الجوار
كاترينا غوغو، شاعرة وممثلة ومؤلفة يونانية عاشت ما بين 1940-1993 عرفت بكتاباتها الثورية وأفكارها الراديكالية، حيث انعكست هويتها السياسية الاناركية في أغلب قصائدها. لم تترجم أعمالها بشكل واسع الى لغات غير الإنجليزية عام 1983 على يد جاك هيرشمان، وإلى التركية عام 2018 من قبل المؤلف ماهر ارغون، على الرغم من القيمة الفنية والأدبية لأعمالها، والتي تعتبر تأريخاً لحقبة سياسية وأدبية حرجة.
انتحرت غوغو عام 1993 بعد سنوات عديدة من الإحباط والإدمان. ديوان "شهر العنب المثلج" يأتي ضمن مشروع قراءة وترجمة أعمال الشاعرة اليونانية كاترينا غوغو بلغتها الأصلية من قبل الشاعرة كارول صنصور
بيتي بحجم ذراعي ابنتي الممتدين
أربع سنوات بلا مأوى.
حافية ومريضة وباردة
أدور
وأينما التفتُّ، خلٌ وهيروين ومرارة.
وأتحمّل حتى لا يحزن الآخرون.
ويأتي. وعلى ركبتي أقع أرضاً
وأصبح كرة من طين
أتدحرج داخلي
وعلى نفسٍ من روحي التي ما زالت تشعّ
أتكئ
وأبكي ماء، ماء كثيراً.
وقد كنت شجرة وكُسرت. كسروا أغصاني. فقد كانت ملجأ للأطفال الضائعين حيث كانوا يلعبون لعبة الشنق... مجاز
ولم يبق لي ماء لكثرة ما بكيت
نشفت، وأصبحت حورية ذات قشور
وأصبحوا يخافون مني.
وعندما فتحت عيني
كانت جنبي، وحولي، وفي كل مكان
بحيرة
تطفو عليها زهور صغيرة عتيقة.
والسماء معتمة
وفيها غيمتان غريبتان
لا تتحركان ولكن تركضان
وأنا بين لصّين مثقوبة أجسادهما
مصلوبة في العلن.
وهذا عدل
فقد تحدّيت الحياة بالشغف
وبشكل مضاعف، لم أبد احتراماً
فقد عرفت ناموسهم
تدربت على النظر بعيداً
وفقدت من كانوا جواري.
لا تقل إنك تحبني
ما كنت لتسمح أن أصبح أوراق شجر
تطفو على نهر ناشف
والآن
أدفع الثمن بالخزي والعمى
بلا كلب
أو عصا
أمرُّ من خلالكم.
وأنت
أنت الذي أحبُّ
عندما تشرب وتسكر كما تفعل دائماً
لا تقل إنك تحبني
ما كنت لتسمح أن أصبح أوراق شجر
تطفو على نهر ناشف.
لا!
"أضمّد مشاعري بالثلج
لا شيء آخر"
تلاها حضن كبير
وأكثر
"أخاف": تقول
وترحل ومعها حقيبة لا يمكن حملها.
الطفلة
تتركني
عند باب مفتوح
على رعب المتسلّقين وغرق معتم
10 أكتوبر وميرتو
خُلقتْ في شهر العنب المثلج.
وأقول لكم، حكايتي يا أولاد، مثل قصص الأطفال الخيالية، فيها ساحرات شريرات، عصي، أكياس كبيرة، خطاطيف وتسوّل، كتبتها للأطفال، وحدات القمع المدربة، يتعلمونها، لتردّدها لاحقاً الأمهات والمنشدات... مجاز
ووقفت ساقطة هناك
ساعات… وقت طويل
بعدها، ومن وسط المتسلقين
يظهر صديق تائه
يا خريستو: أقول له
اهدأ، اذهب الى النوم
أنت مقتول من مدة.
يا رينولا: يقول لي بحزن شديد
اهدأ… اذهب وأستريح
أنت ميت من مدة
بالرصاص والمخدرات.
وفي حالة ذهول تمدّدت
على مرمر المشرحة
أراقب جسدي
يقسمه التلاميذ في تجربة
إلى قطع دائرية رقيقة
ودمي الذي لا لون له
يغسلونه في السطول
متلهفين على جرعاتهم
وبعروقهم
يغلفون الساحات بأشرطة الموت.
ولطخوا وجهي بدهان ملون
أظافري وعيوني وأذني
بأسود مخضر كالسحالي
خدودي بالقرمزي
كبيض الفصح
ألّفت دوراً
أصبحت ممثلة
عاهرة مسرح.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...