سبّب موت وديع فلسطين (99 عاماً) الجمعة الماضية 4 تشرين الثاني/نوفمبر حزناً كبيراً لدى قرائه من الوسط الثقافي المصري، لكن ثمة خفوت لازَمَ خبرَ رحيله، فلم يكن وقعُ الخبر بحجم قيمته الأدبية.
ربما أسباب عدة تقف خلف ذلك المرور الخافت؛ أولها عزلة الرجل المسنّ، ثانياً لأن اسمه جعل البعض ينسبونه إلى دولة عربية شقيقة.
وقد عاش وديع معتزاً بالقضية الفلسطينية، حتى إنه ترجم كتاب "فلسطين في ضوء الحق والعدل"، لهنري كتن، الذي يعد موسوعة تاريخية وقانونية، ومرجعاً علمياً، إلا أن اسمه سبّب له الكثير من المتاعب.
من المواقف التي يحكيها الكاتب الراحل وديع فلسطين، أن مباحث أمن الدولة العليا استدعته ذات مرة، وعندما ذهب إليهم، سأله الضابط: "إنت مين فيهم؟"، ليردّ بعفويته المعهودة: أنت "مجرجرني" من آخر الدنيا من أجل أن تسألني أنت من فيهم؟ ثم ماذا تقصد بـ"من فيهم"؟ فقال له الضابط: "رجعنا للسجل المدني، فوجدنا ثلاثة اسمهم وديع فلسطين".
برغم غرابة الاسم، لم يكن هو الوحيد المسمى بـ"وديع فلسطين"، بل كان الاسم منتشراً في جنوب مصر آنذاك، كما كانت هناك أسماء أخرى، مثل "إسرائيل"، إلا أن السياسة جعلت الناس يتخلوا عن تلك الأسماء.
ولد وديع فلسطين حبشي عام 1923، بمركز أخميم بمحافظة سوهاج، لأسرة قبطية من "نقادة" في محافظة قنا.
بعد ولادته بشهر، لحق بأبيه فلسطين حبشي، الموظف في حكومة السودان، وقضى بها ست سنوات في العطبرة، وبعد إحالة والده إلى التقاعد في عام 1930 عاد إلى القاهرة، والتحق بمدرسة الجيزة الابتدائية الأميرية، ثم المدرسة الإنكليزية بجزيرة الروضة، ثم الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث تخرج منها عام 1942 بدرجة البكالوريوس في الصحافة.
الاعتقال وصحافة النفط
شهدت مسيرة وديع الصحافية نجاحات كبيرة، وكانت البداية عندما سأله أستاذه فؤاد صروف، الذي كان يرأس تحرير مجلة "المقتطف" آنذاك، إن كان يرغب في العمل بـ"الأهرام"، وافق وديع على الفور، ولكن جاء توظيفه في قسم التوزيع، وذلك بعدما أرسل معه خطاباً إلى مدير الإدارة، الذي كانت تجمعه بأستاذه صلةُ قرابة.
ظل يطمح وديع بالعمل كمحرّر في "الأهرام" لمدة ثلاث سنوات، إلا أن حلمه لم يتحقق. فانتقل إلى العمل في "المقطم"، بعدما عرض عليه كريم باشا ثابت، رئيس تحريرها، العمل بها.
بعد ذلك، عمل وديع فلسطين في الكثير من الأماكن الصحافية، ولكن لمع نجمه في صحيفتي "المقتطف" و"المقطم" بين عامي 1945 و1952، حيث رأس القسم الخارجي، وعمل في جميع الأقسام الأخرى، كما أسندت إليه كتابة المقالات الافتتاحية اليومية التي كانت تنقلها الصحف الأجنبية والعربية، وأيضاً اختير عضواً في مجلس إدارة وتحرير هذه الدار إلى أن أغلقت، كما أغلقت الكثير من الصحف في مصر في تلك الفترة.
بعد عام 1952، طالت صحيفة المقطم نيران ثورة يوليو، ذلك لشبهة بشأن علاقتها بالملك، ومن ثم حجبت الصحيفة، وأغلقت الأبواب في وجه وديع فلسطين.
اسم سبّب لصاحبه الكثير من المشاكل، وله قصة في الحي الذي نشأ فيه، وكان يشاطره فيه آخرون، إلى درجة أن استدعاه ضابط في أمن الدولة، وقال له: "إنت مين فيهم؟"... الأديب الذي رحل عنا وديع فلسطين
إبان فترة جمال عبد الناصر، تعرض وديع فلسطين للاعتقال، وهي التجربة الأصعب في حياته، ليس بسبب ما تركه السجنُ من أثرٍ على نفسه الحرّة، بل أيضاً لأن الأبواب أغلقت في وجهه إثر ذلك. حينها لم يرَ بدّاً من العمل في الترجمة، فكانت تراسله "دار المعارف" ببعض الكتب لترجمتها.
لم تدم الفترة العصيبة طويلاً، فسرعان ما حملت إليه الترجمة مفاجأة سارة، ذلك عندما وقف كـكبير للمترجمين، أمام محكمة دولية، خلال بتّها في خلاف نفطي كانت شركة "أرامكو" السعودية طرفاً فيه، وقد لاحظ المسؤولون في الشركة كفاءته، وفور انتهاء عملية التحكيم، وكان ذلك في عام 1956، عرضوا عليه أن يعمل في مكتبهم في القاهرة، مديراً للعلاقات العامة، ومن ثم أصبح مسؤولاً عن مجلة "قافلة الزيت"، ليجد نفسه ثانية في بلاط صاحبة الجلالة.
زميله الأمريكي كان يوجه سؤاله بالإنكليزية، لينقله هو إلى طه حسين باللغة العربية، ومن ثم يجيبه الأخير باللغة الفرنسية، ليقوم وديع مرة أخرى بترجمة الجواب الفرنسي إلى الإنكليزية، أي أن اللقاء كان عبارة عن حلقة حوارية بثلاث لغات مختلفة... ذكريات وديع فلسطين في الصحافة والكتابة
خلال عمله في مجلة "قافلة الزيت" حقق وديع نجاحاً كبيراً، حتى إنه أقنع الكثير من الأدباء بالاستكتاب فيها، كان على رأسهم الكاتب الكبير عباس العقاد، الذي دفع له أكبر مكافأة في ذلك الوقت، أي نحو خمسين جنيهاً للمقالة الواحدة، وعلى حدّ قوله: "هو مبلغ طائل بمقاييس الخمسينيات من القرن الماضي".
وكما كانت الترجمة سبيله في العودة إلى العمل الصحفي، أيضاً تسببت في لقائه بالدكتور طه حسين؛ فأثناء عمله مدرساً لعلوم الصحافة في الجامعة الأمريكية، طلب منه أستاذ أمريكي كان يعمل في الجامعة الأمريكية في بيروت، أن يرافقه كمترجم في لقائه بعميد الأدب العربي.
ويحكي وديع فلسطين أن زميله الأمريكي كان يوجه سؤاله بالإنكليزية، لينقله هو إلى طه حسين باللغة العربية، ومن ثم يجيبه الأخير باللغة الفرنسية، ليقوم وديع مرة أخرى بترجمة الجواب الفرنسي إلى الإنكليزية، كي يتسنى لصاحبه فهمُه، أي أن لقاءهم الأول كان عبارة عن حلقة حوارية بثلاث لغات مختلفة.
تنبأ بعالمية نجيب محفوظ
ساعدت قراءات وديع فلسطين في مطلع حياته، على تكوين ثقافة كبيرة، فإلى جانب اطلاعه على الثقافات الغربية، قرأ أيضاً للكثير من أدباء عصره، وقد ساعدته تلك القراءة في ما بعد على تحقيق منجز أدبي كبير، وصل إلى قرابة أربعين كتاباً، تنوعت ما بين الأدب والاقتصاد والسياسة وعلوم الصحافة، ولعل أشهرها "وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره"، والصادر عام 2003 في جزءين، استعرض فيه علاقته بنحو مائة من الأعلام في مصر والبلاد العربية، كان منهم، طه حسين، والعقاد، والزيات، وسلامة موسى، وساطع الحصري، وسيد قطب، وزكي مبارك، وإسماعيل مظهر، وبشر فارس، وغيرهم كُثر.
وكان وديع فلسطين أول من تنبأ بأن نجيب محفوظ سوف يصبح ذا شهرة عالمية، وهو ما تحقق بعد ذلك بحصوله على جائزة نوبل في الأدب.
أيضاً، شارك وديع فلسطين، في إخراج عدد من الموسوعات، منها "الموسوعة العربية الميسرة"، و"موسوعة الأقباط" باللغة الإنكليزية الصادرة في ثمانية أجزاء عن جامعة "يوتا" في الولايات المتحدة الأمريكية، و"موسوعة أعلام مصر والعالم"، و"موسوعة من تراث القبط".
وقد تسببت موسوعية وديع فلسطين في لفت الأنظار إليه، حتى جعلت الكثير من الأقلام تشيد بعبقريته، بينهم الناقدة صافيناز كاظم، التي قالت: "إن هوايته الفكرية هي البحث عن تعبيرات علمية أغفلتها القواميس المتخصصة"، كما وصفت استخدامه للغة العربية بأنه "أنيق لدرجة أنه يجعل محبي تلك اللغة يشهقون من شدة إعجابهم"، وأن "أسلوبه الأنيق الظريف يصل إلى أعماق الشخصية التي يتحدث عنها، مزيلاً الحواجز بين المؤلف والمؤلف عنه".
كما قال عنه الكاتب أنور الجندي في صحيفة "الأديب" في كانون الثاني/يناير عام 1961، إن: "الأستاذ وديع فلسطين، كاتب خصب الإنتاج، موفور الثقافة، عميق أوجه الفكر، من أبناء تلك المدرسة الوسطى التي تجمع بين القديم والجديد، وثقافة الشرق والغرب على هدى وبصيرة".
أيضاً، أشاد به الكاتب الكبير عباس العقاد، بل وكان يعرف قدره حق المعرفة، فعندما زاره في منزله أهداه احد مؤلفاته، بإهداء جاء فيه "إلى الأديب المكين وديع فلسطين"، معلناً بذلك عن مكانة وديع لدى شخصية العقاد التي لم تعرف المحاباة والمجاملة.
"مدرسة صحفية شامية"
في عام 2007 – 2008، التقت الكاتبة الصحافية ولاء أبو ستيت بوديع فلسطين مصادفةً، حين كانت على موعد مع الناقد الأردني يوسف بكار، لإجراء حوار صحافي معه.
لم تكن تعرف وقتها قيمة الكاتب المصري الكبير، بل كان مجهولاً بالنسبة لها، ومن ثم كان موقفها دليلاً دامغاً على أن الرجل لم ينل ما يستحق من الشهرة والتقدير في حياته، وأخذ الناقد الأردني على عاتقه تقديمه لها بشكل يليق به، بل وخلق داخلها شغفاً لمعرفته واكتشاف عوالمه، سواءً في الصحافة أو الترجمة، هذا الشغف الذي خلف كتاب "وديع فلسطين... حارس بوابة الكبار الأخير”.
في تصريحات لرصيف22 تقول أبو ستيت عن اختيار اسم الكتاب، إنها اختارت الاسم بهذا الشكل "حارس بوابة الكبار الأخير" لأنها رأته حارساً أميناً للكتاب الراحلين من مصر والعالم العربي، لا سيما أدباء المهجر، "فهو الحارس الأمين على تراثهم وفكرهم، كما أنه آخر من كان يكتب عنهم باعتباره معاصراً لهم، ومن ثم فهو دائماً يقدم مشاهدات وأطروحات مختلفة، ومن هذا المنطلق رأيت أن بوابة العبور إلى الكبار في طريقها للأفول، بينما هو الحارس الأخير المطلع على عالمهم".
وتعتقد أبو ستيت أنه كان "يمثل مدرسة صحفية بذاتها، بكل ما قدمه في روافد الكتابة والفكر المتنوعة، ولكن يمكننا القول إن الروافد التي مثلتها مدرسة وديع فلسطين، هي روافد مشرقية، إن لم نقل شامية، وبالخصوص لبنانية".
وتضيف: "في بداية عمله مع (المقتطف) و(المقطم)، بدأ يختلط بكبار الكتاب والصحافيين الشوام، الذين أسسوا (المجلة) و(الجريدة)، وأيضاً من كانوا يشرفون عليها، ذلك إذا ما تحدثنا عن خليل باشا ثابت، ومن بعده كريم ثابت، وحتى المؤسسين الأوائل".
وتحكي صاحبه كتاب "وديع فلسطين... حارس بوابة الكبار الأخير"، انه كان يقول إنه وهيكل من نفس الجيل تقريباً، وإن كان أحدهم يسبق الآخر في تاريخ الميلاد بأسبوع، مضيفة: "أعتقد أنه كان في منزلة ومرتبة موازية لهيكل، ولكن هذا التوازي تحول بعد ثورة يوليو 1952 إلى أن يتجه كليةً إلى الثقافة، مبتعداً عن السياسة، ذلك بسبب التقييد الذي طاله هو وزملاؤه".
وتابعت: "في اعتقادي أنه لم يكن من الشخصيات المقاتلة التي تناضل وتقاوم في سبيل رؤيتها، ومن ثم اختار الطريق السهل، وإن كان هذا الطريق وضع اسمه بحروف من نور، وبشكل مختلف، في السياق الثقافي العربي بشكل عام، والمصري على وجه الخصوص".
ضرب وسرقة
قبل أكثر من 60 عاماً، وفي حي مصر الجديدة، استأجر وديع فلسطين بيتاً بـ9 جنيهات، هو البيت الذي شهد وحدته، بعدما توفيت زوجته وهاجر ابنه إلى كندا، وانشغلت ابنته ببيتها.
الوحدة حالة مناسبة للموت، لكن أول ما رحل من وديع فلسطين كان مكتبته، تلك التي خلت أرففُها الخشبية من روحها، بعدما شهدت عصوراً من الثقافة والأدب، وحملت على صدرها كتباً بتوقيع أصحابها من أعلام الثقافة العربية، أمثال طه حسين، والعقاد، ونجيب محفوظ، وغيرهم.
باع وديع مكتبه لإحدى طالباته القدامى، وهي لبنانية الجنسية، كانت تدرس أمامه في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعدما أبدت استعداداً لشرائها، على أن تحافظ عليها كاملة، وأن يكتب فوقها اسم صاحبها.
لم تحتوِ مكتبته على أمهات الكتب العربية والمترجمة فقط، بل وبحكم عمله الصحافي، فقد كان بها كنز ثمين من الرسائل، سواءً من رجال السياسة أو من الأدباء؛ أمثال العقاد والزيات وإلياس فرحات، والذي لا يقل عددها عن 10 آلاف رسالة.
أيضاً لم تقتصر آلام الوحدة على النفسية فقط، بل وتسببت لكاتبنا الراحل في آلام جسدية، لا سيما بعدما أصبح مطمعاً للصوص، فجَرَت واقعةُ الاعتداءِ عليه، وسرقته قبل 5 سنوات، لتضيف حلقةً جديدة في سلسلة القسوة التي عاشها وديع فلسطين.
اعتُقل شاباً في زمن جمال عبد الناصر، وفي شيخوخته اختبر آلام الوحدة، ودخل عليه مجموعة من اللصوص، قيدوه في سريره، وأشبعوه ضرباً... الحياة القاسية لوديع فلسطين
وقعت الحادثة في كانون الأول/ديسمبر 2017، على يد مجموعة اللصوص، الذين كانوا أكثر قسوةً ممن أمروا باعتقاله شاباً. فهؤلاء لم يرحموه في شيخوخته، حتى إنهم لم يكتفوا بسرقته، بل قيدوه في سريره، وأشبعوه ضرباً، ليعترف عن مخبأ الأموال.
الحادثة التي تعرض لها الكاتب صاحب الـ94 عاماً، أثارت وقتها جدلاً كبيراً، فقد أشيع أن عناصر تابعة لجماعة "الإخوان" هاجمته لسرقة مذكراته، التي تناول فيها تفاصيل لقائه بحسن البنا، لكن سرعان ما كشفت الشرطة كذبَ تلك الرواية، وأن ثلاثة لصوص هاجموه لسرقته، في جريمة أُعدّ لها مسبقاً.
في صباح يوم الحادث، طرق بابه اثنان انتحلا صفةَ محصلي شركة المياه، طالباه بدفع فاتورة بقيمة ألف جنيه. أحضر الرجل العجوز لهما الأموال، فأخذاها من يده وفرّا هاربيْن. وهو لم يشغل باله بالواقعة، ولكبر سنه، لم يلحق بهما.
لم ينجح اللصان في غايتهما، تخمرت في ذهنيهما العودةُ ليلاً، لسرقته مرة ثانية، معتقدين في ثرائه، وأنه يعيش بمفرده. وضعا اللصان خطةَ للعودة، ولمعرفتهما بخادمته، استعانا بسيدة ادعت أنها جاءته من طرفها لتنظيف شقته.
أدخلها الرجل فأتمت مهمتها، وتركت لهما الباب مفتوحاً من الشارع. عادا ودخلا فوجداه ممدداً في غرفة نومه، فتعدا عليه وسرقا أمواله، وتركاه مقيداً في السرير، حتى وجدته خادمته لدى عودتها من عملها، فاستعانت بالجيران، وأبلغوا الشرطة، التي كشفت تفاصيل الجريمة، بعدما نقلت وديع إلى المستشفى في حالة انهيار عصبي.
نجا وديع فلسطين من الموت عام 2017، وقت تعدي اللصين عليه، لكنه لم ينتصر أمام أمراض شيخوخته الذي لازمته طويلاً، إذ رحل عن عمر ناهز الـ99 عاماً بعد صراع طويل معه، تاركاً إرثاً أدبياً قيماً، ضمن له بقاءً في ذاكرة الثقافة العربية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com