شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
أمراء حرب حكموا جنوب المغرب... العصر الذهبي للقُيّاد

أمراء حرب حكموا جنوب المغرب... العصر الذهبي للقُيّاد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 2 ديسمبر 202204:53 م
Read in English:

The Golden Age of Caïds: When warlords ruled Morocco's south

إذا ما كان "القايد"، وريثُ الشيخ القبلي أَمْغَار، صنيعة السلطة التقليدية "المخزن" وممثلها، إلا أنّ الأخير، في حال تعيينه من طرف المخزن يجسد احتواء السلطة المركزية لمؤسسة "غيرونتوقراطية" محلية (حكم الشيوخ)، والاستيلاء عليها. كان يتم تعيين إِمْغَارنْ من طرف أَجْمُوع، الجماعة التي تُعرف أيضاً في الأمازيغية بـ"أكراو"، للقيام بمهمّات في مختلف مستويات التراتبية القبلية التي كانت السلطة موزعةً بشكل كبير داخل بنياتها.

تُعدّ اتحادية أيت عطّا القبلية، نموذجاً بارزاً عن هذه المؤسسة؛ عبر المبدأ المزدوج للتناوب والتكامل السنويين (Hart, D. 1967; Gellner, E. 1976)، وكان يتم انتخاب الشيوخ القبليّين لمدة سنة. يتم ذلك على المستوى المحلي، عن طريق مجلس يمثل كل القبائل أو فروعها المستوطنة للدوّار أو لمجموعة دواوير؛ المعروفة أيضاً بالنجع أو الخربة، لاختيار "أمغار نْـ'تمازيرت"، الشيخ المحلّي، وعن طريق مجلس يمثل كلّ أخماس الاتحادية وكانت اتحادية أيت عطّا تتكون من خمسة أخماس، كل خمس يشمل عدداً من القبائل، لاختيار "أمغار نُـ'وفلّا" شيخاً على رأس الاتحاد القبلي.

كان يتم تعيين إِمْغَارنْ من طرف أَجْمُوع، الجماعة التي تُعرف أيضاً في الأمازيغية بـ"أكراو"، للقيام بمهمّات في مختلف مستويات التراتبية القبلية التي كانت السلطة موزعةً بشكل كبير داخل بنياتها

يقوم مبدأ التناوب هذا على اختيار أو "انتخاب" أمغار، على المستوى المحلي من فرع قبيلة مختلف، ومن خُمسٍ مختلفٍ على رأس الاتحاد كل سنة. أما مبدأ التكامل فيعني أن أجموع، أو مجلس الناخبين والمستشارين، يتشكل من ممثلين عن كل الفروع أو الأخماس باستثناء الفرع أو الخمس الذي يُنتخب منه أمغار، ويُختار هذا الأخير من بين مرشحي الفرع أو الخمس المتبقي، كما أن له صلاحية محاسبته واستبداله في حالة سوء التدبير. وتختار هذه المجالس شيوخاً آخرين للإشراف على مختلف المهام، كـ أمغار نْـ'توگا (شيخ العشب)، أو أمغار نْـ'يگدلان (شيخ المراعي)، الذي يشرف على الانتجاع الرعوي والمراعي.

بالرغم من أنّ هذه المؤسسة استمرت حتى بداية القرن العشرين داخل المجتمعات التي عاشت خارج مجالات الحكم المباشر للمخزن، كاتحادية أيت عطا، بيد أن الشيوخ داخل الأراضي التي يسيطر عليها المخزن كانوا يُعيّنون من طرف السلطة المركزية على رأس قبائلهم. ينسّق هؤلاء الشيوخ المخزنيون برفقة "مكلّفين"، يكونون حلقة وصل بين المجموعة وشيخها/ أمغار، جباية الضرائب مع الأمناء، المشرفين على التعاملات المالية والضريبية لجهاز السلطة المركزي، وبذلك يكون دور أمغار قد تحول من خدمة مجتمعه وتمثيله، إلى تمثيل سلطة المخزن داخل مجتمعه. وقد تمكن بعض الشيوخ الطموحين، الممثلين لسُلالات قوية داخل قبائلهم، من توسيع مجال نفوذهم الترابي بشكل كبير متموقعين بذلك أمام المخزن كحلفاء لا يمكن الاستغناء عنهم. وقد تتم ترقيتهم ليصبحوا قُيَّاداً، وربما توكل إليهم مهمات أكبر داخل الجهاز المخزني، إذ عُيِّن بعضهم في مناصب كـ"العلّاف الكبير" (بمثابة وزير الجيوش)، أو "الصدر الأعظم" (بمثابة رئيس الحكومة).

أمراء حرب... أخضعوا القبائل وقرصنوا بنياتها الاجتماعية

خلال القرن التاسع عشر، تزايد التدخل العسكري والمالي الأوروبي في إيالة مراكش، وفرضت عليها القوى الأوروبية ديوناً هائلةً بعد معركتي تطوان وإسلي، وفي سياق عجز فيه الگيش المخزني، المكون من القبائل المحاربة، المعفية من ضريبة النايبة مقابل خدمتها العسكرية، على فرض ضرائب جديدة وجبايتها في ظل تزايد العداء المجتمعي للسلطة المركزية، وجد المخزن في هذه النخبة القروية الصاعدة من أمراء الحرب سنداً قوياً قادراً على فرض سياساته الضريبية الجديدة، إذ ستصادر فائض القيمة من البنيات (البنى) الاجتماعية "الغيرونتوقراطية" مؤديةً إلى تخريبها في نهاية المطاف.

استغل القُيّاد شرعية المخزن لإخضاع المجتمعات القبلية بقوّة السلاح، مستفيدين من تدفق المؤونة وغنائم الحرب بغزوهم لأراضٍ جديدة ونهبهم لِـ"إگودار"، وهي مخازن جماعية محصّنة

استغل القُيّاد شرعية المخزن لإخضاع المجتمعات القبلية بقوّة السلاح، مستفيدين من تدفق المؤونة وغنائم الحرب بغزوهم لأراضٍ جديدة ونهبهم لِـ"إگودار"، وهي مخازن جماعية محصّنة تستعملها المجتمعات المحلية لتخزين المحاصيل السنوية والمدّخرات الثمينة، و"إغرمان" وهي دواوير محصنة لمجتمعات الواحات في الجنوب والجنوب الشرقي على طول وديان درعة ودادس وتودغة، ومصادرة حبوبها وخزائنها، بالإضافة إلى قرصنة البنيات والتقاليد القبلية لملء مخازنهم، فحوّلوا "لْفْرِيضَة" من مساهمة يدفعها أفراد المجتمع لتغطية النفقات الجماعية إلى ضرائب خاصة يفرضونها بشكل منتظم، والتّوِيزَة، أو تِيوِيزِي، من سلوك للتعاون المتبادل بين أفراد المجتمع القبليّ في المهام المقررة جماعياً إلى شكل من أشكال السخرة، إذ فرضوا على المجتمعات التي حكموها توفير اليد العاملة لبناء قصباتهم وزراعة "عْزْبَانهم"  (ضيعاتهم) وجمع الحطب إلى غير ذلك. الأگلاويون الذين ازدهروا في مراكش وسهل الحوز انطلاقاً من جبال الأطلس الكبير، التي ابتدأ فيها إرثهم وذاع منها صيتهم، وعلى امتداد الجنوب، يمثلون أوج "القيّادية" كما سماها بول باسكون Pascon (1983)، لتمييزها عن الإقطاعية الأوروبية.

المزواري الاگلاوي... من المشيخة إلى اللّعب مع الكبار

اسم "المزواري" هو تعريب للمصطلح الأمازيغي أمزوار، الذي يعني المقدّم بين الأقران أو الأول بين النظراء. وفي سياق البنيات الاجتماعية القبلية، فإن أمزوار هو الشخص الذي يفتتح الأعمال والأنشطة الجماعية للمجموعة ويباركها ببركته. ينحدر المزواريون من شيخ زاوية تاغنوست أحمد المزواري، ويدّعون نسبهم للشيخ الصوفي أبو محمد صالح الماگري.

لعب التهامي الكلاوي وغيره من القياد دوراً محورياً في الغزو الفرنسي للمغرب والحملة ضد القبائل المقاومة

الخطوة الأولى في سيرورة اندماج عائلة "المزواري"، داخل الجهاز المخزني كانت اعتراف السلطان عبد الرحمن بن هشام بمحمد إبيبط، أمغار أيت أونيلة، كشيخ لأيت تلوات وأيت أونيلة وأيت تومجوجت سنة 1856، تحت نفوذ القايد الهاشمي الزّمراني، ليتحكم بذلك في ممر تيزي نـ'تلوات التي تمر منه القوافل التجارية القادمة من الصحراء ويتمكن من حقوق استغلال منجم الملح التابع لزاوية تاغنوست.

نالت المداخيل الضريبية التي يرسلها الاگلاوي رضا مخزن السلطان محمد بن عبد الرحمن، الذي سيعينه قَايْداً ويوسع المجال الترابي تحت قيادته.

نالت المداخيل الضريبية التي يرسلها الاگلاوي رضا مخزن السلطان محمد بن عبد الرحمن، الذي سيعينه قَايْداً ويوسع المجال الترابي تحت قيادته

سيعبئ إبيبط حْرْكات (حملات عسكرية) ضد جيرانه في الجنوب ويوسع من مجال نفوذه حتى قصبة تاوريرت (مدينة ورزازات الحالية). وبعد وفاته سنة 1886، سيأتي الدور على ابنه المدني ليحل محله على رأس قبيلة اگلاوة. في طريق عودة السلطان الحسن بن محمد، من إحدى حركات الگيش المخزني سنة 1893، حاصرت عاصفة ثلجية محلّته (معسكره) في أرض اگلاوة، وكان الجميع ليهلكوا لولا قدوم المدني وأخيه التهامي لإنقاذهم واستضافتهم في قصبة تلوات لمدة تزيد عن عشرين يوماً. استغل الأخَوَان الفرصة لتوطيد علاقتهم برجال المخزن النافذين، خصوصاً بّا حْمَاد، الذي كان حينها حاجباً للسلطان الحسن.

لعب هذا الحدث لصالح الاگلاويين على مستويات عدة، فقد عيّن المدني في بادئ الأمر خليفةً للسلطان في الجنوب، من تلوات إلى محاميد الغزلان (البوزيدي، أ. 2009)، وبعد وفاة السلطان الحسن أصبح بّاحْمَاد صدراً أعظم للسلطان صغير السنّ عبد العزيز ووصيّاً على عرشه، ما طمأن المدني على منصبه في المخزن الجديد. أما على المستوى العسكري، فقد غنم الاگلاويون من استضافتهم لمحلّة السلطان الحسن مدفعين رشاشين ومدفعي هاون ومختلف الذخائر إذ لم يسبق أن كان مثل هذا السلاح تحت سيطرة أحد القياد قبل ذلك. استغل المدني هذه الأفضلية العسكرية لتقوية وتوسيع الإمبراطورية الاگلاوية في الجنوب، فغزا المجالات الشاسعة لاتحادية أيت واوزگيت بدءاً بجيرانه أيت زينب في تمداخت، كما شن هجمات عدة على السفوح الشمالية للأطلس الكبير لتصل الأراضي تحت نفوذه إلى تزارت، حيث بنى قصبةً ليلقي بظله على سهل الحوز الشرقي وينهب قبيلة زمران التي كان قائدها يحكم قبيلة اكلاوة في ما مضى (هوزالي، أ. 1992).

بعد وفاة بّا حماد، عيّن السلطان عبد العزيز المدني قائداً على قبيلة مسفيوة التي هُزمت خلال تمرد 1899، وبنى هذا الأخير قصبة في إمي نـ'الزات (أيت أورير حالياً)، وضمن الاگلاويون ولوجهم إلى سهل الحوز ومراكش مدينة السلطة. سهل الحوز رقعة شطرنج معقّدة سيحرك فيها المدني والتهامي بيادقهما بحذر في لعبة خطيرة للنفوذ والسلطة حجز قيّاد كبار آخرون كالگنتافي والعيادي والمتوگي مقاعدهم فيها قبل مدة.

دعمُ الاگلاويين لقضية عبد الحفيظ فتح أمامهم الأبواب لشغل مناصب مهمة في مخزن السلطان الجديد. عُيّن المدني في منصب العلّاف الكبير قبل أن يصبح صدراً أعظم سنة 1909

سرعان ما فطن الاگلاويون إلى ضعف السلطان عبد العزيز واستحالة الاعتماد عليه لاحتواء التمردات الداخلية والأطماع الأوروبية الكولونيالية في البلاد، خصوصاً بعد مشاركتهم في حْرْكَة فاشلة ضد الجيلالي الزرهوني (المعروف بـ"بو حمارة")، الذي هزم الجيوش العزيزية، وأيضاً بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي منح الدول الاستعمارية الأوروبية تنازلات كبيرةً، وبعد الاحتلال الفرنسي لوجدة من طرف ليوطي وقصف الدار البيضاء الذي نتجت عنه آلاف الضحايا من المدنيين، والإنزال العسكري للجنود الفرنسيين وتمرد قبيلة الشاوية التي حمل أبناؤها السلاح ضد الغزاة. شهدت رقعة اللعب في الحوز بالموازاة مع ما يجري سلسلةً من التحالفات المتقلبة نتجت عنها الإطاحة بالسلطان عبد العزيز من طرف أخيه وخليفته في مراكش عبد الحفيظ.

دعمُ الاگلاويين لقضية عبد الحفيظ فتح أمامهم الأبواب لشغل مناصب مهمة في مخزن السلطان الجديد. عُيّن المدني في منصب العلّاف الكبير قبل أن يصبح صدراً أعظم سنة 1909، بينما شغل الاگلاوي منصب باشا مراكش الذي يمنحه سلطة التحكم في الجيش النظامي وأراضيه، وسيحافظ عليه حتى نهاية الاستعمار الفرنسي، باستثناء مدة وجيزة.

حلفاء الاستعمار

فشل السلطان الجديد الملقب بـ"سلطان الجهاد"، والذي كان يجاهر بموقفه المعادي لمخرجات مؤتمر الجزيرة الخضراء وباحتجاجه على الاحتلال الأوروبي، في الوفاء للقبه وللبيعة المشروطة لعلماء فاس. إذ وضعوا بقيادة محمد الكتاني، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، مجموعةً من الشروط في بيعتهم لعبد الحفيظ وإعلان عزل عبد العزيز، من بينها التراجع عن اتفاقيات مؤتمر الجزيرة، وإنهاء "نظام المحميين" وإعلان النفير العام للجهاد وتحرير البلاد من المحتلين. وقّع عبد الحفيظ اتفاقية فاس سنة 1912، منهياً استقلال البلاد بشكل رسمي، قبل أن يتخلّى عن العرش تحت ضغط المقيم العام الفرنسي ليوطي، ثم أعلن الفرنسيون أخاه يوسف سلطاناً وأُعلِن سلطانُ جهادٍ آخر في الجنوب.

خَلَف التهامي أخاه البكر المدني على رأس قبيلة اگلاوة عند وفاته بعد 6 سنوات، وأعان الاحتلال في بسط سيطرته على حوز مراكش

أحمد الهيبة هو ابن وخليفة ماء العينين، الشيخ الصوفي وقائد المقاومة ضد الاستعمار الأوروبي في تراب البيظان (المجال الجغرافي الذي يحتله المتحدثون باللهجة الحسانية). رأى الشيخُ كرسيَّ الحكم شاغراً بعد تنحي عبد الحفيظ، وتم إعلانه أميراً للمؤمنين في تزنيت قبل أن يزحف بجيشه على مدينة مراكش. كان الهيبة يحظى بدعم شعبي في الحوز وغيره ويُعدّ منقذاً، ما دفع القيّاد إلى مجاراته بعد أن وجدوا أنفسهم فجأةً في موقف ضعف، فخرجوا لاستقباله وبيعته قبل دخوله مراكش. كان التهامي الاگلاوي، من بين آخرين، ينسّق مع الفرنسيين بشكل سري ويُطلعهم على تطور الأحداث في المدينة، بالموازاة مع زحف الجنود الفرنسيين عليها بقيادة الكولونيل مانجان. التقى الجيشان في معركة سيدي بوعثمان شمال مراكش وكانت الغلبة للفرنسيين. غادر أحمد الهيبة المدينة (السوسي، م. 1960)، وأقام مانجان معسكراً خارج أسوار مراكش في گِلِيزْ حيث استقبل بيعة القياد للسلطان الجديد يوسف بن الحسن.

كان ليوطي واعياً بأهمية هذا التحالف قبل أن يكون مقيماً عاماً في المغرب، وكتب في إحدى رسائله سنة 1894: "عوض تفكيك وحل بنيات الحكم القديمة، الأجدر استعمالها لصالحنا"

خَلَف التهامي أخاه البكر المدني على رأس قبيلة اگلاوة عند وفاته بعد 6 سنوات، وأعان الاحتلال في بسط سيطرته على حوز مراكش. القوى الكولونيالية، التي تتحمل بدورها مسؤولية ظهور "القيادية"، بسبب السياسات الضريبية المجحفة التي فرضها المخزن على القبائل ليتمكن من أداء ديونه لها، استمرت في التعاون مع أمراء الحرب هؤلاء. لعب التهامي وغيره من القياد دوراً محورياً في الغزو الفرنسي للمغرب والحملة ضد القبائل المقاومة. كان ليوطي واعياً بأهمية هذا التحالف قبل أن يكون مقيماً عاماً في المغرب، وكتب في إحدى رسائله من تونكين سنة 1894: "عوض تفكيك وحل بنيات الحكم القديمة، الأجدر استعمالها لصالحنا".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image