ألحقه "ستيليتو" أو "عروس بيروت" الذي كان أول المسلسلات المعربة وحقق نجاحاً كبيراً؟ هذه الأعمال تقدم فرص عمل للممثلين والكتاب اللبنانين والعرب، وهي لا تلغي فرص الأعمال الأخرى. أناس كثر أبدوا حباً أكبر للنسخة العربية، إذ وجدوا أنفسهم قريبين من الشخصية واللغة والشكل، فلمَ لا؟في لبنان العديد من الكتاب الذين يفتقدون الدعم. كان لدينا الكاتب شكري أنيس فاخوري الذي يمتلك ميزة كتابة الأعمال الطويلة التي تحمل قصصاً وقضايا من قلب واقعنا، في قالب يوازن بين العمق في طرح القضايا وحنكة التسويق والتجارة، ولم يأت من بعده أحد. ليت شركات الإنتاج تقوم بتخصيص مبلغ معين له أو لورشة كتاب يكرسون وقتهم لكتابة مسلسل من 200 حلقة مثلاً على غرار المسلسلات التركية. بهذا يشجعون هذه الصناعة والكتاب.
اللوم يجب أن لا يقع على الممثل أو الكاتب والمخرج، ويجب أن لا يُسألوا أين هي أعمالكم؟ عملنا يحتاج لإنتاج وفي الأعمال التلفزيونية لسنا نحن من نختار.
قدمتِ شخصية "نايلة" الضعيفة التي تحاول الحفاظ على عائلتها رغم خيانة زوجها... كيف استطعتِ كبت شخصية ندى الحقيقية المعاكسة تماماً للدور؟
(ضاحكة) مثلت، هذه تقنيتي في التمثيل، كانت تجربة لذيذة فرحت بها وشكّلت تحدياً لي، بدّلتُ كلياً من طريقتي في الحركة والسير والصوت وتعابير الوجه. "نايلة" بعيدة كل البعد عني ولا تشبهني في تفكيرها ولا في ضعفها، حتى المشاهد في البداية لم يتقبل هذا الضعف وعبّر لي مشاهدون عن ذلك بقولهم: لا يمكن أن تكون ندى هكذا.كل عمل ناجح لا يؤذي الآخرين، لا ضرر من تطويره وتجديده وتقديمه، ما الضرر الذي ألحقه "ستيليتو" أو "عروس بيروت" الذي كان أول المسلسلات المعربة وحقق نجاحاً كبيراً؟
كيف ستتصرف ندى في الحقيقة لو تعرضت للخيانة؟
في هذه الحالة لا بد لي من معرفة الأسباب التي دفعت لذلك، والشخص الذي تمت خيانتي معه، الخيانة بالنسبة لي ليست سبباً لإنهاء العلاقة، الكذب قد يدفعني إلى ذلك لأنه أخطر منها.على من يقدم على خيانتي أن يمتلك جرأة القول "أنا خنتك".إن اكتشفت أنني تعرضت للخيانة منذ فترة طويلة وإنني أعيش حياة زوجية مزدوجة كما فعل "لؤي" في المسلسل، لا بد لي من إنهاء العلاقة فوراً لأن هذا الشخص بالنسبة لي لا يستحقني. لكن ليس إن كانت نزوة عابرة "ما بتحرز" لأننا بشر نعيش تحت وطأة صعوبات وضغوطات كبيرة.
هل تبررين الخيانة للمرأة على طريقة ما يحق للرجل يحق للمرأة؟
بالتاكيد، ما ينطبق على الرجل ينطبق على المرأة. إن كانت مجرد نزوة عابرة يُلتمس لها العذر، لكن إن طالت خيانتها وكذبت على زوجها فعليهما بالطلاق.هل من رسالة توجهينها للنساء اللواتي يشبهن نايلة؟
على المرأة التي تعتمد كلياً على زوجها من الناحية المادية أن تبحث عن طريقة لتعتمد على نفسها وتستقل، لتبقى قوية ولديها القدرة على مواجهة الضغوط الكبيرة عليها.لو قدر لك اختيار شخصية نسائية أخرى في العمل، فأي شخصية تختارين؟
شخصية "فلك معوض"، لأنها تحتاج للكثير من الجهد ولكم كبير من الشر والحقد والبغض، وتعتبر تحدياً كبيراً للممثل في أن يبدل من شكله ونظراته وأدائه بهذه السرعة والكثافة. أبارك لديما قندلفت التي أبدعت في أدائها للشخصية "كنت أنطرها مناطرة وما كنت أقدر قيم عيني عنها".أخبرينا عن اللقاء مع هذه المجموعة من النجوم من لبنان وسوريا؟ وهل لا يزال التواصل بينكم قائماً؟
ما زلنا على تواصل طبعاً، فقد جمعنا احترام متبادل وطاقة إيجابية كبيرة وذكريات كثيرة، بالإضافة إلى بعض المشاكل التي لا تخرج عن إطار العائلة والتي نضحك اليوم عندما نتذكرها.تعارفنا كان جميلاً والصداقات التي نتجت عنه كانت أجمل. عندما كنت أمضي يومين مثلاً في موقع التصوير ولا تجمعني مشاهد مع سامر المصري كنت أصرخ في الموقع "وينه سامر اشتقتله أيمتى تصويره"، وكذلك الأمر عندما تغيب ديما مثلاً، أراسلها أو أتصل بها لأقول لها اشتقت لطاقتكِ الإيجابية وللضحك، لترد بدورها "ندوشش وأنا كمان"، ونضرب موعداً للقاء. كنا ننهي التصوير عند الفجر مثلاً، فنعود إلى منزلي أنا وديما وكارلوس عازار لنطهو الـ"باستا". كذلك الأمر بالنسبة لريتا حرب التي كانت سيدة منزل وتهوى الطبخ. كما أن الحادث الأليم الذي تعرضت له قربنا إحدانا إلى الأخرى.
كنا ننهي التصوير في ستيلو عند الفجر مثلاً، فنعود إلى منزلي أنا وديما وكارلوس عازار لنطهو الـ"باستا" كذلك الأمر بالنسبة لريتا حرب التي تهوى الطبخ
خسر لبنان قبل أيام أحد أبرز صانعي الدراما اللبنانية في عصرنا الحديث مروان نجار، كيف كانت علاقتك به؟ وكيف تلقيت خبر غيابه؟
بغيابه فقدت شخصاً عزيزاً على الصعيدين الشخصي والمهني. مكانته كبيرة في قلبي وأكن له كل التقدير والاحترام، وكنت أشعر بتبادل هذه المحبة بيننا، عملي معه اقتصر على ثلاث حلقات فقط من مسلسل "طالبين القرب"، لكني تابعت مسرحياته التي لكل واحدة منها مكانتها وأهميتها. كان أكاديمياً تقنياً يمتلك ثقافة واسعة في المسرح والسينما، ومن أوائل الشخصيات الذي منح الجيل الجديد العديد من الفرص من خلال "من أحلى بيوت راس بيروت" إذ اختار نجومه من طلاب الجامعات لإدراكه أن العمل لا يكتب له النجاح إن لم يكن من يقدمه صاحب موهبة. أغنانا بمعلوماته وعرّفنا من خلال مكتبته الواسعة إلى العديد من الكتب والكتاب. خسرناه، لكن أعماله ستبقى.أخبرينا عن زوجك المخرج إيلي كمال، وعن إيجابيات وسلبيات زواج ثنائي يعمل في المجال الفني، وما الذي تحتاجه العلاقة للاستمرار؟
كل واحد منا يعمل باستقلالية تامة، لكن بتشاور كامل وكأننا شخصان يستفيد أحدهما من الآخر. عندما تسنح لنا فرصة الالتقاء في عمل، هو ككاتب ومخرج وأنا كممثلة في مسرحية مثلاً، لا يشاركني أو يعلمني بأية تفاصيل قبل أن ينهي النص وتتبلور أفكاره بشكل نهائي لنتبادل بعدها الآراء، والأمر نفسه ينطبق علي.لا علم له بتحضيري لمسرحية جديدة، لكن عندما تنتهي تفاصيلها أعرضها عليه وأطلب رأيه وعلى هذا الأساس أقوم بإجراء التعديلات إن وجدت.إيجابيات زواجنا هي أننا نشترك في نمط الحياة نفسه، وندرك أن فترة التصوير تتطلب الكثير من الوقت وتواجه العديد من الصعوبات وتحتاج الكثير من الجهد والتعب، لذا نشعر بلذة اللقاء بعد غياب ونستمتع بوقت الفراغ الذي يلي العمل الذي أنهيناه. أما سلبيات علاقة تشبه علاقتنا فتكمن في عدم قدرة الآخر على استيعاب كل هذه التفاصيل، لذا كممثلة استصعب كثيراً زواجي من شخص بعيد عن الوسط الفني. جزء كبير من حبي لإيلي قائم على كونه فناناً ويستوعب طبيعة عملي.
إن اكتشفت أنني تعرضت للخيانة منذ فترة طويلة وأنني أعيش حياة زوجية مزدوجة، أنهي العلاقة فوراً، لكن ليس إن كانت نزوة عابرة "ما بتحرز" لأننا بشر نعيش تحت وطأة ضغوطات كبيرة
ما الرسالة التي توجهينها له اليوم؟
دعمي المطلق لك في أي شيء تطمح إلى تحقيقه. أنت تدرك تماماً أنني من أوائل المعجبين بأعمالك، وأتمنى منك الاستمرار في تقديم نمط الأعمال والأفكار التي تريد أن تعبر عنها بالطريقة التي أنت تحبها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 24 دقيقة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 20 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون