قال ناشطون عبر الإنترنت، إن السلطات الأمنية المصرية اعتقلت ناشطاً ملحداً وأخفته قسرياً بإيعاز من الأزهر عقب مناظرة له مع الشيخ البارز أحمد كريمة، مطالبين بإجلاء مصيره والإفراج عنه احتراماً لحرية العقيدة والتعبير.
وأوضح هؤلاء في منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن "هشام فؤاد أحمد" الشهير بـ"هشام المصري"، اعتُقِل قبل أيام على أيدي جهاز الأمن الوطني، في حين لا يعلم أحد مكانه راهناً، بسبب الأفكار المناهضة للأديان السماوية التي ينشرها عبر قناته في يوتيوب، التي تحمل اسمه ويتابعها أكثر من 18 ألف شخص.
كيف بدأت القصة؟
ينشط هشام في التعبير عن آرائه المناهضة للأديان والإسلام على نحو خاص، عبر حسابه في فيسبوك، وقناته على يوتيوب، وله لقاء أسبوعي يرد فيه على تعليقات متابعيه وأسئلتهم، زيادةً على مناظرات بين الحين والآخر مع شيوخ ودعاة.
وقبل أسبوعين، نشرت قناة هشام المصري، في يوتيوب، المناظرة التي شارك فيها ضد الشيخ كريمة، والتي أدارها صاحب قناة "الفكر الحر" باسم سام، من بعد.
وانزعج الشيخ كريمة خلال الحوار، من وصْف هشام لإحدى آيات سورة التوبة بأنها "إرهابية"، وانفعل بشدة وبادر إلى شتمه وانسحب من الحوار.
لم يكتفِ الداعية بذلك بل ظهر في مقطع فيديو لاحق يدعو "أي محامي غيور على شرع الله"، و"كل محامٍ شريف"، إلى تحريك دعوى قضائية ضد قناة الفكر الحر وصاحبها، وإغلاق القناة، وكذلك القبض على هشام ومحاسبته عن حديثه عن الإسلام والقرآن.
ينشط في التعبير عن آرائه المناهضة للأديان السماوية والإسلام في فيسبوك ويوتيوب... أنباء عن اعتقال الناشط الملحد هشام المصري، عقب مناظرة مع الداعية الأزهري البارز أحمد كريمة، ودعوات لإطلاق سراحه صوناً لحرية المعتقد والتعبير
"رسالة أخيرة"
في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، نشر هشام عبر حسابه في فيسبوك، والذي يتابعه 1،400 شخص، مقطعاً مصوراً بعنوان "رسالة هشام المصري الأخيرة"، قال فيه إنه "قاب قوسين أو أدنى أو أوشكت خلاص على الوقوع في خطر داهم جداً، وأنا لا أستطيع الإفصاح عنه الآن... وأنا مضطر إجباراً إن أنا منزلش أي فيديوهات جديدة".
وكرر مخاوفه قائلاً: "محدش يطالبني بذكر أسباب، لأن أنا لن أذكر أسباباً، لأني لا أستطيع ذكرها، لأن أنا لو تكلمت أكثر من ذلك وكان مفروض مطلعش لايف أصلاً لأن نصيحة الجميع أن أنا مطلعش دلوقتي بس يعني أنتو ليكو حق عليا بما إن أنا صرت شخصية مشهورة، فأنتم من صنعتم هشام المصري. فمن حقكم تعرفوا على الأقل ما يطمئنكم عليا".
وواصل هشام: "أنا مضطر للتوقف إلى أجل غير معلوم. الأجل دا ممكن يبقى قصير وممكن يبقى طويل. أنا لا أعلم، حقيقةً لا أعلم. ولا أستطيع إبداء الأسباب. في نفس الوقت لو أبديت أسباب المسألة ستزيد سوءاً بدرجة ما هي سيئة. هي سيئة جداً".
كما نبّه: "في معلومة مهمة، شديدة الأهمية هي اللي أقدر أقولها: أياً كان اللي هيحصل لي، الأخ سام صاحب قناة الفكر الحر هو اللي سينقل إليكم أخباري... الأخ سام بيني وبينه أسلوب معين، لو لقاني اختفيت مدة معينة سيتكلم إليكم وسيظهر حقيقة الأمر لأن وقتها سيكون المحظور قد وقع ولا بد من الكلام عليه".
ولفت إلى أنه "لو الأخ سام متكلمش، اعرف أني نجوت نوعاً ما من هذا القدر المحتوم بصورة وقتية"، و"لا تقلقوا، أنا كدا كدا راجع طال الزمان أو قصر".
وذلك قبل أن يختم بقوله: "أهم حاجة أنا عايز أقولها لكم، أنا من أول ما ابتديت القناة وفيه أخطار ومشاكل كثيرة أنا متوقعها ومتقبلها، وعندي استعداد أدفع تمن ما أنا مؤمن به"، و"تذكروا دائماً أنني كنت رجلاً ذا مبدأ وذا شرف" و"أياً كانت الظروف فأنا لن أتنازل عن أي شيء أنا قولته، وأنا فخور بأي شيء أنا قولته. سأبذل قصارى جهدي أن أي شيء أنا قولته يظل متاحاً للجميع. تمنوا لي التوفيق وتمنوا لي العودة في أقرب وقت وأنا لن أخذلكم".
قبل القبض عليه، قال هشام المصري في آخر فيديو منشور له: "أنا قاب قوسين أو أدنى، أو أوشكت خلاص على الوقوع في خطر داهم جداً، وأنا لا أستطيع الإفصاح عنه الآن... وأنا مضطر إجباراً إن أنا منزلش أي فيديوهات جديدة"
سام يؤكد اعتقاله
وفي 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ظهر سام في مقطع بعنوان "من أجل هشام"، عبر قناته "الفكر الحر"، وروى تطور الأحداث منذ حديثه مع الشيخ كريمة، وعرضه أن يشارك في المناظرة مع شخص ملحد وموافقة الداعية على ذلك، مروراً بعقد المناظرة وانسحاب الشيخ منها.
وأضاف أن الداعية خرج لاحقاً، وأهدر دمه، وحرّض ضده وضد هشام، مضيفاً أن الأخير تلقّى استدعاءً من جهاز الأمن الوطني إثر ذلك. وأكد سام اعتقال هشام في اليوم التالي لآخر ظهور له، بإيعاز من الأزهر وكبار مشايخه، عادّاً أن ذلك دليل على عدم وجود حرية عقيدة أو حرية تعبير في مصر، ومناشداً بالإفراج عنه.
ونشط العديد من الأشخاص عبر السوشال ميديا، للمطالبة بإطلاق سراح هشام. كما وقّع أكثر من 900 شخص على عريضة عبر موقع "change.org"، للمطالبة بالإفراج عن هشام.
يُشار إلى أن هشام قد يواجه تهمة ازدراء الأديان، بناءً على آرائه المنشورة علناً، وعقوبتها المنصوص عليها في قانون العقوبات المصري، تحديداً في مادته الرقم 98، هي: "الحبس مدةً لا تقلّ عن ستة أشهر ولا تتجاوز خمس سنوات، أو غرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تجاوز 1،000 جنيه (بين 32 و64 دولاراً أمريكياً)، كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة أو التحقير، أو ازدراء أحد الأديان السماوية، أو الطوائف المنتمية إليها أو الضرر بالوحدة الوطنية أو بالسلم الاجتماعي".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ يومtester.whitebeard@gmail.com
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 4 أيامجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ اسبوعينعزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...