اتخذ العكاكزة من "الجنس المقدّس"، ممارسةً عقيديةً صرفةً، وصار عماد مذهبهم الصوفي، تطهراً من أعباء التكليف والعبادات الشرعية. ففي ذلك يذكر ابن القاضي، في "درة الحجال"، أنهم قاموا "بترك الصلاة والصوم، واستباحة الزنا، والدياثة". ويذهب الياصلوتي مذهب ابن القاضي في رسالة "المسلك"، فيقول: "مذهب الزنادقة الذين عطّلوا الأوامر النبوية، واستباحوا الأشياء المُحرّمة بالكتاب والسُنّة". وهي الطائفة التي حوربت وقُتل أهلها واتخذت التقية، ليظل جزء من تاريخها مجهولاً وأحياناً أسطورياً. فمن هم؟
إباحيون أم ضحايا الخصوم؟
يُمكن النظر إلى فرقة العكاكزة التي عرفت نمواً وتمدداً كبيراً في أرجاء المغرب، في نطاق المجتمع القبلي والمدني، على حد سواء (بمسميات مذهبية وقبلية متعددة)، خلال القرنين السادس والسابع عشر، كطائفةٍ يكتنف تاريخ نشأتها الغموض والضبابية، كونها فئةً "بدعيةً ضالةً"، محاربة من قبل السلطات السياسية، وفقهاء السُنّة، ورؤساء الفرق الصوفية الأخرى، فجعلوها خارج "الإسلام والتصوف"، عامةً.
تبدو هذه الصورة أقرب إلى كونها "مختلقةً"، وأسطوريةً، أو عبارة عن "أخبار لا تقيم على بيّنة"، كما يصفها الباحث عبد الله نجمي في كتابه "التصوف والبدعة في المغرب طائفة العكاكزة ق 16-17 م"، وهي الدراسة الأكاديمية الحديثة الأكثر تدقيقاً في الطائفة ومساراتها. يشرح أن هذه الروايات وصلتنا عن طريق المصادر السُنّية حصراً، وليس من مشايخ اليوسفيين العكاكزة وكتب عقيدتهم. حتى الكتابات الأوروبية في هذا الشأن، والتي صدرت مطلع القرن العشرين، عدّت هذه الطقوس والممارسات الجنسية جزءاً من الميراث الوثني للقبائل، أكثر من كونها خروجاً عن الملة، وذلك لأهداف استعمارية واضحة.
اتخذ العكاكزة من "الجنس المقدّس"، ممارسةً عقيديةً صرفةً، وصار عماد مذهبهم الصوفي، تطهراً من أعباء التكليف والعبادات الشرعية
وهذا ما جرّ على العكاكزة ويلات المطاردة والتشرد والموت على يد سلاطين الدولة العلوية في المغرب، والمقتلة الكبيرة، تحديداً، في عهد المولى إسماعيل بن الشريف سنة 1691، إذ تعرّض أغلب شيوخها للقتل والسجن، وبقي ميراث الطائفة بأيدي العامة الذين لم يكونوا على إحاطة بكنه مذهبهم. وتالياً، اتخذوا لأنفسهم "تقيّةً" للتخفي وسط هذا المحيط الرافض لها.
اليوسفيون العكاكزة اتخذوا العُكّاز شعاراً لصوفيتهم، على غرار ما ساد في القرن السابع عشر، والذي قد يوصف بـ"عصر التصوف"، هذا العصر الذي بلغت فيه الزوايا مكانة الدولة تأثيراً، من اتخاذ شعارات وإيثار الزي الخاص والسبحات والسجادات والعكاكيز.
إضافةً إلى هذا الاسم، هناك "الملاينة"، نسبةً إلى مدينة مليانة التي تحوي ضريح الشيخ أحمد بن يوسف، ويزورها أتباع الطائفة تبركاً وتقرباً إلى دفينها. وهناك اسم "البضاضوة"، ومفردها بضوي، نسبةً إلى الفرقة الإباضية. إذ يذكر ابن عسكر في المصدر السابق، أن "مؤسس هذه الطائفة قد تزندق وذهب مذهب الإباضية لعنهم الله على ما حُكيَ عنه". وقد اشتهرت به فرقة معيّنة من أتباع اليوسفية، وهم أعراب تادلة في المغرب الأقصى.
والاسم الآخر، هو "الشراقة"، وهم عرب تلمسان الذين دخلوا إلى المغرب في القرن السادس عشر، وسمّوهم بذلك الاسم لأنهم دخلوا من جهة الشرق. وأشهر القبائل التي انتسبت إلى هذه الطائفة، هي الزكارة، وبني محسن، والغمانمة، وأولاد عيسى.
ويدين هؤلاء "جميعاً" في مرجعيتهم الفكرية والمذهبية لأحد أكبر أعلام المتصوفة، وهو أحمد بن يوسف الراشدي (ت 1524) الذي بلغ من أمر مريديه وأتباعه أن غالوا في تقديره إلى درجة "النبوّة". والذي تبرّئه المصادر السُنّية من هذا الادعاء. وكذلك الراشدي نفسه يتبرّأ منهم، فيذكر ابن عسكر في "الدوحة" أنه "سمع بعض الفقهاء يقول ظهر في حياة الشيخ (والمقصود نبوّته)، فلما بلغه ذلك قال: من قال عنا ما لم نقله يبتليه الله بالعلة والقلة والموت على غير ملّة".
كانت للراشدي "دفين مليانة"، وهو الذي لقب نفسه بـ"صاحب الوقت، والعارف، وفارس العقبة". وهو تلميذ الشيخ أحمد الزروقي (ت 1514)، و"شطحاته الخاصة" كغيره من المتصوفة "المجذوبين". فصدر عنه قوله "أنا هو، وهو أنا" ويقصد الله، أو "أنا رسول" ونائب الرسول وخليفته على الأرض ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في إطار "مهدوية لم تكتمل". ثم، قوله "طُف بي" كبديل عن طواف الحج. هذه الشطحات وقعت تحت "سوء التأويل" وخلل الفهم، لتخرج عن نطاقها الصوفي، إلى كونها بدعةً وغلوّاً وإباحةً عند العكاكزة، كما تصفها المصادر السُنّية.
"نبي الحقيقة"
"النبوّة المنتحلة" سوف تمتد إلى أحد تلامذة الراشدي، وهو أحمد بن عبد الله المنزولي. الذي يبدو وفقاً لنجمي في المرجع السابق، اسماً مختلقاً يحمل مضامين "مهدويةً" واضحةً. فأحمد هو اسم النبي محمد الذي بشّر به المسيح. وعبد الله هو اسم والد النبي محمد. أما لقب "المنزول"، فهو كناية عن النزول والهبوط لإصلاح ما فسد من أمر البلاد والعباد.
الشخص الذي تسمى به هو عمر بن سلميان العلوفي، وهو من تلامذة الراشدي وصحبه وقد استأذنه للخروج بعد أن أتم التتلمذ عنده، لينشر مذهبه في بلاد المغرب في النصف الثاني من القرن السادس عشر، ويُكنّى عند العكاكزة بـ"نبي الحقيقة"، الذي يفضّلونه على النبي محمد "نبي الشريعة"، لأن المعرفة عندهم سابقة ومُقدمة على العبادة الشرعية. ووقد فضّلوا عمر بن الخطاب على النبي محمد، وتبرأوا منه وصرّحوا ببغضه، وتجرأوا على سبّه وأذيته. ووضعوا لأنفسهم كتاباً جديداً أسموه بـ"ابن رباش" أو "ابن نحاس"، من دون القرآن، وهو عبارة عن أدعية ومناجاة لله، وضعها المنزولي.
وصفوا بالإباحية وإنكار النبوة والكثير من الأوصاف التي جعلتهم في خانة "الأسطورة". فمن هم العكاكزة الطائفة التي قضى عليها السلطان مولاي إسماعيل بتهمة أنها خالفت الشريعة ومذهب أهل السنة ؟
وتبعاً لذلك، فقد تم تعطيل الأوامر الشرعية، كما يشير ابن أبي محلي في كتابه "المنجنيق"، إلى أن شيخهم قال لهم "افعلوا ما شئتم من المعاصي فقد تحملتكم". وحكى أيضاً عن "أنهم يقولون في ترنمهم بألفاظ بدعتهم ‘آمنا بك سيدي أحمد، وصدّقنا بك يالعلوفي’، وأن العلوفي نفسه قال لهم ‘إني رسول إليكم من عند سيدي أحمد (الراشدي) يقرأ عليكم السلام، ويقول لكم إني رفعت عنكم صلاة الخمس والصوم’، أو نحو ذلك".
هذه المقولة التي يكررها الريفي في "جواهر السماط"، إذ يقول إن "أحمد بن عبد الله المنزولي لما خرج من عنده (أي الراشدي) لقيّه الشيطان على صفة الشيخ، فقال له: يا أحمد أوصيك على التلامذة والمريدين، فإني قد ضمنت لهم الجنة بغير صيام ولا صلاة، وحللت لهم المناكر والفحشاء، فرجع المنزولي وأخبر أصحابه بما أخبره به الشيطان على صفة الشيخ".
وبحسب ما يُروى، فإنه أباح لهم لحم الميتة كونها أضحية الله ماتت بأمره، وكذلك أكل لحم الخنزير. وتذكر المصادر، أنهم كانوا يشربون دم ذبائحهم، ولا يذكرون اسم الله وهم يأكلون. بالإضافة إلى انتهاكهم حرمة المسلمين، وهذا كان شأن أغلب القبائل والفرق التي تحاربت في القرن السابع عشر.
"صلِّ وأعطِ أخاك يصلّي"
اشتهر جانب "الإباحة الجنسية" على حساب سواه عند اليوسفيين العكاكزة، وقد عُنيت المصادر السُنّية بوصفه وشرحه. وتوحي "بإطلاقية مظهر استباحة الزنى"، ما يقرّبها من "ظاهرة البغاء المتسمة بالمداومة"، وفقاً لما يذكره نجمي في المرجع السابق. وهي شاملة لكل اليوسفيين شيوخاً وأتباعاً، أما المصادر الأوروبية فأرجعتها إلى ممارسات وثنية سابقة على حقبة الإسلام عند بعض القبائل.
تروي بعض المصادر التاريخية أن اليوسفيين لم يقتحموا الفاحشة الجنسية "المحرّمة إسلامياً"، والتي تروي ضروبها باستفاضة المصادر السنية، لغرض "الاستحلال المجاني"، بقدر ما تعبّر عن كونهم يمارسون "فعل التوبة" من خلالها.
وفي تحليل وإباحة ما سبق، فإنه تنسب إلى اليوسفيين أقوال في هذا الشأن، مثل "المرأة كالسجادة، صلِّ وأعطِ أخاك يصلّي"، وتحريف لحديث نبوي يقول: "لا يؤمن أحد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ورأس ذلك زوجته". و"نحن نأكل من حبة، ونرقد في جبّة، ونشرب من جعبة"، وهو يعني أنهم يشتركون في ما بينهم، بالأفواه، والأجساد، وفروج نسائهم، فهي في عُرفهم من "أعظم القربات والطقوس"، فشيخ التربية لديهم والمسمى بـ"القطب" إذا ما أراد رياضة المريد وإماتة نفسه عن محبة الدنيا في سبيل محبة الخالق، وأن يبلغ بهذا الحب مقام الفناء، يأمره بأن يأتي بزوجته، فيأتي المريد بزوجته إلى محضر القطب والفقراء، فينام المريد على الأرض، وتنبطح زوجته عليه، ويأتي القطب فوقهما منبطحاً على الزوجة فيضاجعها، حتى إذا قضى وطره منها توالى الفقراء الحاضرون واحداً بعد الآخر بحسب مراتبهم من الشيخ القطب، حتى يقضوا أوطارهم جميعاً من زوجة المريد، فإذا فعل بذلك وبزوجته قالوا: "قد بلغ وقد ماتت نفسه".
اجتمع الزكاريون من العكاكزة ليلة كل خميس وأحد من أول كل شهر، في مكان يُدعى الملعب، واختلط الرجال بالنساء، وضربوا على الآلات الوترية ورقصوا، وعند انتهاء الحفل، كان يستضيف بعضهم بعض الحضور، ويبيحون لهم زوجاتهم إكراماً لهم
ووفقاً لنجمي دائماً، إن استباحة الزنا تأتي على رأس العبادات، حتى أن فاتحة كتابهم "ابن رباش" المدوّن بماء الذهب تتضمن هذا القول: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تمنع فرجها إلا عن أبيها وابنها، ويحل لها إباحته لمن سواهما".
وهناك طقس آخر يحدث في مواعيد وأوقات معيّنة مرةً أو أكثر في العام في شهر آب/ أغسطس، وله مسميات عديدة، كـ"ليلة الغلطة" من الغلط المتعمد الذي يرتكبه الزوج جنسياً بغير زوجته. و"ليلة الخلطة" من الاختلاط، و"الربطة"، والفتيلة"، و"ليلة الكهف" لأن طقوسها تجري في كهف تحديداً لدى أفراد قبيلة الزكارة، الذين يجتمعون رجالاً ونساءً، وبعد التأكد بالرسم من خلو غريب في هذا الاحتفال، يصطف الرجال والنساء في صفين متناظرين وتُطفأ الأنوار ويعاشر كل منهم المرأة التي تقابله في الظلام شرط ألا تكون زوجته.
طقس آخر يُسمّى بـ"تفكه الرسمة بالأبكار"، يستبق الرسمي "الشيخ" العريس الزكراوي بالاختلاء جنسياً بالعروس، مقابل أجر مادي يدفعه العريس ووالد العروس، وهو يجري إما "لتجنيس" أجنبية من خارج القبيلة، أو "لاستبراء" زكراوية تزوجت سابقاً بأجنبي على غير الزواج اللحمي من القبيلة الواحدة.
لإباحة الزوج للضيف الرسمي، يجتمع الزكاريون ليلة كل خميس وأحد من أول كل شهر، في مكان يُدعى الملعب، ويختلط الرجال بالنساء، ويضربون على الآلات الوترية ويرقصون، وعند انتهاء الحفل، يستضيف بعضهم بعض الحضور، ويبيحون لهم زوجاتهم إكراماً لهم.
الطقس الأعجب على الإطلاق، هو زواج الكبيرة من الرضيع، فما أن يولد طفل ويبلغ اليوم أو الثلاثة أشهر حتى يزوّجوه لفتاة عُسر أي بلغت العقد الثاني من عمرها من دون زواج. وبعد أن تتم المراسم الخاصة بالخطبة تنتقل الفتاة إلى دار زوجها، وعندها تُباح لها معاشرة من شاءت من الرجال، وأي ولد تنجبه يكون على ذمة زوجها الرضيع.
حقائق أم مجرد افتراءات؟
كان منهج أهل السُنّة إشاعة مثل هذه الروايات عن اليوسفيين الذين عرف مذهبهم انتشاراً واسعاً في العقدين الأخيرين من القرن السابع عشر، نتيجة قوة مشايخه، وحجتهم البليغة، وعجز خصومهم عن الرد عليهم. ففي القرن السابع عشر تفرقت السلطة في المغرب، وتماثلت الأدوار التي لعبها اليوسفيّون، أسوة ببقية الزوايا والفرق الصوفية، بالرغم من الصورة "البدعية" التي حاولوا إلصاقها بهم وتحولها إلى صورة نمطية متداولة حتى مطلع القرن العشرين.
فمسألة "إنكار النبوة" مردود عليها في بعض المصادر السنّية، وعلى رأسها اليوسي، والمجاصي، والياصلوتي. فهذا الأخير يثبت صحة صيامهم، وقيامهم به طواعيةً، طلباً للأجر والثواب كما يرد في رسالة "المسلك". ويورد المجّاصي في مخطوطه "نوازل"، أنه شاهد يوسفياً تُضرب عنقه فاستهل بنطق الشهادتين. واليوسي في "رسالة العكاكزة"، يذكر أنهم كانوا يعلّمون أبناءهم حفظ القرآن. وعملهم وفقاً لنجمي في المرجع السابق، ينفي عنهم غلوّهم في محبة الراشدي أو المنزولي، ونسبتهما إلى النبوة والألوهية.
وهذا ما رماه أهل السنة في المشرق ضدّ جميع أعدائهم من المتصوفة والشيعة والزنادقة، وعنهم أخذ أهل المغرب السُنّة. من ذلك ما ألصقه ابن محلي بصهره عبد القادر بن محمد السماحي، لانتسابه إلى الطريقة الراشدية، وما أنزله المولى محمد بن الشريف في حق الشيخ الدلاء لإجارته اليوسفيين، والتسامح معهم.
أما "الاستباحة الجنسية" الواردة بكثرة في الحديث عن اليوسفيين العكاكزة، فهي و"إن صدقت" ليست خصيصةً فحسب عندهم، إذ يذكر المهدي الوزاني في كتابه "تحفة أهل الصديقية"، أن بعض برابرة المغرب كانوا يبيحون نساءهم للضيوف، تكرّماً وجهلاً منهم بالمحرّمات. كذلك، علال الفاسي في "النقد الذاتي"، يقرّ بأن القبائل كانت تكرم ضيوفها بوسائل غير مشروعة، وأنهم اعتادوا على إحياء "موسم الصالحين"، بممارسة شعائر الجنس الجماعي.
ويعبّر عن هذا نجمي أيضاً في المرجع السابق على أنه "تأويل لصورة البدعة اليوسفية"، فيقول: "لم يدّع أحد من الذين وصفوا البدعة اليوسفية، سُنّياً كان أم أجنبياً، أنه قد حضر اجتماعاً من اجتماعات الإباحة الجنسية، أو شاهد بأمّ عينه، أو سمع مباشرةً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
عبد الغني المتوكل -
منذ 18 ساعةوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ 18 ساعةرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت