شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ميمي جمال تروي لرصيف22 ذكريات سبعين عاماً من الفن والحبّ

ميمي جمال تروي لرصيف22 ذكريات سبعين عاماً من الفن والحبّ

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الاثنين 20 فبراير 202302:27 م

تعتبر ميمي جمال من أقدم الممثلات العربيات المستمرات في المهنة حتى اليوم، كانت بدايتها في فيلم "المستهترة" عام 1953 من إخراج عبد الله بركات. وبهذا تكون قد قضت 70 عاماً في التمثيل، وهو رقم قياسي يجعلها من أصدق الشاهدات على تحولات السينما المصرية، ومن أفضل راصدات الأثر الاجتماعي على الانتاج الفني.  

رقم قياسي آخر حققته ميمي جمال وهو رصيد أعمالها في السينما والمسرح والتلفزيون إذ تجاوز 500 عمل مؤرشف، وبذلك تكون الفنانة الأكثر ظهوراً من بين زميلاتها. ولا يسبقها سوى محمود المليجي، وحسن حسني، وصبري عبد المنعم. 
ولدت ميمي جمال في العام 1941 من أب مصري وأم يونانية، وكانت بداياتها في التمثيل مبكرة إذ مثلت في العام 1954 دور الابنة لمديحة يسري وعماد حمدي في فيلم "أقوى من الحب". 
جمعتها قصة حب طويلة بالفنان حسن مصطفى وتزوجا، وعايشا ما يعايشه كل الشركاء من حب وخلافات وأمومة وأبوة وحتى المرض والشيخوخة، وعلى عكس كثير من زيجات الوسط الفني ظلّا معاً حتى وفاته في العام 2015. 
رصيف22 قابل الفنانة ميمي جمال، وكان هذا الحوار.

وصل رصيدك إلى أكثر من 500 عمل فني في السينما والمسرح والتلفزيون. كيف أثر هذا الإنجاز الضخم على تكوينك؟

هذه الأعمال الفنية هي التي شكلت شخصيتي. الفترة الطويلة التي قضيتها في الفن هي اليوم مجموع تجربتي مع كل مخرج عملت معه وكل عمل فني ظهرت به. كل مسرحية كانت تضيف لي شيئاً جديداً، أظن أن الإنسان يستطيع فهم كل شيء بعد النضج، أنا راضية بهذه النتيجة من مشواري الفني، الحمد لله.

كسرت ميمي جمال الرقم القياسي في سنوات العمل فقضت 70 عاماً في مهنة التمثيل، كما كسرت الرقم القياسي النسائي في عدد الأعمال إذ بلغ رصيدها أكثر من 500 عمل في السينما والمسرح والتلفزيون 

عملتِ في مسرح الفنانين المتحدين، وفي فرق القطاع الخاص، وفي مسرح نجم أيضاً. فما هي أجمل ذكرياتك على الخشبة؟

المسرح هو رقم واحد في حياتي، وأهم من السينما والتلفزيون، خاصة أنني عملت في المسرح منذ كنت في سن صغيرة، إذ بدأت في فرق التلفزيون المسرحية ومن ثم انتقلت لمسرح القطاع الخاص. أعتبر المسرح ابني البكر، لكن حالياً لم يعد هناك مسرح، أو لم يعد هناك مسرح يصلح لي.
لكل ممثل مسرحي طقوسه في الكواليس، هل لديكِ ذلك النوع من العادات أو الطقوس التي تمارسينها قبل الصعود على الخشبة؟
أحب أن أجلس وحدي، وألا أتعاطى كثيراً بالأحاديث قبل العرض، فأشرب فنجان قهوتي في غرفتي بهدوء. قديماً كنت أذهب للجلوس مع الفنان الراحل الصديق سمير غانم.

هل جمعتك الكثير من الذكريات مع سمير غانم؟

سمير غانم كان جميلاً جداً. أنا وإياه نتشابه في "شخصية الكواليس"، ففي وقت الاستراحة في الكواليس كان كل منا يجلس في غرفته، ثم يصعد وينهي المشاهد الخاصة به ثم يعود لغرفته مرة أخرى، كان سمير يحب سماع الأغنيات الشعبية جداً، كان طيباً جداً، وكان فناناً عظيماً.

عملتِ كثيراً مع نور الشريف أيضاً، كيف تتذكرينه؟

ما كان يميزه أنه معطاءً جداً خصوصاً لمن يقف أمامه من الممثلين والممثلات، عند العمل معه تشعرين وكأنك تأخذين منه، كان يعمل بإتقان شديد. كان أستاذاً في التمثيل.

كان نور الشريف معطاءً جداً لمن يقف أمامه من الممثلين والممثلات، كان فعلاً أستاذاً في التمثيل

تجمعك أيضاً صداقة قديمة بالفنانة لبلبة، صحيح؟

لبلبة تستحق التكريم الذي حصلت عليه هذا العام في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ44؟ وتكريمها بجائزة "إنجاز العمر" جميل لأنها قدمت كل أنواع الفنون، ولأن لها تاريخاً في الإنجازات. فرحت لتكريمها حقاً.

هل تعتقدين أن عدم  تكريمك من مهرجان القاهرة السينمائي هو تجاهل متعمد من إدارته؟ 

نعم، إلا أنني لا أستطيع الحديث عن هذا الموضوع، فأمر التكريم هو في النهاية تقدير من الإدارة، وهي مسألة متأخرة جداً بالنسبة لي، ولطالما لم أُكرم هذا العام فلا أعلم ما الممكن أن يحدث في الأيام القادمة.

مؤخراً قمتِ بتجسيد شخصية "ثريا وجدي" في مسلسل "إيجار قديم" الذي أنتج في العام 2022 من إخراج طارق رفعت. تبدو هذه الشخصية وكأنها تشبهك.

وافقت على هذه الشخصية بمجرد عرضها عليّ، لقد عملت سابقاً مع عمرو الدالي وأعلم جيداً كيف يكون العمل معه، كما أعلم أثر الشخصيات التي يطرحها في أعماله الفنية على الجمهور. لذا وافقت على الفور. تحوي هذه الشخصية الكثير من التفاصيل، منها أنها تتألم داخلياً بسبب عدم عملها في المسرح، لكنها في الوقت ذاته تحاول الوجود بين الناس، هي شخصية طيبة وخفيفة الظل، وفيها الكثير من شخصيتي الحقيقية. 

حب كبير جمع بينك وبين الراحل حسن مصطفي. هل كان هذا هو السبب الرئيسي في رغبتك اعتزال الفن؟

طبعاً، لأن هناك قصة حب ربطت بيني وبين زوجي، "لما مشي ساب جوايا حزن كبير لحد دلوقت"، عجزت عن العمل بعدها لأكثر من خمس سنوات، الحقيقة لم أقدر على العمل الفني بعد رحيل زوجي، كان عشرة العمر كله وتعبت جداً بعد رحيله، ومن ثم تزوجت بناتي، وعدت لأعيش بمفردي دون أنيس، فكان الفن هو أنيسي لأنه الأمر الوحيد الذي أجيده، فعدت مرة أخرى للعمل من خلال حكاية "زي القمر" ومن ثم توالت الأعمال لأعود إلى الشاشة مرة أخرى.

بعد هذه السنوات، هل ترين أنك حصلتِ على حقك في التقدير الفني؟

نعم، الحمد لله أنا راضية جداً، وراضية عن وجودي في الساحة الفنية وسط المخرجين والمؤلفين الممثلين الذين هم من مختلف الأعمار والأجيال الجديدة، كل هذا لم يزل يضيف لي حتى الآن.

حب كبير جداً جمعني مع زوجي حسن مصطفى، ورحيله ترك حزناً كبيراً في داخلي حتى اليوم، حتى أنني عجزت عن العمل بعد رحيله لخمس سنوات، ولم أعد إلى العمل إلا بعد زواج بناتي 

هل أنت متصالحة مع فكرة التقدم في السن؟

 طبعاً. ما دمت على قيد الحياة وصحتي جيدة سأظل أقدم الأعمال الفنية لأني لا أستطيع عمل شيء سوى الفن، إذ لا أعرف غيره.

ماذا تمثل البطولة المطلقة لكِ، هل تهمك؟

لا أهتم بها، ما يهمني هو الدور والشخصية التي أجسدها ومدى تأثيرها على الناس. لا أختار إلا الأدوار التي أراها مميزة.

هل هناك أعمال مقبلة؟

أعمل حالياً على تصوير مسلسل "الونش" مع الفنان محمد رجب، ولم نتنه من التصوير بعد.

كثير من الفنانين من مختلف الأجيال طوروا علاقتهم مع الجمهور من خلال الـ"سوشال ميديا". ما هي علاقتك بمواقع التواصل؟

ليس لدي علاقة بها، ولا أحب التعامل بها نهائياً. قد تكون لطيفة في بعض الأحيان لكنها في أحيان أخرى تكون قاسية كما تتيح التدخل في الحياة الشخصية للآخرين، وهو أمر لا أحبه.

لا أنا ولا حسن كنا نحب الـ"سوشال ميديا" ولا طرح مشاكلنا الشخصية عليها، أنا محظوظة أنني كبرت بدون كل هذا الانفتاح وانعدام الخصوصية

يعتقد البعض أنك محظوظة أو من جيل المحظوظين الذين عاشوا وكبروا بدون كل هذا الانفتاح وانعدام الخصوصية.

طبعاً، لا أنا ولا حسن مصطفى رحمه الله كنا نحب الـ"سوشال ميديا"،  ولا أن نطرح مشاكلنا الشخصية فيها، بالأصل لم يكن لدينا مشاكل لنرويها على الملأ.

 ما هي أبرز هواياتك؟

الطبخ. أعشق دخول المطبخ.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

تنوّع منطقتنا مُدهش

لا ريب في أنّ التعددية الدينية والإثنية والجغرافية في منطقتنا العربية، والغرائب التي تكتنفها، قد أضفت عليها رومانسيةً مغريةً، مع ما يصاحبها من موجات "الاستشراق" والافتتان الغربي.

للأسف، قد سلبنا التطرف الديني والشقاق الأهلي رويداً رويداً، هذه الميزة، وأمسى تعدّدنا نقمةً. لكنّنا في رصيف22، نأمل أن نكون منبراً لكلّ المختلفين/ ات والخارجين/ ات عن القواعد السائدة.

Website by WhiteBeard
Popup Image