شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
حوار يُنشر لأول مرة مع أنغام (3 من 3)

حوار يُنشر لأول مرة مع أنغام (3 من 3)

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة

الخميس 15 ديسمبر 202211:56 ص

كنت قبل بدء حواري مع أنغام قد فكرت في عدم توجيه أي أسئلة إليها بخصوص والدها وعلاقتها به، لأن ذلك كان الموضوع الأثير أو ربما الوحيد في حديث أغلب الصحف والمجلات عنها، لكنني كنت أدرك أن ذلك سيصعب من مهمة نشر الحوار، ولذلك حين تحدثت أنغام بأسى عن محاولة الإيقاع بينها وبين والدها وتسخينه عليها، قررت أن أوجه لها سؤالاً كان يشغلني عن سبب انجرارها إلى حرب التصريحات الصحفية بينها وبين أبيها، ويكون ذلك مدخلي لفهم علاقتها بأبيها خصوصاً بعد أن أصبحت أماً، ولأنها كانت قد ارتاحت إلى مسار الحوار وطبيعته فقد جاء حديثها هادئاً ومهماً، أو هكذا أظن.

ـ قلت لأنغام: الحقيقة أنا كنت ناوي أنشر الحوار بعنوان (هذا حوار لن نسأل فيه أنغام عن خلافاتها مع والدها)، بس كلامك عن محاولة التسخين المنحطة اللي حصلت في التلفزيون بيطرح سؤال في المنطقة دي لازم أسألك عنه وإلا مش هاسامح نفسي، إلا لو ده كان يضايقك.

(تضحك) هي فكرة العنوان عجبتني، بس لو مش هتسامح نفسك، لأ طبعا، اتفضل أسأل.

ـ ليه بتسمحي إنه يتم استدراجك أحيانا لإنك تخرجي عن شعورك في الكلام عن خلافاتك مع الوالد، ليه ما بترفعيش دايما شعار دي حياتي الخاصة وما حدش ليه علاقة بيها؟

كنت هاعمل ده لو كان شعارنا احنا الاتنين أنا وأبويا، إنما دايما بالاقي نفسي مضطرة أرد الظلم عني عشان أوضح الصورة من غير قلة أدب ومن غير تطاول، وبرضه من غير ما أظلم نفسي وأسيب للناس تسرح بخيالها وتصدق حاجات مش حقيقية، عشان كمان أنا أقدر أعيش وأشتغل وأنزل الشارع والناس تشوفني، إنت عارف يعني إيه مجتمع عربي وشرقي يبص إزاي لخلاف زي ده، أكيد هيتعامل معايا إن أنا مجرمة، خصوصاً لو كان والدي مع الأسف بيطلع يقول إن أنا جاحدة ومجرمة.

كنت قبل بدء حواري مع أنغام قد فكرت في عدم توجيه أي أسئلة إليها بخصوص والدها وعلاقتها به، لأن ذلك كان الموضوع الأثير أو ربما الوحيد في حديث أغلب الصحف والمجلات عنها، لكنني كنت أدرك أن ذلك سيصعب من مهمة نشر الحوار

ـ واللي بيحصل كمان إنك مش بتاخدي نفس المساحة في الرد، ولا نفس الاهتمام، وبيختاروا لك التصريحات المنفعلة اللي تزود نار الخلاف؟

طيب هاعمل إيه غير إني أحاول أوصّل صوتي وأشرح وجهة نظري، هو شيء محبط بس ما قداميش غير إني أعمل كده، مع الأسف لما حسيت إن فيه لأول مرة اهتمام صحفي فظيع بيا، حصل لي في فترة خلافي مع والدي، كان في بين كل تليفون وتليفون حد صحفي بيكلمني، ما اهتموش بفني قد ما اهتموا بالموضوع ده، يعني كنت في وقت بداية خلافي مع والدي سافرت عملت حفلات ناجحة جداً في تونس والخليج، ما حدش أتكلم عنها كلمة، وطبعاً ما أقدرش ألومهم بشكل كامل لإن بابا أيامها كان عنيف في كلامه وبيتكلم عني إني جاحدة وعاقة وعملت وسويت فأكيد بالنسبة لهم دي مادة جذابة للنشر، لكن يعني كنت أتمنى جنب ده يكون في اهتمام باللي بانتجه وباتعب فيه.

ـ اتكلمتي عن تفكيرك في رد فعل الشارع تجاه تصريحات والدك، تقدري توصفي لي إحساسك بالمشاعر دي من ساعة ما بدأ الخلاف ولحد دلوقتي؟

أنا عارفة إن شعبنا شعب طيب، وعلى قد ما كنت خايفة من طيبة الناس في الأول وإنهم أكيد هيقفلوا مني تماماً ومش هيصدقوا أي حاجة باقولها، على قد ما بقيت دلوقتي متطمنة لطيبة الناس، وحسيت إن طيبتهم فيها شيء من الذكاء، وإن الناس لما بتسمع الكلام مش بتصدقه على طول زي ما كنت متخيلة، مش كلهم على الأقل، لأ في ناس بتقرا وبتحس بقلبها وبتستشعر الكلام الحقيقي من الكلام اللي فيه افترا أو مبالغة، يعني طيبة الناس قد ما كانت ممكن تضرني حاسة إنها فادتني، وبالتالي حسيت إن حرصي على إني أوصل صوتي وأرد وأشرح من غير خوف خلى ناس كتير تحس إني إلى حد كبير عندي حق، أو على الأقل إني ما باكدبش عليهم، وده اللي كنت معتمدة عليه، اللي هو إني مؤمنة بيني وبين ربنا إني ما غلطتش، فعشان كده ربنا أكرمني أولا وأخيرا.

"إنت عارف يعني إيه مجتمع عربي وشرقي يبص إزاي لخلاف زي ده، أكيد هيتعامل معايا إن أنا مجرمة، خصوصاً لو كان والدي مع الأسف بيطلع يقول إن أنا جاحدة ومجرمة."

ـ فترة اشتداد الخلاف بينك وبين والدك هي اللي بدأتي فيها تكوين أسرة، ودلوقتي بعد ما خلفتي وبقيتي أم، شايفة التجربة المريرة دي إزاي، إيه اللي اتعلمتيه منها؟

اتعلمت كتير، أول حاجة حسيت إني لازم أحققها في تجربتي كأم هو إني ما أكونش إنانية نهائي، يعني أحب ابني علشان أعمله أحسن مني، لازم أتعامل معاه من أول لحظة إنه هيكون أحسن مني، ولازم لما يكبر أدي له مطلق الحرية إنه يختار حياته ويعيش زي ما هو عايز، بس المهم إني أبني له أساس مضبوط يحاسبني عليه ربنا ويسألني انتي سبتيه من غير ما تأسسيه إزاي، دي أكتر حاجة اتعلمتها، ويمكن اللي فادني في حياتي وخلى تجربة زي دي ما تهزنيش إنسانياً، إن أمي ربنا يديها الصحة مربياني كويس أوي، هي أمي تعليمها يعني متوسط وست بسيطة جداً، إنما علمتني إزاي أعيش بالكرامة وعزة النفس وبالصدق، هو ده اللي أمي ربتني عليه، وهو ده اللي حماني كمان من إني أستخدم حقوقي غلط، وأنا مدينة للست دي إنها علمتني إزاي أدافع عن حقي وإزاي أستخدمه صح.

ـ طيب، عشان ما أبقاش بعدت عن الفكرة اللي كنت ناوي أعملها، مش هاسألك عن أي تفاصيل تخص خلافاتك مع الوالد، لإن المهم بالنسبة لي هو إنها ما تأثرش عليكي سلباً كفنانة وكإنسانة، ولإني متأكد إنكم هتحلوا الخلافات دي بإذن الله يوما ما، هاسألك دلوقتي عن موضوع مختلف تماماً، أنا لاحظت في هوجة الأغاني الوطنية اللي موجودة السنين الأخيرة، إنك اخترتي تقدمي الأغنية الوطنية بشكل مختلف جداً في أغنية (بلادي بلادي الشوارع والحارات والعيون الساحرات)، يعني أغنية ما فيهاش زعيق، نقدر نوصفها إنها أغنية رومانسية؟

أنا فعلاً شايفاها كده، ولو تلاحظ إني لما غنيتها ما كانش ده في حفلة وطنية أو في مناسبة وطنية، غنيتها في الحفلات العامة وغنيت معاها بتحب مين؟ وباحبك قولها للعالم والركن البعيد الهادي، لإني هي فعلا بالنسبة لي أغنية عاطفية، أنا مش عاملة أغنية وطنية، عاملة أغنية بتعبر عن عاطفتي تجاه بلدي، والحقيقة اللي ساعدني في ده كلمات ناصر رشوان.

أنغام: "أول حاجة حسيت إني لازم أحققها في تجربتي كأم هو إني ما أكونش إنانية نهائي، يعني أحب ابني علشان أعمله أحسن مني... ولازم لما يكبر أدي له مطلق الحرية إنه يختار حياته ويعيش زي ما هو عايز"

ـ تقدمي فيها مفهومك للوطنية يعني؟

تقدر تقول ده إحساسي بيها، مش هاقول مفهومي ليها، إحساسي بيها كده.

ـ ما أقدرش أنسى طبعاً إن كان ليكي تجربة رائعة في تيتر مسلسل العائلة من كلمات سيد حجاب وألحان عمار الشريعي واللي اتعمل في عز انتشار الحوادث الإرهابية، وده يخليني أسألك عن رأيك في الدور اللي ممكن يلعبه الفن في مواجهة الإرهاب والتطرف؟

أعتقد الدور الأهم هنا ممكن يبقى للإعلام، لإن الإعلام دوره أساسي جداً في إنه يسيّس الناس ويوعيهم، وأعتقد إنه إذا كان خرج من وسطنا شوية ناس اختاروا يكونوا إرهابيين، فإحنا كمان لازم نتكلم عن إننا كمجتمع السبب في ده، لإن احنا ضد نفسنا، أحنا بنقول شيء ونناقضه، باتكلم هنا عن الإعلام كتلفزيون وصحافة يعني، بنشوف تنديد بالإرهاب وبنقول إن دول قتلة وإرهابيين، لكن ما بندورش إزاي كنا سبب رئيسي ومباشر في وصولهم للي هما فيه، يعني لما أذيع آراء متشددة لشيخ من المشايخ الكبار اللي الناس بتسمعهم، وتاني يوم أذيع كلام ضده من شيخ تاني، ويحصل بلبلة في الآراء، مش ده طبيعي هيأثر على الشباب، وحتى الطريقة اللي إعلامنا بيقدم فيه غناء تافه ما فيهوش عواطف تدفع الشاب إنه يحس، أغاني بتكلمه من حتة رخيصة جداً، بينما نفس الإعلام بيتكلم عن الارتقاء بالذوق العام، مش كده نبقى بنتكلم في حتة وبنعمل حاجة تانية خالص، عشان احنا قررنا نحول الفن لتجارة، وخلينا المسائل تسيح على بعض ويحصل لخبطة للمشاعر، خصوصاً إن مجتمعنا بقى فيه gap فظيع بين الشرايح اللي فيه، ما عادش عندنا تدرج حتى زي الأول، يعني مش عايزة أتكلم في حاجات أنا مش متخصصة فيها، بس أنا باقول رأيي كمواطنة مش كفنانة، مش انت بتسألني كمواطنة (تضحك).

"باتكلم هنا عن الإعلام كتلفزيون وصحافة يعني، بنشوف تنديد بالإرهاب وبنقول إن دول قتلة وإرهابيين، لكن ما بندورش إزاي كنا سبب رئيسي ومباشر في وصولهم للي هما فيه"

ـ أكيد طبعا، وعشان كده عايز أسألك كمواطنة وفنانة عن رأيك في التطبيع مع إسرائيل بعد الجدل اللي أثير بعد زيارة كاتب ومخرج لإسرائيل لإنهم اعتبروا إنهم بيمارسوا حقهم في زيارة بلد وقعنا معاها معاهدة سلام؟

كإنسانة بارفض مسألة التطبيع ده تماماً، يعني لغاية دلوقتي بنشوف إزاي الفلسطينيين بيعانوا من جرائم إسرائيل. صحيح السادات راح إسرائيل وعمل كامب ديفيد، بس ده كان عشان هدف ليه علاقة بالسلام، ومش شايفة إن احنا وصلنا لده، وأنا بصراحة باحب السادات وباشوفه دماغ كبيرة جداً، بس أعتقد إنه لو كان عايش كان هيرفض التطبيع ومش ممكن يتقبل التطبيع في ظل اللي حاصل في فلسطين، يعني ده مستحيل نبقى ناس طبيعيين لو شفنا اللي بتعمله إسرائيل طبيعي.

"يعني لما أذيع آراء متشددة لشيخ من المشايخ الكبار اللي الناس بتسمعهم، وتاني يوم أذيع كلام ضده من شيخ تاني، ويحصل بلبلة في الآراء، مش ده طبيعي هيأثر على الشباب"

ـ بما إنك جبتي سيرة حبك للسادات، بتشوفي إزاي تجربة جمال عبد الناصر؟

ما أقدرش أحكم عليها لكن شايفة إزاي ليه مكانة في وجدان الأجيال اللي قبلنا، يعني ما أقدرش أحس ده لإني ما عشتش الفترة دي ولا سمعت صوته في الراديو ولا عشت فترة التأميم والعدوان الثلاثي والكلام ده فما عنديش الشحنة العاطفية دي تجاه عبد الناصر، لكن أفتكر كويس جداً إني بكيت بالدموع يوم قتل الرئيس السادات، كان سني صغير لكن عشت المرحلة دي وفاكرة إني كنت باحب أسمع خطاباته جداً، وكنت باشوفه شخصية مبهرة، عارفة إن أكيد في انتقادات وأخطاء لكن باكلمك عن إحساسي العاطفي الطبيعي.

ـ أكيد طبعا بتقري المقارنات اللي بتتنشر عن الفرق الثقافي بين جيل أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم والفنانين الحاليين، بتشوفي إزاي علاقة الفنان بالثقافة؟

من حق أي حد يقول اللي هو عايزه في الموضوع ده، وأنا ما بارضاش حد يجرني للمقارنات دي، لإني باحب الجيل ده وباتعلم منه وباحاول أطور نفسي وأشتغل، وبالنسبة لي مش شايفة إن الفنان محتاج يهتم بشيء ياخد من وقته أكتر من اللازم، وإن تخصصه الأهم هو في الفن اللي بيعمله ولازم يعرف إن إجادته ليه هو شيء رائع وهدف سامي ومؤثر جداً في الحياة والناس ووجدانهم، وطول ما هو بيفن حلو وبيعمل شغل كويس، فهو ما يقلش أهمية عن السياسي أو المثقف اللي قاعد مشغول طول الوقت بهموم بلده.

"يعني ده مستحيل نبقى ناس طبيعيين لو شفنا اللي بتعمله إسرائيل طبيعي."

ـ قبل ما نخلص، عايز أروح معاكي لمنطقة الفيديو كليب، اللي دلوقتي بيعتبر من أهم أسباب نجاح أو إنجاح الأغنية، ولازم يكون فيها مستوى بصري وإبهار وحاجة تشد المتفرج وتخليه يطلب الفرجة عليها كتير فيشتري الشريط اللي فيه الأغنية، وفي رأيي يمكن باستثناء أغنية (بتحب مين) اللي أخرجها لك زوجك مجدي عارف، ما عندكيش فيديو كليب حقق نجاح جماهيري زي اللي حصل لفيديوهات كليب لمطربات تانيين؟

يمكن عشان الحدوتة اللي اتعملت في (بتحب مين) لايقة على الموضوع وعلى التجربة، وعملت لي إشباع سينمائي، عشان الأغنية اتصورت سينما، وعشان أنا مفتقدة السينما في أيامنا دي، فحاسة إني عشت تجربة سينمائية ظريفة جدا ومكتملة العناصر، يعني تحس إن الأغنية كانت زي الموسيقى التصويرية للصورة اللي انت شفتها.

ـ ما حدش قالك طيب ما تختاري لينا أغنية يبقى إيقاعها سريع، عشان نعمل إبهار يساعد في تسويق الشريط؟

أكيد ده اتقال، بس زي ما أنا قلت لك أنا شايفة إننا كشعب لسه جوانا الإحساس الجمالي والفني، وأنا مقتنعة بده، وبالنسبة لي عين الجمهور مش أول أهدافي، إحساسه هو أول أهدافي. وشايفة يعني إني لو قايلة كلام حلو وعندي لحن حلو وغنيت حلو فبالتالي مش محتاجة حاجات كتيرة عشان أشد عين الناس، أنا إحساسي بنفسي إني باعمل فن ومتأكدة إنه فن ومتأكدة إنه كويس وعارفة إنه هيتسمع، فيمكن اللي بيلجأوا لحكاية الإبهار البصري ومستلزماته عندهم نواقص بيعوضوها بالأسلوب ده، أنا الحمد لله النواقص دي مش عندي (تضحك).

ـ كلامك عن التجربة السينمائية وافتقادك ليها الأيام دي، رجعني لتجربة فنية ممتازة عملتيها من خمس سنين تقريباً، في أغنية (شنطة سفر) اللي عبرت عن هم جيل كامل في موضوع السفر، مش عايز أورطك وأقول إنها أغنية سياسية بالنسبة لي (تضحك) كلميني شوية عن التجربة دي؟

سبب نجاح الغنوة دي هو مخرجها الرائع عاطف الطيب الله يرحمه، وأول ما قريت كلماتها اللي كتبتها فاطمة جعفر وبابا لحنها، حسيت إن دي أغنية مش عادية وبتعبر عن مشكلة بيعيشها كل بيت في مصر وما ينفعش مخرج فيديو عادي يعملها، لازم حد يكون بتاع دراما، حساس يقدر يترجمها بشكل صح.


ـ مين اللي اختار عاطف الطيب عشان يعمل الأغنية؟

أنا، والحقيقة أنا عملت حاجة لما رحت له، سمعته أغنيتين، شنطة سفر كانت التانية، الأولانية كان فيها صورة استعراضية كده، وكنت حاسة إنه هيختار شنطة سفر، بس اديته فرصة إنه يختار، وفعلا اختار شنطة سفر، وشافها صورة وهو بيسمعها وقعد كتب لها السيناريو فوراً وكان متحمس ليها جداً، وليه كل الفضل في نجاحها اللي فرض نفسه على الإعلام لإن الناس بقت بتطلبها، لإن دي حكاية كل بيت في مصر.

ـ ليه النجاح ده ما شجعكيش إنك تقدمي تجارب زي كده، ما أقصدش في نفس الموضوع، أقصد أغاني بتعالج، أو بتتكلم عن هموم أو قضايا اجتماعية تانية؟

ما اتعرضش عليا حاجة مع الأسف تحرك مشاعري زي ما حصل مع شنطة سفر، يمكن لإنها كغنوة فيها بعد عاطفي فظيع جداً، لإن فاطمة جعفر كتبتها عن موقف شخصي حصل لها مع أخوها اللي مرتبطة بيه إنسانياً، مش مع حبيبها حتى، فكتبت الغنوة، أنا لما سمعتها قدمتها بإحساس تاني، عاطف الطيب لما خدها يصورها صاغها سينما بشكل تاني، وده يرجعني للكلام اللي قلت لك عليه إني باراهن على إننا شعب مليان أحاسيس وممكن تطلع منه وليه مواد فنية هايلة جداً، بس الظروف مش بتساعدنا على إن ده يحصل بالشكل اللي أتمناه أنا وغيري.

ـ طول الوقت في كلام في الجرايد والبرامج عن أزمة الأغنية وأزمة الكلمة، بتواجهي أزمة كلمة؟

أوقات طبعا، لكن في الوقت نفسه أنا كنت محظوظة بالتعاون مع شعراء هايلين زي الأساتذة صلاح فايز وناصر رشوان وبهاء الدين محمد ووائل هلال، مش عايزة أنسى حد، وعصام عبد الله طبعا، الله يرحمه خدت منه حاجات حلوة وله شغل حلو في شريطي اللي جاي هو وناصر وبهاء، الحمد لله عرفت أكوّن فريق حواليّ بأثق فيه، وفي مواضيع معينة بيكتبوها ما بيعرضوهاش على حد تاني غيري، وحاجات كانوا شايلينها في الأدراج بيطلعوها لي عشان عندهم ثقة فيّ.

ـ بتشوفي مشوارك لحد دلوقتي إزاي؟ هل حاسة إنك واقفة على أرض صلبة ولا لسه ما عملتيش حاجة من اللي نفسك فيها؟

مش هانكر إني باتمتع بحب الناس، وإن عندي مساحة موجودة، لكن ما عنديش ثقة للدرجة دي في نفسي، إني واقفة على أرض صلبة، لأ، عندي أمل في اللي جاي أكتر من ثقة، أنا بطبعي ما باركن على اللي عملته وأقول أنا عملت، دايما عندي إحساس إنه لسه بدري عليّ قوي، عشان الحياة فيها مواضيع كتيرة لسه ما قلتهاش، مبسوطة إن الناس بتحبني بس عارفة إني لسه ما خلصتش اللي عندي.

"بس في الوقت نفسه الجمهور الخليجي بقى بيستني مني كل سنة شريط فعلاً، يعني الموضوع فيه التزام فني مش سبوبة (تضحك) هو التزام ناحية جمهور بيحبني وباحبهم، وما باعمل لهمش شغل باستهتار أو بتعالي"

ـ ولا أنا، مع إني وعدتك إني قربت أخلص، لإني لازم أسألك عن تجربة الغناء باللهجة الخليجية، واللي بدأت في ظل الإدارة الفنية لوالدك، وتم التعامل معاها في الصحافة وعند جمهورك المصري على إنها بالضرورة سبوبة؟ انتي شايفاها إزاي بمنتهى الصراحة؟

مش هانكر طبعا إن التجربة دي حققت لي دخل مادي كويس، ساعدني في إني أشتغل من غير ضغط وآخد وقتي في الشغل المصري، خصوصاً إني ما باغنيش في أفراح ولا نوادي ليلية، بس بمنتهى الأمانة أنا لما باعمل شريط خليجي باشتغل فيه بذمة وإتقان، أولا الكلام بيبقى مكتوب لي مخصوص، الألحان باشتغل مع أحسن ملحنين، بيتعمل له دعاية كويسة وفي جمهور بيحبه وبيقبل عليه، يعني لو بتسألني عن متعتي أنا كفنانة في الشغل بابقى مستمتعة جداً وباعمل فن حلو، ورأيي إن أغلب اللي بيحكموا على الشغل ما بيكونوش سمعوه.

ـ أعتقد ما نجحش منه في مصر غير غنوة (لا تغيب)؟

بس في الوقت نفسه الجمهور الخليجي بقى بيستني مني كل سنة شريط فعلاً، يعني الموضوع فيه التزام فني مش سبوبة (تضحك) هو التزام ناحية جمهور بيحبني وباحبهم، وما باعمل لهمش شغل باستهتار أو بتعالي.

ـ كنت قريت في جرنان حزبي هجوم عليكي عشان عملتي شريط مخصوص لأمير كويتي، أظن كان اسمه (شكرا)؟

(تضحك) طيب بذمتك في حاجة اسمها شريط مخصوص، يعني عملته عشان يسمعه شخص واحد.

ـ ده اللي اتنشر؟

مع الأسف اللي اتنشر لو افترضت حسن النية غلط تماماً، هو شريط عادي ومتاح للجمهور، أنتجته شركة كويتية اسمها نغم، وشريك فيها الملحن الكويتي المتميز سليمان الملا، والناس دول كانوا أصحاب فضل عليا إني أغني باللهجة الخليجية وإن يكون لي جمهور في الخليج، والشريط من ألحان سليمان الملا، وكاتب الكلمات اسمه ساهر، ده اسمه الفني وهو ضابط في الجيش الكويتي، ومشهور جداً في الخليج، وكتب لي بعد الشريط ده حاجات كتير، ولو كان أمير كنت قلت، لإن ده مش عيب، مش السيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ غنوا من أشعار الأمير عبد الله الفيصل، الفكرة عندي إني أكون حابة الكلام أيا كان اللي كاتبه أمير أو غفير، وأنا استغربت لما الكلام اتنشر بصورة كإنهم مسكوا عليا حاجة، وده في رأيي سببه إن في خليني أقول يعني عدم فهم، مش هاقول أكتر من كده (تضحك).

ـ بوصفي مشروع مطرب فاشل، لازم آخد منك نصيحة للمطربين اللي مش ناويين يفشلوا، بتتعاملي إزاي مع إجهاد الصوت، لإني حسيت في الحفلة قبل الأخيرة إن صوتك كان مجهد؟

ده حقيقي، كنت في أوائل الحمل بس الحمد لله عدت على خير. أنا باحافظ على صوتي جداً، ما بادخنش ما باشربش كحول ما باجهدش صوتي، لازم أتدرب كل يوم، بانام كل يوم سبع ساعات، أغرق فيهم نوم، مهمين قوي للصوت. وزي ما باقول لك التدريب ده مهم، ولحسن الحظ إني استفدت جداً من دراستي في معهد الموسيقى العربية والكونسرفتوار، فاتعلمت على إيدين فطاحل، الأستاذ إبراهيم الحجار اتعلمت منه الموشحات والأدوار والمقامات، وأساتذة روس وألمان علمونا غربي، وكل واحد منهم ليه طريقة بيعلمك إزاي تطلع صوتك وإزاي تتنفس وإزاي تحافظ على صوتك وتحميه من الإجهاد، غير طبعاً اللي اتعلمته بالسمع من أساتذة كبار على رأسهم عبد الوهاب اللي لازم تسمعه كويس عشان تتعلم غنا.

"لو كان أمير كنت قلت، لإن ده مش عيب، مش السيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ غنوا من أشعار الأمير عبد الله الفيصل، الفكرة عندي إني أكون حابة الكلام أيا كان اللي كاتبه أمير أو غفير، وأنا استغربت لما الكلام اتنشر بصورة كإنهم مسكوا عليا حاجة"

ـ انتي متدينة؟

أنا مؤمنة، إنما مش متدينة.

ـ مع هوجة اعتزال الفنانات الفترة اللي فاتت وتحريم الفن، هل متوقع إني ألاقيكي في المستقبل قررت الاعتزال عشان الفن حرام؟

لا لا لا، ولا أعرف أعمل كده، يستحيل، أنا باحب الفن جداً ومقتنعة جدا باللي باعمله، وربنا هو اللي مديني الموهبة دي، أنا ما نزلتش اشتريتها من السوبر ماركت، أنا مخلوقة من عند ربنا بصوت حلو، والحرام إني أستغل صوتي ده في فن تافه أو مبتذل.

"أنا مؤمنة، إنما مش متدينة".

ـ شغلانة الغنا والفن مش سهلة وبتعيش الفنان في حالة توتر وإجهاد عصبي مستمر بيخليه متقلب المزاج وبيبقى في خطر إنه يفقد توازنه النفسي، بتاخدي بالك من ده إزاي؟

أنا متوترة دايماً الحقيقة (تضحك) لإني باعيش حياتين، حياة إنسانة عادية، أم وزوجة وبنت، وحياة فنانة مسؤولة عن كل تفاصيل شغلها، كل يوم لازم أشتغل والشغل بيضطرني للسهر، وفي الوقت نفسه لازم أعيش حياتي الأسرية كويس جداً، يمكن محظوظة إن جوزي في نفس مجال شغلي، والحقيقة عشان ما أبقاش كدابة، كم الحاجات اللي لازم تتعمل في اليوم يا دوبك باقدر أنجزها فما فيش مجال إني أتأمل أو حتى أسهر، يا دوبك الواحد يشتغل ويخلص التزاماته ويعرف ينام.

(كان الرضيع عمر قد أعلن تمرده قبل قليل حين طال حواري الذي أبعده عن أمه، ورفض أن يتوقف عن البكاء إلا حين يستقر في حضن أنغام التي هدأته بهمهمات ساحرة، فقررت أن يكون سؤالي الختامي عما تغنيه له؟).

(كان الرضيع عمر قد أعلن تمرده قبل قليل حين طال حواري الذي أبعده عن أمه، ورفض أن يتوقف عن البكاء إلا حين يستقر في حضن أنغام التي هدأته بهمهمات ساحرة، فقررت أن يكون سؤالي الختامي عما تغنيه له؟)

ـ طبعا في ناس ممكن تحقد على عمر عشان بيسمع أنغام بتغني طول الوقت؟

(تضحك) ياريت كنت أقدر أغني له طول الوقت.

ـ بيحب يسمع إيه منك؟

كل أغاني الأطفال والأغاني اللي كانت أمي بتغنيها لي وأنا صغيرة، بس دايماً لما باغني له باحاول أشوف استجابته شكلها إيه وإيه اللي بيلفت انتباهه، ولاحظت إنه بيحب صوت الأدان جدا، يمكن عشان التلفزيون بيذيعه بأصوات حلوة.

ـ أكيد بتغني له عبد الوهاب طبعا، لكن هل سمع كامننا ولا لسه؟

(تضحك) لا، لسه ما سمعهاش.

ـ عمرو دياب غنى لبنته نور (حبيبي يا نور العين)، هتغني لعمر امتى؟

طبعا هاغني له، بس لو لقيت كلام حلو.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image