شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
قد يسجن خمس سنوات... مصريون يطالبون بمحاكمة

قد يسجن خمس سنوات... مصريون يطالبون بمحاكمة "عسكرية" لمسيحي أساء إلى النبي محمد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 11 نوفمبر 202005:18 م

تصدّر وسم #محاكمة_يوسف_هاني قائمة المتداول في مصر خلال الساعات الماضية حاملاً معه دعوات إلى معاقبة بل التنكيل بمدرس مسيحي أطلق تعليقات مسيئة للنبي محمد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "هدر دمه" والدعوة إلى إعدامه وغلق كنائس المسيحيين.

تداول المغردون المصريون "سكرين شوت" لتعليقين أساء فيهما للنبي محمد ووصفه بـ"الزاني" و"المتخلف عقلياً"، علاوةً على سبّه عدداً من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين دخلوا في جدال معه وبادلوه السباب على ما يبدو. 

قدم البعض منشوراتهم على صيغة "بلاغ إلى النائب العام" المصري حمادة الصاوي، مستعرضين بيانات حساب باسم "جو هاني"، قائلين إنه مدرس في مدينة الإسماعيلية، ومطالبين بمحاكمته على وجه السرعة. 

جاءت تعليقات هاني على أحد المنشورات التي تروج لحملة "إلا رسول الله" ومقاطعة فرنسا التي تستنكر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد والتي أعقبت نحر المدرس الفرنسي صاموئيل باتي الذي عرض الرسوم على طلابه الشهر الماضي.

وهاني ليس الأول في مصر توجه إليه هذه التهمة خلال هذه الفترة. قبل أقل من أسبوع، أُحيل أحد أعضاء هيئة التدريس في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالإسكندرية إلى التحقيق العاجل بعدة اتهامات، أبرزها: "ازدراء الأديان، وامتهان ثوابت العقيدة الإسلامية، وسب الطلاب بألفاظ نابية". وذلك على خلفية مقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي له وهو يقول للطلاب "بلا آية بلا خرا"، خلال محاضرة كان يشرح للطلاب فيها كيف أن فرنسا محقة في الدفاع عن الحريات ورفض التطرف، وهو الحديث الذي رفضه الطلاب ، وهذا ما دفعه إلى الغضب والتفوّه بهذه الكلمات.

"الواد ده أقل حاجه ليه محاكمة عسكرية عشان متحصلش فتنة في البلد"... دعوات في مصر إلى محاكمة شاب مسيحي بسبب تعليقات مسيئة للنبي محمد عبر السوشال ميديا. البعض طالب: "اهدروا دمه" وآخرون بإعدامه لـ"وأد الفتنة"

"أقوى سلاح"

عبر الوسم، قال مغردون إن السوشال ميديا هي "أقوى سلاح حالياً"، وطالبوا باستغلال هذه القوة لإثبات أن "المسلمين مش ملطشة" وإجراء "محاكمة رادعة" للمتطاول. واستنكر هؤلاء أن "أي حد" بات بمقدوره التطاول على "أطهر شخصية على وجه الأرض". 

وأضافوا: "لا خير فينا إن لم يرتدع".

ورأى فريق من المتابعين أن المسيحيين هم من ينبغي لهم المطالبة بمحاكمة هاني، معتبراً أن ما قاله إهانة للمسيحيين قبل المسلمين.

في غضون ذلك، حملت بعض التعليقات دعوات مسيئة ومحرضة على العنف، بينها دعوة إلى تدنيس الصليب وغلق الكنائس وأخرى إلى "هدر دم" الشاب أو إعدامه.

وحذر أحدهم: "الواد ده أقل حاجة (عقاب) ليه محاكمة عسكرية عشان متحصلش فتنة في البلد". 

"المسلمين مش ملطشة"/ "لا خير فينا إن لم يرتدع"/ "محاكمة إيه مهدر دمه"... مصريون يحرضون على شاب مسيحي وصف النبي محمد بأنه "مختل عقلياً" و"زانٍ"

السجن والغرامة بانتظاره

ووفق ما صرح به نبيل سالم، أستاذ القانون الجنائي المصري، لموقع الوطن المحلي، فإن هاني قد توجّه إليه تهمة ازدراء الأديان بعد تداول تعليقاته المسيئة علناً، لافتاً إلى أنها "لا تعد وفقاً للقانون رأياً شخصياً، وإنما تصريح علني طالما أعلنه صاحبه عبر وسيط يصل إلى ملايين الناس".

وأضاف: "لا يشترط تقديم بلاغ من شخص بعينه ضد الشاب، بل يمكن للنائب العام أن يأمر بمباشرة التحقيق في الواقعة".

ويلاحظ في الآونة الأخيرة اهتمام النائب العام بأي واقعة متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما يشير إلى أن هذه الحادثة قد يعلن التحقيق فيها خلال ساعات.

إذا ثبتت كتابة الشاب للتعليقات المنسوبة إليه، فإن عقوبة تهمة ازدراء الأديان المنصوص عليها في قانون العقوبات المصري، تحديداً في مادته الرقم 98، قد تطبق عليه. وهي تنص على أن "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات، أو غرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تجاوز 1000 جنيه (بين 32 و 64 دولاراً أمريكياً)، كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة، بقصد إثارة الفتنة أو التحقير، أو ازدراء أحد الأديان السماوية، أو الطوائف المنتمية إليها أو الضرر بالوحدة الوطنية أو بالسلم الاجتماعي".

قد تطبق أيضاً المادة 160 من القانون على هاني، وهي تنص على أنه "يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تزيد على 500 جنيه (بين 6 و30 دولاراً) أو بإحدى هاتين العقوبتين: أولاً: كل من شوش على إقامة شعائر ملة أو احتفال ديني خاص بها أو عطلها بالعنف أو التهديد. ثانياً: كل من خرب أو كسر أو أتلف أو دنس مباني معدة لإقامة شعائر دين أو رموزاً أو أشياء أخرى لها حرمة عند أبناء ملة أو فريق من الناس. ثالثاً: كل من انتهك حرمة القبور أو الجبانات أو دنسها" أو بالسجن مدة لا تزيد عن خمس سنوات.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard