شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
سيمون تشارك ذكريات طفولتها ورحلتها مع رصيف22

سيمون تشارك ذكريات طفولتها ورحلتها مع رصيف22

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الخميس 10 نوفمبر 202212:33 م

لم تكن سيمون مجرد اسم مرّ في تسعينيات القرن الماضي. بشكل أو بآخر استطاعت ألا تشبه أحداً، وأن تخلق جمهوراً من شبيهاتها وأشباهها، أي الأشخاص المتطلبين دائماً لما يكسر الإيقاع السائد. 

تبدو علاقتها بجمهورها أفقية لا عمودية، وكأن المسافة بينها وبينه غير موجودة، هناك نوع من القرب والألفة الذي يجمعنا مع سيمون كلما ظهرت على الشاشة أو سمعنا صوتها، إذ يبدو أن فنها لا يبحث عن اعتراف به بقدر ما يبحث عن نفسه. 

يجمع الحديث مع سيمون بين النوستالجيا والحاضر. أفكارها تجعل القارئ يشعر وكأنها من الجيل الجديد. ومع هذا سيكون من الظلم اختصارها في هذا الوصف. فهي ابنة المسرح والتلفزيون والسينما والغناء.

قليلها كثير، فالأعمال التي قدمتها ما زالت عالقة في أذهان من تابعوها، لكن من بين تلك الأعمال ستظل شخصية كارمن التي قدمتها على المسرح هي الأقرب لوصف سيمون والأسهل لفهمها. 

يشعرك الحوار معها وكأن التسعينيات فتحت النافذة وابتسمت، رصيف22 التقى سيمون وحاورها حول رحلتها الفنية وتشعباتها.

كيف أثرت النشأة في مدرسة راهبات عليكِ؟ 

الأساس الذي تربيت عليه هو الذي ما زلت أتبعه في حياتي إلى الآن، في الصِغر كنت مجتهدة في دروسي لرغبتي الدائمة في أن أصبح "شاطرة" ومثقفة، إلى جانب حبي الشديد وشغفي بالدراسة. 

تربيت في مدرسة راهبات "نوتردام ديزابوتر شبرا"، حيث علمونا أن الدرجات العلمية هي حصيلة المعلومات التي جمعناها، وعلمونا العمل في مجموعات للعمل الخدمي، فكنا نذهب إلى الملاجئ لزيارة كِبار السن مرضي الجُزام وهكذا. كذلك كانت لدي نشاطات متنوعة من بينها أنني كنت أحرر مجلة الصحافة المدرسية بـ3 لغات، الإنجليزية والفرنسية والعربية.

ما كسبته حقاً من مدرستي هو أهمية العمل الخدمي الذي كان جزءاً من حياتنا كتلاميذ حينها، وهو الطريق الذي أكمله حتى هذه اللحظات

أيضاً كنت أخرج حفلات التخرج والمسرحيات التي كانت تُقام في المدرسة "صحابي بياخدوا الأدوار وأنا اللي بخرج المسرحية"، ما كسبته حقاً من مدرستي هو أهمية العمل الخدمي الذي كان جزءاً من حياتنا كتلاميذ حينها، وهو الطريق الذي أكمله حتى هذه اللحظات، أيضاً نشأتي هي التي جعلتني حرة في اختياراتي وغير مترددة وأدرك جيداً كيف سيكون مشواري.

ما هي ذكرياتك عن المرحلة الثانوية والجامعة؟

في المرحلة الثانوية ومع حبي الشديد للقراءة كنت أختار الكتب الأدبية والفلسفة، وفي يوم من الأيام قالت لي الراهبة المسؤولة عن المدرسة: "إنتِ اخترت المواد القريبة من القراءة التي اعتدتِ عليها باللغة العربية ولم تختاري العلوم"، وقتها ذهبت إلى البيت وأخبرت والدي بما حدث، فعرض علي حينها دراسة العلوم والأدب معاً، وبالفعل شعرت بالتحدي بعد حديث الراهبة وطلبت منها دراسة الإثنين، ووافقت. 

بعد المرحلة الثانوية كنت أرغب بدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، لكن التنسيق وضعني في كلية الصيدلة، وفي النهاية النصيب ذهب بي إلى كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، حبي للدراسة كان شديداً، في يوم من الأيام قالت لي دكتورة: "أنا طلبت تعملوا بحث سيمون عملتلكم دكتوراه، لأني مبحبش ثغرة تقع مني"، ظلت حياتي الدراسية تسير إلى جانب العمل الخدمي إلى أن حدثت الصدفة التي غيرت حياتي.

ماذا عنها؟ 

العمل الخدمي هو الذي خلق هذه الصدفة، كان هناك حفل خيري في الجامعة واجتهدنا جداً كـ"أسرة الصداقة" في بيع التذاكر في أكثر من كلية، كان  ريعها لصالح الطلاب المكفوفين،  وكان الفنان مدحت صالح هو من سيُحيي الحفل حينها، وبسبب زحمة الطريق تأخر، فطلب أصدقائي مني إنقاذ الموقف بالغناء، حتى لا يظل الهدوء مسيطراً على المكان، ورغم خوفي صعدت على المسرح بمرافقة الفرقة الموسيقية، إلا أنني بعد الغناء شعرت وكأني ولدت على المسرح وكانت هذه البداية. 

هذه الحفلة هي أحب الحفلات لقلبي، فما زلت أتذكر تفاصيلها جيداً، كنت أقفز على المسرح، خاصة أني كنت أتمتع بروح الأوروبيين، والصدفة لعبت دورها بأن الأستاذ جمال عبد العزيز صديق الأسرة كان موجوداً، وقال لي: "إنت فنانة حلوة جداً، وقدمني للأستاذ طارق الكاشف، فقال لي إنتِ هتبقي توب ستار مصر"، وحتى بعد هذه البداية لم أكن أتخيل أن هذا سيكون طريقي بعدما كانت مجرد هواية. لم أشعر بعمق الحكاية حينها.

هل تتذكرين كواليس تصوير أول فيديو كليب لألبوم "تاني تاني"؟

طبعاً... كانت أيام جميلة وفخورة بها جداً، نحن أول من بدأ تصوير الفيديو كليب في مصر والعالم العربي لأغنية "تكسي" في ألبوم "تاني تاني" في العام 1987، الحقيقة إن رؤية طارق الكاشف كانت ثاقبة لأنه يحب الجديد في الفن، وقتها بدأت شهرتي، وبعد النجاح الذي حققته الأغنية في العالم العربي أخبرني أبي بأني أستطيع ترك الدراسة إن أردت إذ أصبحت لدي مهنة واحترافية في عالم الفن. 

قال لي طارق الكاشف "إنتِ هتبقي توب ستار مصر"، لم أكن أتخيل أن هذا سيكون طريقي بعدما كانت مجرد هواية... لم أشعر بعمق الحكاية حينها

لاحقاً اختارني المخرج الكبير خيري بشارة لـ"يوم مر ويوم حلو" وبطولة مسلسلين، وكنت بطلة المسلسل وغنيت التتر ولحنّه الأستاذ هاني شنودة. فكانت أول طلعة لي بطولة مسلسلين مع العظيم صلاح ذو الفقار في "أبيض في أسود" كان شيء عظيم جداً. 

وكيف تعامل أصدقاؤك معكِ بعد شهرتك بين ليلة وضحاها؟ 

أخبروني أن هناك فتاة صوتها جميل تغني، اسمها على اسمي، وكنت أبلغهم أنها أنا "سيمون"، لدرجة أني كنت أحضر معي الكاسيت وأضعه إلى جانب وجهي، حتى اقتنع أصدقائي أخيراً بأني أنا هذه النجمة الجديدة التي يسمعون عنها.

هذه المرحلة كانت بالنسبة لي حلماً حلواً، لم استوعب حجم ما حدث، كنت سعيدة جدا مثل طفلة صغيرة.  

وماذا عن علاقتك بوالديكِ؟

والدي –رحمة الله عليه- كان صديقي الأقرب وخزنة أسراري، كنت أحكي له كل شيء وأشاركه جميع لحظات حياتي، لم نفترق يوماً حتى أنه كان يأتي معي إلى عملي. دائماً كان ينصحني بأن أفعل ما أريد، المهم أن أكون مدركة جيداً إلى أين أنا ذاهبة، رحل أبي عني بعد دخولي عالم الفن بثلاث سنوات، وأنا سرت على نهجه.

في البدايات كنت أحضر معي الكاسيت وأضعه إلى جانب وجهي، حتى اقتنع أصدقائي أخيراً بأني أنا هذه النجمة الجديدة التي يسمعون عنها

كان دائماً يقول لي كوني نفسك، وهو الذي قال لي إن حواجبي هتبقى "trade Mark" بعد شهور قليلة أصبحت فنانة مشهورة، والناس كلها تتكلم على حواجب سيمون وشعرها الطبيعي، وكنت أحب والدتي كثيرا،ً ولكن الأقرب لي كان والدي. 

والصداقة؟ 

ما زلت احتفظ بأصدقاء الطفولة حتى الآن، وهم أكثر من يدعمني حتى اليوم، صديقة الطفولة علياء الزهيري حضرت معي أحدث حفلة لي في ساقية الصاوي.

حدثينا عن هواياتك، وعن نوعية الكتب المفضلة لديكِ؟

أحب الرياضة كثيراً، وبالأخص كرة السلة والكرة الطائرة، كما أنني تمرنت على الخيل والسباحة، دائماً لدي فضول لتعلم أشياء جديدة وإيجابية. أما عن الكتب فأنا قارئة جيدة للكتب الأدبية، وأعتبر الكتب بوصلة الروح، قرأت جميع كتب إحسان عبد القدوس، وروايات نجيب محفوظ في المرحلة الإعدادية، وأحب جداً كتب عبد الوهاب المسيري. 

أما حالياً أقرأ كتاب "نظام خارجي.. هدوء داخلي.. كيف تتخلص من الفوضي حولك وتوفر مساحة أكبر من السعادة".

هل تمنيت يوماً تجسيد شخصية من رواية؟

لا، لم أفكر في هذا يوماً. 

تقولين إنك "مدربة إحساسك" كيف هذا؟

اختياراتي دائماً مبنية على إحساسي الذي دعمته خبرة السنوات أيضاً، منذ طفولتي وأنا أدرب إحساسي أن يكون فطرياً وطبيعياً، لأتبعه في كل شيء في حياتي حتى في عملي.

استثمرت سيمون نجاحها بقلة أعمالها الفنية.. كيف هذا؟ 

بالفعل، وأنا راضية عن كل ما قدمته، ولم أخجل منه، وحتى أبتعد عن النمطية والقالب الواحد رفضت أعمالاً كثيرة قدمت لي، فكل شخصية جسدتها كنت مقتنعة بها لذلك ظلت عالقة في أذهان الناس، كما أني أختار الأعمال التي يكون بها رسالة،  لكن دوري في"الهجامة" هو الأحب لقلبي من الأفلام للعظيم الراحل أسامة أنور عكاشة. 

لديكِ رصيد من الأغنيات غير المألوفة. غنيتِ باليونانية مثلاً، ما هي كواليس هذه الأغنية؟

هذه الأغنية إبداع شخصي مني، في كل تفاصيلها، ذهبنا إلى الأقصر وأسوان، ووقتها كان هشام سليمان صديقي هو مدير الإنتاج. عُرضت الأغنية لاحقاً بالصدفة البحتة في مهرجان جينف وحصلت على جائزة أفضل أغنية سياحية، أما أهم كواليسها فهي أنني ذهبت لدراسة اللغة اليونانية حتى أتقنتها، وحين بثت الأغنية توقع من لا يعرفني من الناس بأني يونانية الجنسية.

وماذا عن أغنية المولد؟

كانت "مش نظرة وابتسامة" أول أغنية يتم تصويرها في مولد، وكانت أيضاً فكرتي ومن إنتاج روتانا، وأنا من اخترت د. المخرج الكبير محسن أحمد، وصنعت كل تفصيل فيها من الفكرة وحتى الـ"سكريبت". فالمولد يجمع كل الطبقات وتتميز به مصر، كنت أقصد أننا جميعنا شعب واحد في صورة أغنية.

احتفظت بصفة أنك غير تجارية ولا تقدمين ما يطلبه الجمهور، هل كان هذا التوجه مقصوداً؟

لا، بالعكس أنا أظن أن الأعمال التجارية مهمة جداً بدليل أن ظهوري للمرة الأولى في إعلان تلفزيوني كان في شهر رمضان الماضي،  لكن سبب مشاركتي في هذا الإعلان تحديداً هو جودة الفكرة والموضوع، بالإضافة إلى النوستالجيا التي منحني إياها التصوير مع حميد الشاعري وهشام عباس، كان مجرد تواجدنا معاً في مكان ووقت واحد مهماً ورائعاً، أيضاً الكواليس كانت رائعة وممتعة.

على ذكر حميد الشاعري، حدثينا عن ذكريات أول دويتو معه؟

طارق الكاشف هو من قرر عمل أول دويتو في أوائل التسعينيات، وحميد الشاعري حينها كان ملحناً، الكاشف هو من اقترح عليه غناء "بتكلم جد"، وبرغم أنه كان خجولاً جداً لكننا برعنا فيها... الأستاذة أحلام شلبي مذيعة برنامج "تاكسي السهرة" وصديقة العائلة اختارت أن تأتي في تصوير الأغنية. مبيعات الأغنية كانت كثيرة جدا، نزلت البرومو الخاص بالتصوير على الهواء ليطرح الشريط في الأسواق في اليوم التالي، وهي كانت سبباً رئيسياً في نجاحه بهذه الطريقة.

كنتِ أول مطربة عربية تناقش موضوع العنف ضد المرأة... ماذا تمثل لك هذه القضية وكيف تعملين على نصرة المرأة؟

بالفعل، كان هذا من خلال أغنية "خاف مني"، وقد تدربت على رياضة الكونغ فو لأجلها حوالي شهر، كنت أريد ان أقول إن  بإمكان المرأة أن ترد الضربة للرجل، لذا يجب عليه احترامها وألا يعتبرها كائناً ضعيفاً، إذا تكلمنا بشكل متحضر لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة، صناعة الفروقات بينهما هي بداية عدم التحضر، ظاهرة العنف ضد التحضر والوعي والحداثة، وأنا أرى أن الفن هو سبب التحضر وتغيير الوعي. 

حدثينا عن ذكرياتك مع سيدة الشاشة فاتن حمامة؟

فاتن حمامة سيدة عظيمة جداً، وقوتها تنبع من وجودها لا من خارجها، هي من علمتني عدم الرد على الشائعات واستكمال المسيرة وتجاهل كل ما هو مندثر، وقتها لم أفهم هذا الكلام، ولكن عندما خضت المشوار فهمت كلامها، وأنا أسير على طريق ونهج فاتن حمامة.

للمسرح مكانة كبيرة في حياتك، صحيح؟

المسرح بدأ في مرحلة "عائلة شمس"، هناك كانت البداية مع العظيم جميل راتب، وكان من الداعمين لي عند الفنان محمد صبحي، عرض الأخير علي مسلسلاً ووافقت، ولكن بعد يومين عاد وعرض علي المشاركة في مسرحية، كنت أرفض فكرة المسرح حينها لأنه سيتسبب في توقفي عن الغناء، إلا أن محمد صبحي أقنعني  من خلال مسرحية "كارمن" التي كانت تشبهني كثيراً، هذا إلى جانب الكيمياء الإنسانية الخاصة جداً بيني وبينه، حتى هذه اللحظة لم أر مسرحية متكاملة الأركان مثل "كارمن". لاحقاً اكتشفت أن لا ملل من المسرح ولا تكرار، بالفعل نعيد كل يوم نفس الكلام، لكن مع مرور الوقت وتدريب العضلة تتغير الإيفهات وطريقة الكلام يتجاوب الجمهور أكثر.

كنت أريد أن أقول من خلال أغنية "خاف مني" إن  بإمكان المرأة أن ترد الضربة للرجل، إذا تكلمنا بشكل متحضر لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة، صناعة الفروقات بينهما هي بداية عدم التحضر

قلتِ إن روح الأغاني قديماً مختلفة عن الوقت الحالي. كيف هذا؟

روح الأغاني حالياً بها عنف وقوة وأنا لا أحب هذا، الأغاني سابقاً كان بها تنوع ما بين الخفيفة والكلاسيكية وغيرها، كان هناك بعد عن النمطية.

وما رأيك في أغاني المهرجانات؟

لا أحب أن أقول رأيي في نوع أغان بعينه، لكن أي حاجة فيها حاجة حلوة أنا معاها، نطلّع من الشوك الوردة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image