شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أيها الحب، خذ هذا اليأس واصنع منه حذاء لشخصٍ آخر

أيها الحب، خذ هذا اليأس واصنع منه حذاء لشخصٍ آخر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز نحن والنساء

السبت 3 ديسمبر 202212:00 م

الأبدية



أحياناً، يرعى الحب كحيوان عنيف، كقطعان من العاطفة المهووسة

يأتي،  فَتُغفَر الآلام

كأن الروح خرجت عن قدرها المحتوم،

لرحلتها الخالدة، للجُرح الذي ينتظرها حين تحل في روحٍ أخرى.

فنهلع حين ننضم، ونهلع حين نفترق

لأننا رغماً عنا، حملنا الآخر معنا

ليستقر الحزن كمعنى غير قابل للمواساة

فلا أستطيع منح نفسي الشفقة

فتنهمر الدموع كطيور كثيفة في ليل طويل

ويتحول كل الأهل لسكاكين

ويتحول كل طعام إلى خطيئة

وتصير روحي أغرب من وجودها، أغرب من زمني

حتى الشِعر يصبح جاهلاً وأعمى.

*****

في القاهرة،

نرتدي هشاشتنا كمجنون يخرج للعالم

عارياً

و في يده سكين.

يقف العنف في حياتي كسيدٍ مهزوم، كأبٍ يبسط يده الرحيمة للقتل، كالدين حين يعد بالجنة والنعيم بعد العذاب، كالرحمة الإلهية، كالشفقة التي تلازم الألم، والراحة من بعد اليأس... مجاز

بسذاجة خادعة

كأن ثيابنا تجرّ خلفها الملائكة

لكننا حين نكتشف قدرتنا على الإيلام

حين يصبح العالم وليمة مفتوحة لشهيتنا

حين نكتشف أن عسلنا ممزوج بالسم

فيكون كل حنان مغموساً في قسوة مرعبة

ويتداعى كل إيمان أمام كبرياء مزيف

فيتحول النوم إلى لعنة

يا نومي الذي أردته أن يكون بين أجنحة رحيمة

يا نومي الذي قدّسته حين خلعت عن جلدي كل شبيه

يانومي الذي قدّسته حين سلّمت نفسي لآخر جميل ومعذب

إني أتناثر لعدة أرواح معذبة ومنسية

أني أتناثر

وأشعر بهذا الخجل والعار.

أنت هنا أيها الحب؟
اسحبني إلى أرضٍ أخرى

*****

الحُمّى

يا مملكتي السرية

يا شياطيني وملائكتي

يا دموعي ونقاوتي

يا سخونتي السائلة على سرير

إني أتعذب بشفقتي على أعدائي

إني أتعذب بهذا الكبت المضني لروحي التي لا يحدّها شيء

يا لعنتي التي تنثرني

فتصير عظامي أغصاناً جافة في ليل العاصفة

فيصير دمي خمراً وسُكراً

فيصير قلبي حيواناً رهيباً أعمى

ويصير صدري قفصاً يضيق عليّ

فتنتفض روحي طلباً للخلاص

.لينتفض هذا الجسد ويُخرِج ألف طائر

أيها العنف، يا ملكاً مخضباً بالدماء في ممالك مستأنسة
ياعاطفتي المتوحشة وغرابتي التي وعدتني بالخلود
إني أقف أمامك لامبالية بمصيري، إني أقف إنساناً عارياً من كل هؤلاء، كأني طائر حر... مجاز

*****

يقف العنف في حياتي كسيدٍ مهزوم

كأبٍ يبسط يده الرحيمة للقتل

كالدين حين يعد بالجنة والنعيم بعد العذاب

كالرحمة الإلهية، كالشفقة التي تلازم الألم، والراحة من بعد اليأس

هذا العذاب أمنحه لنفسي وللغرباء

بشجاعة تامّة، حتى أستطيع تحمل فضيحة هذا الوجود

أيها العنف، يا ملكاً مخضباً بالدماء في ممالك مستأنسة

ياعاطفتي المتوحشة وغرابتي التي وعدتني بالخلود

إني أقف أمامك لامبالية بمصيري، رغم النار التي بين الضلوع

إني أقف إنساناً عارياً من كل هؤلاء

كأني طائر حر، رغم أني قد أكون مجرد ريشة تحركها الريح

أو كأني مجرد فراغ تحوم فيه شياطين وملائكة.

إني أغفر لك، وأبسط هذه المغفرة بيننا كوليمة

لو حرمتني منها سأشقى، وإن لم تقبلها سأعيش جائعة للأبد.

*****

كيف يسد الطعام ثقوباً في القلب صنعتها الآلام؟

حين يصبح الأكل ديناً كاملاً في أطباق ملونة،

كل نهاية له هي العذاب والنعيم

لا ينفصل أحدهما عن الآخر.


حين يتحول الخوف لحاسة تبلعك بداخلها،

حين تصبح اليد مغرفة، حين تصبح البطن صحناً، حين يصبح الدم ماء

حين يصبح ضوء النهار سكيناً يغرس في العين،

فاضحاً حقيقة أني هنا، ولا أستطيع التعامل مع ذلك.


حين يصبح الجسد ليلاً شاحباً لا يستطيع النوم

أنت هنا أيها الحب؟

اسحبني إلى أرضٍ أخرى،

البسني ثوباً عفيفاً من الرحمة،

ولا تسد ثقوب قلبي فلن يسدها شيئ،

فقط أعِد لي إيماني،

خذ هذا اليأس واصنع منه حذاء لشخصٍ آخر

أعمى وقاس،

خذ هذا الجوع قد يشبع غيري،

خذني إلى المجهول،

ولا تقل لأحد أين أنا.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard