شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
فتى الشباب الماجن أم الخليفة راوي الحديث؟... معركة الدين والتاريخ حول يزيد بن عبد الملك

فتى الشباب الماجن أم الخليفة راوي الحديث؟... معركة الدين والتاريخ حول يزيد بن عبد الملك

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتاريخ

الثلاثاء 6 ديسمبر 202203:44 م

في كتابه "تاريخ الخلفاء"، ينقل الإمام جلال الدين السيوطي عن ابن الماجشون قوله: "لما مات عمر بن عبد العزيز، قال يزيد: «والله ما عمر بأحوج إلى الله مني»، فأقام أربعين يوماً يسير بسيرة عمر، ثم عدل عن ذلك". وخلف تلك الحكاية القصيرة، يختبئ تاريخ لواحد من أكثر خلفاء بني أمية إثارة للجدل، بين المؤرخين الجادين، وشيوخ الدين المنادين بتنزيه الحاكم حد القداسة، وإن كان ظالماً ماجناً.

تعد فترة خلافة يزيد بن عبد الملك من الفترات المهمة التي تركت علامة لكل من قرأ قليلاً في تاريخ الدولة الأموية، لما فيها من أحداث كثيرة، أهمها أنه أدار دفة الحكم في الدولة الإسلامية بعد فترة عمر بن عبد العزيز الملقب بـ"خامس الخلفاء الراشدين"، وأيضاً بفضل ما ورد عن مسيرته بصورة مشوهة تحوي الكثير من المجون والفسق، واتهامه بالانصراف عن شؤون الحكم على الرغم من استمرار الإمبراطورية الإسلامية التوسع في عهده، بشكل يشكك فيما روي عنه، وإن ثبت بحق ابنه "الوليد" ما وُصم به أبوه من مجون وفسق، حتى أن كتب التاريخ الإسلامية وعلى رأسها "تاريخ الخلفاء" السابق ذكره، دعته بالخلية الفاسق.

هذا الجدل حول يزيد، يستعرضه الدكتور عبدالله بن حسين الشريف استاذ التاريخ الإسلامي في جامعة أم القرى، في كتابه "الدولة الأموية في عهد يزيد بن عبد الملك"، الذي صدرت منه عدة طبعها أولاها في دار القاهرة عام 2005.

يروي السيوطي في "تاريخ الخلفاء": "لما مات عمر بن عبد العزيز، قال يزيد: «والله ما عمر بأحوج إلى الله مني»، فأقام أربعين يوماً يسير بسيرة عمر، ثم عدل عن ذلك"

جدل تاريخي

استناداً إلى تحقيق الكتب التراثية والوقائع التاريخية، يرى أستاذ كرسي الملك سلمان عبد العزيز لدراسة التاريخ الإسلامي، في الدراسة التي نال بموجبها درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي، أن الصورة المسجلة ليزيد بن عبد الملك صورة "مشوَّهة"، خاصة فيما يتصل بذكر العديد من الأحداث التي كانت تجمعه مع جواريه، وتخلفه عن اتباع سياسات عمر بن عبد العزيز في إدارة الدولة، وأن كثيراً مما نُسب إلى يزيد، "فيه نوع من المزايدة ويحتاج إلى تدقيق".

في كتابه يستعرض الباحث الأكاديمي أسانيد الجانبين، بين الذين رأوا يزيد ماجناً فاسقاً قليل الدين، ومن رأوه رجلاً صالحاً معتدلاً لم يرتكب جرماً، وإنما اتبع سياسات من سبقوه من بني أمية.

يزيد الذي يعود نسبه إلى بني أمية، يرجح السيوطي في كتابه، أنه ولد عام 71 من الهجرة. وهو ابن عبدالملك بن مروان، الذي سبق ابنه في حمل الاتهامات بالمجون وكثرة السُكْر.

لقب يزيد بـ"القادر بصنع الله- ويزيد الفتى"، وأمه كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان، وكثيراً ما كان ينسب إلى أمه نابغة الذكر، فيسمى يزيد بن عاتكة.

أما عن وصفه، فقد كان رجلاً طويلاً جسيماً جميلاً، أبيض مدور الوجه. تزوج ست نساء، وكان له عشرة من الصبية، وقيل ثمانية صبيان وثلاث فتيات. تولى الخلافة يوم الجمعة الخامس والعشرين من رجب عام 101هجرية، وكان يبلغ من العمر 29 عاماً، ودامت خلافته أربع سنوات وشهراً. 

عاشق الجواري، آكل الحرام

كانت الدولة الأموية تعيش أزهى عصورها في كنف عمر بن عبد العزيز، ولكنها بدأت تتراجع مع اعتلاء يزيد بن عبد الملك العرش، حيث ظهرت المفارقة الكبيرة، بينه وبين الخليفة السابق، إذ يرى عبدالله بن حسين الشريف في كتابه "الدولة الأموية في عهد يزيد بن عبد الملك"، أن يزيد لم يكن الرجل المناسب لتلك الفترة، ولم تكن سياسته تلائم وضع الدولة آنذاك، لأن "خليفة عمر بن عبد العزيز كان يجب أن يدرك حاجة الدولة للإصلاح". حتى لو لم تكن شخصيته كعمر. إلا أن يزيد – كما يرى الباحث في دراسته- كان حاكماً عادياً، ليس سياسياً مقتدراً كالمؤسس معاوية، أو إدارياً ناجحاً كعبد الملك، أو مُصلحاً كابن عمه عمر، ما جعل المفارقة تتضح وأدت إلى عتامة صورته لدى جمهرة المسلمين.

وتناول ابن قتيبة المتوفى سنة 270 هجرية مسيرة يزيد بن عبد الملك في بعض كُتبه، منها كتاب "الإمامة والسياسة"،  وأشار إلى حُسن هديه قبل توليه الخلافة فقال: "وكان يزيد قبل الخلافة محبوباً في قريش، وكان الناس لا يشكون إذا صار إليه الأمر أن يسير بسيرة عمر، فلما صارت إليه الخلافة حال عما كان يُظَن به [...] إلا أن الناس هموا بخلعه، فسجن وقتل وأغرم وصادر أموالهم بعد أن نكل بهم وفرقهم في البلاد".

أما عن وصفه، فقد كان رجلاً طويلاً جسيماً جميلاً، أبيض مدور الوجه. تزوج ست نساء، وكان له عشرة من الصبية، وقيل ثمانية صبيان وثلاث فتيات. تولى الخلافة يوم الجمعة الخامس والعشرين من رجب عام 101هجرية، وكان يبلغ من العمر 29 عاماً، ودامت خلافته أربع سنوات وشهراً

أما في كتابه الأخر "المعارف" فقد أشار بن قتيبة إلى ميول يزيد إلى اللهو والملذات في قولٍ مختصر: "وكان صاحب لهو ولذات، وكان صاحب حبابة وسلامة".

أما في كتابه الثالث "عيون الأخبار" ذكر بن قتيبة عطف يزيد على أهل الهوى والعشق، لكنه يذكر في نفس الكتاب خطبة لأبي حمزة الخارجي، يصف فيها سوء مسيرة يزيد بقوله: "يأكل الحرام ويلبس الحلة بألف دينار قد ضربت فيها الأبشار، وهتكت الأستار، حبابة عن يمينه وسلامة عن يساره تغنيانه، حتى إذا أخذ الشراب فيه كل مأخذ، قدَّ (أي مزَّق) ثوبه، ثم التفت إلى إحداهما فقال ألا أطير؟ نعم، طِر إلى النار"، مما يدل على شيوع القول بسوء سمعته.

عشق الجواري

حبابة وسلامة هما جاريتان مملوكتان ليزيد بن عبد الملك، وكان يحبهما حباً شديداً، وأشار اليعقوبي في كتابه "مشاكلة الناس لزمانهم" إلى تأثير حبه لهما في سياسته إذا يقول: "وكان يزيد بن عبد الملك أول خليفة اتخذ قينة، وغلبت على أمره امرأة، فكانت حبابة جاريته تولي وتعزل وتطلق وتحبس وتأمر وتنهي".

أما ابن عبد ربه، فقد قدم ترجمة جيدة عن يزيد في كتابه "العقد الفريد" يشير فيها إلى موضعين يكشفان عن تبذير اليزيد للأموال قبل توليه الخلافة وإنفاقه على شراء الجواري. إذ يذكر بن عبد ربه أن أخاه الصالح سليمان همَّ بالحجر عليه، "حينما أصدق سعدة بنت عبدالله بن عمرو 20 ألف دينار، واشترى جارية بـ4 آلاف دينار، وأن سليمان قال هممت أن أضرب على يد هذا السفيه". وفي موضع آخر، سجّل صاحب العقد الفريد أن أخا يزيد مسلمة، لام عليه انشغاله بجاريته حبابة وإضاعة أمر الرعية.

وفي كتاب "مروج الذهب ومعادن الجوهر" للمسعودي، ذُكر شيء من غلبة جاريتيه سلامة وحبابة عليه، وإقباله على الشرب واللهو وإعراضه عن الناس، وعدم اكتفائه بهما وإغداقه على شراء الجواري، واستدعاؤه لأحد أبناء بني أبي لهب من مكة على دواب البريد، والإنفاق عليه من بيت المال لأنه يحسن الغناء، وثناءه على أبي لهب الذي أُخذ هذا الغناء عنه ووصله وأعاده مكرماً، ثم يذكر شدة طربه لغناء جاريتيه، وحزنه على موت حبابة وامتناعه عن دفنها بعد موتها من شدة الجزع عليها حتى جيفت.

فيما يكرر المقدسي القول بلهوه وشغفه لحبابه وشرب الخمر، إلا أنه تنكر لها وعزم على الرشد، وسعى للتشبه بعمر، ولكنه لم يصمد إلا قليلاً، وعاد إلى سيرته الأولى. وغنته حبابة أبياتاً تزين له فيها اللهو والطرب، ما دفعه للاعتزال معها في قصرٍ له لينال حظهُ من الاستمتاع بها، وأمر حُجابه ألا يفتحوا الباب، ولكنها ماتت في ذلك اليوم حيث غصت بحبة رمان.

وقال الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء": "وكان لا يصلح للإمامة، مصروف الهمة إلى اللهو والغواني".

وتعتبر ترجمة ابن كثير عن سيرة يزيد بن عبد الملك هي الأكثر اتضاحاً ومحايدة، حيث ذكر محاسنه، إلا أنها لم تخل أيضاً من ذكر علاقته بجاريتيه.

فيما قال ابن الطقطقا: "كان يزيد خليع بني أمية. شغف بجاريتين فقطع معهما زمانه"، أما الكتبي فقال في ترجمته: "كان يسمى يزيد الماجن. عقله اختل بموت حبابة"، فيما أشار اليافعي إلى إعطاء يزيد قبل الخلافة لأحد الحلاقين أربعة آلاف درهم".

يجالس العلماء ويحفظ الحديث

ينتقل الباحث بعد ذلك لاستعراض الجانب الآخر المنقول عن شخصية يزيد بن عبد الملك، والذي يناقض ما نقل عنه في الأخبار التي تعرضنا لها.

يقول الشريف في كتابه إنه على الرغم من هذه المسيرة الحافلة بالكثير من الأمور غير المألوفة لشخصية خليفة مبكر من خلفاء المسلمين؛ هناك علماء يرون أن هناك "جانباً مشرقاً" في حياة "فتى الشباب"، لا بد من التطرق اليه والتمعن فيه، لمعرفة الواقع الحقيقي الذي كان يعيشه يزيد ابن عبد الملك وقت خلافته وشبابه حتى مماته.

ينقل الشريف عن ابن عساكر في ترجمته لسيرة يزيد بن عبد الملك، ذكر الكثير مما له من محاسن، ومنها مجالسة العلماء وحضور حلقاتهم والأخذ عنهم، سواء في دمش أو المدينة، وذلك قبل توليه الخلافة، فيروي عن ابن جابر قوله: "بينما نحن عند مكحول، إذ أقبل يزيد بن عبد الملك، فهممنا أن نوسع له، فقال مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس ليتعلم التواضع".

وعن عبد الله بن يسار روى: "إني لجالس في مسجد النبي، وقد حج في ذلك العام يزيد بن عبد الملك قبل أن يكون خليفة، فجلس مع المقبري ومع ابن أبي العتاب" وهما من رواة الحديث الزاهدين.

ابن كثير: "وقد كان يزيد هذا يكثر من مجالسة العلماء قبل أن يلي الخلافة، فلما ولى عزم على من يتأسى بعمر فما تركه قرناه السوء، وحسنوا له الظلم"

كما ذكر بن يسار قصة أبي عبد الله العراط، صاحب أبي هريرة، إذ زارهما يزيد، وذكر وصاة راو الحديث الأبرز للخليفة المنتظر بأهل المدينة.

ويؤكد ابن عساكر أيضاً في كتابه أن يزيد بن عبد الملك يبدو أنه كان ممن حفظوا الأحاديث الكثيرة حتى عُد من المحدثين، فقال أبو رزعة: "ومن بني أمية ممن يحدث، يزيد بن عبد الملك".

فيما كشف ابن الأثير عن حسن رأيه في يزيد: "لما احتضر عمر قيل له: أكتب إلى يزيد فاوصيه بالأمة، قال: بماذا أوصيه؟ إنه من بني عبد الملك"، ثم كتب وصيته إليه.

وفي كتاب "تاريخ الإسلام" استعرض الذهبي وصف خُلق يزيد بن عبد الملك، وحضوره مجلس مكحول، وسيره على مسيرة عمر 40 يوماً، إلى أن جاءوا بأربعين شيخاً، فشهدوا له أن ما على الخلفاء من حساب ولا عذاب، فترك مسيرة عمر، وسار على نهج السابقين من بني أمية، كما أكد مرة ثانية في كتاب "سير أعلام النبلاء" على حسن خلقه وحرصه على حضور حلقات العلم وقوله: "ما عمر بن عبد العزيز بأحوج من الله مني".

أما ابن كثير في ترجمته عن يزيد ابن عبد الملك، والتي تعد الأوضح والأدق، فقال: "كان ليزيد أثر حسن ومحايدة طيبة، فبدأ خلافته باتباع عمر الذي عاد إلى ما كان في عهد الرسول، وعدم توريث المسلم الكافر والكافر المسلم، وترك ما سار عليه بني أمية، ثم كرر تعلم يزيد على يد مكحول وحضوره مجلسه، وأكد على كثرة حضور يزيد مجالس العلماء، وأثر ذلك عليه في عزمه على التأسي بعمر عند توليه الخلافه، فقال: "وقد كان يزيد هذا يكثر من مجالسة العلماء قبل أن يلي الخلافة، فلما ولى عزم على من يتأسى بعمر فما تركه قرناه السوء، وحسنوا له الظلم".

وذكر عبدالله بن حسين الشريف في كتابه "الدولة الأموية في عهد يزيد بن عبد الملك"، أنه بعد تطليق أمه عاتكة بنت يزيد من عبد الملك، أصبح يزيد كل أملها، فهو ابنها الأكبر الذي اتصف بحسن الخلق وتمام البنية وسمات الرجولة، فأسبغت عليه حنانها وأحاطته برعايتها، ورسخت فيه الشهامة وشعور الكرامة، والسعي نحو مجالس العلم، وحضور حلقاتهم والتأدب بآدابهم، ويصغي لتوجيهاتهم وأخذ العلم عنهم، وشيوخه مكحول، والزهري في الشام، والمقبري، وابن أبي العتاب من المدينة، وعلى ما يبدو أنه بلغ درجة رفيعه من العلم وبخاصة في حفظ الأحاديث.

هل تأثرت الدولة بشخصيته؟

من خلال العرض السابق يفرض هذا السؤال نفسه، هل شخصية يزيد بن عبد الملك، أثرت على سياسات الدولة الرسمية والإدارية؟

تناول الدكتور عبدالله بن حسين الشريف في كتابه "الدولة الأموية في عهد يزيد بن عبد الملك"، هذا الأمر، فذكر أنه ما عزل أبو بكر ابن حزم عن المدينة إلا انتقاماً لنفسه، فقد حج يزيد في خلافة الوليد بن عبد الملك، فتزوج بنت عون محمد بن علي، وأصدقه مالاً كثيراً، فكتب الوليد إلى ابن حزم قاضي المدينة، أن يفسخ نكاح يزيد وأن يستعيد المال، فنفذ ابن حزم أمر الوليد.

كما أن زواجه من زينب بنت محمد، بنت أخي الحجاج بن يوسف الثقفي، كان له أثر في سوء العلاقة بينه وبين يزيد بن المهلب، الذي أوكله سليمان تعقب آل الحجاج ومحاسبتهم وتعذيبهم، فيما قبل ابن المهلب شفاعة يزيد بن عبد الملك إما في زوجته الثقفية أو أختها، مما أغضب يزيد وجعله يهدد بالانتقام إذا تولى الخلافة، وهذا ما دفع ابن المهلب للهروب من سجن عمر بن عبد العزيز في آخر حياته، وتنظيم حركة استهدفت تقويض الحكم الأموي.

ويرى الكاتب أن سياسة يزيد لم تكن ملائمة للدولة في هذا الوقت، ولكنه أيضاً لم يقد الدولة نحو الهاوية، ولم يكن عهده بداية الانهيار. وأن شخصيته وسيرته لم تكنا سبباً قوياً فيما أصاب تلك الدولة، ولعل مجمل دوره أنه عاد بها إلى سابق عهدها، فطبق سياسات أسلافه من بني أمية وخالف كثيراً من سياسات عمر؛ لتعيش الدولة في ظل ظروف ماضية كانت بمثابة عوامل هدم تزايد أثرها مع الزمن حتى أسقطت الدولة الأموية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image