شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
ما وراء الثورة على

ما وراء الثورة على "كيفين هارت"... الـ"أفروسنتريزم" ونظرية الخلاص المصرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتاريخ

الأربعاء 14 ديسمبر 202205:35 م


فرحة عارمة وحماس بالغ، قوبل بهما الإعلان عن حفل "ستاند أب كوميدي" للكوميديان والممثل الأمريكي كيفين هارت، إذ من المقرر أن يقام في ستاد القاهرة في 21 فبراير/ شباط المقبل. لكن الحماس الكبير من جمهور هارت سُرعان ما قوبل بحملات مضادة تدعو لمنع الكوميديان الأمريكي من دخول مصر وإلغاء حفله. واستندت الحملات الرافضة المتفرقة إلى تصريحات منسوبة لهارت يظهر فيها اعتناقه نظرية المركزية السوداء "الأفروسنترزم". 

وكتبت صفحات تتبنى توجه القومية المصرية الحديثة، أسباب رفضها لحضور كيفن هارت إلى مصر، من بينها صفحة "وعي مصر" التي كتبت رسالة إلى الفنان الأمريكي ذي الأصول الأفريقية قائلة: "رسالة للفنان المزور، بعد حالة الرفض التامة دي من الشعب المصري هل هتعتذر وتتراجع عن الخرافات اللي بتحاول تفرضها على عقول الناس بالباطل؟ ولا هتستمر في أكاذيبك ومعاداتك لشعب عريق زي الشعب المصري؟".

بعد حفاوة مبدئية قوبل بها خبر إقامة حفل "ستاند أب" للكوميديان الأمريكي كيفين هارت في استاد القاهرة؛ اشتعل الغضب والرفض بعد أن تبين اعتناقه لنظرية الـ"أفروسينترزم". فما هي نظرية "المركزية السوداء"، وما جذورها، ولماذا تثير كل هذا الغضب؟ 

ما هي نظرية المركزية السوداء "الأفروسنتريزم"؟

المركزية السواء هي تيار فكري نشأ في الولايات المتحدة الأمريكية، يسعى إلى إعادة كتابة "التاريخ الأسود" Black history، من خلال خلق تاريخ بديل، يرسخ لحضارة سوداء ثرية، تنسلخ عن الأصول الجغرافية للأمريكيين الأفارقة. وأن تلك الحضارة السوداء، تسبق مرحلة الاستعباد الأوروبي الأمريكي لسكان الساحل الغربي للقارة الأفريقية. ويؤكد هذا التاريخ البديل على ثقافة وإنجازات الأفارقة بصفتهم منْشَأ الحضارات كلها تقريباً.

من الصعب معرفة تاريخ محدد بدأت عنده هذه الفكرة، المنتشرة بشكل خاص بين الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية.

وفقاً لدراسة منشورة على موقع المكتبة العلمية الإلكترونية الأفريقية، التي تدار من قبل أكاديمية العلوم في جنوب أفريقيا، "أدت تجارة العبيد وحرمانهم من التعليم بمجرد وصولهم إلى الأمريكتين في تحفيز فرط الحساسية الأفريقية الأمريكية، حيث رفض بعض الأمريكيين الأفارقة «الأمركة» وبدأو في التطلع إلى الممارسات الثقافية الأفريقية واستكشافها".

وتضيف الدراسة: "خلقت تجربة الاستعباد والعنصرية في المجتمع الأمريكي الظروف لظهور النظرية «المركزية الأفريقية»، بنفس المعنى الذي يمكن أن يُنظر من خلاله إلى النظرية الماركسية كون الأخيرة - من وجهة نظر معد الدراسة- بنيت رداً على القيود الاقتصادية والاضطهاد المفروض على الفلاحين الروس".

من الصعب معرفة التاريخ المحدد الذي بدأت عنده هذه الفكرة، المنتشرة بشكل خاص بين الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية

تعيد مصادر المكتبة ظهور الأفروسنتيزم إلى أوائل القرن التاسع عشر، حيث تصاعدت محاولات الأفارقة المستعبدين للهرب عبر طريق الخلاص underground railroad الذي تشكل في نهايات القرن الثامن عشر. وهي الفترة نفسها التي بدأ فيها الهوس الأوروبي بالحضارة المصرية القديمة في أعقاب الحملة الفرنسية، وبشكل ما وجدت السرديتان مساحة للالتقاء.

وفي عام 1827، مع إعلان إنهاء العبودية في ولاية نيويورك، ظهرت على الفور في الولاية نفسها صحيفة سوداء تحت مسمى "صحيفة الحرية Freedom's Journal"، زعمت في افتتاحيتها وجود علاقة بين الأفارقة والمصريين القدماء.

في وقت متأخر من القرن نفسه، ولد ماركوس غارفي، الصحافي والكاتب الأمريكي ذو الأصول الجامايكية. أسس غارفي لتيار المركزية الأفريقية، لاحتياجه إلى سردية يمكن أن تنبني عليها "القومية السوداء".

غارفي، الذي توفي مع بدايات نهضة حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، والذي استند قادة الحركة إلى خطابه، كانت أفكاره تتلخص في أن كل "السود" في العالم أصحاب هوية واحدة، وينتمون إلى قومية واحدة، ذات تاريخ بعيد وأصيل، بدأ في مصر التي أسسوا هم حضارتها، قبل أن يسرقها منهم الرجل الأبيض.

كانت "القومية السوداء" المتخيلة، بحاجة إلى سردية تدعمها، وتقدم لها جذوراً ضاربة في أعماق التاريخ، يمكنها أن تصور للمستعبدين الذين انتزعوا حريتهم حديثاً، أن تاريخهم أكبر بكثير من مجرد اختطافهم من الساحل الغربي لأفريقيا، لاستعبادهم عند الساحل الشرقي لأمريكا

اكتسبت أفكار غارفي رواجاً وزخماً في إطار حركة الحقوق المدنية، رداً على التهميش والعنصرية تجاه الأمريكيين من أصل أفريقي. وكان من أبرز المؤمنين بها من بين المدافعين عن حقوق الأمريكيين الأفارقة؛ الناشط الذي يحظى بمكانة خاصة بين العرب، مالكوم إكس. تبنى إكس خطاب المركزية السوداء واعتقادها بأن "الحضارة الفرعونية قائمة على الرجل الأسود". قال إكس في تسجيل منسوب له إن "كل بقايا الحضارة الفرعونية التي صدمت الرجل الأبيض تعود حقاً للرجل الأسود".

مع حلول الثمانينيات صاغ الباحث موليفي أسانتي مصطلح "الأفروسنتريزم"،  وأسمى منتميه والمعتقدين فيه "أفرو سينتريك"، ليعبر عن تيار المركزية الأفريقية.

قوبل هذا التوجه برفض واسع في الأوساط الأكاديمية الأمريكية والأوروبية، وحتى بين أكاديميين أمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية، حد أن بعضهم وصف الـ"أفروسنترزم" بأنها تبدو وكأنها "اختراع أبيض، يستهدف تحويل الفكر الأفرو- أمريكي (التيارات الفكرية بين الأمريكيين السود) إلى أضحوكة مثيرة للشفقة" 

بحسب دراسة منشورة في المكتبة المفتوحة Jstor، فإن الهدف الأساسي لهذا التيار هو التركيز على دراسة التاريخ من وجهة نظر أفريقية، والتحول إلى تيار فكري وثقافي ممثل في المدارس والجامعات والأكاديميات الأمريكية، لكن هذه النظرة خرجت عن مسارها وتبنت أفكاراً مغالطة للتاريخ مثل الزعم بإن السود قدموا إلى أمريكا قبل المكتشف كريستوفر كولومبوس أو أن مصر القديمة كانت أرض للسود.

قوبل هذا التوجه برفض واسع في الأوساط الأكاديمية الأمريكية وخارجها. بل وبين الأكاديميين الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية أنفسهم، حد وصف بعض المنظرين لها، أنها تبدو وكأنها سردية بيضاء تستهدف تحويل الفكر الأفرو- أمريكي إلى أضحوكة مثيرة للشفقة.

ما علاقتهم بمصر؟

وعلى غرار نظرية كولومبوس (أن سكان الساحل الغربي لأفريقيا اكتشفوا أمريكا قبل كولومبوس) ، يعتقد المنحدرون من أصل أفريقي أن التاريخ والثقافة الأفريقيين نشأ كلاهما في مصر القديمة، التي كانت مهد الحضارة العالمية، لكن هذا الإنجاز سُرق وتم حجبه من قِبل الأوروبيين.

تجادل نظريات "المركزية الأفريقية" بأن كل الحضارات الإنسانية الكبرى نشأت من الثقافة الأفريقية، وأن مصر القديمة كانت أرضاً للسود. ومن الأعمال التي تبنت تلك الأيديولوجية، هي تلك الخاصة بالأستاذ بجامعة كورنيل، مارتن برنال، الذي يجادل في عمله المؤلف من مجلدين بعنوان "أثينا السوداء" بأن مصر القديمة كانت مأهولة بسكان متنوعي البشرة، ولكنها كانت في الأساس أفريقية في الثقافة، بما يجعله يصل في كتابه إلى الزعم بأن الحضارة اليونانية البيضاء إنما بنيت على الحضارة السوداء، معتمداً على النظرية التاريخية المقبولة على نحو واسع، بأن التأثيرات المصرية والفينيقية في الحضارة اليونانية كانت تأثيرات مؤسسة. وبما أن الحضارة المصرية – في نظره- حضارة سوداء، إذن؛ هذا يجعل الحضارة اليونانية سوداء بالتبعية.

يأتي هذا من اعتقاد "المتمركزون حول مصر" بأن الإغريق "سرقوا" حضارتهم ونسبوها إلى أنفسهم، ويجادلون بأن كل الثناء الذي ينسب إلى اليونانيين يجب أن يتم فحصه ومراجعته، ويتهم السنغالي أنتا ديوب أحد قادة هذا التيار علماء المصريات بـ "ارتكاب جريمة ضد العلم وليس الأفارقة فقط" وذلك بنسب الثقافة المصرية إلى اليونانية، وهو في ذلك يعتبر أن "العودة إلى مصر في كل شيء هو الشرط الضروري للتوفيق بين الحضارات الأفريقية والتاريخ"، وهو ما يعرف في معتقداتهم باسم "نظرية الخلاص المصرية".

نظريات "المركزية الأفريقية" قائمة على فكرة أن كل الحضارات الإنسانية المهمة نشأت من الثقافة الأفريقية، وأن مصر القديمة كانت "أرضاً للسود"، وليست "أرضاً سوداء"

ويروج المنحدرون من أصل أفريقي إلى ترجمة خاطئة عن مصر القديمة، وهي أن كلمة كيميت Kemet (اسم مصر كما دعاها أبناؤها)، تعني "أرض السود"، وفسروها بأنها صيغت على أساس لون بشرة السكان، لكن علماء المصريات دحضوا هذه الترجمة وقالوا إن الترجمة الصحيحة المتفق عليها بين علماء المصريات واللغة المصرية القديمة هي "الأرض السوداء"، والتي تشير إلى لون التربة السوداء التي ترسبت بسبب الفيضانات السنوية للنيل وليس لون جلد سكان مصر القدماء.

وإن كان الإغريق اتًهموا بنسب الثقافة الأفريقية لهم، فإن العرب اتًهموا أيضاً بـ "طمس مصر السوداء"، من خلال التأثير اللغوي والثقافي والديني على المصريين تحديداً، وهو ما تسبب في نزوح عرقي جماعي من مصر إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقاً لمعتقدات المنحدرين من أصول أفريقية، في محاولة منهم لتفسير غياب أي مظهر أو فن من مظاهر وفنون مصر القديمة في أراضيهم الواقعة في أقصى غرب القارة، بعيداً عن مصر الواقعة في أقصى ركنها الشمالي الشرقي.

ولإثبات ادعائهم، يركزون على تاريخ الأسر النوبية والكوشية خلال العهد الفرعوني (الأسرتين 25 و26)، وينظمون من أجل ذلك زيارات ورحلات دراسية للآثار المصرية، فضلاً عن صناعة أفلام وثائقية، تدعو إلى نظريتهم وتدعمها.

ويشاركون في البعثات الأثرية على غرار انتوني براودر المؤرخ الأمريكي ورئيس الجمعية الأمريكية لترميم مقابر منطقة جنوب العساسيف الأثرية، وهو أمريكي من أصل أفريقي، له جمعية تحمل اختصاراً اسم "IKG" هي مؤسسة تعليمية مكرسة لإعادة اكتشاف وتطبيق التاريخ والثقافة والحكمة الأفريقية القديمة. أسسها في العام 1981، بهدف تحدي المفاهيم المشوهة عن قارة أفريقيا في وسائل الإعلام وداخل المؤسسات الدراسية في أمريكا وغيرها من البلدان.

ويقول براودر في مقابلة مع صحيفة الشروق المصرية، إنه و60 من الباحثين و المرممين والأثريين الأمريكيين، شاركوا في مشروع حماية مقابر جنوب العساسيف، وأنه ربما ومن خلال عمله في التنقيب عن الآثار وحماية مقابر قدماء المصريين، جاء "باحثاً عن جزء من تاريخه الضائع"، كأمريكي من أصل أفريقي، وربما جاء أيضاً للبحث عن جذور أجداده، وإعادة كتابة التاريخ الحقيقي لمصر ووادي النيل وأفريقيا.

ورأى والمؤرخ والناشر الأمريكي المعروف بدعمه لتيار "الأفروسنتريزم" أن بعض من كتبوا تاريخ مصر من الأوروبيين، لم يقدموا التاريخ الحقيقي لمصر، بل قدموه برؤية غربية، وأنه يسعى لكتابة التاريخ "برؤية كاتب أفريقي الجذور يقدم الحقائق التاريخية كما هي". مبيناً أنه أنجز عبر مشروعه لإعادة كتابة تاريخ مصر ووادي النيل وأفريقيا، 10 كتب بينها ثلاثة كتب عن تاريخ مصر السوداء.

وأشار براودر إلى مداومته على زيارة مصر منذ 40 عاماً، وأنه أحب مصر وتاريخها لكونها تمتلك أقدم حضارات العالم، ذاكرا أنه استطاع أن يرافق خمسة آلاف مواطن ومواطنة أمريكية لزيارة آثار مصر الفرعونية، عبر العقود الأربعة الماضية.

ولذلك سعى براودر إلى تنظيم مؤتمر "بحثي" يدعم نظرية الأفروسنتريزم في محافظة أسوان في 25 فبراير/ شباط 2022، لكن سريعاً ما أحبطت مساعيه بعدما تنبه لها علماء مصريات مصريون، لينظموا حملة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي ضد منظمي المؤتمر باعتبار أنهم يروجون لثقافة "الأفرو سنتريك"، وتدخلت مؤسسات أمنية لإلغاء المؤتمر فور التنبه إلى أهدافه.

مشاهير "أفروسينتريك" في مصر

بالعودة إلى كيفين هارت، أحد أبرز المتبنين لأفكار ذلك التيار، فإنه بلغ به إخلاصه له أن قاد إنتاج وتقديم مسلسل دوكيودراما (يجمع بين ستايل الوثائقي والدراما) عبر نتفليكس حمل اسمه "دليل كيفين هارت إلى التاريخ الأسود".

عقب طرح المسلسل قال كيفين هارت: "يجب أن نعلّم أولادنا تاريخ الأفارقة السود الحقيقي عندما كانوا ملوكا في مصر، وليس فقط حقبة العبودية، التي يتم ترسيخها في التعليم في أميركا".

كيفن هارت ليس وحده من يدعم " الأفروسنتريزم" بين مشاهير هوليوود، إذ يحظى هذا التيار بدعم كبير من فنانين وعارضي أزياء ذوي أصول أفريقية، مثل عارضة الأزياء جوان سمولز التي زارت معابد أبوسمبل في محافظة الأقصر وكتبت عبر حسابها على إنستجرام بأن أجدادها ينادونها.

وكذلك عارضة الأزياء ناعومي كامبل (من أصول جامايكية) التي زارت مصر 2021 لتشهد أول اكتشاف أثري في البلاد في هذا العام، والذي تضمن عشرات المكتشفات الأثرية ومعبداً جنائزياً فرعونياً بالقرب من منطقة سقارة. كتبت كامبل عبر حسابها احتفالاً بيوم السود " تتمتع ثقافتنا أكثر من أي وقت مضى بالحق في معرفة أسلافنا ، فهم يصفون السود في أمريكا بأنهم أمريكيون من أصل أفريقي، لكن هل يعلمونك عن هذه القارة الجميلة؟"، في دعم واضح لترويج ارتباط "الأفروسنتريزم" بالحضارة المصرية القديمة.

أشهر المنتمين إلى هذا التيار على الإطلاق، هي المطربة الأمريكية ذات الجذور الفرنسية الأفريقية بيونسيه نولز، الشهيرة باسمها الأول "بيونسيه"، والتي باتت تتخذ من هذا التيار عنواناً لأعمالها الفنية الأخيرة، وحرضت على القدوم إلى مصر والتقاط الصور داخل المقابر والأهرامات والمعابد المصرية بصحبة الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس، معلنة عن سعادتها بالتواجد في أرض أجدادها.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard