شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"بعضها يُعرض حالياً"... مسلسلات وأفلام حققت أعلى المشاهدات لكسرها التابوهات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الأحد 19 فبراير 202312:58 م

هل مهمة الفن أن يحرك المياه الراكدة أم تقديم الترفيه من خلال القصص "الآمنة" إن صح التعبير؟ وهل يمكن الحسم بأن الهدف من إثارة الجدل هو بالمطلق رفع نسب المشاهدة والمبيعات أم أن الجدل هو أمر لا مفر منه في الفن لا سيما إذا كان هذا الفن عارضاً لقصص المجتمع كالسينما والتلفزيون لا فناً مجرداً كالرسم والموسيقى؟ 

كثيرة هي الأعمال الفنية التي كسرت التابوهات، وفاجأت المشاهدين بطرحها بعض النماذج غير المعترف بها في المجتمع، والمدانة لمخالفتها النمط السائد المقبول. اللافت هنا أن نفس القصص حين تعرضها الأعمال المستوردة كالأمريكية والهندية والتركية لا تقابل بهجوم على غرار الأعمال العربية، وإن كانت الأعمال العربية منسوخة عنها.  

تهتم المجتمعات العربية أكثر من غيرها بالعادات والتقاليد، وتدافع أكثر من سواها عما يمكن تسميته بالـ"صورة المثالية" للعائلة، ورغم هذا فالأعمال التي لا تعكس الصورة المثالية هي الأكثر مشاهدة، والقادرة على كسر الأرقام القياسية في أرقام المتابعات.  

مسلسل "أزمة منتصف العمر" 2023

يتصدر مسلسل "أزمة منتصف العمر" الذي يعرض على إحدى منصات المشاهدة اهتمام الكثير من المتابعين في البلاد العربية، وذلك لطرحه فكرة جريئة جديدة هي علاقة الرجل العاطفية بحماته بسبب فارق العُمر بينهما، أو من كان يعتقدها حماته قبل أن يتضح أنها زوجة أب زوجته.

ورغم الفكرة الصادمة التي طرحها المسلسل وبين مؤيد ومعارض لها، وتشبيهها بفكرة المسلسل التركي الذي اشتهر باسم "العشق الممنوع"، فهو يسلط الضوء على مشكلة فارق العمر الكبير بين الأزواج، وكيف قد يتحول إلى أزمة، وصعوبة مواجهته.

يتصدر مسلسل "أزمة منتصف العمر" اهتمام  المتابعين في البلاد العربية، لطرحه فكرة جريئة جديدة هي علاقة الرجل العاطفية بحماته

كذلك يشير عنوان "أزمة منتصف العمر" إلى أن المرأة والرجل لا يزالان مرغوبين عاطفياً وجنسياً في هذه السن، وهو ما يطرحه أيضاً المسلسل، من بطولة كريم فهمي، ريهام عبد الغفور، ورنا رئيس.

ينضم المسلسل إلى مسلسلات وأفلام كسرت التابوهات الفكرية، وتخطت الخطوط الحمراء في الوطن العربي وناقشت أفكاراً جريئة أو على الأقل غير مألوفة، وفي ما يلي أبرزها.

مسلسل "الثمن" 2023

يعرض حالياً، هو إنتاج "MBC" ومقتبس عن المسلسل التركي "Binbir Gece"، ويتناول فكرة ابتزاز رب العمل لموظفات لديه، إشباعاً لرغباته الجنسية، ويسلط الضوء على علاقات غير شرعية بين زملاء العمل رغم أن فكرة بناء علاقات شخصية داخل محيط العمل أصبحت غير محببة بناء على توصيات رواد الأعمال، الذين ينصحون دوماً بعدم خلط زمالة العمل بالعلاقات الشخصية.

المسلسل من بطولة باسل خياط ورزان جمال ونيقولا معوض، ويُعرض على إحدى منصات المشاهدة العربية.

فيلم "أصحاب ولا أعز" 2022

الفيلم الذي طُرح العام الماضي وسبب ضجة كبيرة، ناقش فكرة امتلاك كل شخص للأسرار داخل إطار العلاقة، وأن البحث وراءها حتى ما بين الأزواج قد يخرب حياة الطرفين. 

هي فكرة غير محببة في مجتمعاتنا الشرقية أن يخفي أحد الزوجين أسراراً عن الآخر، ولكن ماذا لو أصبح كل من الزوجين كتاباً مفتوحاً للآخر، هل ستستمر الحياة بينهما أم من الأفضل احتفاظ كل طرف في العلاقة بأسراره وإخفاؤها عن شريك حياته؟ الفيلم من بطولة منى زكي، وإياد نصار، وفارس كرم، ونادين لبكي.

هل يمكن الحسم بأن الهدف من إثارة الجدل هو رفع نسب المشاهدة؟ أم أن الجدل هو أمر لا مفر منه لا سيما إذا كان نوع الفن عارضاً لقصص المجتمع كالسينما والتلفزيون لا فناً مجرداً كالرسم والموسيقى؟

فيلم "رحلة يوسف- المنسيون" 2018 

الفيلم الذي أعاد السينما السورية للمهرجانات هو من إخراج جود سعيد، وسيناريو وسام كنعان، ومن بطولة أيمن زيدان وسامر عمران وربى الحلبي، عُرض العام المنصرم وناقش معاناة اللاجئين السوريين. احتوى على مشهد اعتداء شاب على طفل جنسياً في أحد مخيمات اللاجئين، ودافع صناع العمل على طرح الفكرة الجريئة وقالوا إنها قضية موجودة ومعاناة اللاجئين من التحرش والاغتصاب موجودة أيضاً ولا يجوز عدم توثيق المسألة.

فيلم "القضية 23" 2017

هو فيلم لبناني فرنسي من بطولة عادل كرم وكامل باشا، يُسلط الضوء على الصراعات الأهلية داخل المجتمع اللبناني، حيث يتناول الفيلم قصة مشاجرة بين شاب مسيحي ماروني مع عامل فلسطيني مسلم تتطور المسألة حتى تصبح قضية رأي عام.

الفيلم من إخراج زياد دويري ورشح للفوز بجائزة أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية في الحفل التسعين للأوسكار.

فيلم "أسرار عائلية2013

هو فيلم درامي مصري من بطولة محمد مهران وسلوى محمد علي، ويناقش قضية شاب مثلي من أسرة متوسطة الدخل، ومعاناته  في مواجهة أسرته والمجتمع بميوله الجنسية.

الفيلم من كتابة محمد عبد القادر وإخراج هاني فوزي، الذي توجه إلى لجنة التظلمات للسماح بعرض فيلمه بعد أن رفض جهاز الرقابة المصري عرضه في البداية.

فيلم "واحد صفر" 2009

هو فيلم مصري من بطولة إلهام شاهين، التي صرحت أنها استوحت فكرته من معاناة صديقتها الفنانة القبطية "هالة صدقي". تحدث الفيلم عن معاناة الأقباط في مصر من صعوبة الطلاق، وتحول حياة البعض منهم إلى جحيم بسبب عدم الحصول على الطلاق، الذي لا يمنح فرصة ثانية لكل من الزوجين للارتباط الشرعي مرة أخرى ومواصلة حياتهما بشكل طبيعي.

تقول إلهام شاهين إن فكرة فيلم "واحد صفر" مستوحاة من معاناة صديقتها الفنانة القبطية "هالة صدقي". وتتناول قصته معاناة الأقباط في مصر من صعوبة الطلاق

الفيلم ناقش فكرة جريئة لم يتطرق لها الكثير من صناع الفن من قبل نظراً لمقص الرقابة الذي يتحسس الحديث في الأمور الدينية، أما الواقع فإن المحاكم المصرية تشهد الكثير من حالات الطلاق المُعلق بين الأقباط، والبعض منهم يغير مذهبه الديني والكنيسة التابع لها أيضاً للتحايل على المحكمة والحصول على الطلاق.

"فيلم ثقافي" 2000

عمل فني آخر في إطار كوميدي، ولكنه حمل الكثير من الرسائل المبطنة الجدية في داخله، وهو من بطولة أحمد رزق وفتحي عبد الوهاب وأحمد عيد. يحكي عن معاناة الشباب الذين تخطوا الثلاثين من عمرهم دون تحقيق أحلامهم بممارسة الجنس عن طريق الزواج، وذلك بسبب تكاليفه الباهظة وضيق المعيشة وعدم إيجاد فرص عمل مناسبة، مما يضطرون إلى إدمان مشاهدة المواد الإباحية، فهل هم مذنبون أم ضحية للمجتمع؟

فيلم "النوم في العسل" 1996

الفيلم الذي قام ببطولته عادل إمام ودلال عبد العزيز تدور أحداثه في إطار قد يبدو كوميدياً، وموضوعه حول افتقاد الرجال الرغبة في ممارسة الجنس مع زوجاتهم، ويعتقد البعض أن وباء قد انتشر وسبب ضعفاً جنسياً للرجال، مما يدفع رجال الأمن للبحث والتقصي حول سبب المشكلة.

احتوى فيلم "رحلة يوسف" على مشهد اعتداء جنسي لشاب على طفل في أحد مخيمات اللاجئين، ودافع صناع العمل على طرح الفكرة الجريئة بأنها قضية موجودة ولا يجوز عدم توثيقها

 ولكن مؤلف الفيلم وحيد حامد ومخرجه شريف عرفة قصدا بعض الإسقاطات السياسية على النظام المصري مغلفة بإطار كوميدي، بالإضافة إلى أن ضغوط الحياة تدفع الناس إلى عدم إشباع أبسط احتياجاتهم، حتى الغرائزية منها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image